المغاربة وأزمة الهوية

أيوب بوعمري
Ayoubbouamri1@gmail.com

2020 / 5 / 17

بين التطبيل لفرنسا وتركيا والسعودية، ومعاداة الجزائر وتونس، ما السبيل إلى هوية مغربية خالصة؟

عندما كنت صغيرا، علموني أن كلمة "جزائر" أشبه بالشتيمة، وأن قولها بصوت مرتفع سيكون له عواقب وخيمة. لقد كنت أرى بعضهم ينطق كلمة "سعودية" أو "فرنسا" بصوت مرتفع، لكنه يخفض صوته عند نطقه لكلمة "جزائر"، أو قد يبدلها بكلمة مهينة تفاديا لذكرها. لقد انغمست في هذه التركيبة المجتمعية كأي طفل مغربي لا وجود لأي مؤسسة تلقنه الفكر النقدي. فكانت الجزائر العدو وتونس ذلك البلد الذي يحسدنا والذي لا يملك لا شرف ولا كرامة. أما السعودية فكلمة أشبه بالترانيم، فهناك من يؤمن أن نطقها كافي ليربح ناطقها بضع حسنات، وأن وصفها بأي وصف دنيئ من شأنه أن يقوم بالعكس. ثم فرنسا البلد المثالي، حلم المغربي هو العيش هناك، أو العيش هنا على طريقتهم، لذا فالناطق بلغتهم يحترم على أساس أنه عارف، بينما من يجهلها -وإن تعلم ألف لغة غيرها- فهو في مجتمع لا يرى سوى فرنسا على هذا الكون، جاهل. تركيا هي الأخرى نجحت في غسل عقول آخرين عبر مسلسلاتها وافلامها، تلك القوة الناعمة التي سيطرت بها على المغرب من شماله إلى جنوبه، فكسبت مؤيدين مستعدين للجهاد في سبيل أحلام يراها الأتراك أنفسهم كوابيس .

اننا اليوم أمام أزمة هوية وغياب للكرامة الإنسانية وانعدام الإعتزاز بالثقافة المشتركة مع الجار بدلا من التبعية العمياء لبلدان خلف البحار. في المغرب ستجد المتسعود و المتأترك و المتفرنس ، لكن نادرا ما ستجد المغربي بما تحمله هذه الكلمة من زاد ثقافي وتاريخي متجدر في حقب توالت منذ آلاف السنين، ونظرة مستقبلية لمغرب ناضج اقتصاديا وسياسيا.

لا يختلف اثنان حول أن الثقافة العربية مصدرها شبه الجزيرة العربية، وأن هذه الثقافة بشتى معالمها قد دخلت المغرب عبر الإستعمار (أو ما يسمى بالفتوحات). إن الإستعمار هو أبرز معالم قوة بلد معين، فعندما تصل اي حضارة لعصرها الذهبي، يصبح بقوة التغطرس إلزاما عليها أن تظهر عضلاتها على الشعوب الأقل قوة منها. حدث ذلك مع اليونان والرومان والفرس والإسبان والإنجليز وغيرهم. إنها حثمية تاريخية تؤكد أن "الإنسان شرير بطبعه" و"أنه بدون قانون يتحول إلى حيوان مفترس"، وبما أن الأقوى لا قانون يردعه، فهو حيوان بالضرورة. إحتل العرب المغرب إذا بعد 7 عقود من المقاومة الأمازيغية، ومع مرور السنوات، أصبحت ثقافة العرب (بلغتها وتقاليدها ودينها وأخلاقها) مكون أساسي في ثقافة المغاربة. ولأن المحتل يفرض التبعية لمصدر الإحتلال كجزء مهم من آثار الإحتلال عليه بعد "الاستقلال" إن حدث، فقد بات المغاربة يزورون سنويا السعودية حتى في أكثر الأزمنة انعداما للإستقرار والإنسانية، عندما لم تكن هناك لا طائرات ولا سيارات لتقلهم. أما اليوم، فهم يدخون ملايير الدراهم في خزائن المحتل عن طيب خاطر، ولو تم إجراء إحصاء لقيمة المبلغ الذي دخه المغاربة في جيوب السعوديون، لكان الرقم فلكيا. نلحظ اليوم أن ثقافة السعودية تتغير، وأنها ربما تسير نحو الليبرالية، لذا فربما بعد سنوات قد تصبح السعودية دولة علمانية بعد أن أصبحت مصالحها في فصل الدين عن الدولة تفوق مصالحها في التأثير على دول الجوار وتدميرها بذات الملف. فهل عندها -إن فرضنا سلفا سيناريو كهذا- هل المتسعودون من المغاربة سيبدلون جلدتهم بقوة التبعية المازوخية للمستعمر؟ أم انهم سيتشبثون بثقافة هي ليست لهم من الأساس؟ أم انهم سيتخدون موقف العقلانية ويحتفظون بما هو صالح في هذه الثقافة ويتخلو عن كل ما هو طالح؟

فرنسا هي الأخرى استعمرت المغرب بنفس ادعاءات السعودية -بمسماها اليوم-. لقد كانت مهمة تنويرية وفتوحات دينية وخطة إنسانية وغيرها من الكلمات الرنانة المظللة. لقد اعتبرو لغة البربر الأصلية ثم لغة المستعمر-المشرقي العربية لغتان جانبيتان لا يتحدثهما سوى هوامش الكوكب، فصورو لنا الفرنسية في قالب من الحداثة والتفوق الطبقي. كما فرضو علينا دينهم وفنهم ومعمارهم ونظرتهم للعالم، فصرنا اجسادا بربرية، لكن بعقول فرنسية تحج في باريس. لقد دسو فينا ثقافة فرق تسد و راسي يا راسي و انا ومن بعدي الطوفان حتى لا نتحد ضدهم، وحتى ننشغل في صراعات داخلية تافهة لا تقطع رأس الحربة. رحلت فرنسا عن المغرب، لتزيد وطأة الاستعمار. إن أكثر ما يخيف الإنسان فيقهره هو ما لا يراه أو يلمسه. ذلك الاستعمار الغير ملموس، والذي تجدر في عقول المتفرنسون من المغاربة كالورم السرطاني. أنا لا اقصد هنا الاستعمار الاقتصادي أو السياسي، بل حديثي عن الاستعمار الثقافي كذلك الذي أحدثته السعودية. إن ثقافة فرق تسد مازالت سائدة في المجتمع المغربي المتفرنس ولكم في العلاقة المغربية الجزائرية أبرز مثال. تعلم فرنسا جيدا أنه لو اتحد البلدين، بالإضافة إلى تونس، ستشكَّل قوة إقتصادية وعسكرية كبيرة على المستوى القاري، وستنافس النفوذ الفرنسي داخل القارة، كما أنها ستحرمها من باحتها المغاربية الخلفية الغنية بالموارد الطبيعية والبشرية، لذلك فهي تفرض جميع اساليبها الإستشراقية التي تفرق بين البلدين. وعبر البروباغندا كذلك، تستمر هذه الهيمنة لنعيش استعمار يومي. ويمكن من خلال استوعاب خطاب بعض المنابر الإعلامية أن نلاحظ أن حصة الأسد من الإعلام المغربي تدعم مصالح فرنسا داخل البلد. ولا يمكن الحديث عن الإمبريالية الغربية دون الحديث عن تكتيك توهيمنا اننا بشر من النوع الرديء الذي لا يصنع ولا يفكر ولا يعتمد على نفسه. صحيح أن هذا الكلام ينطبق علينا اليوم، فمن منا فعلا يفكر بصفاء ومنهجية نقدية وعلمية! لكن هذا الكلام أصبح منطبقا علينا لأننا آمنا به إيماننا فاق إيماننا بدين السعودية. وأقصد هنا إيماننا بالفكر الاستشراقي الذي تجاوز سياسة الهيمنة عبر الدين بكثير. لذا فعلينا أن نكون واضحين مع ذواتنا، اذا تركت السعودية مغاربة مسلمون، فقد تركت فرنسا مغاربة مستشرقون، وبه، فهم يتصرفون على ذلك الأساس.

ان ما يجعلنا اليوم لا نتحدث الفرنسية كلغة أولى في البلد، هو فشل فرنسا في التغلب على الإسلام بمسيحيتها. فنحن اليوم نتحدث العربية فقط لأننا مسلمون، هذا هو الدافع الأساس، كما أن بعض الدول الإفريقية تتحدث الفرنسية أو الإسبانية أو غيرها من اللغات الغربية لأنه قد فرض عليها دينا (المسيحية) يقدس تلك اللغة بقوة الإستعمار. المغرب - على لسان بعض المستشرقين كإديث وارتن وفرانسيس ماك ناب- رفض المسيحية وتشبث بالإسلام لما فيه من امتيازات بطريرقية لا يوفرها الدين الفرنسي (تعدد الزوجات نموذجا)، وبالتالي، فإن الاستعمار السعودي قد تفوق على نظيره الفرنسي في هذه النقطة (الدين واللغة).

أما تركيا، فإستعمارها للمغاربة كان بقوة الإعلام المتأترك في المغرب. المغاربة يتشبعون الثقافة التركية بشكل يومي عبر شبكات (مغربية) وأخرى مشرقية. إن من كانو يشاهدون "حريم السلطان" عندما كانو صغارا، كبرو وكبرت معهم احلاما شبحية لا مستقبل لها على أرض الواقع. فما يغفل عنه الكثيرون وبينهم المتأتركون هو أن عظمة دولة ما في التاريخ، لم تكن تبنى على مدى رفاهية شعوبها، بل على مدى استبداد حكامها لهم. فعظمة الصين بنية على أرواح ملايين الصينيين ماتو بسبب المجاعة ودكتاتورية ماو. وعظمة الرومان بنيت على نرجسية ملوك استبدو شعوبهم فأدخلوهم في ماجاعات وحروب وأزمات هم في غنا عنها. وربما لا داعي أن أتحدث عن سبب عظمة الإتحاد السوفياتي حتى لا ابدو معاديا للشيوعية. إن القاعدة ذاتها تنطبق على الحكم العثماني، سلاطين داسو على جثث جنودهم في طريقهم إلى المجد. مجد انحصر على قصر السلطان ولم يشمل شعبه الا نادرا. علينا أن نعي هذه القاعدة جيدا، إن مجد الشعوب يأتي بسبب معاناتها لا بسبب رفاهيتها، وذلك لأننا نقرن الأمجاد بالانتصار في الحروب وبناء القصور الدخمة ودك مخازن الدولة بأطنان الذهب، ولك أن تسأل نفسك، من يستفيد من كل ذلك؟ ومن يتضرر من كل ذلك؟ وأقصد ب "ذلك" المجد.

إن التاريخ لا يذكر سوى من انتصر بمجد أو خسر بمجد، فقط، بينما يطمس سيرة الشعوب التي عاشت في رفاهية. إن التاريخ لا يذكر سوى أمثال هتلر وتشيرشل وسطالين وموسوليني وفرانكو وغيرهم. فقصص هتلر وإن فشل تجعل منه أسطورة في أعين من لم يلمس العذاب الذي اذاقه للألمان، وقصص سطالين الذي فاز قد تجعله في مثابة الإله في أعين العالم بأسره، إلا الروس. فنحن ليس من قُذف أجدادهم بالصواريخ، ولا من قسم بلدهم الى نصفين، ولا من جند آباءهم قصرا، ولا من فقدو عائلاتهم بسبب طمع الحكام في ما سموه بالمجد. لذلك فيهون علينا تقديس تلك التيارات التي تقود إلى المجد، لأننا لا نرى الشعب بقدر ما نركز على حاكمه، فنعنتقد انه إن كان ماو بخير، فحثما حتى ذلك الصيني الذي مات جائعا، مات مبتسما. وأسقط ذلك على العثمانيون.

اننا اذا أردنا نهضة شعبنا علينا أن نتبع نهجا جوهريا وهو تحقيق الإستقلال اللغوي، أو العمل من أجل انقلاب على اللغتين العربية والفرنسية. يرى بعضهم أن اللغة هي التي تصنع الثقافة، بينما يرى البعض أن الثقافة هي ما تحدد معالم اللغة، في حين يرى آخرون أن علاقة اللغة بالثقافة هي علاقة تبادلية، لكن مهما اختلفت الآراء فإن الثابت واحد، وهو أن علاقة اللغة بالثقافة وطيدة. إسقاطا على المغرب، فإن الحديث والكتابة بالعربية الفصحى هو بالضرورة تبعية عمياء للثقافة السعودية، وكذلك، فإن الحديث والكتابة بالفرنسية هو تبعية لفرنسا وثقافتها (ولا داعي للحديث عن امتيازات هذه التبعية اقتصاديا وسياسيا لأن هذا ليس موضوعنا).

نحن كمغاربة لن نضطر الى صناعة لغة جديدة كما فعل كمال اتاتورك، رغم أن هذا ليس بالأمر الصعب، فقد تم إنشاء لغة قائمة بذاتها فقط من أجل مسلسل تلفزيوني (صراع العروش)، فكيف يمكن التخاذل في إنشاء لغة من أجل نهضة بلد، وكيف للبلد هو الآخر أن يتخاذل في اكتساب لغة جديدة وهو من أتقن العربية وبعدها الفرنسية والإسبانية وغيرها من لغات المستعمرين التي فرضت عليه تحت وطأة الترهيب والتعديب وطمس الهوية وتدنيس الكرامة الإنسانية والحرب والمهانة. ورغم ذلك، فنحن لسنا مضطرين لصناعة لغة جديدة، لأننا بالفعل نمتلك لغة قائمة بذاتها ولها امتدادها التاريخي. ولن نضر الى بدل الجهد في تلقينها للمغاربة لأنهم يستخدمونها بالفعل (كزاد لساني وثقافي كما ورد سابقا). إن الأمازيغية كنز يمكن تطويره، بل وحتى تغيير حروفها بالأحرف اللاتينية من أجل مواكبة العصر (خاصة على المستوى التكنولوجي)، وتنقيحها ببعض الكلمات الأجنبية حتى تلحق ما فاتها من الركب على المستوى العلمي والاقتصادي وغيرها من المجالات التي أصبحت ذات وزن في يومنا هذا، كما يمكن مزجها مع ما نسميه ب "الدارجة" من أجل إنشاء لغة أكاديمية -كما اقترح قاسم أمين سابقا- مبنية على أسس لغوية متداولة في المجتمع.

ان التعصب للأمازيغية وإن كانت هي الأصل لن يفضي بنا الى حل لأزمتنا الرجعية، وإني اضم صوتي لصوت العروي عندما يقول انه علينا أن نبني قطيعة مع الماضي (بعروبته، وامازيغيته، وفرنسيته...). لكنني اعتقد انها الحل الأمثل لأزمة الهوية، والضامن الاساس للإستقرار النفسي والوجودي، والنقطة الوحيدة التي تجمع المغاربة بيولوجيا وتاريخيا. وبه فإن اتخاد الأمازيغية كثقافة رمزية جوهرية من ناحية المظهر من شأنه أن يحل أزمة الهوية. لكن وجب كسر تلك العلاقة الرومانتيكية مع كل ما هو إيديولوجي (سواء بخصوص الأمازيغية أو الثقافات الدخيلة)، والبدء في التفكير بشكل نقدي وبمنهج علمي محايد (وبراغماتي إن اقتضى الأمر).

إن إنشاء لغة خاصة بنا كبلد ليس بالأمر الهين أو الغير ضروري، ويحتاج شجاعة سياسة كبيرة جدا ورؤية مستقبلية للأجيال القادمة. ومن أهم مكاسب إنشاء لغتنا الخاصة هو بتر آثار الاستعمار، ودفن معالمه في المتاحف وكتب التاريخ. لماذا نختار المعاناة بسبب الإستعمار؟ لما لا نريمه خلفنا ونمضي قدما؟ ان الأمر يتوقف علينا كشعب، وإن اللغة الجديدة لتحقق ذلك، انها تحررنا من قيود الإمبريالية ورموزها في الداخل. هذا التحرر هو في الأساس تغير محوري في نظرتنا للعالم، وخاصة النظرة الاقتصادية والسياسية.

اللغة مرتبطة بالثقافة بشكل تبادلي كما أراها من وجهة نظري، لذا فعلينا أن ننشئ لغتنا بناءا على ذلك، فندمج ما ينفعنا من ثقافاتنا (الأمازيغية بالأساس، ثم العربية -كالإحتفاظ بالقرآن مثلا- والفرنسية والإسبانية والرومانية والفينيقية والبيزنطية وغيرهم) بكلمات مستجدة في المجالات العلمية والحيوية التي تغيب في ثقافاتنا. ولأن اللغة هي ما يربط الجامعة والمدرسة بالشارع والأسرة، فلن يكون لدينا سكيزوفرينية في المواقف و الآراء عندما نتحول من بيئة إلى أخرى. فاليوم، لغة العلم في الجامعات ليس هي لغة الشارع، لذا فعندما نحضر محاضرة باللغة الفرنسية في أحد كليات العلوم، سنستغرب كيف أن ذلك المتسعود يناقش مواضيع تضرب جملتا وتفصيلا في ما يؤمن به عندما يكون في الشارع. أما عندما نحضر محاضرات الفلسفة، فسنستغرب كيف أن من تناقش الفكر النقدي والمعرفة، لا تطبق ذلك خارج أسوار الجامعة، بل تتصرف عكسا لذلك. والعائق هنا، هو وجود لغتين مختلفتين تفصل المجتمع عن العلم، فمهما كبر علمنا وازدادت ثقافتنا، فنحن جهلاء بالضرورة عندما نغادر أسوار الجامعة لننسجم مع مجتمع فاقد للهوية.

ان اللغة الجديدة-القديمة وجب مواكبتها بتطوير نظام تعليمي يدرج لغات أجنبية أساسية حسب متغيرات الساحة السياسية العالمية. اذ انه من المنطق ان تفرض الحكومة عندها كل من اللغة الانجليزية والصينية في المقررات الدراسية منذ السنوات الأولى، وذلك بالإضافة إلى تسهيل ولوج المواطنين الى مراكز تعلم لغات أخرى لها وزنها على المستوى العلمي والمعرفي كالفرنسية والألمانية واليابانية والروسية والإسبانية وغيرها. فإن كان إنشاء لغة خاصة بنا نابعة عن هويتنا كمغاربة من شأنه أن يبني من الداخل، فإن الانفتاح على اللغات الأجنبية بدوره سيشكل قنطرة عبور واستوراد لعلوم الأجانب وتجاربهم، كشكل من البناء العكسي النابع من الخارج. ولا يجب فهم ذلك على أنه شكل من أشكال الكولونيالية، بل يجب اخده على اساس أنه إنفتاح إيجابي على ثقافة الآخر من أجل الاستفادة منها قدر المستطاع، دون أن تؤثر على ثقافتنا الخاصة أو تهيمن عليها، ودون أن تشكل امتيازات اقتصاديا على حسابنا.

ان الوطنية اليوم ظاهريا هي حب المغرب، لكن باطنية تحكمها إجابة ما المغرب؟ هل ذاك الذي احتله العرب؟ أم ذاك الذي احتلته فرنسا؟ أم هو مغرب المسلسلات التركية؟ أم ربما هو المغرب الأمازيغي؟ ومع كل ميل لأحد هذه التيارات، فإن المغرب يتلون حسب توجهنا ونظرتنا له، ولشدة استضام افكار المتفرنسون بأفكار المتسعودون ثم المتأتركون ، فإن تعريف المغرب يأخد بعدا بارادوكسيا يصب في سبيل استفحال أزمة الهوية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن