محاق


حميد كشكولي
الحوار المتمدن - العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 03:34
المحور: الادب والفن     

أمضيتُ الكثير من الحلم في صمت ِ الشراب ،
حتى صرخت ْ شجرة الكستناء في فناء الحيّ:
حميد ! يا حميد !
لقد بلغت َ المدى ،
وتلاشت ْ أطرافك
في ظلال البرتقال.

يجيبني القمر:
استجمع أشلاءك
و اسمعْ ْ نجاة الصغيرة !
وتأمّلْ جذور الفجر
في صوت فيروز!
واكتبْ رسالة لذاتك الهائمة لكي تعود،
وتمتلئ بشهقات النعناع والريحان.


طيف ذاتي يطل علي،
يعبئني بعذاب نظرة الطائر الملتاع بانتظار أن يتوارى ظل النسر على عش أفراخها،
كأنها امرأة حبلى بقوس قزح الاقحوان الجريح الذي يغتسل في ساقية القمر يكاد يدخل المحاق.

أفتش بين خصلات شعر ليلى عن ذاتي
آه .. ذاتي
أنا أكتب قصائد لذاتي
لأنني أصبحت عبد ذاتي
منذ أن شربت وثملت
لن أترك الصلاة أمام وثن السكينة،
لأجل ذاتي.

دعينا يا ذاتي الآن نشرب أنا وأنت حليب السحاب الماطر على خطى غزالتي في راحتيّ!
لكي نوصد النهار على الليل بصهيل اللا مكان ،
فتستسلم اسطورتنا لهديل الصباح،
لأستطيع رؤية عينيك والعبث بخصلات شعرك
فتدغدغ رمال المغفرة الرطبة قدميّ.
و ترفرف النورس فوق أفق الألوان و أوفر لروحي الملح و الضياء.



14 ابريل 2012

14 ابريل 2012