رمال وقطيع وتكنولوجيا وعباءة مهترءة


ابراهيم حجازين
الحوار المتمدن - العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 21:05
المحور: الادب والفن     

-كثبان الرمل
لماذا تكثر الرمال
كلما حلت مصيبة
جديدة ؟

هناك في بيت الشعر كانت وجوه الرجال الكبار مشدودة ونظراتهم حائرة مترددة ومذعورة ، السؤال الوحيد الذي يؤرقهم هو: لماذا تأخرت الشمس في الشروق ذلك الصباح...
الناس في الخارج ينتظرون وشيء من البلاهة المشوبة بالخوف تعلو وجوههم، فهم لم يعتادوا التدخل في عمل الكبار .
فجأة سمع الرجال في الداخل صوت انفجار هائل ثم هبت عاصفة عاتية وبدأت الريح تسلخ الوجوه بالرمال المتطايرة .
انتشرت الكثبان الرملية ..خرج الرجال من بيت الشعر مرتعبين. كانت الرمال تغطي المكان، ودون سابق إنذار اندفع الرجال إلى الكثبان الرملية ودسوا رؤوسهم بالرمل.
-القطيع
مع غروب الشمس عاد الرعاة بالقطيع إلى الحظيرة . دخلت الخراف إلى الحظيرة دون أية مقاومة أو تلكؤ . وبدورهم عاد الرعاة إلى مسكنهم.وضع كل واحد منهم فروة خروف على ظهره وقطعوا المسافة التي تفصلهم عن الحظيرة زاحفين على الأربع ، قام أحدهم بفتح باب الحظيرة بمنكبية دخلوها وتمددوا فيها . في الصباح انطلقوا والقطيع مرة أخرى.
-توطين التكنولوجيا
_1_
نظر إلى المرآة مزهوا ثم وضع سيجارا بين شفتيه وقال لزميله وكأنه يستطرد كلاما خطيرا كان قد بدأه … ولا تنجح العملية إلا إذا قمت بها مباشرة بعد ولادة الطفل ، لا بل حتى قبل الصرخة الأولى حتى تضمن النتائج ، وقال أيضا ومع تقدم العلم والتكنولوجيا لن تكون هناك حاجة لأجرائها ، لأن هؤلاء وأشار للرضيع المدد على طاولة العمليات سيولدون مثلنا تماما من خلال استخدام تكنولوجيا هندسة الجينات .
_2_
في الخارج كانوا مبتهجين ويطلقون النار في الهواء ويوزعون الحلوى ، فالطفل أصبح مثلهم تماما.

-السقوط من أعلى القلعة*
اختمرت الفكرة تماما في رأسه ، فنهض خلسة وسطا على عباءة جده الحريرية وخرج. توجه إلى القلعة ،غافل الحارس ونفذ إليها ، توجه نحو الجدار الغربي وصعد إلى أعلى نقطة هناك. فرد العباءة كمظلة وتمسك بها . … نظر إلى الأسفل كانت الهاوية عميقة جدا ، فكر بالتراجع. لا.. لا إن الأمر جدير بالمحاولة قال لنفسه أولم يفعلها أجدادنا قديما. ثم قوى من عزيمته وسحب نفسا عميقا وألقى بنفسه ..
تقرير الطبيب الشرعي أفاد أن سبب الموت هو تمزق إثر السقوط من أعلى القلعة أما تقرير الشرطة فرجح أن الشاب قد أقدم على الانتحار .
لم يعر أحد اهتماما إلى العباءة المهترئة القريبة من موقع الجثة .
* تقول الرواية: أن العثمانيين عاقبوا قادة انتفاضة الكرك عام 1910 بقذفهم من اعلى قلعتها، احد الزعماء استخدم عباءته كمظلة فسقط من اعلى القلعة سليما معافى.