الصلاة و التلفزيون

ابراهيم سليمان

2007 / 3 / 30

أنت أمام خيار صعب .. إما أن تصلي أو يفوتك الفيلم أو البرنامج أو المباراة أو النقل المباشر أو أي مادة تتابعها على التلفزيون .. صحيح أن التلفزيون أصبح يعيد برامجه .. ولكن لا تضمن أن تكون حاضرا وقت الإعادة أو أن يكون مناسبا .. أو لا تستطيع أن توقف شغفك وفضولك واندهاشك إلى أن تقوم وتتوضأ وتذهب للمسجد وتستمع إلى الإمام يرتل ويسبح ثم تعود بكل طمأنينة والملائكة تحفك لتتابع ما انقطع ..!
هذه مشكلة ليست بسيطة ولا سطحيه .. إنها حرب أعصاب وإرادات .. مشكله لا يحلها لا مجلس الأمن ولا وكالة الفضاء ولا وكالة الطاقة الذرية ..!
لا يحلها إلا شيء واحد هو أن تلقي بالتلفزيون في برميل الزبالة .. لتستطيع أن تؤدي فروضك الدينية .. لأن التلفزيون ليس يبث لي أنا في قريتي أو بلدتي انه يبث للعالم كله على مدار الساعة .. وليس قناة واحده بل عشرات أو مئات القنوات .. وفي الجانب الأخر الصلاة ليست مرة في الأسبوع ولا مرة في اليوم بل كل بضع ساعات و أحيانا اقل من ذلك مثل المغرب والعشاء ..
فما هو الحل .. خاصة أن الصلاة مفروضة وإلزامية ولا مجال للتأجيل والتأخير بل في وقتها وفي المسجد جماعة ..وهذا يعني أنها ستصبح ثقيلة وكريهة لأنها تنتزع المؤمن من فرجة جميله أو متابعة شيقة للقيام بعمل عادي متكرر وهذا ليس تهوينا للصلاة بل لأنها فعلا كذلك فبسبب ديمومة تكرارها والبشر إذا اعتادوا على تكرار شيء أصبح روتيني الطابع وميكانيكي الفعل هذا بالنسبة إلى البشر العاديين الذين هم الغالبية العظمى من الناس أما المجاهدين و التقاة فلا حكم لهم لأنهم نوادر ولا يشعرون بهذه المشكلة أو تخلصوا منها برفضهم للتلفاز كما يسمونه من الأساس .
استطيع تخيل ما يدور في ذهن من يقرأ هذا الكلام .. من الاستنكار وتسفيه شأن التلفزيون وما يعرض فيه أمام ما ينتظر المشاهد في جنة الخلد .. ولكن لا تستعجلوا بظلمي .. لنكن واقعيين وعمليين ولا نشطح بعيدا .. التلفزيون أكثر جاذبية من الصلاة .. وهذا مشاهد ولا يحتاج لدليل سواء عندنا أو في العالم .. فكيف سيقوم الشاب من أمام التلفاز أثابكم الله طواعية .. إلا بقطع الإرسال من المصدر .. ولان أوقات الصلاة تختلف من بلد إلى بلد على امتداد الكرة الأرضية فهذا يعني إيقاف البث التلفزيون أربعة وعشرين ساعة في اليوم حتى يتمكن المسلمون من أداء الصلاة في أي مكان في العالم ..
هل يوجد حل أخر ..؟
نعم . أو أن تكون البرامج تتكرر على مدار الأربعة وعشرين ساعة بحيث يعرض في كل يوم مادة أو مادتين تلفزيونيتين فقط وفي قناة واحدة فقط لكل الكرة الأرضية .. بدون نقل مباشر لأي حدث إلا أن يكون بث ارضي كما كان تلفزيوننا السعودي يفعل في السابق أي بث يتوقف عند حلول كل صلاة ولكل مدينة ( التلفزيون حينها كان يتوقف بثلاث توقيتات لكل صلاة ) .. أو أن تصبح مشاهدة التلفزيون عذرا مقبولا للجمع والتأخير والتقديم .. وهذا مستحيل دينيا حسب ما هو متبع .
مشكلة التلفزيون في حيا ة السعوديين انه شيء يشبه إغلاق الأسواق وقت الصلاة .. شيء له ثمن باهض .. ولكنه ليس على السطح بل في داخل البيوت والأسر والعائلات .. إغلاق التلفزيون عند العوائل و الاسر وقت الصلاة من المشاكل الصامتة المشتعلة في البيوت وليس على السطح .. في وسط موجة التخويف من النار والعذاب والموت وتكثيفها اصبح الاباء يقومون بما تقوم به الهيئات في الشوارع .. فما الحل من هذه المشاكل التي اوقعنا فيها العصر من جوال كاميرا وبلوتوث الى فضائيات .. الحل الذي اراه ويجب أن لا نتردد فيه .. وهو إغلاق عرب سات وقت الصلاة في كل بلدة عربية واحدة تلو الأخرى حسب أوقات دخول الصلاة .. أو أن يتفضل علماء الدين بإخراجنا من المأزق .




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن