رجال هتلر -فون مانشتاين-

أسامة هوادف
hoadf1992@gmail.com

2020 / 5 / 29

رجال هتلر:فون مانشتاين

هو "إريتش فون مانشتاين" المولود في برلين في 24نوفمبر1887، وإسمه الأوسط الأصلي هو "فون ليفينسكي" ، و والده هو"إدوارد فون ليفينسكي" ضابط مدفعية ظل يترقى حتى صار قائدا لفيلق من الجيش، وحصل على إسم "فون مانشتاين" عقب تبني الجنرال "فون مانشتاين" صهر والدته ل"إريتش".
إرتاد"إريتش فون مانشتاين" مدرسة " ستراسبورج" ثم قضى سبع سنوات في مدرسة عسكرية للصبيان، وعقب تخرجه في 1906 إلتحق بالفوج الثالث حرس، وقضى عامي 1913 و1914 في الأكاديمية الحربية.
وقد خدم لدى إندلاع الحرب العالمية الأولى كمساعد للفوج الثاني حرس الإحتياطي في بلجيكا وبروسيا وجنوب بولندا، ومنذ مايو 1915 وعقب إصابته بشدة في نوفمبر 1914 خدم بنجاح ضمن طواقم الجيوش التي يقودها الجنرالات "فون جالفيتر" و"فون بيلو" ، وفي صيف 1915 شارك في الهجوم الواقع شمال بولندا ، وقاتل في صربيا منذ خريف ذات العام حتى ربيع العام التالي،وفي ربيع1917 كان في "فيردن" في معركة السوم وفي القتال على نهر "آن" ، وفي خريف ذلك العام تم تعينه ضمن طاقم قيادة الفرقة الرابعة خيالة في "كورلاند" وفي مايو1918تم نقله لقيادة الفرقة 213مشاة في الغرب ،كما شارك في هجمات على "ريمس" في مايو ويوليو 1918 وظل يخدم في فرنسا حتى توقيع الهدنة.
خلال سنوات ما بعد الحرب تولى"فون مانشتاين" مناصب ضمن طواقم وأفواج متنوعة،وفي 1934 صار رئيس أركان المنطقة العسكرية الثالثة في "برلين" ، وفي 1935رئيس فرع العمليات التابع لهيئة الأركان العامة للجيش ، وفي أكتوبر 1936 تمت ترقيته لرتبة ميجور جنرال وصار رئيس فرع التموين والإمداد مما جعله نائبا للجنرال "بيك" رئيس أركان الجيش.
وإبان إقالة"بارون فون فريتش" في فبراير1938 تم إعفاؤه من منصبه ونقله إلى "ليجنيتز" لقيادة الفرقة الثامنة عشر، وفي نفس العام شارك في إحتلال أرض السوديت بإعتباره رئيس أركان أحد الجيوش.
ولدى إعلان التعبئة العامة في 1939 صار "فون مانشتاين" رئيس أركان مجموعة الجيوش الجنوبية التي يقودها"فون رندستيدت" بنفس الصفة إلى مجموعة الجيوش "أ" على الجبهة الغربية ، وهنا تورط في صراع على خطة العمليات والتي لم يتبناها "هتلر" إلا بعد إبعاد"فون مانشتاين " عن مجموعة الجيوش وإرساله لقيادة أحد الفيالق، وقد قاد هذا الفيلق خلال الحملة في الغرب وتم منحه وسام صليب الفارس.
بعد إنتهاء القتال في فرنسا إنشغل "فون مانشتاين" لبعض الوقت في تدريب فيلقه لغزو بريطانيا.
في مارس 1941تم تعيينه قائدٱ للفيلق 56بانزر وقاد تقدما مدرعا من شرق بروسيا إلى بحيرة "يورنين" عندما هاجمت ألمانيا الإتحاد السوفييتي، وفي سبتمبر من ذات العام تمت توليته قيادة الجيش الحادي عشر والذي قام على رأسه بغزو شبه جزيرة القرم وتحطيم الإنزالات البحرية الروسية في شبه جزيرة "كيرتش" ،وبعد سقوط "سفاستبول" تمت ترقيته إلى رتبة فيلد مارشال.

في أغسطس 1942 تم تكليف "فون مانشتاين" بمهمة الإستيلاء على "لينينجراد" ولكن لم يتم تنفيذ ذلك قط،ولكنه مسئول على الرغم من ذلك عن تدمير جيش سوفييتي على بحيرة "لادوجا" .
في 1942 وعقب إختراق الروس جانبي "ستالينجراد" وتطويقهم الجيش السادس تماما تولى "فون مانشتاين" قيادة مجموعة الجيوش "دون" (الجنوبية لاحقا) ،وبعد محاولة فاشلة لإنقاذ الجيش السادس قام بتوجيه القتال الكثيف لهدف حماية الجناح الجنوبي الألماني وأحرز نصرا مؤزرا في "خاركوف" في مارس 1943، وبسبب ذلك تم منحه وسام أوراق البلوط إضافة إلى صليب الفارس الذي حصل عليه مسبقا.
في صيف 1943 شارك "فون مانشتاين" في آخر هجوم ألماني في الشرق وهو العملية "قلعة" ، وبعد إلغائها قاد مجموعة الجيوش الجنوبية في خضم عدد من المعارك الدفاعية الصعبة والتي تضمنت الإنسحاب لما وراء نهر "دنيبر" ،وفي نهاية مارس 1944 وعندما كانت الجيوش الألمانية قد تقهقرت حتى حدود بولندا تم إعفاء "فون مانشتاين" من القيادة نتيجة لإختلافه مع "هتلر" حول إدارة العمليات في الشرق، وبرغ تكريمه بمنحه السيوف إضافة إلى صليب الفارس عرفانا بخدماته إلا أنه لم يتم توظيفه مجددا في أي منصب.
في يوم 20 يوليو 1944 تمت محاولة فاشلة لإغتيال "هتلر" تمهيدا لإنقلاب عسكري و كان "فون مانشتاين" حينئذ في منتجع مطل على بحر البلطيق، وبرغم إلتقاؤه مرات عدة بثلاثة من المتآمرين الرئيسيين وهم "كلاوس فون ستافنبرج" و "هينينج فون تريسكو" و "رودولف كريستوف فون جيرسدروف" إلا أنه لم يتورط في تلك المؤمراة وقال حينئذ :"إن الفيلد مارشالات البروسيين لا يتمردون"،ورغم ذلك وضعت الشرطة السرية (الجستابو) منزل "فون مانشتاين" تحت المراقبة.
في أكتوبر 1944 إشترى "فون مانشتاين" عقارا في بوميرانيا الشرقية ولكنه إضطر للتخلي عنه بعد ذلك بسبب تقدم القوات السوفييتية وإجتياحها لتلك المنطقة، كما إضطر لإخلاء منزله في "ليجنيتز" في 22يناير 1945 ولجأ مع أسرته إلى أصدقائه مؤقتا في "برلين" ، وهناك حاول "فون مانشتاين" مقابلة "هتلر" في قبوه لكن بلا جدوى ، وقد إضطر للترحال غربا مع أسرته حتى إنتهت الحرب في أوروبا بهزيمة ألمانيا في مايو 1945،وبينما كان يعالج من مرض أصاب عينه اليمنى في مستشفى" هيليجنهافن" ألقى البريطانيون القبض عليه وتم نقله لمعسكر للأسرى قرب "ليونبرج" في 26أغسطس1945.


في أكتوبر 1945 تم نقل "فون مانشتاين" إلى "نورمبرج" وتم إحتجازه في قصر العدالة المنعقدة فيه محاكمات "نورمبرج" مع كبار القادة النازيين المتهمين بإرتكاب جرائم حرب، وقد أعد "فون مانشتاين" مذكرة من 132ورقة للدفاع عنه وعن القيادة العليا للفيرماخت وعن هيئة الأركان العامة أمام المحكمة المنعقدة بتاريخ أغسطس 1946، وفي سبتمبر 1946 تقرر براءتهم جميعا إلا أن السلطات البريطانية إستمرت في إحتجازه كأسير حرب في "ويلز" ،وهناك تم عزله عن بقية السجناء و معاملته جيدا و كان الكاتب البريطاني "بي إتش ليدل هارت" على إتصال به وساعده في 1958 على نشر كتابه "إنتصارات ضائعة" باللغة الإنجليزية ، وفي عام 1948 قررت الحكومة البريطانية بضعط من الإتحاد السوفييتي محاكمة "فون مانشتاين" على جرائم حرب، وتم نقله مع ثلاثة من كبار الضباط الألمان وهم "جيردفون رندستيدت" و "والتر فون براوخيتش" و" أدولف ستراوس" إلى معسكر للتدريب في "مونستر" حيث إنتظروا محاكمتهم هناك، ولكن "فون بواخيتش" توفي في أكتوبر من ذات العام وتم إطلاق سراح الإثنيين الأخرين لدواعي طبية في مارس 1949،أما "فون مانشتاين" فقد إنعقدت محاكمته في "هامبورج" بألمانيا من أغسطس وحتى ديسمبر 1949.
تم توجيه 17 تهمة ل"فون مانشتاين " تتعلق بجرائم حرب أدين بإرتكاب تسع منها و حوكم بالسجن لمدة 18 سنة ، فقام "ليدل هارت" بحملة صحفية نعت الحكم فيها بالقرار السياسي مما أدى لتخفيفه إلى 12سنة في فبراير 1950.
في السابع من مايو 1953 تم إطلاق سراحه لدواعي صحية وتحت ضغط رجال مثل "وينستون تشرشل" و"ليدل هارت" وغيرهما من داعميه.
في 1955 تم إستدعاء " فون مانشتاين " بواسطة وزارة الدفاع الألمانية لوضع خطة إعادة بناء الجيش الألماني ، وفي ذات العام تم نشر مذكراته "إنتصارات ضائعة " في ألمانيا الغربية، وترجمت للغة الإنجليزية في 1958 لتوزيعها عالميا.
وتوفي "فون مانشتاين" في ليلة التاسع من يونيه1973 عن عمر 85سنة بأزمة قلبية مفاجئة ، ولكونه الفيلد مارشال الألماني الوحيد على قيد الحياة فقد تم دفنه بمراسم تشريفية عسكرية وحضر جنازته مئات الجنود من كل الرتب والطبقات.
وقد حصل "فون مانشتاين" طوال حياته على الأوسمة والأنواط التالية:
1_الصليب الحديدي من الطبقتين الأولى والثانية في 1914.
2_صليب الفارس من فئة البيت الملكي هوهنززولرن بالسيوف.
3_صليب الفارس من الطبقة الأولى من فئة فريدريك.
4_صليب الخدمات المخلصة.
5_صليب هانسياك.
6_شارة الجريح في 1918 باللون الأسود.
7_وسام طول الخدمة بالفيرماخت من الطبقات الأولى والثانية والثالثة والرابعة.
8_مشبك الصليب الحديدي من الطبقة الثانية في 16 سبتمبر 1939 والأولى في 21سبتمبر 1939.
9_درع القرم المصنوع من الذهب.
10_وسام ميشيل الشجاع.
11_صليب الفارس الحديدي المحاط بأوراق البلوط مع السيوف.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن