محنة الشخص الثالث_ثرثرة

حسين عجيب

2007 / 3 / 30

عقدة النبذ و التخلّي بالمشاركة مع عقدة النقص والدونية, تشرطان الوجود الإنساني من المهد إلى اللحد. صحيح بعد طور النضج وبروز الواقع, بقوانينه وشروطه المختلفة, تتعدّل الأولويات وتغير ولدى البعض تنعكس, وتظهر في حالات هوس السلطة والسيطرة والحيازة.
موقع الشخص الثالث الذي يجد المرء نفسه محصورا فيه, خاصة بعد ولادة أخ أو انشغال الأبوين بشؤونهم الشخصية_دون أن يكون له أي دور في ذلك_ مؤلم وعسير ويولّد أقصى درجات الغضب, تلك الطاقة الهائلة تصبّ في غريزة العدوان_ الغريزة الأولى.
بدورها غريزة العدوان طوّعت الأديان والعقائد وبقية الأفكار الكبرى لمصلحتها, ورفعت العنف(وأعمال القتل الصريحة والمضمرة) إلى مرتبة البطولة الأولى, على حساب المعرفة والإنجاز والحب.
رفضي لدور البطولة, دفاعي بالدرجة الأولى, أن موقف النبذ يليه مباشرة,أو الخروج على الشرط الإنساني العام....في اختيار طريق الموت.
زيارة سامر وصديقته, وضعتني في موقع الشخص الثالث بلا خيار.

ما لم أختبره بنفسي لا أستطيع معرفته.
*

لا يفهم أصدقائي(الصغار في السن) أن لا أحد بمقدوره أن يرى نفسه كما يراه الآخرون.
تلك مشكلتي الأساسية مع أصدقائي الأصغر, وهي معكوسة تماما مع الأكبر سنا.
صراع الأجيال أو دور الأبناء والآباء, أقدم دراما وأكثرها اضطرابا على مر العصور.
الانغلاق الذاتي,أسطرة الذات,التمركز على الذات....عبارات في اتجاه وحيد, "طفالية" وأكثر ما تعنيه طلب دور البطولة,ومطالبة الآخر الاعتراف به,دوما وبلا توقف وبإلحاح.
الجرح النرجسي بدوره,أكثر ما يشرح الجنوح البشري إلى المبالغة والتطرف,مكانه الأثير في الوسط الفني والأدبي والثقافي عموما,وفي لحظات العشق, النرجسية تزيح ما عداها.
من يستطيع قبول الدور الهامشي برضا, في المنزل أو بين الأصدقاء وفي المجتمع...؟!
لطالما كنت الشخص الثالث أو أهمل و أرمى على الهامش. كرهت ذلك, ضقت به...وخرجت طوعا من المنافسات,إلى الخيال والكلام حيث فضاء مفتوح بلا مراكز أو هوامش.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن