سيادة رئيس الوزراء المكلف: الكورونا ليست من الاولويات !!.

كاظم الحناوي
sawakks@yahoo.com

2020 / 4 / 6

كاظم الحناوي - Kadhum Al Hanawi
عندما تهرع لمستشفى خال من كل وسائل البقاء لمريض نصف مشلول ماذا يمكن ان يقدم لك غير فحوص روتينية وجواب مفاجئ: ليس لدينا اسرة اواجهزة تنفس؟
اعتقد أن اهتمام الحكومة بالكورونا في العراق هو الهروب من فترة شديدة الضغوط عليها، فقد كانت الاحزاب تتشاجر ليل نهار احدهم يلوم الاخر، وضغوط التظاهرات تعاظمت، بالإضافة لضغوط أخرى مالية ومستقبلية وامريكية وايرنية، فلما اجتمعت كلها تعاملت معها بهذه الطريقة غير المتوقعة، وهو القصف والخطف والقتل فصار البلد مشلول نصفه الأسفل.
لذلك ذهبوا لحلول المخابرات عبر تدوير رئيس وزراء وهمي تقبله جهة وترفضه اخرى لكي يشكل هذا الوهم تأثير إيجابي على الشارع، عبر ترشيح شخص تتناوله وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بين من يعتقد فيه شفاء واخر تسكينا... ليكون هذا الاعتقاد في حد ذاته كافيا لزرع الوهم الايجابي!!.
لذلك أوصيك سيادة رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي بالحذر من الانجراف مع الهلع الذي اصابهم لان كورونا الحالية ليست سبب فيه وانما فايروسات اكبر واعظم، هم يريدون اشعارك أن العالم يضيق حولك، وكل شيء مخيف، وتبدأ في توهم اعراض السقوط حتى قبل ان تبدأ، وربما تظن أنك تحتاج الإسعاف منهم معتقدا أن لديهم الدواء؟!.
سيدي الرئيس ما قبل انتفاضة تشرين لن يكون كما بعدها(هذا الكلام ليس جديدا)، فقد ذكرتنا أزمات العراق بأهمية الاحتجاج كطوق نجاة للمواطن ثم إعادة ترتيب الأولويات الحقيقية فمن أولوليات البقاء هي قطاعات الأمن والصحة والتموين والضمان الاجتماعي لانها أول المجالات التي يجب أن تأخذ حقها من الاهتمام والأولوية الاستراتيجية من قبل رئيس الوزراء العراقي القادم اضافة الى سبب التكليف وهو الانتخابات المبكرة.
لان الاهتمام والأولوية الاستراتيجية وتخفيف الآثار الاجتماعية التي قد تترتب عليه بعض الإجراءات المتخذة للالتفاف من قبل احزاب السلطة عبر شعارات الوقاية من فيروس كورونا.
لتكون حزمة الأوامر وتوجيهات والإجراءات التي سيتخذها رئيس الوزراء القادم لمساعدة العوائل المتعففة من الآثار الاقتصادية والأعباء الاجتماعية سوف تذهب لجيوب الاحزاب وانصارهم.
لذلك لابد من وجود فرق من قادة المظاهرات ومنظمات المجتمع المدني في المحافظات تتعاطى مع الازمات بترتيب أولويات، لتقدم في النهاية حلا شاملا وافيا ، وبرامج وخطط عمل متنوعة وشاملة، وبجداول زمنية ولتصل إلى نتائج ومؤشرات أداء قياسية تعبر عن الشرائح المستهدف الوصول اليها في النهاية ... وصولا لانفراج الأزمة بأقل الأضرار وأفضل النتائج وبأسرع وقت ونتمنى ان لا تكون شعارات.
مشروع رئيس الوزراء الاقتصادي يلزم أن يحدث بشكل ديناميكي رغم اتساع تأثيرة على الناس والاقتصاد، والحقيقة المزعجة أن الحلول الاقتصادية مهما كانت قوية وذكية فلن تكون حلولا نهائية للأزمة إلا بالقضاء على الفساد.
ان الاهتمام بمعالجة الوضع في الداخل، يجب ألاّ يصرف الدولة عن استقراء ما سيحدث على مستوى العالم، وتحديدا في علاقاتها التجارية والاستثمارية. حيث تراجع كثير من الدول تلك العلاقات وأسلوبها في التعاطي مع غيرها من الدول.
ان حدة النقاش والتفكير بالمراجعة والتقويم، ستكون هي الأبرز على الساحة. وهذا يحتم علينا التفكير جديا في هذا الموضوع، وما سيلقي من عبئ كبيرعلى أجهزتنا الحكومية ذات العلاقة، التي يبدو أنها مثقلة بألتزاماتها الحزبية ومن وضعوهم في المنصب اكثر من المواطن، مما يؤكد الحاجة إلى أهمية إيجاد مراكز للفكر الاستراتيجي، مثلما كان يطالب الكثير بذلك، تكون أكثر مرونة، وأقدر تخصصا، وأسرع استجابة للتعاطي مع مثل هذه الموضوعات.
عبر إطلاق منصة في موقع رئاسة الالكتروني للراغبين في من المواطنين العراقيين في الداخل والخارج لطرح وجهات نظرهم ليكون دليل على اهتمام الدولة بمواطنيها أينما كانوا.
لا يغيب عن فخامة رئيس الوزراء ان سياسة الوعود المسكنة والأخبار الجيدة الكاذبة التي سنها رئيس الوزراء المقال عادل عبد المهدي، لم تنجح لانها لغة انشائية، فاليوم النجاح للشفافية ولغة الحقائق والأرقام والمصداقية رغم انها بعيدة عن السياسة لكن ظرورة لانها إحدى الصفات المهمة إن لم تكن الأهم التي يملكها القادة الناجحون.
ولكي لا اعيد عليك رسالتي الى رئيس الوزراء المقال عادل عبد المهدي عند اختياره لهذا المنصب.. ادناه الرابط الالكتروني:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=617202



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن