بيان بمناسبة فاتح ماي

الماركسيون اللينينيون المغاربة الخط البروليتاري

2007 / 5 / 3

تخلد الطبقة العاملة عيدها الأممي في ظروف احتدت فيها الصراعات الطبقية التي تخوضها الجماهير الشغيلة و الكادحة المحرومة ضد الرأسمال الإمبريالي دفاعا عن ثروات بلدانها و صيانة لحقوقها و لمكتسباتها.
فتحْتَ القيادة الفعلية للإمبريالية الأمريكية و تحت الهيمنة و السيطرة المطلقة للرأسمال المالي، تعمم و تكرس الاحتكار عبر الشركات المتعددة و المتعدية الجنسيات و العابرة للقارات.. مما أحكم الطوق على شعوب العالم الكادحة لتسهيل السيطرة عليها من خلال تكثيف الاستغلال و تقنينه عبر أحدث القوانين و المدونات.. و بإشعال الحروب و افتعالها لتبرير التدخلات الاستعمارية المباشرة لضخ و لنهب الخيرات و الثروات في واضحة النهار و بدون الحاجة لوكلاء السَمْسَرة العملاء.
فتحت يافطة "مكافحة الإرهاب" و "نشر قيم الديمقراطية" يستمر التدخل الاستعماري الأمريكي في العديد من مناطق العالم (العراق، أفغانستان..) و تستمر الغطرسة الصهيونية في تقتيل الشعب الفلسطيني.. و تحت يافطة "حرية السوق" يعيش الكادحون و ضمنهم الكادحون المغاربة ويلات الغلاء و حمى ارتفاع الأسعار و مآسي البطالة و الدعارة و الإدمان مع الاستمرار في نهج خوصصة المرافق ذات الخدمة العمومية..الخ
تحت هذه الشروط تعيش الطبقة العاملة المغربية ظروفا مأساوية، سماتها الأساسية، تكثيف الاستغلال و تخفيض الأجور و رفع وتيرة تسريح العمال، إضافة للهجوم الممنهج على كل المكتسبات.. مع تخريب و تجريم العمل النقابي و الإضراب، عبر القوانين المباشرة، من مدونة الشغل و قوانين المرونة و قانون الإضراب و قانون "حرية العمل"..الخ، و عبر سياسة القمع و الاستبداد التي يمارسها جهاز الدولة من بوليس و جيش و قضاء..الخ من خلال قوانين الإرهاب و الصحافة و الأحزاب.. و كافة القوانين الاستثنائية التي تمنع التظاهر و التجمع و الاحتجاج..الخ.
و قد تميزت الشهور الأخيرة بنضالات بطولية و قوية خاضتها الطبقة العاملة، نضالات نوعية تميزت باحتلال المعامل و الضيعات و المناجم و بالاعتصام بداخلها و بباطنها تحت الأرض، و بالاحتجاج و التظاهر بالشوارع، و بزيارة الجامعات و بفتح النقاش مع مناضلي إوطم من الطلاب..الخ
و رغم جميع حملات القمع و رغم الاعتقال و المحاكمات التي طالت العمال بكل من جبل عوام و شتوكة أيت باها و تارودانت و تنغير و طنجة و بني ملال.. فقد قدمت الطبقة العاملة نماذج ساطعة في الصمود و التضامن و التنسيق و التنظيم الجيد رغم جميع العراقيل المبيتة و رغم تكالب البروقراطيات.
دون أن ننسى الدور الذي لعبته من خلال مشاركتها النسبية في الاحتجاجات الشعبية القوية ضد موجة الغلاء في أزيد من 80 مدينة و قرية و بشكل خاص مدن طنجة، الرباط، البيضاء، مراكش، آسفي، فيكٌيكٌ، بوعرفة، تاوريرت، طاطا، زاكٌورة، سيدي إفني، بني ملال..الخ مسترجعة مكانتها الطبيعية لقيادة النضالات الشعبية لمناهضة الرأسمال و لمناهضة دولة الرأسمال.
و بنفس القوة و بنفس التحدي خاض أبناءها و أبناء سائر الكادحين بالجامعات و الثانويات نضالات قوية دفاعا عن الحق في التعليم المجاني و المعمم.. تخللتها حملات قمعية شرسة استهدفت القيادات القاعدية الميدانية الإوطمية بالاعتقال و المحاكمة لمناضلين قاعديين.
بهذا، يتبين من خلال النضالات التي خاضتها الجماهير الشعبية أن المعركة واحدة، و أن العدو الطبقي واحد، ألا و هو الرأسمال المالي الاحتكاري، من خلال مؤسساته المالية و من خلال سياساته و خططه التوجيهية و من خلال تدخلات آلياته الحربية و العسكرية.. يتبين كذلك دور الطبقة العاملة التاريخي و قدرتها على توحيد و قيادة المعركة الحاسمة ضد الرأسمال.
على هذا تنتصب أولويات الأولويات ضمن مهام المناضلين النقابيين و مجموع مناضلي التيارات العمالية اليسارية.. مهمة الوحدة النقابية التي لن تصل، طبعا، لأقصاها إلاٌ إذا توفر "ذلك الشرط الذي لا بد منه" أي حزب الطبقة العاملة المستقل فكريا، سياسيا و تنظيميا، لقيادة مجموع الكادحين نحو الثورة ضد الرأسمال و نحو تشييد المجتمع الاشتراكي دون تردد و لا تأخير.
إننا كماركسيين لينينيين مغاربة ـ أنصار الخط البروليتاري ـ لنحيي جميع النضالات التي خاضتها و تخوضها جماهير الشعب الكادحة في المغرب و في سائر البلدان، و بشكل خاص العمال و العاملات، و نحيي كل الأشكال التنسيقية بين الكادحين المنتفضين ضد السياسة الرأسمالية..
نحيي بشكل خاص وحدة العمال النقابية التي خطت خطوات متقدمة من خلال تنسيقاتها الميدانية رغم أنف القيادات البروقراطية عميلة النظام و الرأسمال..
نحيي صمود المناضلين النقابيين و الطلبة القاعديين و جميع نشطاء الحركة الاحتجاجية رغم القمع و الاعتقال و المحاكمات..
ندعو الرفاق اليساريين و بشكل خاص مناضلي و نشطاء الحركة الماركسية اللينينية بأن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية لتقديم الإضافات الميدانية و النوعية تجاه هذا الزخم النضالي المتقدم بخطوات حثيثة نحو القطع مع العفوية و مع الخنوع و الانتظارية.. مبتعدا خطوة خطوة عن تأثيرات السياسة الإصلاحية و الانتهازية و عن جميع منوعات الفاشية الظلامية.
فالمستقبل لنا و ليس لغيرنا، فكما أثبتت الطبقة العاملة قوتها بحضورها و بصمودها البطولي، فعلى تياراتها المناضلة ألا تخلف الموعد.
فقوتها في وحدتها، و وحدتها من وحدة الطبقة العاملة.. وحدة المرجعية الماركسية اللينينية و الأهداف الثورية الاشتراكية.. و غير هذا أي ما يهم المسائل اليومية و الميدانية فخاضع للخبرة و الاجتهاد و الإبداع.

الماركسيون اللينينيون المغاربة
ـ الخط البروليتاري ـ
1 ماي 2007



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن