الشيوعية العمالية ومسألة عبادة الشخصية!


توما حميد
الحوار المتمدن - العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 17:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

لقد وجدت من الضروري نشر الرسالة التالية التي كتبها منصور حكمت في هذا الوقت. انها تبين بشكل واضح رأي الشيوعية العمالية على لسان مؤسسها حول مسالة عبادة وتقديس الشخصية. يجدر الاشارة ان كون هذه الرسالة رسالة شخصية تدل ان هذا الرأي ليس مجرد ادعاع.

رسالة الى رفيق
في خضم اداء مهمة روتينية، اطلاق لقب "القائد العظيم" واقواس النصر ليس تقليدنا!

منصور حكمت

رفيقي العزيز،
وصلتني رسالة مفعمة بالمحبة والاغراق. لم تذيل الرسالة باسم، ولكني حدست (من خط اليد ومن اسلوب وصولها لي) انها رسالتك. لا اعرف هل تساورني الغبطة ام الحزن مما كتبته. يمكن للغبطة ان تكون جراء: ان رفيقاً، من الواضح انه ذا عقل سليم، يمدح انساناً بهذه الطريقة ولديه مثل هذه النظرة العالية... لانسان. بيد ان للحزن مبررات اعمق. ببساطة ووضوح اقول، اذا كان استخدام تعبير مثل "الرفيق العظيم" مجازا بحق اي انسان (وهو ماليس مجازاً)، فانه ليس مجازاً معي اطلاقاً. ان كنت ساهمت، وبراي رفيق مثلك انها مساهمة قيمة، فذلك لمبعث سروري، ولكن اطلاق لقب على اناس، سواء في حياتهم او بعد وفاتهم، اناس قاموا على الاكثر بعُشر ماكان ينبغي او مايستطيعون القيام به، وفي اوقات كثيرة بتدبير الامور وبزوغها جانباً، ليس صحيح اطلاقاً. لندعه مع تقليد تلك الطبقة التي مدنها وشوارعها متخمة بالرموز واقواس النصر والقبب والمقرات وتقليد ورموز وصور اناس ظاهراً باسم طبقتنا، ولكنها في الحقيقة موروث الطبقات المالكة ولاقيمة له.... حنَّطوا اجساد قادتهم ، وقدسوا الاحياء والاموات منهم، او الاموات عموماً، مثل الائمة المعصومين وتركوا تبعاتها علينا. في خضم القيام بعمل روتيني، من الافضل ان لانمنح الجوائز. انا وانت شيوعيين نعمل استناداً لوعينا، وكلي امل ان نقوم بعمل جيد.
مع اعتقادي بانتصار الشيوعية العمالية
نادر (منصور حكمت)
ت: ف. محمود