الربيع العربي أنهى البيات الشتوي بعد كامب ديفيد


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 13:30
المحور: مقابلات و حوارات     

• موفاز لم يحمل رسالة سلام ولا بدّ من الاعتراف بالدولة أمميّاً
• سياسة أمريكا ميكافيلية وإسرائيل تريد الضفة مفتوحة لها
• مصر تتجه نحو التوازن وخطاب مرسي اتصف بالتصالحية
• نطالب بتفعيل المقاومة الشعبية الفلسطينية وفق خطة مدروسة للتمويل
"الدوحة" – اسعد العزوني
وصف أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة الحراك العربي بالحالة الثورية التي ستأخذ مداها للوصول إلى أوضاع عربية جديدة تقوم على التوازن والاتزان في البلدان العربية، موضّحاً أن أمريكا فُوجئت بانفجار الأوضاع في تونس ومصر. وقال: إن غالبية الدول العربية تمرّ بمرحلة انتقالية جديدة وأن التغيير سيطرق أبواب الجميع. وردًّا على سؤال حول امتناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن لقاء زعيم حزب " كاديما" نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز قال: إن ذلك يعود لأن موفاز لم يكن يحمل رسالة سلام، واصفًا إياه بالصامت إزاء ممارسات حكومته اللاإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، أمّا بالنسبة لاعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية فشدّد حواتمة على ضرورة مواصلة المشوار والعودة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بالدولة، مؤكّدًا أن رفض إسرائيل وأمريكا لإدراج اليونيسكو لكنيسة المهد ضمن قائمة التراث العالمي، مردّه لرغبتها إبقاء الضفة مفتوحة للاحتلال.
فيما يلي نص الحوار:
• كيف تنظر إلى المتغيّرات العربية منذ ثورة تونس؟
- الحراك العربي الدائر منذ أحداث تونس، عبارة عن حالة ثورية ستأخذ مداها للوصول إلى أوضاع عربية جديدة تقوم على التوازن والاتزان في البلدان العربية، بما يُلبّي الحدود الدنيا من مطالب الشعوب وفي مقدّمتها الكرامة والحرية والعدالة والديمقراطية. وما أودّ قوله هو أن الشعوب العربية تئنّ لأربعين عامًا من البيات الشتوي حيث سلسلة التراجعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتخلف والفقر وتحالف السلطة مع المال منذ توقيع السادات معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل. هذه الحراكات اتسمت بخصوصية في تونس، إذ أخذت مجراها في التوازن والسلامة، ومشوار التغيير المستمر وصولاً للدولة الحديثة، كما أن المغرب العربي أيضًا يأخذ طريقه نحو التوازن والتعدّدية كما هو الحال في المغرب والجزائر، ويشهد اليمن تغيّرًا ملحوظًا بعد خلع الرئيس علي عبدالله صالح، وانتخاب الرئيس الجديد وتشكيل الحكومة الائتلافية، كما أن اليمنيين يُعدّون لدستور جديد، وستبدأ طاولة الحوار الوطني الشامل هذا الشهر. وعلى هذا الصعيد فإن الحراكات العربية الشعبية الواسعة، تُطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية
• هل حُسم الأمر في مصر بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي؟
- هناك مرحلة انتقالية جديدة أولى في مصر تتجه نحو التوزان فالانتخابات البرلمانية للغرفتين ( نواب و شورى) قريباً، وسيُعاد النظر بقانون الانتخاب، ومطروح تشكيل لجنة تأسيسية جديدة.
بعد انتخاب الرئيس مرسي دخلت مصر المرحلة الانتقالية الثانية، ويتضح جلياً أن شباب الثورة مع حقوق الشعب الفلسطيني، واتصف خطاب الرئيس محمد مرسي بالتصالحية.
• ما قراءتك للنهايات في الوطن العربي ؟
- غالبية الدول العربية تمر بمرحلة انتقالية جديدة، وسيطرق التغيير أبواب الجميع، وهناك دول تبحث عن حلول اقتصادية وسياسية واجتماعية لمشاكلها ونسمع أصواتًا خليجية تُنادي بحرية المرأة والتعدّدية والعودة إلى الشعب. لقد شكّل صلح السادات المنفرد مع إسرائيل بداية البيات الشتوي العربية، ولذلك هناك دعوات مصرية لمراجعة بنود معاهدة كامب ديفيد، وفرض السيادة الترابية، المصرية على سيناء، وأرى أن الزمن لن يطول حتى تفرض ميادين التحرير في مصر السيادة الكاملة على كامل الأراضي المصرية.
• برأيك لماذا امتنع الرئيس عباس عن لقاء الجنرال موفاز؟
- موفاز لم يحمل معه أي مشروع سلام للرئيس عباس، وهو عضو في حكومة نتنياهو، ليبرمان، وباراك الذي ائتلف معها، وبالتالي فإن لقاءه المفترض مع الرئيس عباس كان للعلاقات العامة، واستطلاعًا من جديد للموقف الفلسطيني، وهو صامت على عمليات التوسّع في الضفة وتهويد القدس الذي لم يتبق منها سوى 15% عربياً، وجرى تهويد ما نسبته 30% بالكامل ناهيك عن وجود 300 ألف مستوطن في القدس والتحالف القائم بين نتنياهو والمستوطن. وهناك نقاش حول بناء جامعة في مستوطنة "أرائيل" رغم احتجاج ألف أكاديمي إسرائيلي خشية تعميق المقاطعة الأكاديمية الأوروبية للجامعات الاسرائيلية ولم نسمع أن موفاز احتج على ذلك .
• هل ما زلتم مصرّون على التوجّه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية؟
- نحن مصرّون على ذلك، ويجب مواصلة الجهود، وما حصل أننا في المرّة الماضية لم نحصل على تأييد تسع دول من مجلس الأمن، وتلقينا دعوة كاذبة من نتنياهو بتحريك عملية السلام، وأن يتعامل بالإيجاب مع قرار الرباعية، وذلك في يوم خطاب الرئيس عباس في الجمعية العامة، هذا ما دعانا إلى عدم إكمال مشوارنا للأمم المتحدة بسبب بيان الرباعية. وأستطيع القول إنه في حال عدم اتخاذ مجلس الأمن قراراً لازماً بشأن الاستيطان، واكتفى بالتنديد فإننا سندعو الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار بالأغلبية لمنع الاستيطان تحت عنون قانون موجود في الأمم المتحدة بموجب الفصل السابع، وهو " متحدون من أجل السلام".
• ما الجديد على الساحة الفلسطينية ؟
- قدّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مشروعاً دفاعياً جديداً عن قطاع غزة للفصائل المسلحة الخمسة، ونحن في طور مناقشته مع كل الأطراف الفلسطينية، وكما تعلم فإن غلاف غزة براً وجواً وبحراً محتل ومحاصر، ولذلك ارتأينا أن الوسائل السياسية والدبلوماسية لا تكفي. ويتضمّن هذا المشروع بناء "جبهة مقاومة متحدة" من الأجنحة الفلسطينية العسكرية، بغرفة عمليات مشتركة، موحّدة بين الجميع تدرس الأوضاع الأمنية والعسكرية لكسر الحصار وكذلك بناء استراتيجية وجبهة مقاومة موحدة.
• ما نظرتكم للتهدئة في قطاع غزة؟
- التهدئة هي من الجانب الفلسطيني فقط، ونحن نرفضها لأنها يجب أن تكون من الجانبين وبالتزامن، فإسرائيل تحتل شريطاً أمنياً داخل قطاع غزة وفي الأراضي الغزية ويلتهم 35% من الأراضي الزراعية الخصبة.
نحن نُطالب بتفعيل المقاومة الشعبية من شعار نظري الى انتفاضة ثالثة، وهذا يتطلّب خطة مدروسة ممولة موحّدة للمقاومة الشعبية.
• هل أنتم راضون عن عمليات تبادل الأسرى؟
- إسرائيل أعادت اعتقال اغلبية الأسرى المحرّرين كما أنها لم تعد النظر في قانون الاعتقال الاداري.
• الانقسام الفلسطيني الى أين؟
- ندعو كل الفصائل لاستكمال عقد اللجنة القيادية العليا حسب اتفاق الرابع من أيار/ مايو 2011 في القاهرة وسنعتمد قانوناً انتخابياً واحداً للداخل والخارج وسنصل الى مرحلة الحكومة الواحدة، وتوحيد الأجهزة الأمنية ووضع جدول زمني للانتخابات البلدية قبل نهاية العام وكذلك الطلابية والعمالية والمرأة وفق القانون النسبي الكامل، ووضع سقف زمني للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بالتزامن بين هذا، الرابح الوحيد من الانقسام هو إسرائيل والخاسر هو الشعب الفلسطيني ودول الطوق، وأوجّه ندائي إلى الشباب والنساء في فلسطين للنزول الى الشوارع، لإنهاء الانقسام تحت شعار:" الشعب يُريد إنهاء الانقسام"، وإن لم يستجب البعض يتطوّر الشعار الى :" الشعب يُريد إسقاط الانقساميين".
وأقول للجميع كفى، فغول الاستيطان يلتهم الضفة، وكذلك التهويد يلتهم القدس.
• كيف تنظرون الى السياسة الأمريكية في المنطقة؟
- السياسة الأمريكية في المنطقة تتصف بالميكافيلية وليست براغماتية كما يقولون، والمصالح الأمريكية العليا هي التي تتحكّم بالسياسة، ولا ترتبط بأي من المبادئ الدولية وفي السياق حق تقرير المصير، وأُؤكد أن ادارة أوباما ليست في وارد الحراك العربي، كما أن ادارة بوش حصرت اتصالها مع الحكومات العربية.
وليس سرًّا القول إن واشنطن فُوجئت بالحراك العربي، لذلك تخبطت في تونس ومصر لعشرة أشهر، كما أن نصائحها لمصر لم تحترم الفترة الانتقالية المصرية.
كما أن أمريكا لا تقف مع الشعوب، ولو كانت كذلك فإن الشعب الفلسطيني هو الأكثر مظلومية ويستحق كل جوائز الصبر، ومع ذلك لم تسمع صرخاته.. والآمه وأنينه..
• برأيك لماذا عارضت أمريكا وإسرائيل إدراج اليونيسكو لكنيسة المهد على قائمة التراث العالمي؟
- صحيح، ولقد أثار إدراج اليونيسكو لكنيسة المهد في "بيت لحم" حفيظة أمريكا وإسرائيل، لأنهما يُريدان ابقاء الضفة مفتوحة للاحتلال، خاصة أن مستوطنة "جيلو" تقع على كتف منطقة "الخضر" في بيت لحم، وكما هو معروف فإن أمريكا جمّدت علاقاتها باليونيسكو وكذلك أوقفت دعمها المالي لها منذ دخول فلسطين عضوًا كاملاً في اليونيسكو.
• ما هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التضامن العربي؟
- يتوجّب على الدول الغنية مساعدة الدول الفقيرة لتنظيف ديونها البالغة 200 مليار دولار، حصة مصر منها 124 مليارًا، وهذا لا يتساوى مع ما خسره الخليج في الأزمة المالية العالمية عام 2008، والبالغ أربعة تريليونات دولار.
والمطلوب عدالة عربية حتى لا يبقى الشعب الفلسطيني تحت رحمة إسرائيل اقتصادياً، وكذلك الأردن تحت أزمة وسيف الديون البالغة 22 مليار دولار .
ويتطلب التضامن العربي استجابةً للشعوب وضرورات تعلم الدروس من التعامل مع الأمريكيين وعدم إعطائهم كل شيء بالمجان.