الحياة الخاصة، الضحية المقبلة للوباء؟

علي ارجدال
docs.drive3@gmail.com

2020 / 3 / 31

البريد الإلكترونيE-Mail :Ali.arjdal@yahoo.com
https://www.lefigaro.fr/flash-eco/la-vie-privee-prochaine-victime-de-la-pandemie-20200329
هذا المقال نشر بصحيفة لوفيكاغو Le figaro مع وكالة ا ف ب AFP بتاريخ 29 مارس 2020

الحياة الخاصة، الضحية المقبلة للوباء؟
تقوم مجموعة من البلدان بمراقبة مواطنيها بفضل هواتفهم الذكية وخاصة تحديد المواقع GPS، هذه الممارسات تسائل المنظمات الدولية غير الحكومية والمعنية بالدفاع عن حقوق الانسان.
ان مراقبة المواطنين من خلال هواتفهم الذكية يمكن ان يساعد في احتواء انتشار وباء كورونا، ولكن يمكن كذلك ان يكون للأمر ثمن باهض على الحريات العامة واحترام الحياة الخاصة.
من الصين الى اسرائيل، الحكومة تراقب المواطنين بفضل الوسائل الإلكترونية. وفي اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بدأت شركات متخصصة في التكنولوجيا بمشاركة معطيات بشكل "مخفي" بغرض مراقبة فعالة لانتشار الفيروس.
هذه الممارسات تسائل المنظمات الدولية غير الحكومية والمعنية بالدفاع عن حقوق الانسان، ونشرت مؤسسةElectronic Frontier Foundation في احدى نشراتها على ان "الحكومات تطلب صلاحيات جديدة للمراقبة الاستثنائية بغرض احتواء الكوفيد19"، كما اضافت ان " هذه الصلاحيات يمكن ان تنتهك حياتنا الخاصة، وتقلص من حرية التعبير، وتمس بشكل خاص الفئات الهشة"، كما اضافت انه " يلزم السلطات ان تبرر ان بعض التدابير المتخذة فعالة، وعلمية، وضرورية ومتناسبة".
وتطلب هونغ كونغ Hong Kong من الوافدين الاجانب اليها ان يرتدوا سواء للتتبع، كما تمتلك كذلك سنغافورة فريق تحريات رقمي يقوم بمراقبة كل الذين هم تحت الحجر الصحي. اما في اسرائيل فيقوم قسم الأمن الداخلي باستعمال تكنولوجيات متقدمة وبيانات الاتصلات بغرض تتبع المدنيين. بالنسبة للصين فقد وصل الأمر إلى تعيين رموز في الهواتف الذكية ( اخضر، اصفر، احمر) بغرض تحديد المكان الذي يمكن ان يلجه المواطن او يمنع منه.

كواليس المراقبة في زمن الطوارئ
حسب منظمة فريدوم هاوسFreedom House ، فإن بيكين استغلت هذه الظرفية لتشديد الرقابة على بعض مواقع الأنترنيت او الولوج الأنترنيت بشكل عام عبر حضر بعض منها. ويقول في هذا الصدد رئيس منظمة فريدوم هاوس ميشيل ابرامويتز Michael Abramowitz " نلاحظ أشياء لا تبعث بالطمأنينية، تظهر ان الأنظمة السلطوية تستعمل الكوفيد19 كمطية ... (..) بغرض التضييق على الحريات الأساسية، بعيدين كل البعد عن احتياجات الصحة العمومية والتي لا تتطلب كل هذا".
وشبه مجموعة من النشطاء الأمر بما حدث إبان هجمات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة، وهو الامر الذي فتح الباب على مصراعيه لمراقبة مشددة باسم "الأمن القومي"، ويشير داريل ويست Darrell West مدير المركز من اجل الإبداع التكنولوجي التابع لمؤسسة بوركينز Brookings Institution ان " هنالك خطر يتمظهر في ان استعمال هذه الأدوات لن يعود لما كان عليه ويستمر حتى ولو بعد تراجع الوباء"
ويرى ريان كالو Ryan Calo باحث بجامعة واشنطن وتابع للمركز من اجل الانترنيت والمجتمع في ستانفورد " ان مشكلة المراقبة في زمن الطوارئ، هي ان الناس سيعتادون على الامر". ورغم ذلك، يعترف بضرورة التوصل الى حل توافقي صعب بين المتطلبات الصحية والإحساس بالتعقب المستمر.
امكانيات لا حصر لها بفضل تقنيه تقنية تحديد المواقع.
ان الجدل الدائر تمحور اساسا حول تقنية تحديد المواقع عن طريق الهواتف الذكية، فمند بداية الوباء، تم تطوير مجموعة من التطبيقات بغرض تتبع انتشار الفيروس. ومن ضمنها ما طوره باحثون في مؤسسة ماسوتشي للتكنولوجيا، بعض التطبيقات التي تمكن من تحديد اذا ما كان المستخدم قد " عبر مسار" شخص ما مصاب بالعدوى. وهذا الطبيق بطبيعة الحال لن يعمل الا اذا ما تم استخدامه بشكل واسع.
واقترح مهندسون من جامعة كورنيل Cornell، ان يتم مشاركة الموقع الجغرافي والحالة (مصاب او لا) لكي يتم تلقي التنبيهات حول الحالات المصابة بالعدوى عن قرب. ولكن احذر من الشعور المزيف انك في أمان اشار الى ذلك ريان كالو Ryan Calo ، والذي يرى ايضا ان المعطيات التي يتم تجميعها بناء على ارادة الناس، ستكون بالتأكيد " مليئة بالعيوب".
تطبيق آخر يدعى Covid-Watch، يمكن من مشاركة البيانات المتعلقة بالموقع الجغرافي والحالة الصحية، وذلك بفضل تقنية البلوثوثBluetooth ، لا يمس بالحياة الخاصة حسب تينا وايت Tina White الحاصلة على دبلوم من ستنافورد ومؤسسة تطبيق Covid-Watch، والتي تضيف " لقد قمنا بتطوير هذ التطبيق لكي يقوم كل شخص مصاب بالفيروس بتنبيه من هم بقربه بدون اظهار هوية المصاب".
التطبيق مازال قيد التطوير، وتقترحه تينا وايت مع فريقها من الباحثين بديل للتدابير "السلطوية" التي تتبناها بعض البلدان. كما ان التطبيق سوف لن يساعد الا اذا كان منتشر بكثافة، وبالضبط اذا تم السماح لهذه الخدمة ان تكون مجانا. وكذلك اذا قام الموردون الرسميون لأنظمة التشغيل اندرويد وابلAndroid & Apple "باضافته في اختيارات التحديث" على اساس ان يستعمل التطبيق اكبر شريحة من المستخدمين.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن