في حين ينشغل العالم بتنظيم حركته المناهضة لعقوبة الأعدام، تستمر الحكومة العراقية بتدوين تاريخ قاتم لها !


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 14:58
المحور: الغاء عقوبة الاعدام     

.في حين ينشغل العالم بتنظيم حركته المناهضة لعقوبة الأعدام، تستمر الحكومة العراقية بتدوين تاريخ قاتم لها !

اعلنت مصادر في وزارة العدل العراقية عن تنفيذ السلطة لحكم الأعدام بحق 11 شخصا اليوم الاحد المصادف 7 تشرين الاول. وبعد ان اعلنت وزارة العدل الخميس الماضي عن اعدام ستة اشخاص متهمين بالأرهاب يصل عدد الذين نفذ بحقهم هذه الجريمة الى 113 منذ بداية هذه السنة. في حين انه اعدم 68 شخصا في سنة 2011 شخصا، تضع الأعدامات الجماعية العراق في سباق مع الدول الاخرى التي تتبارى لتسجيل اعلى نسبة من جرائم الأعدامات ليكون بالتالي من بين الدول القلائل التي تستمر بتنفيذ هذا الحكم البربري على الصعيد العالمى. لا تفصلنا عن العاشر من اكتوبر - اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الأعدام الأ ايام قليلة. في هذا اليوم ينادي كل التحرريون والأنسانيون بحق الحياة وضرورة تخليص العالم من تنفيذ هذا الحكم الجائر وهذا القتل المتعمد والمبرمج وتحت راية العدالة وحماية المجتمع كذبا ورياءا.

ان الحكومة التي لا تستطيع ان توفر العمل او ضمانات البطالة المجزية ولا ضمان حياة وحماية المواطنين من الأرهاب والحد من تدهور الوضع الأمني بسبب صراعاتهم الدينية والطائفية والقومية والعشائرية بين المجاميع السياسية التي اوتي بها الى سدة الحكم تحت راية تحرير العراق والديموقراطية، قد خرجت بنتيجة انها بيضت وجه اكثر الحكومات الدكتاتورية في العراق دموية وعلى رأسهم الدكتاتور سيء الصيت صدام حسين. ان هذه السلطة عاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والدواء والعلاج والتعليم المجانيين وغيرها. وبظل سلطتهم تدهورت اوضاع المرأة والطفل والمستوى المعيشي للمواطنين وشاع الفقر والجوع والتشرد والتهجيرات. انهم عاجزين عن ادارة البلد ويريدون فرض انفسهم على رقاب المجتمع بالقتل والتخويف وحملات الاعدام.

بتنفيذهم هذه الأعدامات الجماعية وبظل النضالات العالمية لالغاء عقوبة الأعدام فان من في السلطة اليوم يقف بوجه الارادة العالمية للدفاع عن حق الحياة وعن الكرامة الأنسانية للبشر. انهم يواجهون العالم المتمدن بعملهم هذا. وبنشرهم لافكار الحقد الاعمى واثارتهم مشاعر الانتقام والكراهية فاننا نعرف بانهم نشروا اكثر الأفكار والتوقعات تخلفا وانحطاطا بين مواطني العراق. لكن يجب ان يعرف هؤلاء ان الحقيقة كالنور الساطع لا قدرة لاي ظلمة على حجبها مهما زادت قتامتها وبشاعتها وطال زمنها. لقد وقفوا بالضد من المنظمات الأنسانية العالمية وضد مناشدات الحركة الانسانية لايقاف نزيف الدم وتعميق الجروح ومشاعر الحقد والانتقام اكثر فاكثر.

مرة اخرى، ندعوا العالم المتمدن والجماهير المتحررة في العراق والمنظمات العالمية للوقوف بشكل اكثر حزما وصرامة ضد هذه الهمجية والبربرية وانعدام الانسانية، اننا مقتنعين بان صوت الانسانية سينتصر ويعلو صوت حق الحياة على اصوات الكراهية والحقد والأنتقام.

لا لعقوبة الاعدام !
عاشت الأنسانية وعاش حق الحياة !

سمير نوري
مسؤول حملة الغاء عقوبة الأعدام في العراق
الأحد 7-10-2012