ضوء في آخر النفق_ثرثرة

حسين عجيب

2007 / 1 / 6

"راحت سنة 2006 كس أختها وأجت 2007 كس أمها, وكس أخت الأيام كيف بتمر ويفضح أخت هيك عيشة بطيزي, وكل عام وأنت بخير"
مع الدقائق الأولى للعام الجديد وصلت الرسالة القصيرة, وتم تبادلها بشكل أسطوري.
الرسالة الفكاهية والقاتمة بنفس الدرجة, نكتة تفضح اللاوعي الجمعي. فقدان الأمل وما يلحقه من رغبة في السخرية من كل شيء. هذه حياتنا.
اليوم الأول في سنة 2007, مناخ معتدل وأقرب للدفء, مع شمس اللاذقية المنعشة, والشوارع شبه فارغة. ليست لدي رغبة في البقاء, ولا أرغب في الخروج, أثرثر عملا بقانون الجهد الأدنى. حياد جليدي يفصل بين قطع حياتي المبعثرة.
قبل الثلاثين تخلصت من الأوهام أو القيم الإنسانية أو الانسانوية, المطلقة والعليا والمشتركة معا. لا أعتقد بوجود أي ميزة للإنسان يتفوق فيها على غيره من الأحياء.
لا أعتقد بوجود أي شكل أو صيغة تبرر أو تخفف, قسوة العيش المشترك, والعدمية الأصلية تغمر الوجود, يموت أحدنا كالذبابة أو الجرذ أو العصفور وينتهي الأمر.
التطور وهم أيديولوجي. الإيمان والمعتقدات المختلفة,تصلّب وجداني مع جفاف عاطفي, يحدث في العمق والجوهر, وتعبيره الأساسي صراع وحشي بلا رحمة. الأمل والغاية والمعنى وبقية خط القيم_العليا_ ألعاب يمارسها البعض بسذاجة ويستخدمها البعض الآخر, كوسائل وغايات للسيطرة والتحكم, ولا شيء آخر.
لا أرغب بالخداع أو المناورة, ولم أعد راغبا بشيء أو...., وصلني اتصال للتو من صاحب البيت الموعود, الزميل والصديق فداء, يريدنا التخلي عن الاتفاق الشفهي حول بيت بسنادا, القرار لفريدة, لا أحب الصفقات ولا أجيدها.
كما تتصارع بقية الأحياء على قطعة الأرض أو عشبة أو عظمة وفي حالة الهيجان الجنسي, نتصارع بدورنا, والاختلاف بالأدوات والوسائل.
*
حتى مكالمة تلفونية قصيرة, تحمل السيناريو الأولي, للصراع الأزلي بين البشر.
أ_ في الطور الأول, اضطراب لدى العضوية(أنا وأنت), بحسب قانون الجهد الأدنى ومع مرور كافة الخيارات المتاحة أمام الوعي بشكل خاطف, يتم اختيار ذلك المتّصل به الآن هنا. ب_ الطور الثاني(ولا فرق بين حبيب أو خصم) طور المساومة, حساب الربح والخسارة بشكل آلي. ج_ الطور الثالث الدرامي, لحظة تواصل كائنين منفصلين, تستخدم فيها مختلف الأسلحة النفسية. د_ يستسلم أحد الطرفين, تجنبا لخسارة نفسية أساسا. ويأتي الطور الختامي حتما بغالب ومغلوب أو خاسر ورابح.
الطرف الفائز سيعمل جهازه النفسي والعقلي, على تكرار التجربة الممتعة, مع رفض التغيير جملة وتفصيلا. وعلى العكس منه الطرف الخاسر, سيعمد إلى تغيير أسس التواصل بلا هوادة, وكل ذلك يحدث تحت أو فوق , المستوى الأخلاقي.
عبر آلية الصراع, يحدث الارتقاء والتطور, يقول المتفائلون منا. وعلى العكس منهم نقول مجتمع الطرف الخاسر, الصراع يدمّر الأسس المشتركة بدءا بالأخلاق.

الأفكار والمنطق والفن والأدب والجماليات عموما, خط صغير ومهمل في الحياة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن