من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.....5

محمد الحنفي
sihanafi@gmail.com

2007 / 3 / 14

إهداء:


 إلى زوجتي،وأم أولادي:لطيفة،التي تناضل من أل حقوق المرأة،

 إلى كل امرأة ناضلت من أل أن تصون كرامة بنات جنسها.

 إلى كل امرأة باعتبارها أما،وأختا وزوجة، وبنتا، تحرص على أن تنال تقدير الناس لها.

 إلى فاما التي تستحق تقدير الشعب المغربي لاختيارها اعتناق قضاياه الكبرى بدل الانزواء في بيت الزوجية حتى ماتت.

 إلى الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة.

 من اجل مواجهة جحافل الظلام.

 من اجل امرأة بكافة الحقوق في جميع أنحاء العالم.


علاقة المرأة مع نفسها:.....5

6) والمرأة عند ما تتحرر من دونيتها، وتفرض حريتها، واحترام حقوقها في المسلكية العامة، فإنها تعتنق المسلكية التحررية، التي لا ترضى بغير مساواة المرأة للرجل، في الحقوق، والواجبات، وفي التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

والمسلكية التحررية لا تتم إلا باعتناق الإيديولوجية التحررية، التي تشيع الشعور بضرورة احترام كرامة الإنسان، وبالنضال من أجل حماية تلك الكرامة، التي لا تتحقق إلا بإلغاء كل مظاهر الدونية في المجتمع، سواء تعلق الأمر بالمرأة، أو بالرجل، وفي جمع الدول ذات الأنظمة التابعة.

و المراد بالإيديولوجية التحررية: إيديولوجية الطبقة العاملة، التي تعتمد توظيف القوانين العلمية في التحليل الملموس للواقع الملموس، لتاريخ البشرية، ولواقع المجتمعات، والشعوب، ولواقع الرجل، والمرأة في كل بلد من البلدان ذات الأنظمة التابعة، من أجل الوقوف على أشكال المعاناة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية للمرأة، والرجل على السواء. وماذا يجب عمله لوضع حد لتلك المعاناة، حتى تشعر المرأة، والرجل معا بالمساواة في إطار مجتمع حر، وديمقراطي، وعادل. وحتى تزول الدونية من مسلكية الرجل، والمرأة، ومن المسلكية العامة للمجتمع في كل بلد من البلدان ذات الأنظمة التابعة، ومن خلال العادات، والتقاليد، والأعراف، وعن طريق ملاءمة القوانين المحلية، مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وبميثاق إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، و بميثاق حقوق الطفل، حتى تصير المسلكية الفردية، والجماعية منتجة لاحترام كرامة الإنسان، ومحاربة للرؤيا الدونية للمرأة كمتاع، وكسلعة، وكعورة، وتكريس الرؤيا إليها كإنسان.


7) وبذلك تساهم المرأة في بلورة مسلكية اجتماعية تتناسب مع إنسانية المرأة في جميع البلدان ذات الأنظمة التابعة.

فهي تساهم في الحرص على تمكن المرأة من التعلم، ومن متابعة دراستها في جميع الأسلاك التعليمية، ولا فرق، في ذلك، بين المرأة في الحاضرة، أو في البادية، في الدول المتقدمة، أو في الدول المتخلفة، مهما كان عقيدتها، أو لغتها، أو لونها، أو عرقها، أو الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها. لأن عدم تعليم المرأة لا يعني إلا حرمانها من الحياة، ومن القدرة على الاندماج في المجتمع، ومن التحرر من التبعية للرجل، ومن وضع حد لدونية المرأة كمتاع، أو كسلعة، أو كعورة. فالتعليم الذي يصير حقا للمرأة في جميع المستويات التعليمية، هو المدخل لانعتاق المرأة من التخلف الذي يلاحقها في جميع الأمكنة، وفي جميع الأزمنة.

وهي تساهم في العمل على تمكينها من حقها في الشغل، حتى تنفتح أمامها الآفاق، وفي كل المجالات، مهما كانت مؤهلاتها، حتى تستغني عن التبعية للرجل، لأن الرجل، مهما كان، يسعى باستمرار إلى الحط من كرامة المرأة، ما لم تصر المساواة ملتصقة بمسلكيته العامة، والفردية، وفي إطار الأسرة، وما لم تصر المساواة في إطار الأجرأة القانونية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وفي إطار العادات، والتقاليد، والأعراف، والبرامج الدراسية، وغيرها، مما يساعد على جعل المساواة جزءا من الحياة العامة، والخاصة. والمرأة التي لا تعمل على تمكينها من الحق في الشغل، فإنها تقبل بأن تصير تابعة للرجل، غير متحررة من دونيتها كمتاع، أو كسلعة، أو كعورة.

كما تساهم كمواطنة في العمل على الحصول على مسكن مناسب، تتوفر فيه شروط الحياة الاجتماعية، التي تقضيها طبيعة العلاقات الاجتماعية، التي تحكم المجتمع، مهما كان هذا المجتمع، والتي يقتضيها الحرص على التمتع بالصحة النفسية، والجسدية والعقلية، حتى لا تصير المرأة عالة على أقاربها، إذا لم تكن متزوجة عند بلوغها سن تحمل المسؤولية، مما يجعلها تحت رحمة قريب من أقاربها، أو أي رجل يأويها من الضياع، ما لم يكن شريكا لها في الحياة، وحرص المرأة على تمتعها بالسكن، إنما ينم عن حقها في التمتع باحترام كرامتها.

8) وباختراق المرأة للمسلكية العامة، وتحويلها إلى مسلكية تحترم فيها المرأة، فهي تخترق المسلكية الإقطاعية، وتعمل على رفض اعتبار المرأة مجرد متاع، من خلال تحويلها إلى مسلكية بورجوازية، تعمل على تسليع المرأة، لتسعى بعد ذلك إلى رفض المسلكية البورجوازية، إلى جانب رفض مسلكية مؤدلجي الدين الإسلامي تجاه المرأة، لتعتنق بذلك المسلكية التحررية، التي لا ترضى بغير المساواة المتكاملة في الحقوق، والواجبات، وفي التمتع بجميع الحقوق، سواء تعلق الأمر بالمرأة، أو بالرجل، لتستطيع، بعد ذلك، بلورة مسلكية اجتماعية تتناسب مع إنسانية المرأة، حتى تتمكن من نقل المجتمع من واقع متخلف، إلى واقع متقدم، من خلال المسلكية العامة للأفراد، والمجتمعات في جميع البلدان ذات الأنظمة التابعة، وفي البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين؛ لأن تحرير المرأة وتمتيعها بحقوقها المختلفة، يجعل المجتمع ينعتق، وينطلق في البناء، والتقدم، والتطور في جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفي جميع مناحي الحياة، لتصير المرأة بذلك سلاحا ذا حدين، حد التخلف، وحد التقدم.

فباعتبارها متاعا، أو سلعة، أو عورة، تصير معانية من الدونية، فتنسحب إلى الوراء، وتصير عامل عرقلة اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ومدنية، وسياسية.

وباعتبارها امرأة حرة، ذات حقوق إنسانية، فإنها تنطلق، وتصير عامل تقدم اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، وسياسي، تتعاون مع الرجل، ويتعاون معها الرجل.

فماذا تعمل المرأة من أجل وضع حد للمسلكية الإقطاعية تجاه المرأة؟

هل تسعى إلى تفكيك الإيديولوجية الإقطاعية، وتعمل على تفنيد تصورها تجاه المرأة؟

هل تنخرط في الصراع البورجوازي ضد الإقطاع؟

هل تنخرط في الصراع السياسي الهادف إلى وضع حد للاستبداد الإقطاعي المتخلف؟

هل تنخرط في النضال الديمقراطي الهادف إلى تحقيق الديمقراطية، التي تقف وراء انطلاق المرأة من أجل تحقيق حريتها؟

هل تنخرط في الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة، من أجل القضاء على الاستغلال الإقطاعي / البورجوازي؟

ألا يعتبر صراع المرأة ضد الإقطاع، وضد الإيديولوجية الإقطاعية، سببا في تفكك الأسرة كما يدعون؟

ألا تعتبر حرية المرأة هي الوسيلة التي تمكن من بناء أسرة من نوع جديد؟

أليس التصور البورجوازي للمرأة هو الذي يؤدي إلى تفكك الأسرة؟

أليست المساواة بين الرجل، والمرأة، في الحقوق، وفي الواجبات، هو الكفيل ببناء أسرة متماسكة، قائمة على التعاون بين الجنسين؟

أليس بناء أسرة من نوع جديد، هو الكفيل بوضع حد للمسللكية الإقطاعية تجاه المرأة؟

أليس التصور الإقطاعي للمرأة هو المنتج للتصور البورجوازي، ولتصور مؤدلجي الدين الإسلامي كعورة؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن