رسالة قصيرة من عراقي مفجوع: إصح يا أبا إسراء


عصام الخفاجي
الحوار المتمدن - العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 08:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

أقنعوك بألا غنى عنك.
ثمانية شهور وقافلة تتلو أخرى من الضحايا.
مسيحيون في الكرادة. أكراد في كركوك. سنة في الرمادي والكرخ وبلدروز. شيعة في مدينة الثورة والكاظمية وحي الأمين والبياع.
فماذا كانت ردة فعلك على المجازر الأخيرة؟ "إن التفجيرات الأخيرة تهدف إلى تعطيل تشكيل الوزارة".
إصح يا أبا إسراء!
في أوقات الفجيعة هذه، يلعن العراقي الوزارة، وكل المتصارعين، وتظن أن همومك هي همومه؟
إنه يكفّن موتاه، يسعف الجرحى، يرفع ما تبقى من أنقاض بيته، ينطوي على نزيفه ، ويتساءل: هل يحس هؤلاء اللطامون حقا بجراح الحسين.
إن كانت القاعدة تهدف إلى تعطيل تشكيل الحكومة، فهل أنتم متواطئون معها وأنتم تعطلون تشكيلها؟
نسيت يا أبو إسراء إن الحكومة ليست هدفا، بل هي وسيلة لحماية المواطن، فإن عجزت عن أداء أبسط هذه الوظائف، فليلعنها الله وليلعن من يشكلها.
قالوا لك أن شعبيتك في ازدياد بعد صولة الفرسان اليتيمة، فهمّشت الصحوات لأن "ميليشياتهم" غير "ميليشياتنا": الأولى أداة تنتفي الحاجة لها إذا أدت مهمتها فيما الأخيرة تشكل اساس قوى الأمن.
وتسلل المجرمون مستفيدين من الطائفية فهربت من الإعتراف بأن السوس والفساد ينخر مؤسسات الدولة إلى إلقاء اللوم على خروقات هنا وثعرات هناك تكفي لمعالجتها إحالة بعض الضباط إلى التحقيق واستبدال هذا بذاك وإغلاق قنوات إعلامية.
أما استبدالك أنت، فهو من باب المحرمات.
إصح يا أبا إسراء،
فلن تسمع، ولن يسمع غيرك اليوم "بالروح، بالدم". أنت، وباقي السياسيين مطالبون بأن تفدوا الشعب بأرواحكم ودمائكم.
سبعة أشهر وأنت تستخدم لغة القائد الضرورة.
والمواطن يسأل ببراءة: هل خدعوك، أم أنك تخدعنا؟