رسالة الى الاستاذ نزار الجاف

سامان أمين
freedoms111@yahoo.com

2006 / 8 / 6

استاذي الكبير نزار الجاف لا أنوي الدخول إلى دهاليز التأريخ ودروبه المتشعبة لأني وبصراحة متناهية الحد أكره ْ ما أكرهُ في حياتنا الدنيا هو التأريخ والسبب ببساطة إيماني الشديد بأن ما كُتب هو محض تأليفات منسوجة بعناية ودقة كبيرة وبأسلوب تسلسلي جميل وربما رائع من مؤرخين وكُتّاب غير محايدين فكل منهم يكتبُ على ليلاهْ ، ونحن ملزمون قرأة هذا التأريخ حتى نتعلم ونعرف ما جرى ونستنتج الحقائق العلمية والعملية وليس كالببغاء نردد فقط ما نقرأ ونسمع ، سابقا ً عندما كنت ُ أقرأ التأريخ الاسلامي والعربي وحتى الكردي في المراحل الدراسية كافة وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن المنصرم ، كنت ُ اقرأ لأنجح في تلك المادة وفي أوقات الفراغ أو العطلة الصيفية كنت ُ أقرأ كُتب التأريخ لفطاحل المؤرخين إن كانوا عربا ً أو كردا ً أو فرسا ً "..ولا يخفى علينا أن الكثير من المؤرخين الاسلاميين كانوا كردا ً و فرسا ً ".. وكنت ُ أتفاجأ وأنا أقرأ التأريخ كما كان وليس كما كنا ندرسه في المدارس ونفس الشيء موجود حاليا ً في المدارس الكردية في أقليم كردستان ولا يخفى على أحد إن مادة التاريخ في بعض المراحل الدراسية مختلفة في أربيل عما هي في السليمانية ولا أدري هل تم التعديل أو التوحيد في المادة الدراسية بعد توحيد الادارة ...!!!
أستاذي العزيز لا اريد أن ( أدوّخ ) راسك بمقدمة طويلة وأظن بل أجزم إنكم فهمتم ما وراء السطور، إن الشعب الكردي في كردستان العراق قد عانى الكثير وما يزال يعاني الكثير في حياته اليومية ولا نستطيع الانكار ولو قيد أنملة إن ما عانيناه ُ نحن في كردستان العراق أكبر مما عاناه الشعب الكردي في باقي أجزاء كردستان ولا داعي لذكر تلكم المعاناة لأننا في طور البناء والقفز نحو المستقبل بخطى مدروسة واقعية ثابتة ولسنا في حلقة دراسية تأريخية كل يوم لنسترجع ما عانيناه ولا أقول أو أدعو إلى النسيان ولكن أن نحاول الخروج من قمقم التاريخ والماضي وألوهية القادة والرموز والسير نحو بناء أقليم ودولة مستقبلية راسخة المعالم والشواهد ويكفي معاناة بدأت منذ بداية القرن العشرين وصولا ً إلى الستينات منه والتي تعتبر جولات تمهيدية وربما أتجرأ وأقول إنها كانت نُزهات نسبة ً أو مقارنة ً بما حدث َ في السبعينات والثمانينات وتوجتْ بالتسعينات والتي لم يبقى حزب كردي لم يقاتل حزبا ً كرديا ً آخر وحتى في العائلة الواحدة الاخ قاتل أخيه ومن أجل ماذا .....؟
من أجل المال والسلطة وأشخاص ٍ ظنوا أنفسهم إلها ً .....
استاذي الكبير الاجيال الكردية الجديدة والتي ولدت وكبرت وتعلمت وعاشت في كردستان خالية من الامن والمخابرات والجيش الشعبي و( الجاش بوليس ) والمنظمات الحزبية والملابس الزيتونية ومسدسات طارق هي نفسها التي ولدت وعاشت ورأت قتال الاخوة وليالي العنف وطلقات الدوشكة فوق رؤوسهم وأيام الشيراتون وموقعة كسنزان وارهاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني ضد المواطنين العُزل على طريق اربيل _ دهوك وقصفهم لتلك المدينة المسالمة بقاذفات ( ار_بي _جي ) ومحنة أهل أربيل الصامدة البطلة من قتل وخطف وابتزاز الاموال من قبل بعض الاحزاب الكردية وهي الان لا تقبل ولا تتقبل بأي شكل من الاشكال جولات قتال أو حروب داخلية أخرى أو مغامرات غير محسوبة وغير مدروسة رضاءا ً لعيون عبدالله أوجلان أو غيره أو أيماناً بوحدة القضية والكثير من الشعارات الطنانة الاخرى وما حدث في كلار ورانية وحاج عمران والسليمانية وحلبجة وطاسلوجة من مظاهرات رفض للواقع والحياة اليومية الا دليل على صحة كلامي فماذا تكون الحال اذا كان التفكير يصب من جديد الى قتال وحروب داخلية أو خارجية .!!!!!
وكوني من جيل الستينات وقريب من الاجيال الكردية الجديدة ودائم المناقشة وكثيرا ً ما أستمع اليهم لمست ُ هذا الواقع وأنتم تدركون ان الشعب الكردي ذكي بالفطرة وعنيد أيضاً ويعلم تمام العلم والمعرفة أنه اذا تطورت الاحداث لا سمح الله مع الدولة الكمالية التركية فالخاسر الوحيد هو الشعب الكردي في كردستان العراق وتجربته الفريدة ولا استطيع أقناع نفسي أو اقناع اي شاب كردي بأن قوات البيشمركة تستطيع مجابهة الالة العسكرية الاتاتوركية ، ربما نستطيع بل نستطيع فعلا ً مجابهتهم في حرب عصابات وقتال الجبال ولكن هيهات المجابهة العسكرية النظامية وما تحمله ُ من فنون وخطط واساليب علمية حديثة ولا يخفى على القاصي والداني ما هيّة الالة العسكرية الاتاتوركية، ولا أريد التفكير ... مجرد التفكير أن ما بنيناه بسواعدنا وتضحياتنا وأموالنا في كردستنا خلال الاربع سنوات الاخيرة تُدمر أمامي ربما خلال اربع ساعات مثلما يجري اليوم في لبنان الجميلة الصامدة البطلة .
أستاذي العزيز لا يشرفني ان يكون عبدالله أوجلان زعيمي وجميعنا نعلم في كردستان العراق تاريخ هذا الرجل ولكن بالتأكيد يشرفني ان يكون نيجرفان البارزاني ... مع حفظ الالقاب ... زعيما ً لأنه ببساطة شاب طموح ومُجد ويحب أن يبني كردستان الجديدة ويعمل على ذلك اذا تركه الاخرون ويعلم تمام المعرفة حجم قوته ِ ويعلم نقاط ضعفه ِ ويعترف ُ بها أمام الملأ ويعلم جيداً ونحن نعلم معه ُ أنه ليس موسى ليشق البحر بيمينه ِ ويعمل المعجزات ولكنه انسان واقعي ولا يحتاج الى اشخاص يصبون الزيت على النار وهم جالسون في أوروبا المحروسة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن