https://www.ahewar.org/ - الحوار المتمدن


الجهل أفضل من المعرفة

جهاد علاونه

2013 / 3 / 25

الجاهل في مجتمعنا العربي يعيش عيشة راقية وكلما ازددتَ جهلا كلما ازداد احترام الناس لك,وثوتك يبلغ مداها مدى ما بك من جهل,وعلى الأقل تنام وأنت مرتااااح جدااااا جدا ونصائح الجهلاء أفضل من نصائح العقلاء,ففي الوطن العربي الجهل أسلوبٌ فتاك يفتك بالعقلاء,ولو اخترت الجهل وطريقه لكنتُ الآن من المرضي عنهم ولكنني عاقلٌ من المغضوبِ عليهم..ترنحتُ كثيرا ونزفتُ كثيرا ولم أقبل أن أنزل عن ظهر حصاني,وكل الجهلاء تفوقوا عليّ في كل شيء وهزموني في كل المواقع التي كان من اللازم أن أنتصر فيها عليهم,ودخلتُ في متاهاتِ كثيرة ولم أخرج من أيٍٍ منها حتى هذا اليوم,ورأيتُ أحلامي الكبيرة وهي تصغر في كل يوم حتى أصبحت اليوم عبارة عن حلم بكسرة خبز وشربة ماءٍ صافية وحتى هذه يراه الجهلاء كثيرة على رجلٍ مثلي أفنى زهرة شبابه وهو يلون الحياة بشتى أنواع الكتابات من الرؤيا الساخرة إلى خلق مؤسسات مجتمع مدنية تحكمنا ونعيش على ما تقضيه لنا طبيعة الواجب الذي استلمناه منذ أن بدأنا نتحرك نحو دفع عجلة السلام ونشر دين المحبة والسلام في كل أرجاء الأرض,وأيدني العقلاء وهم قلة يعدون على أصابع اليد وأخذتُ بنصيحتهم ورفضت رفضا قاطعا أن أأخذ بنصيحة الجهلاء الذين يعدون بالآلاف وضحكتُ عليهم ظنا مني بأن المستقبل السعيد للعقلاء ولكن خاب ظني حين رأيتُ الأيام تضحكُ للجهلاء,فيا ليت أنني كنتُ جاهلا ويا ليت أني لم أوسم بالرجل المثقف والواسع الثقافة,ويا ليت أني لم أتعلم كيف يُمسك الكِتابُ وكيف يُمسكُ القلمُ لَكنتُ اليوم رجلا محظوظا كوني أعيش في مجتمعٍ يُعظمُ الجهل ويقدس علم الغيب ويعترفُ بالغيب وينكر الظاهر أمامه.

أضعتُ دربي في الطريق الذي لا أعرف إلى أين نهايته, في أغلب الأحيان كنت أقفُ شاخص البصر لا أتحرك من شدة دهشتي من هذا العالم الذي يحيط بي من كل النواحِ والاتجاهات ووقفتُ في منتصف الشارع وأمسكتُ بأقرب عمود كهرباء وأنا أرتجفُ خوفا ورعبا..وتوسعت جراحي كل يوم بمقدار كيلو متر واحد حتى أصبح جرحي بمساحة الوطن العربي الكبير..تهتُ وأنا في طريقي إليكم وأضعتُ سلسلة المفاتيح التي أفتح فيها كوني الخاص الذي أعيش في داخل أعماقه ونازعتني الذكريات بين الماضي والحاضر وهذا يشدني إلى الماضي وهذا يشدني إلى الحاضر والمستقبل يغور في عينيَ بعيدا لا أعرفُ له أي مدى.. أرقتني الأسئلة الكثيرة وقلة الأجوبة عليها ومنذُ البداية لم أستمع لنصيحة الجهلاء الذين نصحوني بترك الطريق الذي أمشي عليه لأتحول إلى طريقهم..خدعتُ نفسي بالأمنيات وبالتأملات البعيدة المدى...أضعتُ نفسي منذ البداية وها أنا ذا أُرثي لحالي فمن الذي سيبكي عليّ ومن التي سترثي لي شبابي؟سؤالُ يحفرُ في أعماقي...أضعتُ حيويتي وشبابي وأنا أركض بين الكُتبِ وبين المكتبات...نزعتُ عن نفسي بريق الشباب وحرمتُ نفسي من طيبات الحياة ولم أزل أعاني من آلام الحياة ومن آلام الدرب الطويل الذي وضعتُ عليه أقدامي منذ أن وعيتُ على هذه الحياة وكل شيءٍ قد ضاع مني.

صارعت الرياح وموج البحر مثل رواية(الشيخ والبحر),وصارعتُ غبار الصحراء الذي ملأ لي صدري وشعر رأسي,وأطلقت يداي للريح وكشفتُ صدري للرياح وعرّضتُ وجهي لأشعة الشمس ولو استمعتُ منذ البداية لنصيحة الجهلاء ما كان هذا الحال حالي ولَما كانت أوضاعي مثل هذه الأوضاع وتوهمتُ على نفسي كثيرا وأصبتُ بالغرور وتخيلتُ نفسي ماردا وكنت أتوقع نهايات سيئة جدا للجهلاء غير أن نهاية الجهلاء كانت وما زالت أفضلُ من نهايتي وحياتهم أفضل من حياتي وملابسهم أنظف بكثيرٍ من ملابسي وأهم شيء أنهم مرتاحون من عناء التفكير.

...لبستُ كثيرا من الثياب العتيقة والتي لا يلبسها إلا المتشردون ولبس الجهلاء ثيابا جديدة باهظة الثمن التي بان جمالها على أجسادهم واتخذتُ من ألوان قوس قزحٍ مسربا للحزن وللفرح..شارفت عدة مراتٍ على الموت ورأيتُ الموت أمامي عدة مراتٍ ,ضحكتُ كثيرا وبكيتُ كثيرا ودائما أبكي في الوقت الذي من اللازم به أن أضحك وأن أفرح...غنيت على نفسي وصعدت إلى قمة الجبل ومن هناك رميت بجسدي والتطمتُ بالأرض بسرعة جنونية ولم أرَ إنسانا مثلي غامر بحياته وأضاع زهرة شبابه وهو يبحث عن المعرفة والحقيقة ويا ليت أنني عرفتُ الحقيقة بالكامل حتى الجزئيات البسيطة من الحقيقة أوجعت لي رأسي فكيف بي إن اكتشفتُ الحقيقة برمتها!!؟..ولم أجد رجلا مثلي عاف الدنيا وجراحها والدنيا لم تشبع بعد من مص دمائه ومص زهرة شبابه.

والجنون مرحلة إلزامية في حياتي ودائما ما يكون جنوني سببا لسعادتي وكنتُ أعتقد بأن عقلي سيطعمني العسل والخبز والماء ولكن عقلي أطعمني للغربان الجائعة وأطعمني للجهلاء الذين لم أسمع نصائحهم,لقد قالوا لي:مالك وللمتنبي؟ومالك للمعري؟ومالك لسقراط وللأساطير القديمة؟ومالك وللفكر العربي!يا رجل عش يومك وحياتك ولا تلتفت للفلسفة ولسوف يعطيك ربك فترضى...آهٍ لو أنني استمعتُ لنصيحة الجهلاء الذين يُعدون الآن أسيادا كبارا من أسياد البلد...أمضيتُ كثيرا من الوقت وأنا أنضم بالكلام الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر شيئا, تعلمتُ من الأصم ومن الأبكم ومن الثرثار وها أنا أندمُ كثيرا على نصيحة الجهلاء التي لم أأخذ بها بتاتا في الوقت الذي لم يتعلم فيه الأبكمُ مني شيئا لا هو ولا الأصم,حتى الجاهل سخر مني ومن ثقافتي وها هم كل الجهلاء في ساعات الذروة وفي أوقات الفراغ يتسلون بالحديث عني ويؤلفون عني كثيرا من النُكات والطرائف الجميلة...الدنيا غريبة ومخيفة ومفجعة وفي بعض الأحيان مفزعة جدا ورهيبة جدا..والليل أطول مما كنتُ أتوقعه والطريق طويلة جدا ورحلة العذاب تمتد في كل يوم ولا أعرف نهايتها أو كيف أهرب منها وأتحول منها إلى طريقٍ آخر...والسماء مزروعة بالنجوم والأرض تملأها الجثث وقصة الأمس لم يزل كاتبها يبحث لها عن نهايةٍ سعيدةٍ لتكتمل رواية ألفُ ليلةٍ وليلة.


https://www.ahewar.org/ - الحوار المتمدن

للاطلاع على الموضوع :

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=351397


تعليقات حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الحوار المتمدن وإنما تعبر عن رأي أصحابها
العدد: 459973 1 - ليس عندك مبدأ بل أنت متقلب!!
2013 / 3 / 25 - 17:24
التحكم: الحوار المتمدن
صديق سابق قديم

سيد جهاد زعمت التنصر فحرصنا رغم أننا مسلمون ولله الحمد والمنة من أهل السنة على حرية اختيارك وحرصنا بشدة ألا يصيبك مكروها بل وأشغلنا الكثير من أصدقائنا بأمرك! وقبلها كنت تتفاخر بعلمانيتك ومؤخرا إلحادك! ثق ليس عندنا مشكلة بإختيارك ! مشكلتنا بواقع الأمر مع تقلبك السريع! وكنا ننزعج كثيرا من كثرة استخدامك للغة الأنا وتطاولك على بعض رواد ومعلقي موقعك بردود لاتليق أبدا! تتشكى من الفقر وهل تعتقد أننا لم نعاني بأيامنا السابقة الطويلة؟ هل تعتقد أننا لم نتعرض لمعاناة طويلة من الألم والحرمان والعوز؟ نعم نحن ولله الحمد والمنة نعيش برخاء الآن لكننا دفعنا ثمنه سهرا وتعبا ومعاناة لسنوات طويلة! سيدجهاد المشكلة ليست بأحد آخر بل المشكلة بك! أنت ضائع واستميحك العذر لو قسيت عليك لكن الصديق من صدقك برأيه وليس من صدقك! ابحث عن ذاتك واعرف طريقك وكن قنوعا واجتهد وستصل وقبلها اثبت على مبدأ تعتقد أنه الصواب وتجنب التحدث عن معاناتك لأنك تحزن الصديق وتفرح العدو واطلب رب الناس ولاتتكل على الناس! خذ خلوة تأمل وأعد التفكير وراجع حساباتك بقلب سليم وعقل صاف وستجد نفسك حينها ستجد أصدقائك المحبين المخلصين, مودتنا لك.‏‎ ‎


                                          قيم التعليق: (100%)   102 جيد   0 سيء

العدد: 459980 2 - صديق سابق قديم
2013 / 3 / 25 - 17:54
التحكم: الحوار المتمدن
ميسر

وهل قال الكاتب هنا بأنه كان مسيحيا ثم ترك المسيحية,كن موضوعيا يا هذا ولا تمالمصريونشي خلف أجندات المخابرات لكي تحرق الكاتب وهذا هو كما يقول (دبعدك)...


                                          قيم التعليق: (100%)   90 جيد   0 سيء

العدد: 459987 3 - شكرا لتعقيبك
2013 / 3 / 25 - 18:45
التحكم: الحوار المتمدن
صديق سابق قديم

نحن لايهمنا اختيار أي شخص وقولك مردود عليك وننصحك ارجع لكتابات صاحبك السابقة!! ونعيد لايهمنا معتقد الشخص , ونستغرب حشر جهاز المخابرات الأردنية بالأمر فعلا ! الرجل يكتب منذ سنوات وتجاوز خطوطا حمراء كثيرة ولم يتعرض لحادثة اعتقال تستحق الذكر ونعلم أن السلطة حريصة عليه أكثر من نفسه !! وقانونيا لايمكن أن يمثل أمام القضاء لأسباب معروفة ويمكنك الاطلاع عليها في الإنترنت !! وإن كنت تتصنع أمرا فأنت مخطئ لأننا نعرف حجمنا وحجم غيرنا ونعلم واقع الرجل جيدا بل ونعلم من أنت ياسيد ميسر، نشكرك ثانية .‏‎ ‎


                                          قيم التعليق: (100%)   99 جيد   0 سيء

العدد: 459997 4 - جاهل يدعي أنه عالم
2013 / 3 / 25 - 19:39
التحكم: الحوار المتمدن
عبد الله اغونان

هذا هو الجهل المركب
عندما يدعي جاهل أنه من كبار العلماء كما يتخيل لمجرد ان تقنية الأنترنيت اتاحت له الكتابة
أعرف منظفا في الحمام أصبح كاتبا اليكترونيا
واسكافي يشرف على موقع
جهاد علاونة طوبجي متقلب المواقف وهناك أشرطة يقدم فيها نفسه كمريض نفسي
وأعجب من شخص كهذا يدعي انشاء جمعيات مدنية في حين هو كل مرة يستجدي المساعدات ويشكو الفقر وسوء التقدير بل يدعي ان المخابرات تحاصره
بل يذهب الى مغازلة الصهيونية وقذف الهوية العربية والدينية


                                          قيم التعليق: (100%)   94 جيد   0 سيء

رد الكاتب-ة

العدد: 460015 5 - 4+3
2013 / 3 / 25 - 20:34
التحكم: الحوار المتمدن
جهاد علاونه

شو الموضوع يا شباب؟وطالما أنك تعرف بأنني لا أمثل أمام القضاء فإن هذا معناه أنك...بديش أحكي...سعيد جدا بترهاتكم وبتعليقاتكم وأرجو منكم أن توضحوا في هذا المقال كيف قلت أنني مسيحي وتركت المسيحية...أين هي تلك الجملة التي قلتها...كما قالت لكم الأخت ميسر أو الأخ ميسر...يا شباب الوضع صار بده شوية رضع.ههههه خخخخخخخخخخخخ وكما يقول المثل الأردني:يا هملالي.


                                          قيم التعليق: (100%)   95 جيد   0 سيء

العدد: 460023 6 - لا أعرف لماذا البعض يرهق نفسه؟!!
2013 / 3 / 25 - 21:14
التحكم: الحوار المتمدن
صادق عادل

بصراحة البعض يرهق نفسه بأمر لا يستحق العناء ولا أعرف سببا وجيها واحدا !! متى يتمعنون بدون عاطفة لكتابات هذا الكاتب وردوده ليعرفوا أنهم يضيعون أوقاتهم هباءا منثورا!! الفكه ياجماعة من العناء غير المجدي غنيمه وافهم يافهمان وصاحبك رسب بالامتحان .‏‎ ‎


                                          قيم التعليق: (100%)   96 جيد   0 سيء

العدد: 460046 7 - الجهل والمعرفة والصبر والمثابرة
2013 / 3 / 25 - 22:48
التحكم: الحوار المتمدن
هوما

كل ما تطلب او تطالب بحق من حقوقك ( المواطن في البلدان العربية والاسلامية ) يقولون لك اصبر ! فالصبر مفتاح الفرج ! ..طيب وأين الطموحات والاهداف المشروعة ؟! واين هي المثابرة والافكار المجتهدة ؟! كلها توضع على الرف او كما يقال بالعراقي ( اوكف بالشمس لما يجيك الفيْ ) !! وفيما يخص موضوع الجهل والمعرفة الذي أثاره الكاتب العزيز جهاد وليس لي الا ان ارّدد البيت الشعري الشهير ( ذوي العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم ) ..


                                          قيم التعليق: (100%)   83 جيد   0 سيء