انتفاضة اكتوبر العراقية .. انجازات مع ايقاف التنفيذ

علي عرمش شوكت
aashokat@hotmail.com

2020 / 5 / 28

كان ثمن تحقيق بعض مطالب الانتفاضة، مئات من الشهداء، والاف الجرحا. معظمهم من الشباب الثائر. ويمكن القول: انها نتيجة قد ارغمت عليها الطغمة الحاكمة، ولكن بسلوك المراوغة والمخادعة الخبيث، كما كانت تلك الانجازات بمثابة جرعة علقمية الطعم تجرعتها القوى المتسلطة عن مضض. لتمرير شيئاً من مطاليب الثوار. مع انها ليست ببعيدة عن محاولة خائبة لتهدئة مؤقتة لجذوة الانتفاضة. وكانت تلك الخطوات قد ابتدأت باسقاط الحكومة الفاشلة القاتلة للمنتفضين، واجبار البرلمان الفاشل ايضاً على تمرير قانون الانتخابات الذي اقل ما يوصف به " معوق "، ثم تشكيل هيئة المفوضية العامة للاقتراع. غير ان هذه العناوين ومضامينها قد حيّدتها الطغمة الحاكمة واوصلتها الى حافة القبر.
اولاً: اقالة الحكومة تم بتصاعد زخم الانتفاضة ولكن اخذت الاوساط المتنفذة بوسيلة المماطلة والتسويف، واولهم رئيس الوزراء عبد المهدي القاتل الفشل، الذي كان يصرخ ويطالب بالبديل قبل ان يستقيل وهو يعلم حقاً ان من يتقدم لتشكيل الحكومة سوف يجهض من قبل الكتل المتنفذة. وبالفعل قد اسقطوا " محمد توفيق علاوي " واسقطوا " عدنان الزرفي " وبحجج تافهة ومددوا الفترة الدستورية الى خمسة اشهر بدلاً من شهر، اجرت خلالها هذه الكتل تثبيت مواقعها بتعينات غير قانونية ، وزد على ذلك القيام بعقد صفقات ملؤها الفساد الصارخ
ثانياً: قانون الانتخابات جاء بتعديلات عن ماضيه. وبمعنى من المعان تمسك قوى المتحاصصة بما يضمن مصالحها، ويبعد القوى والاحزاب النزيهة وقوى الحراك الثائر. وذلك من خلال وضع عملية التصويت وفقاً للدوائر الصغيرة التي تكفل تشتيت اصوات الاحزاب غير المتنفذة والشباب المنتفض. الامر الذي ادى الى تجميده للان . وفي خلاصة القصد، تمديد الحال على ما هو عليه ، بل ومراهنة على عدم الغاء القانون القديم . لكونهم يدركون تماماً ان ابعاد القانون القديم المفصل على مقاساتهم، وفي ظل الشارع المنتفض ضدهم سيزاحون عن المشهد السياسي قطعاً.
ثالثاً :هيأة مفوضية الانتخابات. لقد اريد لها من قبل الحراك الجماهيري ان تتكون من قضاة، فتم ذلك .. ولكن سارعت الاحزاب المتنفذة المتحاصصة متزاحمة الى تعيين من يمثلها في عموم مفاصل المفوضية مستغلة فترة التلكؤ في تشكيل الكابينة الوزارية، وبفضل الضوء الاخضرالذي فتحه " عبد المهدي" لهم. هذا وناهيك عن ان اعضاء المفوضية الجدد، قد جاء جلهم من رحم الكتل المتنفذة للاسف الشديد.. خلاصة القول هو تحويل تشكيل المفوضية من حل للمشكلة، الى مشكلة شائكة بذاتها. حيث ادى ذلك الى فقدان ثقة المواطنين بهذه المفوضية.
هكذا جرى الالتفاف على اول انجازات الانتفاضة. بغية ايقاف تنفيذها، وقطع الطريق على تحقيق مطاليب اخرى للمتظاهرين بمعنى التصدي الشرس بهدف ايقاف عملية التغيير والاصلاح، ويمكن ان يضاف لها تعطيل المحكمة الاتحادية لتصبح معوقاً شديد الفعل للموت الرسمي لما سميت بالعملية السياسية، اذن للان الطغمة الحاكمة لا زالت تقاتل بتكالب شرس خلف متاريسها من المال المسروق والسلاح المنفلت.. عليه ان تنهض القوى الثائرة وبلورة برنامجها الموحد وقيادتها المدنية الديمقراطية الجديرة ناصعة التاريخ الوطني.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن