من زلزال 2004 إلى زلزال 2016 : حركة الفلاحين بالحسيمة من الاحتجاج إلى التنظيم النقابي الفلاحي

النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
brahimaoulouzi@yahoo.fr

2020 / 3 / 6

في لقاء أيت بوعياش في 08 غشت 2008 الذي نظمته جمعية فوس كفوس بالقاعة العمومية بتأطير من المناضل الحسين امال تمت مناقشة هذا الوضع المزري للفلاحين بالريف، مما استوجب تسطير تصور عام للعمل النقابي الفلاحي بالريف وتشكيل لجة نقابية فلاحية من مناضلين مرتبطين بالفلاحين بتماسينت، أيت بوعياش، تركًست، إساكًن وكتامة، وشاركت اللجنة في أشغال المؤتمر التأسيس للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين في 23 يونيو 2012 بالدار البيضاء.

وكان للعلاقة بين تارودانت والحسيمة دور كبير في حضور ممثلي هذه اللجنة في المؤتمر الجهوي التأسيسي لجهة سوس ماسة درعة في 12 شتنبر 2012 بأكادير، وفي المجلس الوطني الذي تم فيه تجديد المكتب الوطني في 25 يونيو 2015 تمثلت اللجنة في المكتب الوطني الجديد.

وكان اللقاء التاريخي للمكتب الوطني للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بالفلاحين الصغار، الفقراء والمهنيين الغابويين بجماعتي إمرابطن وبني عبد الله في 24 يناير 2016 بوادي غيس بالحسيمة، تتويجا للحركة النقابية الفلاحية التي قادها مجموعة من المناضلين انطلاقا من لقاء أيت بوعياش في 08 غشت 2008 الذي تم فيه تسطيع تصور العمل النقابي الفلاحي في أوساط الفلاحين والغابويين بالريف.

وشكلت تجربة حركة الفلاحين بتماسينت، أيت بوعياش، تركًست وإساكن مصادر الحركة النقابية الفلاحية من زلزال 24 فبراير 2004 إلى زلزال 25 يناير 2016، واقتداء بتجربة حركة الفلاحين بسد أولوز في 1985 انضم الفلاحون بسد غيس إلى النقابة الفلاحية.
وتم تكوين الملف المطلبي لفلاحي سد غيس بعد توقيف أشغال الشركة التي شرعت في احتلال أراضي الفلاحين دون نزع الملكية بحوض السد المزمع بناؤه، ورفض الفلاحون الغموض الذي شاب مسطرة نزع الملكية والضبابية التي تشوب مسألة إنجاز هذا السد بشكل عام وحقهم في التعويض المعقول وباقي حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.

وهذه مجمل التجاوزات التي سجلها المكتب الوطني :

ـ عدم الإعلان عن المنفعة العامة وإشعار المعنيين بذلك مما يسجل اختلالات إدارية في مرسوم التطبيق الصادر بتاريخ 16 أبريل 1983 وخاصة الفصل 8 من قانون نزع الملكية الذي ينص على تعليق النص الكامل لمقرر التخلي بمكتب الجماعة.
ـ حرمان الفلاحين المعنيين بنزع الملكية بعد إجراء البحث الإداري من الاطلاع على التصاميم التي يجب أن تودع بمكتب كلتي الجماعتين المعنيتين لإبداء ملاحظاتهم ووضع تعرضاتهم.
ـ عدم إبلاغهم بتاريخ نشر المقرر بالجريدة الرسمية الذي يجب تعليقه بمكتب الجماعتين لإبداء ملاحظاتهم ووضع تعرضاتهم.
ـ عدم اطلاعهم على القيمة المحددة من طرفة اللجنة الإدارية للتقييم مما يعرض ممتلكاتهم للمساومة وحقوقهم للضياع.
ـ عدم اطلاعهم على الحق الطبيعي في الماء المخصص لأراضيهم بسافلة السد ومصير أراضيهم التي لم تشملها نزع الملكية.
ولهذه الأسباب وغيرها أعلن الفلاحون ما يلي:
ـ رفضهم لعملية نزع الملكية التي شملتهم برمتها.
ـ رفضهم لأي تعويض لا يلبي حاجياتهم من العيش الكريم.
ـ مطالبتهم بإعادة الإسكان التي تصون كرامتهم في منطقة زلزالية.
ـ عزمهم على الدفاع عن حقوقهم بجميع الوسائل المشروعة.
ـ تشكيلهم لجنة نقابية لتنظيمهم.

وتم توقيف أشغال البناء وتكليف اللجنة النقابية أطوار الحوار مع الجهات المعنية وتم تحديد 27 فبراير 2016 موعدا لتأسيس المكتب الإقليمي للحسيمة.

بعد تأسيس المكتب الإقليمي لزيارة تلارواق بجماعة إساكن في معتصم الفلاحات والفلاحين، هناك على سفح جبل تدغين بأعلى قمة بالريف، نظم الفلاحون الصغار، الفقراء والمهنيون الغابويون معركة نضالية مفتوحة، من أجل حقهم في الأرض عبر خيمة نصبوها على تلك الأرض المسلوبة التي تبلغ مساحتها 134 هكتارا، قرروا الاعتصام منذ فاتح ماي 2016 حتى استرجاعها مهما تطلب ذلك من ثمن.

بدأت تفاصيل هذه القضية منذ سنة 1956، لما أقدمت الدولة على بناء مركز الإرشاد الفلاحي على أنقاض هذه الأرض، تلاها تأسيس تعاونية فلاحية معظم أعضائها من خارج المنطقة شيدت على البوابة الرئيسية للدوار، الشيء الذي أثر سلبا على حركة التنقل والرعي لدى الفلاحات والفلاحين.

لم ينته مسلسل الهجوم على هذه الأرض في هذا الحد ففي الثمانينات من القرن الماضي أقدمت إدارة المياه و الغابات على عملية تحفيظها، فقام الفلاحون بمواجهة هذا المخطط عبر إيداع تعرضاتهم لدى المحافظة العقارية، كما يحكي الحاج عبد السلام وهو في عقده التاسع.
كما تم بناء إعدادية، ثانوية ومحطة وقود على هذه الأرض، وهكذا تم ابتلاع مساحة هذه الأرض الشيء الذي أثار انتباه الفلاحين وجعلهم يخوضون هذه المعركة من أجل استرجاع أرضهم المغتصبة، قرروا الصمود عبر اعتصام مفتوح متوج بأشكال نضالية مواكبة لهذه المحطة النضالية، وقام المكتب التنفيذي بزيارتهم في 22 غشت 2016 للتعبير عن تضامنه وتبني الدفاع عن حقهم في الأرض، وعرفت احتجاجات الفلاحين بتلارواق.

وتم اعتقال المناضل صلاح لشمخ، بعد اعتقالات حراك الريف في محاولة لإقحام معتصم تلارواق في احتجاجات حراك الريف، وإصدار حكم قاسي في حقه بلغ 10 سنوات حبسا نافذا.

إلا أن إصرار جماهير الفلاحين على الدفاع عن حقهم في الأرض زاد في عزيمتهم على الاستمرار في النضال في معتصمهم.

منذ تأسيس المكتب الإقليمي بالحسيمة تابع الحوار بالعمالة مع الجهات المعنية بالمشروع تمرس خلاله المناضلون والفلاحون في مستوى التفاوض والدفاع عن الحقوق وتحقيق المطالب، ودعما للمكتب الإقليمي وتضامنا مع حراك الريف تم اجتماع المكتب التنفيذي في 07 و 08 أكتوبر 2017 بالحسيمة تحت شعار "نضال مستمر من أجل انتزاع الحقوق المشروع في التنمية، الديمقراطية والحرية"، وفي اليوم الأول تم الوقوف عند المسائل التنظيمية والنضالية للنقابة الفلاحية في أفق انعقاد المؤتمر الوطني الأول، وفي اليوم الثاني انعقد لقاء تواصلي مع فلاحي سد ببني عبد الله وإمرابطن بوادي غيس.

وسجل المكتب التنفيذي ما يلي:

ـ مطالبتنا بالاستجابة للمطالب المشروعة للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين في الحق في الأرض والماء والثروات الطبيعية بالتوزيع العادل للثروات في ظل التنمية والديمقراطية والحرية.
ـ تثميننا لوحدة صفوف الفلاحين بوادي غيس المتشبثين بحقوقهم العادلة والمشروعة المتعلقة بالاحتلال المؤقت والتعويض اللائق عن نزع الملكية.
ـ الاستعداد الكامل للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين في المضي قدما للحفاظ على وحدتهم وقوتهم لانتزاع كافة الحقوق التاريخية.
ـ تنديدنا بالاعتقالات التعسفية التي طالت جميع المناضلين من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية المشروعة وحرية التعبير والرأي وعلى رأسهم نشطاء الحراك الشعبي بالريف.
ـ تنديدنا بالمتابعات القضائية ضد الفلاحين الصغار والفقراء وعلى رأسهم المضطهدين من طرف مافيا العقار بالبوادي ومافيا المخدرات بالريف.
ـ مطالبتنا بالإفراج عن جميع المعتقلين في الحركات الاحتجاجية من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومحاسبة المتورطين في نهب المال العام وعلى رأسهم مافيا العقار والمخدرات.
– تضامننا المطلق مع الطبقة العاملة في نضالاتها من أجل حقوقها المشروعة وعلى رأسها الحق في الإضراب وإرجاع العاملات والعمال المطرودين إلى العمل بدون قيد ولا شرط.
– دعوتنا الفلاحين الصغار والفقراء والمهنيين الغابويين إلى التنظيم بالنقابة الفلاحية من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروع وانتزاعها.

وكانت الندوة الوطنية التي انعقدت في 01 يوليوز 2018 بالحسيمة والتي حضرها الفلاحون بكثافة نقطة الفصل بين مرحلتين من حياة النقابة، والتي تم فيها الإعلان عن قرار المجلس الوطني المنعقد في 05 ماي 2018 بتمتتوشت والقاضي بانعقاد المؤتمر الوطني الأول في 23 يوليوز 2018 بالدار البيضاء، وتزامن انعقاد هذه الندوة بتأسيس ما يسمى النقابة الوطنية للفلاحين من طرف الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بالرباط كفصل من فصول محاولات تصفية النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين.

وكان لمناضلي النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين دور كبير في حراك الريف سواء بالحسيمة أو تركًست، لما لديهم من خبرة في العمل الجماهيري بدءا بنضالات الفلاحين الفقراء بتماسينت بعد زلزال 2004، وزلزال 2016 الذي تمرسوا فيه على مواجهة الكوارث والنضال من أجل حقوق الجماهير مما أزعج السلطات التي قامت بمتابعة مناضلي تاركيست، وكان ملف اضطهاد الفلاحين الفقراء من طرف مافيا العقار من بين أولوياتهم حيث طالبوا بإدماجه في الملف المطلبي لحراك الريف.



https://www.ahewar.org/wc
مركزابحاث ودراسات الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي