اجتماعات القيادات الفلسطينية في القاهرة -انتهت إلى لا شيء-


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 15:08
المحور: مقابلات و حوارات     

الغرق بالصراعات الجزئية يؤدي إلى تعميق الانقسام
القضايا الخمس الكبرى التي تحاورنا عليها طريق إسقاط الانقسام

حاوره: هشام مهران ـ القاهرة
ضيفي في هذه الحلقة السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ أهلاً وسهلاً بك والشعوب العربية وعلى كل من يتلقى منبر 25.

س1: كان من المنتظر أن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة خلال اجتماع منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة (23 شباط/ فبراير)، لماذا لم يتم تشكيل هذه الحكومة ؟
هذه الحكومة كان يجب أن تتشكل قبل نهاية كانون الثاني/ يناير من هذا العام، بعد أن اتفقنا من جديد، وكان من المنتظر أن تتشكل قبل نهاية أيار/ مايو 2011؛ عندما وقعنا اتفاق مايو في القاهرة، لكن الإشكالات بين فتح وحماس عقّدت الأمور كثيراً، كذلك السلطة مسندة بعدد من الدول العربية ودول عالمية، وحماس مسندة بعدد من الدول العربية وفي منطقة الشرق الأوسط، وكل منها يطمح للاحتكار، وعندما أفشلنا مشاريع الاحتكار الأحادي طمحوا لاحتكار ثنائي يقوم على المحاصصة في استلام السلطة والحكومة، أيضاً وصلوا إلى طريق مسدود، لأننا قلنا: "لا للانقسام ... لا للمحاصصة"، يجب إعادة بناء الوحدة الوطنية على قواعد ديمقراطية جديدة.
كنا نتوقع باجتماع 23 شباط/ فبراير أن نخطو خمس خطوات كبيرة مشتقة من البرنامج، والاتفاقات التي وقعناها أربعة مرات والتي أشرت لها، والعنوان الكبير الأول "برنامج سياسي موحد"، العنوان الثاني "حكومة توافق وطني"، والعنوان الثالث "قانون واحد انتخابي للشعب الواحد"، يقوم على التمثيل النسبي الكامل، الأرض المحتلة عام 1967 دائرة انتخابية واحدة، وأقطار اللجوء والشتات دائرة انتخابية واحدة بقوائم التمثيل النسبي المغلقة 100%، والعنوان الرابع: أن نضع خطة اجتماعية واقتصادية جديدة من أجل العدالة في صفوف الشعب الفلسطيني؛ لتحمل أعباء الصمود والنضال ضد الاحتلال وزحف استعمار الاستيطان، والعنوان الخامس: أن نعود إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ونقدم مشروع القرار للتصويت عليه بالأمم المتحدة بأغلبية الثلثين للاعتراف بدولة فلسطين ندخل "دولة"، لأننا الآن بالأمم المتحدة منظمة التحرير والاعتراف بأن لها "حدود 4 حزيران/ يونيو 1967"، لأن أبو عمار ومحمود عباس بعده دخلوا مفاوضات دون مرجعية دولية بحدود محددة، عشرين عاماً وانتهى هذا كله إلى طريق مسدود، وعاصمتها "القدس المحتلة" عام 1967، نحل هذه القضايا الثلاث بمشروع جديد ندخل فيه بالأمم المتحدة، يُصوّت عليه.
هذه العناوين الكبرى الخمسة، اصطدمت بجزئيات صراعية بين فتح وحماس، جزئيات صراعية حول الاعتقالات المتبادلة بالضفة وقطاع غزة بين فتح وحماس، والتضييق على الحريات أيضاً بالضفة وقطاع غزة على يدي حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله وحكومة حماس في قطاع غزة، وتعطيل عمل لجنة الانتخابات المركزية لإعداد اللوائح الانتخابية، يوجد جيل كامل يفيض عن نصف مليون من البشر لهم الآن حق الاقتراع، وحتى نجهز أوضاعنا للعودة للشعب بالانتخابات اصطدمنا بهذه الجزيئات الصغيرة وغرقنا بهذه الجزيئات هذا أولاً.
وعندما انتشلنا الوضع مرة أخرى باجتماع 23 شباط/ فبراير وأجمعت كل الفصائل على معظم هذه العناوين، وأجمعت على قانون واحد للشعب الواحد، قانون تمثيل نسبي كامل لكل مؤسسات السلطة التشريعية والتنفيذية ومؤسسات منظمة التحرير، ووضعنا بياناً بذلك اعترض أبو مازن على الفقرة السياسية بالعودة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأنه يريد أن يجري مشاورات، واعترض خالد مشعل على قانون الانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل لأن حماس تريد قانون مختلط، والقانون المختلط جاء بالانقسام الرهيب العبثي والمدمر، سبع سنوات عجاف وأنتم الآن بمصر جربتم ماذا يعني القانون المختلط، أسوأ قانون انتخابي في العالم، دائرة نسبية ودوائر فردية، وحماس تريد العودة إلى القانون المختلط، لذلك مشعل أصر حتى الدقيقة الأخيرة أن نعطيه فرصة إضافية للاجتماع القادم هذا جانب.
الجانب الآخر حكومة التوافق لم تتشكل أيضاً لأن الأخوة في حماس وضعوا سلسلة من الاشتراطات على محمود عباس أولاً: أن يكون نائب رئيس الوزراء من حماس ومعهم أغلبية الوزارة، ومعهم الداخلية والعدل والمال، ولذلك تعطّل كل شيء وغرقنا مرة أخرى بالجزيئات، والقضايا الكبرى لم نتمكن أن نفعّل شيئاً بصدها بانتظار النضال من جديد لنجهّز أوضاعنا لاجتماع قادم في يوم قادم قد ينعقد وقد لا ينعقد.
س2: إذاً حركة حماس تحديداً فيما يتعلق بالاشتراطات التي وضعتها لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وأكثر من متحدث باسم حركة حماس نفى أخيراً هذه الشروط، هل يمكن أن نقول أنك تؤكد أن حماس وضعت هذه الاشتراطات فعلاً ؟
هذه معلومات معلنة من حماس قبل أن نأتي إلى القاهرة، فعندما وقع عباس ومشعل برئاسة أمير قطر على ما سُميّ بـ "إعلان الدوحة" الاقتراح أن يأتي أبو مازن رئيس وزراء جاء من خالد مشعل مع أمير قطر، وأمير قطر قال لأبو مازن أنه اتفق مع مشعل على ذلك، ولكن أمير قطر سيعلن أنه صاحب الاقتراح، وعندما وقعوا على إعلان الدوحة عباس يصبح رئيس الوزراء والوزارة من شخصيات مستقلة نظيفة اليد مشهود لها بالوطنية والأخلاق السياسية؛ قيادة حماس الكثير منها في قطاع غزة ومنها محمود الزهار، إسماعيل هنيّة، إسماعيل الأشقر رئيس كتلة حماس البرلمانية، أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي، وغيرهم أعلنوا أنهم يرفضون "اتفاق الدوحة"، أي ترئيس أبو مازن للوزارة، ونشب صراع داخل حماس، الاتفاق الذي وصلوا إليه وافقوا أن يكون عباس رئيس الوزراء بالاشتراطات التي ذكرتها، والنفي متى جاء النفي، جاء بعد أن فشلنا باجتماع 23 شباط/ فبراير في القاهرة، في أن نصل إلى حلول لهذه العناوين الكبيرة التي انتظرها الشعب الفلسطيني.
س3: هل هناك إرادة أو رغبة حقيقية لدى حركة حماس لإتمام المصالحة، فالمواطن العربي عندما يرى الاشتراطات الجديدة أمام "اتفاق الدوحة" لم تكن لا ضمن "الورقة المصرية" ولا ضمن "اتفاق الدوحة" الموقع في 6 شباط/ فبراير، هل لدى حماس إرادة حقيقية أمام أنها تسعى لكسب المزيد من الوقت ؟
نحن حتى الآن علينا أن نقرأ الأحداث كما هي سبع سنوات عجاف بالانقسامات، أنجزنا بالحوار الشامل في القاهرة وغزة أربع برامج توحيدية لإسقاط الانقسام، وكلها ما زالت معلقة بالهواء، لأن التعقيدات تأتي إما من سلوكيات متبادلة بين فتح وحماس، اعتقالات وما ذكرته أيضاً تضييق على الحريات، تضييق على حق التنقل بين الضفة وغزة وبالعكس، والتضييق على جوازات السفر، وهذه كلها قضايا جزئية وتعطلت كل البرامج والاتفاقيات تحت ضغط هذه القضايا الجزئية.
وعليه؛ أقول بكل وضوح لشعب فلسطين ولشعب مصر ولكل الشعوب العربية؛ بأن هناك صراعات على السلطة والنفوذ بين فتح وحماس، ففتح تمسك بالضفة وحماس تمسك بغزة ويسعون إلى تقاسم السلطة كما وقع في اتفاق مكة المكرمة في 8 شباط/ فبراير 2007 محاصصة ثنائية، ثم وقعت الانقلابات السياسية والعسكرية، مما أدى إلى هيمنة حركة حماس بالكامل على قطاع غزة، والفصل الجغرافي والديمغرافي بين الأرض الفلسطينية المحتلة وبين شعب الأرض الفلسطينية المحتلة، وبالتالي أقول أن هذا الصراع رغم البرامج التوحيدية التي وصلنا لها لا زال يفعل فعله داخل صفوف حماس وفتح بالبحث عن محاصصة ثنائية، وهذا منطق 51% من الوزراء على سبيل المثال هذا أولاً.
وثانياً: هناك شبكة من العلاقات في الإطار العربي والشرق أوسطي والدولي تضغط بصيغ متعددة على حلفائها، فحماس متحالفة مع عدد من الدول العربية والشرق أوسطية، وعباس متحالف مع عدد من الدول العربية والدولية الكبيرة وكلها لا تريد الوحدة الوطنية؛ يريدون أن يبقى الانقسام تحت عناوين متعددة، ولكن كل هذه العناوين عندما نضعها على المحك على الأرض؛ عناوين مزورة ومزيفة، ليس صحيحاً أن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تريد السياسة ولا تريد المقاومة، وليس صحيحاً أن حماس تريد المقاومة ولا تريد السياسة بالبرامج التي وقعناها في الإطار السياسي الذي ذكرته (تقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدس المحتلة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967، وحق العودة للشعب اللاجئ).
وأيضاً الذين يمارسون المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وغزو استعمار الاستيطان خمسة قوى فلسطينية وليست حماس وحدها (الجبهة الديمقراطية، فتح، حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية)، ويوجد 8 فصائل أخرى لا تمارس العمل المسلح ولذا فصائل غير مؤثرة في هذا الميدان، وكذلك الآن بالضفة الفلسطينية ممنوع المقاومة المسلحة وبقطاع غزة ممنوعة المقاومة المسلحة على يد حكم حماس تحت عنوان "التهدئة" وضرورة أن تشمل التهدئة الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى لا يقع تعرض تحت هذا العنوان غزو إسرائيلي من جديد، لأن حكومات "إسرائيل" غزت الضفة الفلسطينية ووضعت يدها على كل مناطق السلطة الفلسطينية في 2002 في زمن شارون، وحكومة أولمرت ـ باراك، فعلت هذا أيضاً نهاية 2008 وبداية حزيران/ يناير 2009 بالنسبة لقطاع غزة.
ولذا أقول مرة أخرى تداخل المصالح التي أنبتت لكل من فتح وحماس هذا بالضفة وهذا بقطاع غزة مع شبكة العلاقات الإقليمية، وما هو أبعد في هذا الميدان لتعطيل الوحدة الوطنية؛ وحدة وطنية فلسطينية سيكون عندئذ الدول العربية وعند ذاك الشعوب العربية أمام متطلبات واستحقاقات جديدة اتجاه القضية الفلسطينية، حيث شعب متحد وحركة وطنية متحدة، ونكون أقدر على التأثير والضغط على صدر المجتمع الإسرائيلي وعلى الإدارة الأمريكية وعديد البلدان العربية والشرق أوسطية، لا تريد أن توضع أمام وضع جديد مبني على الوحدة الوطنية الفلسطينية.
س4: خطاب إسماعيل هنية من على منبر الأزهر سأنقل لك أحد التعليقات على هذا الخطاب: يقولون أن السيد إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس المقالة في غزة طالب المصريين من فوق منبر الأزهر أن يتوجهوا لتحرير الأقصى، شهداء بالملايين، وهو في نفس الوقت هو وحركته عاجزين عن توحيد الشعب الفلسطيني، كيف تُعلّق على هذا ؟
هذا التعليق في مكانه وموضوعي، فعندما يطالب الشعب المصري والشعوب العربية بالملايين الملايين على القدس رايحين من أجل تحرير القدس، علينا أن نفتح الطريق لتتمكن هذه الملايين أن تأتي وتفتح الطريق؛ يستوجب في المقدمة إسقاط الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية تحت العناوين الخمس والست الكبيرة التي ذُكِرَت لك.
س5: هل نفهم من ذلك أن حركة حماس هي بالكامل أن القرار السياسي ليس في يدها وإنما في يد الدول الحليفة لها أو الدول الداعمة لها ؟
أي تحالفات تقع في العالم بين دولة ودولة أخرى أو بين حركة سياسية وحركات ودول أخرى؛ أن القرار لا يكون قراراً وطنياً مستقلاً كامل الاستقلالية، بل هذه التحالفات تؤثر على المتحالفين بنسبة أو بأخرى، لأنه "لا يوجد تحالفات مجانية"، وعلى حد تعبير المثل الشعبي "لا يوجد وجبات ساخنة مجانية"، وبالتالي التحالفات تؤثر على بعضها البعض، وهنا مشكلة القرار الوطني الفلسطيني المستقل يعاني، وبالتالي القوى الاستقلالية بالحركة الفلسطينية البعيدة عن عقد تحالفات تؤثر عليها أو دول لا تريد أن تتحالف معها أيضاً، الأقدر على صياغة الموقف الوطني التوحيدي الديمقراطي للخلاص من الانقسام وصياغة سياسيات واقعية وطنية وقومية، وصياغة سياسة أممية ودولية تمكن من أن نشق طريقنا في العالم، يعترف بنا وبحقوقنا الوطنية، وندخل كل المؤسسات العالمية.
س6: مراقبون في قطاع غزة يدللون على عدم رغبة حماس في إجراء الانتخابات في قطاع غزة بأنها سمحت للجنة الانتخابات هناك بفتح مركز واحد فقط من بين 250 مركز مطلوب لتسجيل ما ذكرته، جيل كامل يحتاج إلى تسجيل أسمائهم في سجلات الانتخاب لماذا ترغب حماس في تأجيل الانتخابات ؟ وهل المواطن في غزة لن يعطي حماس صوته بعد كل هذه السنوات من الحصار ؟
لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة معطلة، وعلمت علم اليقين من الأخ أبو مازن أن الاجتماع الأخير بعد أن أنهينا كل أعمالنا في 23 ـ 24 شباط/ فبراير؛ وقع اجتماع طويل بينه وبين الأخوة في حماس بحضور خالد مشعل وإسماعيل هنية، وعندما عاد وضغط أبو مازن على ضرورة أن تذهب لجنة الانتخابات المركزية إلى قطاع غزة وتبدأ أعمالها وتنجزها، حتى تصبح الطريق مجهزة للعودة إلى الشعب بالانتخابات، وكان هناك إجماع من 12 فصيل، وكل الشخصيات المستقلة بقانون واحد يقوم على التمثيل النسبي الكامل، وبعد نقاش طويل انفتح على مصراعيه بلغة فصيحة وسأل إسماعيل هنية لماذا لا تسمح للجنة الانتخابات المركزية أن تعود إلى غزة وتبدأ أعمالها وبكل مكاتبها ؟! فكان الجواب مباشرة: لن نسمح إلا بعد أن ننتهي من حل مشكلة المعتقلين في كل من الضفة الفلسطينية، ومشكلة جوازات السفر ومشكلة حرية التنقل وعدم منع أحد، وإعادة ممتلكات حماس بالضفة الفلسطينية لها؛ والتي صُودرت على يد السلطة الفلسطينية، كما صادرت حماس أيضاً بغزة كل مؤسسات السلطة الفلسطينية. مكتب منظمة التحرير الفلسطينية مُعطّل منذ 6 سنوات وحتى الآن، وقبل أن تحل هذه القضايا لن نسمح كما قال للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في قطاع غزة.
الانقسام أنتج سبع سنوات عجاف والنتائج التي ترتبت وفي مقدمتها التدهور الاقتصادي والاجتماعي في مقدمتها غزو الاستيطان أكثر فأكثر، لدينا الآن بالقدس 300 ألف مستعمر مستوطن، وبالضفة الفلسطينية 420 ألف، وبالتالي 720 ألف.
هذا الرقم في حرب أكتوبر 1973 كان 35 ألف فقط، وعندما وقع "اتفاق أوسلو" أصبح الرقم 100 ألف، والآن في ظل "اتفاق أوسلو" 720 ألف ...
قصدتُ أن أقول: الشعب الفلسطيني تُغزى أرضه وتنهب في هذا الميدان، لذلك هذه الجزيئات نحلها عندما نحل العناوين الكبيرة وفي المقدمة منها حكومة توافق وطني تشرف على الانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل، الأرض المحتلة عام 1967 دائرة انتخابية واحدة، انتخابات للمجلس الوطني بالشتات مكملة حتى نبني مؤسسات السلطة التشريعية والتنفيذية ومؤسسات منظمة التحرير في إطار وحدة وطنية شاملة، تضم كل الاتجاهات والتيارات والقوى قائمة على قوائم التمثيل النسبي الكامل، وحماس وحدها ما زالت تتشبث بقانون خاص بالتشريعي 75% تمثيل نسبي و25% دائرة فردية لماذا ؟ لاعتبارات خاصة حمساوية وليست لاعتبارات وطنية شاملة، جربنا النظام المختلط وعندنا حكمة شعبية تقول: "يلي جرب المجرب عقلوا مخرّب"، جربنا النظام فجاءنا الانقسام والانقلابات السياسية والعسكرية، هذه هي العوامل الفعلية التي تعطل.
س7: هل تعتقد أن حركة حماس من خلال طرح شروط جديدة أمام تنفيذ "اتفاق الدوحة" هي تعطل التوصيل إلى مصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني؛ لحين وضوح الرؤية بما يتعلق بالأزمة السورية باعتبار السلطة داعم رئيسي لحركة حماس ؟
أقول لكم: عباس كما أوردتُ باجتماع 23 شباط/ فبراير، عندما وضعنا بند قرار أن نعود إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ونطرح مشروع القرار على الجمعية العامة وبيدنا أكثر من الثلثين "نصبح دولة مستقلة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967" عاصمتها القدس، وهذا يعني أن الاستيطان كله غير شرعي داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1967، وهذا البند غاب عن القرارات، وأيضاً حماس عندما أكد مشعل على قضيتين: إلغاء قرار حكومة التوافق الوطني في ظل ضغوط الاشتراطات، وكذلك الحال حول قانون الانتخابات؛ على أن يكون واحد للشعب الواحد، رحل هذا أيضاً كله إلى الاجتماع القادم، والأهم من "اتفاق الدوحة" هو "برنامج واتفاق 4 أيار/ مايو" الذي وقعنا عليه جميعاً بالإجماع هنا بالقاهرة هذا أهم، و"اتفاق الدوحة" يتناول نقطة فرعية مَنْ رئيس الحكومة، لأن فتح وحماس اختلفا، رئيس الحكومة عباس متمسك بسلام فياض؛ وحماس ترفض بالمطلق سلام فياض وتقترح أسماء من عندها، وعلى فتح أيضاً أن تقترح أسماء أخرى، وهذا ليس حقاً لا لفتح ولا لحماس، هذا حق للقرار الجماعي الفلسطيني في إطار القوى التي وقعت على اتفاق 4 أيار/ مايو ، ومع ذلك حلوا هذه العقدة من رئيس الوزراء، إذاً الوزراء كما هو وارد باتفاق 4 أيار/ مايو شخصيات مستقلة ونظيفة اليد؛ يجري التوافق على أسمائها في الاجتماع الشامل لـ 13 فصيل تحت مظلة منظمة التحرير الائتلافية، إذاً تم حل مشكلة رئيس الوزراء، وبالتالي شخصيات مستقلة لا اشتراطات جديدة بتقاسم السلطة وعودة إلى النزعات الاحتكارية، إلى نزعة المحاصصة الاحتكارية على السلطة والمال والنفوذ.
س8: نعم ولكن ربما ابتعدنا عن السؤال الرئيسي الذي سألته لك وهو مرة أخرى هل حركة حماس هي تطيل بأمر الأزمة لحين وضوح نهاية للأزمة في سورية الداعم الرئيسي لحماس ؟
بوضوح هم ينتظرون ثلاث مواقع، ينتظرون نهاية الأزمة في سوريا، ينتظرون على ماذا سترسوا الأوضاع في القاهرة على ضوء صراعات الأوضاع الجارية بعد إسقاط الطابق العلوي بالاستبداد والفساد، وينتظرون أيضاً الانتخابات في الأردن ـ المتوقعة أن تجري انتخابات مبكرة قبل نهاية العام ـ.
س9: إلى أين يتجه "اتفاق المصالحة الفلسطينية" وأنت طرف رئيسي في اتفاقات المصالحة، وأيضاً في اجتماعات منظمة التحرير الفلسطينية وعليم جداً في الشأن الفلسطيني، اتفاق المصالحة في ضوء مواقف كل الأطراف وبالذات حماس وفتح، هل نحن نتجه إلى مزيد من الانقسام أم إلى مصالحة ... المستقبل إلى أين ؟! ...
أصبحنا نتجه باتجاه تطويق ومحاصرة الانقسام، تطويق ومحاصرة نزعة الاحتكار الأحادية عند فتح أو حماس، ونزعة الاحتكار الثنائية، المحاصصة الثنائية لتقاسم السلطة والمال والنفوذ، ولكن هذه العملية تصطدم بحواجز ذكرتها؛ مما يسهم في التعطيل، إلا أن الاتجاه هو التضييق أكثر فأكثر على الانقسام وتداعياته التي ذكرتها، لكن هذا أخذ وقتاً طويلاً منا لم يبقى وقت كما الذي مرًّ؛ سبع سنوات عجاف كفى في هذا الاتجاه وهذا لا يعني أن العملية سيتم إنجازها خلال أسابيع أو خلال أشهر ربما تأخذ مدى زمني أطول هذا من جانب.
والجانب الآخر نتائج اجتماعاتنا بالقاهرة ولّدت لدى الشعب مساحات جديدة من الإحباط واليأس لأننا وصلنا إلى لا شيء بكل العناوين الرئيسية، وبالتالي الشبيبة والمرأة والقوى الحية الفاعلة في المجتمع الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة وفي مخيمات الشتات ستنزل بالضرورة بعد أن فقدت الثقة بمصداقية القيادة الفلسطينية بكل تلاوينها، وبعد أن وصل الشعب إلى حالة لا يقين بالوعود التي تقطع لهذا الشعب بإنهاء الانقسام، ستنزل عشرات عشرات الألوف بالضفة وغزة ومخيمات اللجوء، شعارها "الشعب يريد إسقاط الانقسام"، وإذا أيضاً جرى تمطيط الانقسام أشهر مديدة أخرى واثق أن عشرات الألوف ستنزل للشوارع "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، ويتطور الشعار إلى "الشعب يريد إنهاء الانقساميين"، لأن هذه الحالة الانقسامية تهدد بضياع ما تبقى من فلسطين، خمس سنوات بعدها لا يمكن تقرير المصير ولا استقلال ولا دولة فلسطينية ولا عاصمة لها، لأن خلال هذه السنوات مزيد من نهب الأرض وشبكات الاستيطان تهويد القدس ما تبقى بيد العرب 15% من القدس، والقسم الأكبر أصبح يهودياً وقسم مختلط، وبالضفة الفلسطينية شبكات مستوطنات تطوّق تجمعات فلسطينية كثيفة السكان تصبح كانتونات في وسط هذه التجمعات جميعاً، وعند ذاك يتعذر بناء دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967.

المذيع: السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شكراً على وجودك معنا في هذه الحلقة من برنامج "مقابلة" ...
حواتمة: شكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة للقاء مع الرأي العام المصري والفلسطيني والعربي وكل من يستمع لكم ...
حواتمة في حوار مع فضائية "25 الصمرية"