ما الذي تحقق بعد خمس سنوات من 11سبتمبر ؟

زياد اللهاليه
zead67lh@yahoo.com

2006 / 9 / 22

قبل خمس سنوات من 11سمبتبر او( غزوة منهاتن ) كما يطلق عليها وأثناء انهيار البرجين الذين يمثلان أحد أهم رموز كبرياء الولايات المتحدة الأمريكية وانهيار أدارت الاقتصاد الأمريكي باعتبار البرجين مركز أدارت الشركات الأمريكية الضخمة التي تتحكم في الاقتصاد العالمي , منظر انهيار البرجين في بث حي ومباشر علي شاشات التلفزة العالمية أشفا غليل الكثيرين من العوام ومن دول العالم الثالث ومن الذين يعانون من السياسة الخارجية والاقتصادية والكيل بمكيالين والتعسف والغطرسة الأمريكية ,لم يعتقد هؤلاء العوام والكثير من المثقفين أن هذا التاريخ سوف يغير وجه العالم ويدخله في ترتيبات وحروب مفتوحة سفكت فيه عشرات الآلاف من الأرواح البريئة واستبيحت حرمات الدول وانتهكت حقوق المواطنين ووضعت المخططات لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ , وتلغي الكثير من الديمقراطيات والحريات الفردية والعامة
ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت الفرصة الذهبية بالنسبة للمحافظين الجدد واللوبي الصهيوني واستغلال الصدمة التي تعرض لها الشعب الأمريكي والتفافه حول حكومته والتعاطف العالمي حولها لتدفع الإدارة الأمريكية المحافظة لتنفيذ مخططاتها القديمة اتجاه الشرق الأوسط والعالم من السيطرة على منابع النفط في الوطن العربي والعالم الثالث في ظل زيادة الطلب العالمي على تلك السلعة والسيطرة على الأسواق الاستهلاكية للترويج للمتوجات والسلاح الأمريكي ونهب خيرات وثروات البلاد وتحديدا المواد الخام من تلك الدول بأسعار زهيدة لتضمن استمرار دوران عجلة الاقتصاد الأمريكي والقضاء على الدول التي تشكل عقبة وتهديد للكيان الصهيوني وللسياسة الأمريكية في المنطقة والعالم مثل إيران وسوريا والعراق وكوريا وكوبا والحركات الجهادية مثل طالبان والقاعدة والحركات السلفية التي أصبحت تنشط بشكل ملحوظ في السنوات العشر الأخيرة وحركات التحرر في المنطقة مثل حزب الله والفصائل الفلسطينية لخوض حرب مفتوحة تحت مسميات وشعارات واهية لم تحسب الإدارة الأمريكية نتائجها بشكل دقيق بقدر ما كانت ردت فعل سريعة لاسترداد جزء من الكرامة والهيبة الأمريكية المسلوبة ولكن لا نريد أن ندخل في تحليلات ونوايا واهداف بقدر ما هي النتائج التي حصدها العالم والولايات المتحدة بعد خمس سنوات من الحرب على الإرهاب ؟ كما تسميها الولايات المتحدة وحلفائها
اولا
أن أحداث الحادي عشر من سمتبر وارتكابها بسم الإسلام أساء للإسلام كثيرا وصبغة بصبغة الإرهاب والتطرف والفاشية والنازية وفتح الباب على مصراعيه للتطاول على الإسلام والمسلمين مما أدى إلى تضييق الخناق على المسلمين والحد من حركتهم ونشاطاتهم واستباحة حرماتهم ومقدساتهم وحقوقهم المدنية واعتقال الآلاف لمجرد الشبهة لسنوات عديدة وما يحصل في السجون من ابو غريب في العراق وباغرام وسجن غوانتنمو والسجون السرية حول العالم واختطاف المواطنين وترحيلهم الى سجون سرية وتعرضهم إلى ابشع أنواع التعذيب لهو دليل واضح على انتهاك ابسط الحقوق الإنسانية , والتضييق على المسلمين المقيمون في أوروبا والتمييز العنصري ضدهم والاعتداء على المقدسات وإغلاق المؤسسات الخيرية الإسلامية التي تقدم العون إلى المحتاجين ,وزيادة الرقابة على الفرد والتنصت على خصوصيات المواطنين بحجة الأمن ومكافحة الإرهاب وسلبهم ادني حقوقهم المدنية بعد ان كانت أوروبا المنبر الديمقراطي الحر لكل تلك الحركات الإسلامية وغير الإسلامية وكانت تبني المساجد والمدارس والمؤسسات الإسلامية وتعقد المؤتمرات والندوات وتمارس حرياتها وأنشطتها دون حسيب او رقيب , ليصبح الآن كل مسلم إرهابي حتى تثبت براءته
ثانيا
استباحة حرمات وسيادة الدول لتغيير أنظمة الحكم وتنصيب أنظمة موالية لها بسم مكافحة الإرهاب ونشر الحرية والديمقراطية وتثبيت السلم العالمي ونزع أسلحة الدمار الشامل والدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان وتحويل الوطن العربي الى واحة من الديمقراطية ليتحول الى مستنقع من الدماء قتل فيه الآلاف من المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها والبنى التحتية , واستخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا من القنابل الفسفورية والعنقودية واليورانيوم المخصب ودعم وتسليح المليشيات الطائفية , ودعم الحركات الانفصالية والعرقية والاثنية, ونهب مليارات الدولارات بحجة البناء والأعمار , ونشر ثقافة الإرهاب والفوضى العالمية او الفوضى البناءة ، والتدخل في الشؤون الداخلية للنظام العربي والإسلامي ووضع السياسات الاقتصادية والتعليمية وتقسيم البلاد الى كنتونات عرقية وطائفية ودينية لتحويل الأنظار عن الاحتلال الى الفتنة الطائفية التي تشترك في رسم معالمها وخيوطها المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وما حصل من اعتقال عناصر من الجنود البريطانيين والأمريكيين في البصرة وبغداد أثناء محاولتهم زرع عبوات ناسفة وتفخيخ سيارات لدليل واضح على ما يحاك ويخطط ضد العراق والمنطقة العربية برمتها فالضغوط التى تمارس على السودان لنشر قوات متعددة الجنسيات في دارفور كمقدمة لتقسيم السودان والضغوط على سوريا وإيران يظهر أن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على ما يسمى الإرهاب ما زالت في بدايتها وان السودان وسوريا وإيران ما زالت على لائحة الدول المستهدفة ولكن التعثر والمستنقع الأمريكي في العراق وارتفاع الخسائر البشرية والمادية وانتصار المقاومة في لبنان وتعزيز ثقافة المقاومة لدى الشعوب العربية والإسلامية وأعادت ترتيب المقاومة الأفغانية لصفوفها وتوجيه ضربات قاسية ومؤلمة لقوى التحالف وتدنى شعبية الإدارة الأمريكية بعد كشف وزيف الادعاءات الأمريكية التي لم تحقق أي من الأهداف التي خاضت الحرب من اجلها مما جعل الإدارة الأمريكية تعيد حساباتها جيدا قبل ان تقدم على أي خطوة قادمة
ولكن اعتقد ان الولايات المتحدة قد تحقق إنجاز هنا وانتصار هناك ولكن على المدى البعيد لن تستطيع ان تكسب المعركة ولن تستطيع التحكم في أدارت وتوجيه المعركة وفق رؤيتها واستراتيجيتها لفترات طويلة بعد ان أسست لثقافة العداء اتجاه السياسة الأمريكية وتجذير ثقافة المقاومة والصمود والتحدى وهذا ما حصل بانتصار المقاومة في لبنان والتحول في أمريكيا اللاتينية وتنامي القوى المعارضة للولايات المتحدة ,ولن تستطيع الولايات المتحدة فرض احترامها وارادتها بالقوة دون احترام إرادة وثقافة تلك الشعوب .
ولخروج الولايات المتحدة من المأزق ومن حالة العداء والكراهية عليها ان تعيد النظر في سياساتها الخارجية وترتيب أوراقها في المنطقة والعالم بما يحترم أرادت الشعوب وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والكيل بمكيالين ووقف دعمها اللامحدود لإسرائيل وحل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية والابتعاد عن سياسة الغطرسة والقوة والتهديد , ومد جسور السلام والحوار والاحترام المتبادل والرأي والرأي الأخر .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن