عشتار الفصول:111994 أكيتو

اسحق قومي
ishak.alkomi@ok.de

2020 / 4 / 1

الأول من نيسان عيد رأس السنة الآشورية السورية الرافدينية.
مباركة هي سنوات الأزمنة لأبناء شعبنا الموزع عبر قارات العالم. مبارك هو أكيتو .
لن أدخل في تعريف هذا العيد ومتى بدأ الاحتفال به ومن هم أول من احتفل به وأين وذلك لكثرة من كتبوا في هذا الأمر .وأنّ إعادة نفس المعلومة ليست حالة إبداعية بل هي تكرار واجترار.
إنما أريد أن أتوجه لإخوتنا في المكوّنات البيث نهرينية من التسميات التي تثبتت مع الأزمنة وأصبح كلّ منا يقول أنا هو الصواب.
على الرغم من مكاشفة سريعة وصادقة أطلقها اليوم متوجها بها إلى إخوتنا الذين يدعون بالثقافة والعلوم والمعرفة ومحبة شعبهم وأمتهم التي لا توجد أصلا منذ أن سقطت بابل ونينوى لأنّ كلمة أمة تعني أن يكون شعبنا له قوة السيادة ونحن أصلا نعيش غرباء على أرض أجدادنا .لهذا نقول أبناء شعبنا على اختلاف تسمياته المناطقية وربما المذهبية وهذا أيضا ليس عيباً وإنما العيب في أن تفرقنا هذه التسميات.
وسؤال ساذج كم هو عدد أبناء شعبنا في كل العالم؟!!!
وأعيد السؤال مرة أخرى. كم هم أولئك الذين يعملون بصدق من أجله؟!!!
ما هي الأمراض الفتاكة التي يجب أن نُنتج لها لُقاحات حتى نشفى منها أولاً وبعدها يمكن أن يكون كل ما نعمله سليم في حدود إجماع ٍ على التسمية ـ التوافقية ـ ولما لا؟!!! وعلى العلم الواحد.وعلى الخطاب السياسي الواحد.
إن لم تتوحدوا فوالله أكيتو سوف يكون لغيركم قريباً وسترون كيف شعوب المنطقة ترقص رقصاتكم وتتغنى بأمجادكم على أساس أنها أمجادهم وسترون أثاركم كيف ستتحول بقدرة القوة ومساندة الدول الحقيرة الكبيرة الظالمة إلى أثار هؤلاء وربما جاء علماء أثار وغيروا كلّ الحقائق ضدكم لهذا .
أقولها وأنا أتوجه إليكم بالرجاء.
أيّها الذي تدعي بأنك أشوري.
أيّها الذي تدعي بأنك آرامي سرياني.
أيّها الذي تدعي بأنك ماروني.
أيّها الذي تدعي بأنك كلداني.
هل أنتم على يقين كامل بأنكم فعلاً من الآشوريين والآراميين والكلدان والموارنة ؟!!!
لاشك أن البسطاء عند قراءتهم لما أقوله سوف يمزقون جسدي . لكن ما يهمني أن أوصل لكم رسالة مفادها . أننا قلة قليلة وسوف نتمزق أكثر إذا ما تمسكنا بهذه التسميات وتتبعنا خطى رؤساء أحزابنا وحتى أغلب رؤساء كنائسنا لأن مايهم هؤلاء هو مصلحتهم دون المصلحة الكبرى لأبناء شعبهم.
توحدوا يا إخوتي فليس لكم غير الوحدة وهي أمر سهل لو شئتم .سارعوا في عقد مؤتمر عام تحضره كل النخب من أطياف شعبنا ولهجاته وحتى من رؤساء كنيستنا واستخلصوا العبر من الشعوب المنقرضة فأنتم إلى زوال مالم تتوحدوا .إن الأشوري المتعصب للأشورية ليس بأقل داعشية من داعش. والآرامي (السرياني) المتعصب للآرامية السريانية فهو ليس بأقل من زعيم تنظيم القاعدة . والكلداني المتعصب لكلدانيته ليس بأقل من البغدادي وجماعته توحشاً .وأنتَ أيها الماروني في لبنان والعالم إلى متى لا تصحو وأبناء عمومتك يتوزعون العالم لوكنت قد احتضنتهم منذ بداية سبعينيات القرن العشرين المنصرم وأعطيتهم فسحة من المواطنة ما كانوا ليفارقوا لبنان ومع هذا من منا بلا خطيئة فليرجم الموارنة بأحجار. جميعنا أخطأ ولكن إلى متى ونحن متمسكون بعصبية قبلية وطائفية مقيتة ٍ..إلى متى ونحن نتآمر على العاملين المجتهدين في سبيل أبناء شعبهم؟ إلى متى نختلف على الصغائر والكبائر ونحن لا نتجاوز 1ونصف % من التعداد البشري الموجود على أرض أجدادنا التي أضحت للغرباء ؟!! إلى متى ندعي بأننا نحتفل بعيد رأس السنة الآشورية الكلدانية السريانية الآرامية السورية الفينيقية ونحن نتوزع العالم ونختزن من البغض والكره والضغينة ما يتسع لحيتان المحيطات.
قبل أن تحتفلوا بعيد قدسته أزمنتنا عليكم أن تولدوا من جديد ومن رحم مآسينا وتوزعنا وتغربنا ، علينا أن نولد من رحم أشور وآرام وكلدو ومارون وأفرام ووفا وسركون ومن عمق أوجاعنا تعالوا نصرخ ألا يوجد من يوحد هذا الشعب المتناثر عبر القارات؟!! هل كان هرتزل يملك رؤية أفضل من أغلب مفكرينا ؟أجزم بأنه لم يكن بأفضل منا .لكن توفر بين أبناء شعبه من آمن بفكره.
وختاماً إن لم تتوحدوا ستنقرضون ويُصبح من الصعوبة أن تجتمعوا فالهوة تتسع بين مكوّناتنا وأرى أن أُشير إلى فكرة تأسيس برلمان في المنفى التي بدأت تتجسد بأعمال رجل من أبناء شعبنا المهندس جورج نويا فهل تكون الفكرة وجوهرها أخر ملاذٍ لنا؟! تعالوا نلتف حول هذا الرجل وفكرته وأن نتخلى عن أنانياتنا وعصبياتنا وتفرق آرائنا ... أتمنى أن نتعرى قليلاً أمام شمس الحقيقة وننسى كلّ شيء في سبيل مستقبل أجيال شعبنا المتناثر.

المدّرس :اسحق قومي.
شاعر وأديب وباحث سوري .
ألمانيا في 1/4/2020م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن