البوليساريو من سنوات المخاض والكفاح المسلح إلى حرب السلام .. تعددت الوسائل وتوحد الهدف

السالك مفتاح
salekmuftah@yahoo.es

2007 / 5 / 9

شكل انبعاث الهبة ، او بالأحرى بدء التململ الشعبي منذ هبوب رياح التغيير على افريقيا والعالم الثالث التي حملتها موجة تصفية الاستعمار وحركة المد والجزر التي صاحبتها وإعادة صياغة النظم السياسية والثقافية والاجتماعية التي انجرت عنها ، نقلة في خطاب لمرحلة بعينها في العالم الثالث .
وكانت التحركات المتولدة عن انهيار جيش التحرير الذي تشكل من الصحراويين ضمن حرب المواقع بين اسبانيا والمغرب (57-1958) و الاثار النفسية التي انجرفت عن الصفقة الاسبانية الفرنسية المغربية باقتطاع اقليم طرفاية (حدود 1958)، او ما عرف بصفقة تخلي الرباط عن الجيش وتجريده من السلاح مقابل انسحاب اسبانيا من اقليمي الطرفاية وايفني ، قد ولدت الاحتقان الاجتماعي واسهمت في بروز النقمة الصحراوية الى الشارع، خاصة في بداية تشكل النخب الصحراوية وتفتح الصحراويين على العالم وانخراطهم في حركة المد الثورية.. بل انها ايقظت الشعور بالمرارة في النفوس والافئدة الملئة حقدا وكراهية والمتشبعة بقيم الوطنية والمتطلعة للكفاح .
وهكذا عرفت سنتا 68 و 1969 بزوغ ما اطقت عليه اسبانيا الحزب الاسلامي ، او ما عرف لاحقا في الادبيات الوطنية ب حركة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي كانت مقدمة للخطاب الجديد الذي حملته المنظمة وكان بينا في منشوراتها (مجلة الشموع التي راس تحريرها االفقيد بصيري ) وبلغ اوجه في المذكرة المرفوعة للحاكم الاسباني بالصحراء(المقاطعة الاسبانية الصحراوية ال 53) يوم 17يونيو1970، وفي التحضيرات و جمع السلاح .
الخطاب الجديد جاء متاثرا في مفرداته ومراجعه بخطاب الجهاد الذي رفعه جيش التحرير- الذي كان هو نفسه خطاب مجلس ايت الاربعين- وان حمل بعض التحديث وطعم بجدبد المفاهيم، خاصة في المقاصد السياسوية - فجيش التحرير اتخذه الملك محمد الخامس ضمن سياق سياسة الابتزاز والمساومة التي ادارت بها الرباط علاقاتها بدول الجوار ( اسبانيا، موريتانيا،الجزائر ).
و جاء تاسيس االجبهة الشعبية (البوليساريو) 1973 واعلان خطاب الكفاح المسلح، تبدلا كبيرا وجديدا، وبالذات في الرسالة التي حملتها ..اذ ارادت جماعات الشباب ابلاغ اسبانيا رسالة مفادها ان الماء قد نبع من الكانون وان السيل وصل الزبا . ورغم ان عدد اولئك الذين اتخذوا القرار كان قليلا (17-30) الا انهم كانوا قادرين على تسيير سفينة الخطاب ووضعه على السكة (..)
وشكلت التوعية بمخاطر الاستعمار ومظالمه، حجر الزاوية في الخطاب الجديد الذي تاسس بعد مخاض عسير ومداولات التامت خواتمها بمدينة الزويرات الموريتانية بعد المحبس والسمارة (الشمال الشرقي)، العيون ، الطنطان ، تندوف، ظل يصاغ على مدار سنوات 1971-1973، وكان امتدادا وتواصلا لخطاب حركة بصير، لكن في سياق الحركة الجنينية بعد الإجهاض .
هنا نسجل انه ، رغم الانقسام في الرؤيا،وتحديدا بين الاوساط المتشبعة بالتيارات ذات المراجع الماركسية الوطنية والمتعاطفين مع الناصرية والبعثية ، لكن الغلبة كانت للتيار الراديكالي الذي يؤمن بان الحرية مقدسة تنتزع - الذي كان يتزعمه زعيم الحركة الولي، وكان بصيري يسير على ذات النهج في مبادرته جمع السلاح والتحضير لمرحلة تالية لم تكن قد تبلورت في خطابها السياسي الا ان التوجيد لها كان يجري على الارض .. بل ان التواصل تجسد في خطوة تالية عبر تاسيس البوليساريو - وهناك من اتخذ الصمت ، وبالذات بعض الموالين للطرح المغربي الداداهي.. هناك من ولى الادبار، بعد المؤتمر التاسيسي .!!
لابد كذلك من التذكير بابرز الظروف التي واكبت ، ام لم نقل سرعت باعلان خطاب الكفاح المسلح ، اذ اعلن الولي كلمته المشهورة " الان او ابدا" لابد انه كان مدفوعا بفعل عوامل وطنية ودولية ، ابرزها في الخارج حركة تصفية الاستعمار التي اجتثت وقتها الاستعمار الفرنسي والبريطاني في مناطق شتى من العالم ، وفي الداخل كانت وثيقة 20 فبراير الخاصة بمنح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية ومطالبة الجماعة الصحراوية بالمصادقة عليها ومن ثمة تقديمها للامم المتحدة التي بدأت منذ سنوات تطالب اسبانيا بتصفية الاستعمار من تلك المنطقة بعد ان تم تسجيل القضية على اجندة لجنة تصفية الاستعمار والدعوة لتنظيم استفتاء تقرير المصير، في حين بدأت اسبانيا متسارعة مع الاحداث اذ ادخلت، مباشرة مع احداث الزملة ، بعض التحفيزات والروتوشات من قبيل ترقية بعض الجنود الى ضباط وضباط صف، مع ادخال العربية للمدارس الابتدائية ، رفع الاجور لبعض العاملين، لكن دون المساواة بين اجر العامل الصحراوي والاجنبي للتخفيف من حدة التمييز في المعاملات .. المفارقة ان ذات المعاملات من تمييز وتهميش وطرح الحكم ، نجدها الان في الارض المحتلة ، بل ذات العملة يوظفها نظام الرباط في سباق محموم مع المشروعية الدولية ومحاولة للالتفاف على حق الصحراويين في تقرير المصير.
وهكذا كانت نهاية ابريل وبداية ماي 1973، قد شهدت تا سيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب( جبهة البوليساريو) متخذة من الكفاح المسلم والعنف الثوري ، وسيلة من اجل تحرير الصحراء الغربية وبناء دولة مستقلة بعد طرد الاستعمار الاسباني، رافعة شعار عروبة واصالة الساقية والوادي، كبديل حقيقي عن سياسة المهادنة والتماهي مع اسبانيا واطروحاتها ومن يسير في فلكها..!!
وقد مؤتمر على امتداد فترة من التجمعات والمشاورات ، باحد البيوت الصحراوية بمدينة الزيرات الموريتانية ، وبعد مناقشات عاصفة ، انتخب المؤتمر لجنة تنفيذية من سبع اعضاء الذين اتخبوا من بينهم الامين العام للبوليساريو(ابراهيم غالي) ثم مكتب سياسي من 21 عضوا . المؤتمر التاسيسي جرى في سرية تامة بمدينة الزويرات الموريتانية وحضره عدد من الصجراويين من الصحراء الاسبانية، الجالية الصحراوية بجنوب المغرب ومنطقة تندوف
من ابرز الشخصيات التي شاركت في هذا المؤتمر نذكر (امهمد زيو،لوشاعة محمد لمين ، احمدقائد صالح، محمدسعدبوه، اميسة لوشاعةلبصير،البشير عبدالله، محمدسالم، الولي، الخضرمي، محمدعبدالعزيز، سيداحمدبطل، محمدلمين احمد، محمدلمين البوهالي، لبات حمدي ميارة، احمدالفيلالي، داحة نافع ، وابراهيم غالي )
وتقرر في الاجتماع الذي استغرق 48 ساعة متواصلة التحرك العسكري والسياسي وان يكون الموعد في الشمال ومن هاك بدأ التحضير لاول عمل عسكرى بدء من احسي بوخشيبية(بين المحبس الزاك قرب الحدود الصحراوية المغربية) منذ 6 ماي الذي كان نقطة البداية لشن معركة الخنكة يوم 20 ماي .
وكان الولي او من وقع في الاسر مع ولد بوبوط حيث ذهبا في رحلة استكشافية لموقع الخنكة والتي شارك فيها 17(الولي،ابراهيم خليل-جمبلة-البشير الصالح، البشير السالك، حمدي السالك- سالم الرباعية-محمد لسياد، محمدسعدبوه- محمدلمتين-محمدفاضل عالي –قرارات-ابراهيم عبد الرحمن، ابراهيم غالي، الغزواني عالي ، السالك اسويلم، لحبيب دافة جاعة، السالك احمدالوالي-غاندي-بودة التقي، عبدي بوبوط، والفراح يحظيه)
منذئذ ارتسمت المعارك العسكرية في مواجهة الجيش الاسباني بالموازاة مع تاجيج لهيب الانتفاضة الي بلغت اوجها ابان زيارة لجنة تقصي الحقائق الاممية ( برئاسة ممثل ساحل العاج في الامم المتحدة، عضوية اثنين من ايران وكوبا يساعدهم 9 خبراء امميين ، زارت الصحراء الغربية ثم الدول المجاورة واسبانيا في الفترة ما بين 12/5/-9/6/1975)
للتارخ نذكر بان جريدة le soleil السينيغالية ، كانت الاول من نشر بيان تاسيس البوليساريو 1973 ، الذي وزع على السفارات ووكالات الانباء بالعاصمة الموريتانية ،نواقشوط، وكان الولي هو من قام بهذا الدور.
ضمن هذا التحرك كانت جريدة جهاد الجنوب ،بدات تصدر من طرف ا فرع جاليات الجنوب 1973، ثم مجلة الشعب 1974 (الزويرات ، نواذيبو )
كما تاسست مجلة 20 ماي ناطقة رسمية بالبوليساريو تاسست 1973، التي كان في رئاسة تحريرها الشهيد خطري حيذوك، بجانب نخبة من الاطر الصحراوية مثل المحجوب ابراهيم ، فظيلي ، عبيد لوشاعة )
- في اول خرجة اعلامية ، الولي مصطفي السيد ، يصرح لجريدة السفير اللبناينة بصفته ناطق رسمي لجبهة البوليساريو ، 1974.
- في المؤتمر التاسيسي للبوليساريو، سنة 1973 تم الاتفاق على ان يكون الولي ملحقا باللجنة التنفيدية ( قيادة الجبهة : ابراهيم غالي امينها العام، جناحها العسكري : عبد الغني امين ممساعد، محمدلمين البوهالي ،الصالح غشيو ،محمد نافع . جناحها السياسي : المحفوظ اعلي بيبا، محمد لمين احمد. اضافة الى 21 عضوا يشكلون المكتب السياسي الذي اندمج مع اللجنة التنفيذية بعد المؤتمر الثامن 1991 في الامانة الوطنية.
نسجل انه خلال جمع عين بنتيلي (اكتوبر 1975) برز تيار ثالث ينحو باتجاه المصالحة مع اسبانيا ، لكنه افتقد لرؤية واضحة ، اوبالاحرى عازته روح الابداع في تسويق ما اراد، مما جعل صوته يخفت في مواجهة تيار جارف غير مهادن - اتخذ ارادة قوية بعد شهادة الامم المتحدة بان البوليساريو هي القوى المسيطرة في المنطقة - ضف الى هذا ان المخاطر الخارجية كانت بادئة على الارض في النوايا التي اطلقتها الرباط ونواقشوط على مسمع المنتظم الدولي في رفع القضية الصحراوية الى محكمةالعدل الدولية (1974) والحديث في الدوائر السياسية عن مؤامرة مغربية اسبانية ، فرنسية امريكية ..
حدث وهذا و ذاك وسط مؤامرة سلاحها المغالطة والتعتيم من حول القضية الصحراوية –الموجودة اصلا على اجندة تصفية الاستعمار-وهناك لهيب الصراع الدولي وضبابية الحرب الباردة وثنائية الاستقطاب (بين المعسكرين ).
في العالم العربي توجهت دبلوماسية البوليساريو متخذة من خطاب قرع الابواب وسيلة للتقرب من الدول والحركات التحررية العربية (ليبيا، مصر ، لبنان ، دمشق ، العراق، الاردن ، الجزائر .. ) الا ان الابواب كانت موصودة بفعل ثنائية الاستقطاب وثقل المصالح بين اسبانيا والدول العربية ثم بينها والنظام المغربي والداداهي ..
كان للموقف الذي اتخذه قائد الثورة الليبية 1972، تحفيزا سياسيا ومعنويا، لهذه التحضيرات، الان معظم الانظمة العربية باستثناء الجزائر التي لم تقل كلمتها الا سنة 1967 في دعم لوائح الامم المتحدة والوحدة الافريقية ومطالبة اسبانيا بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ولم يتاكد موقف الجزائر الا سنة 1975، وكانت الرباط منخرطة في ذلك الخطاب الا ان الانقلاب في موقف الرباط تجلى لاحقا وبلغ ذروته 74-75 مع التوجيد للمسيرة والتي اقحمت فيها بعض الدول العربية في في المشاركة() والتمويل(السعودية) ، غير مدركة انها متورطة في ذبح شعب اعزل نتيجة المغالطة المغربية والبهرجة في ظل ضرب سياج من حول النزاع ،في ظل احتكار وتلاعب المغرب بالحقيقة، ساهم في التعتيم..
هذه العوامل مجتمعة فرضت غلبة خطاب المواجهة على المهادنة، تسيد فيها خطاب البندقية على المهادنة ، رغم الخيوط التي رادات اسبانيا، حبكها.. واسست لاحقا خطوات تالية كان ابرز معالمها اعلان المجلس الصحراوي المؤقت بعد حل الجماعة ثم اعلان الدولة الصحراوية في ديار اللجؤ ..!!
هنا اتخذ الخطاب منحنى جديدا يزاوج ويلاقح بين منطقين مختلفين اختلاف البناء والتحرير (..) الا انه تاسس على فرضية خلق مقومات "الدولة" من باب حتمية خيار(الاستقلال ) دون غيره وزرع هوية صحراوية في الداخل ، وتسويق القضية على الصعيد الدولي على قاعدة تقرير المصير المصادر كون اتفاقيات التقسيم (مدريد ) فاقدة اهلية تغيير مبدأ تصفية الاستعمار ..!!
هذا الخطاب رغم جماليته القانونية وحصافته السياسية، لفه الطمر في مواجهة الحرب النفسية واعاصير المغالطات السياسية وحرب التعتيم المغربية الداداهية (خطاب المسيرة..الملف المطوي ..الوحدة العربية، صك اتفاقيات مدريد.. ) وهو ما جعل الصورة تصل مشوشة ، في ظل صعوبة الاتصال بالمصادر وفقدان الموضوعية في وسائط الاعلام الدولية .
وسط هذه الاجواء الملبدة بغيوم الحرب الباردة واستقطاب المصالح الجيو استراتيجية، كانت الحقيقة تائهة في الصحراء، بل هي الضحية قبل غيرها ، واول ضحاايا قصف المداشر والمحتشدات السكانية (ام ادريكة ، القلتة ، التفاريتي ..) وفرار ساكنة المدن ( اجديرية ، حوزة، الفرسية ..) التي طالها الغزو،يوم الواحد والثلاثين اكتوبر 1975، واحتمائهم بجبال ووهاد زمور، و هجرتهم بجلودهم من جيوش البطش وحرب الابادة منذ ذلك اليوم ، بعد تقدم الجيش الموريتاني، ديسمبر 1975 بالزحف على المدن الجنوبية (لكويرة، الداخلة ..) في سياق تنفيذ صك اتفاقيات مدريد..!!
وهكذا رمي بقرارات وافادات الامم الامم المتحدة ( راي محكمة لاهاي ، تقرير لجنة تقصي الحقائق اكتوبر 1975) في مهب عاصفة من التزوير والتجيير ..!!
الغريب انه في وقت كانت على الارض تجري حرب التتارو الابادة، وممارسة سياسة التخويف تسوق الرباط في الخارج صورة "وردية" لجرائم بشعة ، تنورها وتخرجها للعام في صور افراح واعرا س، ما انزل الله بها من سلطان ..!! و مسيرة لم تصل قط الصحراء ..!؟
طيلة سنوات الكر والفر ظل خطاب المواجهة العسكرية والدبلوماسية، يفرض نفسه في وسائط وادبيات البوليساريو، الا ان وقف اطلاق النار في السادس من سبتمبر 1991، كان علامة بارزة في مراجعة هذا الخطاب .. وهنا تستوقفنا مجموعة كبيرة من الاسئلة والاستفهامات المترابطة من قبيل : كيفت اقلمت البوليساريو خطاب المواجهة !؟ وكيف كيفت طرحها مع المستجدات والتطورات المتسارعة التي عرفها العالم !؟ كيف ضمن خطاب الحرب لنفسه المواكبة والتواصل بعد وقف اطلاق النار!؟ كيف تاقلم الخطاب في مرحلة سنوات الفرصة الضائعة (اللا حرب واللا سلم).. !؟ كيف ساهمت الانتفاضة في تعويض صوت البندقية وضخ خطاب جديد في ترسانة الاعلام والاليات السياسية والدبلوماسية..!؟ هل وفقت البوليساريو في تسيير معركة غير متكافئة في وسائطها وهامش حريتها !؟ هل نجح خطاب المعركة السياسية الدبلوماسية في غياب صوت المواجهة العسكرية..!؟ كيف ساهم و وقف اطلاق النار في جمود القضية الصحراوية على المسرح الدولي ..!؟ كيف للاعلام ان يساهم في استتباب السلام وزرع بذور التعايش بين الثقافات والمصالح المختلفة..!؟ هل يمكن جبر الضررعبر مقاربة سياسية (مغالطة الانصاف والمصالحة) في غياب فعل يطوي الملف من جذوره الحقيقية، ويمحو الماضي من الذاكرة على شاكلة ما و وقع في جنوب افريقيا .. !؟
ما هور دور نخب المفكرين والصحفيين في التاسيس لهذه المقاربة ،بعد فشل الدبلوماسية وتقاعس الامم المتحدة،وسائط الاعلام الصحراوية بين رسالة قضية ومهنة الصحافة ..!!؟
اسئلة واستفهامات بعضها يتطلب الاجابة واخر جواب بذاته، وثالث يحتمل هذاوذاك..!؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن