مؤتمر شرم الشيخ وثنائية التسوية والاعمار

ناصرعمران الموسوي
naser68march@yahoo.com

2007 / 5 / 12

قدر الطالع لمنتجع شرم الشيخ ان يكون واحدا من الاماكن التي لها بصمة واضحة في رسم صورة العراق الجديد,حيث يحتضن مؤتمر مزدوج متمثل (بعهد العراق)وهومؤتمر مخصص لاعادة اعمار العراق وحث الدول المانحه على الوفاء بالتزاماتها من جهه ومساعدة العراق بالتخفيف من ازمته المالية عبر اسقاط الديون التي ترتبت بذمته نتيجة لسياسات النظام البائد,ويكتسب هذا المؤتمر اهمية حيث سيراسه الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون)وهو رجل يبدي اهميه استثنائية للوضع العراقي تعزز بمواقف كثيرة له,لعل اهمها زيارته لبغداد وتفعيل دور الامم المتحدة في العراق,اما المؤتمر الاخر فهو المؤتمر الدولي والذي تمخض عن مؤتمر بغداد وهذا المؤتمر يركز على اهمية دور دول الجوار العراقي بمحاربة الارهاب وخلق بيئة اقليمية تساعد العراق في تحقيق الانتصار بحربه ضد الارهاب وتخليص البلادمن دمارالعربات المفخخه والاحزمه الناسفة وطوابير التكفير الانتحاري والتي اثبتت انها لايمكن ان تحقق وجود لها لولا مساعدة دول الجوار الاقليمي والعربي,كما ان هذا المؤتمر سيشهد لفاء امريكي-ايراني وهما قطبان لهما تاثير واضح في تداعيات الواقع العراقي وما يشهده عبر صراعهما الدولي والذي يدفع ثمنه شعبنا الان,وقدصرحت السيدة (رايس)وزيرة الخارجية الامريكية انها على استعداد للقاء نظيرها الايراني وقدكانت قبل ذلك رافضة لاي حوار بينها مما ادى الى احتقانات واضحة شهدتها المنطقه,وربما ياتي هذا اللقاءليضاف الى التحرك الدبلوماسي الجديد لامريكا والذي تمثل بالجهود الكبيرة في الشان الفلسطيني وما انبثقت عنه قمة الدول العربية في الرياض والتي مازال حراكها السياسي والدبلوماسي في تفعيل المبادرة العربية التي اطلقها العاهل السعودي عبد الله والمتمثله بالاعتراف باسرائيل واقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية وتحقيق ذلك يعني احلال السلام في المنطقة,ولان ايران مؤرق حقيقي لايرائيل وامريكا والدول العربية وبخاصة الخليجية فان وجود حل دبلوماسي ضروري للملف النووي الايراني هوانتصار لسياسة ادارة الرئيس بوش التي تعاني من اختناقات مهمه ازاء معارضيها الديمقراطيين الذين وجدوا في التعثر السياسي الخارجي فرصتهم في حصد اصوات الناخب الامريكي ,مضافا الى كل ذلك تاتي اهمية المؤتمر على الصعيد الداخلي العراقي ان هذا المؤتمر اذا نجح يؤدي الى دفع قوي لنجاح الخطه الامنية في جوانبها الاقتصادية والخدمية اضافة للثقا فية فاحتضان مصر لهذا المؤتمر ومساعدة الجامعة العربية والتي تعززت ايضا بحراك دبلوماسي لرئيس الوزراء العراقي في محاولة لاجهاض نظريات التامر على وحدة العراق ومحاولات اظهار العراق خارج الهوية العراقيه,اتى هذا المؤتمر ليقول بان العراق رئه لايمكن للعرب التنفس بدونها وهي اشد عصيانا على التامر رغم طوفان التضحيات المقدمة من دماء ابنائه,ان المنظومه التي هندسة لها الحكومه العراقية عبر خطة فرض القانون وحراكها الدبلوماسي الخارجي لدعم الخطة امنيا وخدميا واقتصاديا وتوج ذلك بالمؤتمر في شرم الشيخ فان مقررات هذا المؤتمر لابد ان يسبقها على الصعيد الداخلي ارضية تجعل من المقررات والنتائج فعالة نتلمسها على ارض الواقع ان الاجراءات تتمثل بالاتي:
اولا:محاصرة الفساد الاداري واجتثاثه وتفكيك اليات دعمه الاداري والسياسي وهذا يتاتى من تفعيل دور الجانب القضائي والجانب التحقيقي وسن قوانين وتشريعات لاتتوانى في معاقبة المفسدين حتى وان استدى تشكيل لجان خاصة بمعايير دولية لان هذه الافة هي الحاضنه القوية للارهاب والاستفادة من مؤتمر شرم الشيخ عبر عقد اتفاقيات لتسليم المفسدين والارهابيين الذين كلما سمعنا عن احكام ضدهم اقترن ذلك بوجوده خارج القطر وهذا الامر يجعل من العقوبة ليست ذات جدوى بل ان القانون بدون هذه العقوبات وتفعيلها ليس بينه وبين اي ورقه مهمله فرق,والفاعدة الفانونية صفاتها انها مجرده وتمتلك جزاء لمخالفها,والتعويل على عمل هيئة النزاهة بمفردها امر لايحقق النجاح الذي نصبو اليه ويجعل من هذا الكسب الدولي عديم الفائدة.
ثانيا:وضح حدود معينه لهيمنة الجانب السياسي على الجوانب الادارية والفنية_التكنوقراط_وضرورة الاصلاح الحكومي الوزاري خارج ربقة المحاصصة وخاصة ان بوادر طيبة تحسب لهذا الاتجاه تمثلت بانسحاب وزراء التيار الصدري واعطاء رئيس الوزراءتعيين وزراء اكفاء مستقلين,كذلك كتلة مستقلون حذت ذات الحذو والامر الان اصبح بيد رئيس الوزراء متمنين على الكتل السياسية الاخرى ان تكون بمستوى مسؤليتها ونرى حكومه نصفق لها جميعا ونطالب باقالتها جميعا كونها تمثل اتجاهاتنا كعراقيين.
ثالثا:-الاهتمام بالجانب الاعلامي عبر المحافظة على استقلاليته ومعاضدت دوره الحيوي والاخذ بيده لتجاوز التحديات التي يواجهها على الصعيد الاعلامي المغرض او الامني فشهداء الصحافة اكثر من شهداء السياسة بل ان النسبة لو قورنت لكانت الصحافة في طليعة النسبة وبخاصة ان لاسلاح لها سوى الكلمة ,ومؤتمر بحجم شرم الشيخ سيعاضد تعاون اعلامي بناء يخرج الاعلام العراقي الى صعيد الواقع العربي الذي مازال يعيش اوهام ماقبل التغيير بل انه من منابع الدعم الارهابي مع التحفظ على بعض المنابر الحرة الشريفة.
رابعا:-ابرازالدور الثقافي لمرحلة مابعد التغييرعبرالاهتمام بالشرائح الثقافية واولها اما اسناد وزارة الثقافة لكادر ثقافي مستقل وحر او الغائها وتشكيل مجلس ثقافي واداري يتشكلل عبرانظمه قانونية ديمقراطية كما اننا ماسمعنا ان كاتب مستقل كاف خيره شره فوجئ بتكريم من لدن الحكومه لكتاباته التي تمثل تقدميته ووطنيته ولا نجد ذلك الا بعد ان تشخص كتاباته كتل الجريمه والارهاب ويكون وهو في الاغلب صيد سهل لها.ومايحققه المؤتمر هو اتساع لهذه الثقافه على الساحة العربية التي هي مهه جدا لنا كعراققيين,
خامسا:ان يخصص مجلس النواب جلسات لمناقشة وتفعيل المقررات الصادرة من المؤتمر واتخاذ التشريعات المناسبة لها ومن هنا هي مطالبة لمجلس النواب ان يكون بتماس مع الجهد الدبلوماسي العراقي وربط اواصرعلائقية مع البرلمانات العربية وبخاصة المصري وهذا دعم مهم للترابط العراقي العربي المهم الذي لابد وان ينعكس على بلادنا وامنها وشعبها .
واخيرا قد اكون متفائلا كثيرا لكن الحقيقة اني اراهن على دماء ابناء شعبي النازفة ان المستقبل لابد ان يكون لها شاء من شاء وابى من ابى.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن