الكشّاف في صناعة السلم المجتمعيّ

عزيز سمعان دعيم
adaeem@gmail.com

2020 / 4 / 26

مقابلة مع الأستاذ جاسر عواد، مدرّب دوليّ في الكشاف.

1. كيف تُعرف نفسك؟ شاركنا بتجربتك الكشفيّة باختصار.
جاسر كرم عواد، معلم متقاعد، منتمي للحركة الكشفيّة منذ سنة 1981. تدرجت في الكشفيّة حتى مساعد مدرب دوليّ، حاصل على عدة أوسمة آخرها الأسد البرونزيّ، أعمل في سريّة الكشاف والمرشدات الأرثوذكسيّة في عبلين كمعلم سريّة منذ سنة 2008. أشارك في دورات تدريب محليّة وعالميّة، كذلك أشارك بالتعاون مع جميع الأطر الاجتماعيّة والتربويّة في عبلين وخارجها، بفعاليات تعمل على خدمة المجتمع بجميع اطيافه.

2. ما هي الحركة الكشفية؟
الحركة الكشفيّة هي حركه شبابيّة اجتماعيّة تربويّة عالميّة، أسسها اللورد بادن بأول من إنجلترا في بداية القرن العشرين.

3. من هو الكشاف؟ وما هي صفاته؟
الكشفيّة تعمل على تذويت قيم العطاء والتعاون والمحبة واحترام الآخر من قبل كل عضو وعضو في السريّة، (السريّة هي مجموعه من الأعضاء من جميع الأجيال يديرها قائد مع مجموعة من المرشدين الشباب)، نعتمد في هذا التذويت على الشريعة الكشفيّة.
فيما يلي بنود الشريعة الكشفيّة التي توضح صفات ومتطلبات الكشاف:
1- الكشاف مخلص للوطن والأمة.
2- الكشاف نافع ويساعد الناس.
3- الكشاف صديق وأخ لكل كشاف.
4- الكشاف صادق ويُعتمد عليه.
5- الكشاف شجاع ورفيع الاخلاق.
6- الكشاف محب للطبيعة ويحافظ عليها.
7- الكشاف مطيع.
8- الكشاف مقتصد.
9- الكشاف بشوش.
10- الكشاف طاهر القول الفكر والعمل.

4. هل كلّ كشاف يتحلى بهذه المواصفات؟
كما ونعمل جاهدين على تذويت الحياة الكشفيّة في المُمارسة الحياتيّة اليوميّة لكل عضو في السريّة في البيت والمدرسة والحارة والبلدة، وكل مجالات الحياة المتنوعة.
هنالك بعض الأعضاء الذين يتركون السريّة إذا لم يتمكنوا من التأقلم مع متطلبات الحياة الكشفيّة، التي تتطلب من كل منهم أن يكون مستعدًا ليل نهار للعطاء والخدمة. ومع ذلك هناك نلمس ظاهرة مشجعة، فكثير ممن يتركون أحضان السريّة، نراهم بعد فتره يعودون إليها، كذلك هناك الكثير من الشباب والشابات الذين يبتعدون لظروف وأسباب حياتيّة ومستقبليّة، مثل التعليم والزواج وغيره، ولكن تواصلهم دائم مع السريّة ونشاطاتها، ومنهم من يعود لأنه لدينا قناعه بأن: الكشاف ليوم كشاف للأبد.

5. ما هو دور الحركة الكشفيّة في المجتمع؟ ما هي مجالاتها في العمل التطوعيّ؟
نلمس دور الكشاف في المجتمع من خلال ممارسة الشريعة الكشفيّة في الحياة اليوميّة لكل عضو في السريّة، ومن خلال المشاركة والتشابك مع الأطر الاجتماعية الأخرى داخل البلدة وخارجها، وفي الفعاليات التطوعيّة لخدمة المجتمع.
على سبيل المثال، نقوم بمسيرات كشفيّة في المناسبات الدينيّة لجميع الطوائف، ونبادر ونساهم بأعمال ترميم ودهان لشوارع وحارات البلدة، وفي مساعدة المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة، وفي التواصل بين الأجيال، ونتواصل مع مستشفيات ومدارس خاصة للمساعدة، ونقوم بمخيمات كشفيّة تعمل على تنمية الاعتماد على النفس وتحمل المسؤوليّة والعيش المشترك.
هناك الكثير والكثير من الفعاليات، كلها تصب في بوثقه العطاء دون مقابل، فهذه هي صميم روح الكشفيّة.

6. ما هو تأثير الحركة الكشفيّة على سلوكيات وتوجهات وحياة الاطفال والشباب والمجتمع؟ شاركنا بمثال او أمثلة عمليّة للتوضيح؟
من خلال الفعاليات الأسبوعيّة في مقر الكشاف، ومن خلال المشاركات في كثير من النشاطات التطوعيّة والمخيمات الكشفيّة، يتدرب ويذوت الكشاف عملية التعاون وتحمل المسؤوليّة وطرق التواصل مع الآخرين، كذلك تتمكن لديه القناعة التامة بممارسة الكشفيّة وشريعتها في حياته اليوميّة، إذ أن هناك الكثير من الفعاليات والنشاطات الكشفيّة التي توجهه إلى التوعية الإنسانيّة نحو الاخرين، مهما كانت قدراته الجسديّة والعقليّة، اذ نحن كقادة ومرشدين نطور هذه الأدوات لدى الأعضاء على حدّ سواء، فالكشاف أخ لكل كشاف في العالم، دون فرق بالعرق أو اللون أو الجنس.

7. ما هو دور الحركة الكشفية في نشر وصُنع السلام المجتمعيّ؟
دور الكشفيّة في نشر السلام يظهر في كلّ ما تقدم، فعندما نربي الكاشف على العطاء والتعاون ونبذ العنف من جيل مبكر، أرى أن هذا يصب حتمًا في بوثقة صنع السلام المجتمعيّ أولّا والعالميّ ثانيًا.
من خلال عملي ولمدة طويلة وعلى مساحة الوسط العربيّ، وقسم من الوسط اليهوديّ، أصرّح بثقة عالية، أن حالات العنف بجميع أشكاله في وسط المجموعات الكشفيّة، نسبتها تقارب الصفر، وهذا دافع قوي لنا للاستمرار في إيماننا بأن الحركة الكشفيّة هي حركه صانعة للسلام.

8. كلمة أو رسالة ختامية للكشاف والشباب.
من خلال عملي الكشفيّ والمجتمعيّ في كثير من الأطر الاجتماعيّة أدعو وأحفز الشباب إلى الانتماء لأطر اجتماعيّة خارج المدرسة، والتي تعتمد على روح العطاء والتعاون وتحمل المسؤوليّة لمجتمعهم، والعمل على المشاركة الفعليّة بتنمية القدرات الذاتيّة بهذا الاتجاه، كذلك العمل على التأثير الإيجابيّ بروح الكشفيّة بداخل الأطر الأخرى، مما سيؤدي في النهاية إلى تنمية مجتمع مسالم، تنتعش فيه روح التنافس لتعزيز القيم الإنسانيّة ولبناء العلاقات الصحيحة بين الانسان ومجتمعه وخالقه وذاته، لأن العطاء أغبط من الأخذ.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن