تهنئة من الاعماق للجماهير الحرة في مصر


ينار محمد
الحوار المتمدن - العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لأول مرة نكتب فرحــاً واحتفالاً غامــراً بانتصارات ثورية بعد عقود من كتابات القهر والاستنكار للعذاب والآلام في ظل الطغيان والابادة الجماعية والحروب المفروضة علينا وعلى جماهير المنطقة.

بعد ثلاث او اربع عقود من انواع القمع والارهاب الحكومي والدولي والاحتلالات، ومعاناة شعوب كانت وقودا لحروب اهلية ودولية وطغيان فردي وجماعي ديني او قومي؛ نشهد وللمرة الاولى تجسيد الارادة العملاقة وغير المتراجعة لجماهير أرادت الحياة وفرضت قرارها على الطاغية وعلى نظامه الذي احترف قهر الجماهير واستلاب حريتها وثرواتها.

تهنئة من الاعماق نوجهها لمن حققوا انتصارا عظيماً على طغاتهم دون طلقة واحدة، او تفجير او سحل، او مؤامرة، حيث كان سلاحكم الوحيد هو ارادة الجماهير واصرارها على تغيير واسقاط النظام ورحيل الطاغية. استطعتم وباقتدار عالٍ زج عشرة ملايين واكثر في ثورتكم السلمية والتي ارعدت بصوتها المجلجل العالم اجمع مما ارجف قلوب الطغاة وحاشيتهم في مصر والعالم العربي وفي جميع المحافل العالمية التي كانت تدعم وتقوي هؤلاء الطغاة بالضد من الجماهير. اذ اثبتم ان ارادة الجماهير بالحياة اقوى من المليارات التي سلموها الى مبارك لكي يفرض عليها القهر والفقر والخذلان.

كيف تفسر الحكومة الامريكية لجماهيرها الآن بانها سلبت اموالهم لثلاثين عام لكي تكون المصدر الأول لقوة لطاغية مصر بالضد من جماهير مصر مسحوقة. الا يخجل من يدّعون بطولة الديمقراطية الامريكية بكونهم في الحقيقة ابطال فرض الديكتاتوريات في بقاع كثيرة من العالم؛ اوَ ليس في نظام برجوازي رأسمالي وامبريالي مكان للعار والخجل، بل هي سياسية فرض القوي على الضعيف، سواء داخل بلدانهم او في بلدان حلفائهم من الدكتاتوريات. ولماذا لا تتعض جماهير الغرب الامريكي بدروس الثورة المصرية لتثور على حكامها، وتطالب برحيلها وبتغيير النظام... ام ان هذ المعادلات غير ممكنة في ما يسمى بالديمقراطية الغربية التي أوهمت العالم بان زمن الثورات قد ولّى.

الى أبطال الثورة المصرية من الشباب والنساء والعمال، نأمل من اعماق قلوبنا ان تشهد ثورتكم تحقيقا لكل مطالبها من حكومة مدنية غير عسكرية، وإلغاء كامل لقانون الطوارئ، وكذلك تغيير النظام. اذ ان الفرصة سانحة في هذه الايام العظيمة ان تعيدوا بناء نظام سياسي لا يسمح بثراء الحكام وتجويع الجماهير، بل يضمن اشتراك الجميع بثروات المجتمع وعلى قدم المساواة، وبنظام اشتراكي يضمن العيش الحر الكريم لكل فرد ومواطن، مما نحلم به لجماهير العراق والعالم اجمع. ويظل الخوف في قلوبنا تجاه ثورتكم الناصعة البياض لئلا تجد البرجوازية طريقها للابقاء على النظام بان تلجأ لتضخيم اهمية عملية تغيير الوجوه فقط. وتكون آنذاك فقط عملية تجميل سطحي لنفس النظام المهترئ القديم.

كانت فرحة العالم غامرة مع تنحي الطاغية والذي استعجل مصيره وبغباء خطاب امعن فيه بإهانة الارادة الحرة للجماهير بمقولات لم يعد لها ارضية او قبول لدى جماهير حرة وثائرة. ولم يتأخر شباب الثورة من ابداء ارائهم البليغة بآلاف الاحذية الموجهة لمبارك ولكل طاغية يفكر باستغلال وقهر واهانة الجماهير.
الى المناضلين الثوار، الى ابطال ثورة الجماهير في مصر، نستلهم منكم دروسا في تعبئة الجماهير بأكملها في ثورتها المصيرية. ونتوقع ان نسمع اخباركم العظيمة في تشكيل مجالسكم الثورية لقيادة العهد الجديد للحريات والمساواة مما لا يمكن تركه بأيدي العسكر او التكنوقراط او مدّعي "الديمقراطية".

عاشت ثورة الحادي عشر من فبراير

عاشت الجماهير الحرة في مصر

ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
12-2-2011