نسب الوفيات للاصابة بكورونا في اوربا

جواد الديوان
jawadkadhim.aldiwan876@gmail.com

2020 / 3 / 25

نسب الوفيات من المصابين بمرض كوفيد 19 (فيروس كورونا) في ايطاليا 9.5% وفي فرنسا 4.3% وفي المانيا 0.4%. ويثير ذلك لغطا حول النظام الصحي، والخدمات الصحية وكفاءة السلطات الصحية في العالم. والسبب الاهم في تسجيل المانيا ادنى نسبة وفيات، يكمن في المواجه المبكرة للوباء، تمثلت في تحديد مسار الاصابات والفحص واحتواء الحالات المصابة. وهذا يعني ان لدى المانيا الصورة الحقيقية عن حجم الوباء لاهتمامها بالوضع الوبائي، اكثر من اهتمامها بالمكان وفحص من تظهر عليه اعراض المرض او المريض الاكثر شدة بالاعراض او المعرضين للخطورة. وفي البداية كانت هناك اعداد قليلة من الحالات وتم ايجادها وعزلها وكان ذلك انجازا في المانيا. وهذه تمثل السبب الاهم في نسب الوفيات المتدنية الى الان (تمثل فرقا في التعامل مع الوباء بين اختصاص المعالجة والاوبئة).
ومن الاسباب الاخرى لتدني نسبة الوفيات في المانيا، اعمار المصابين وتوقيت الوباء في المانيا، ولا يغيب عن البال التوسع بالفحص فهو مفتاح اخر لتفسير الظاهرة.
سجلت المانيا 31150 حالة لغاية ظهر الثلاثاء 24 أذار 2020. وهذا يعني ان حجم للوباء اكبر في فرنسا التي سجلت لغاية التاريخ المذكور 20149 حالة. ونسب الوفيات في فرنسا تؤشر بان هناك حالات لم يتم تشخيصها، والوباء في فرنسا اكبر منه في المانيا.
في البداية لابد للسلطات الصحية ان تحدد مسارات ومواقع المجاميع بدقة. وعندما تظهر اصابة يجب البحث عن الملامسين وفحصهم وحجرهم. وهذا الاجراء يكسر سلسلة انتقال العدوى. وقد كتب اختصاص فيروسات الماني بانه متاكد من ان قابلية المانيا على الفحص هي الامان لالمانيا اي نسب الوفيات المتدنية بين اصابات كورونا. الا انه حذر من المغالاة بالرضا عن النفس وتوقع ان ترتفع نسبة الوفيات كما في اوربا.
يؤكد اطباء الاوبئة النظر لوباء COVID-19 في مرحلتين، الاولى في انتشار وسيلة انتقال المرض في المجتمع، وعندها يصبح من الصعب تحديد مسارات المرض. ويعلل بعض الاطباء المعالجين بان خيارهم الوحيد ارسال المريض للبيت والاتصال بخط كورونا المزدحم بالمكالمات، ويقل احتمال تحيد الحالات وملامسيها.
ومع تجمع الحالات بشكل دالة اسية (y = a + ex وy عدد المصابين و x الوقت ايام اوغيرها)، تطلب السلطات الصحية لتطبيق التباعد الاجتماعي social distancing ومنع التجمعات (في امريكا حددت التجمع خارج المنزل بشخصين).
شمل الاطراء كوريا الجنوبية لاعتمادها موديل للتعامل مع الوباء سجلت به نسبة وفيات 1.2%، رغم ان العدوى استمرت لفترة طويلة فيها. وفي السويد وقت الوباء مماثل لما حصل في المانيا، والاستجابة كانت سريعة للفحص واحتواء الحالات، فقد سجلت نسبة وفيات متدنية 0.4%.
ويبقى السؤال، هل دفعت اجراءات المانيا في التباعد الاجتماعي وتاثيرها على المنحنى الوبائي بتسطيحه، اي تقليل قمته وتوسيع قاعدته، فكانت النتيجة نسبة وفيات متدنية. لن يستطيع احد الاجابة على ذلك، وانه من المبكر الحكم على الاجراءات الان.
معايير الفحص في المانيا لم تكن اوسع منها في ايطاليا اي لتسمح عدد اكبر من اجراء الفحص. ودليل مستخدم انه يتم فحص الناس لاصابتهم بالاعراض او بعد زيارة منطقة موبؤة (فيها حالات خطرة) او لهم تماس مع حالة مشخصة. وكانت الحالات في المانيا لهم روابط مع سفرة او اكثر. وتم توسيع الدليل اي خضع اخرين للفحص، وقفز عدد الفحوصات من 35000 فحص في الاسبوع الاول من شهر أذار 2020 الى 100000 فحص في الاسبوع الثاني من الشهر نفسه. وهذه الارقام لا تشمل الفحوصات في المستشفيات! (انه النظام الصحي واطباء الاوبئة).
ولاحظ اطباء الاوبئة في المانيا بان بداية الوباء باعداد كبيرة من الشباب بعد عودتهم من العطلة. والشباب يظهرون تحسنا اكبر منه لدى كبار السن. اما في ايطاليا فقد اصاب الوباء تجمعات كبار السن وبذلك كانت نسبة الوفيات في ايطاليا عالية.
الفحوصات لم تكن شاملة للسكان، ومن المؤكد هناك اصابات غير مشخصة، ولذلك من المستحيل التاكد من نسب الوفيات للاصابات بكورونا. الا ان اطباء الاوبئة يتوقعون بان النسب تزداد وستسجل زيادة واضحة في اسبانيا وايطاليا بعد انهيار المؤسسات الصحية.
وبدون زيادة في اسرة رعاية الانعاش وتوفير عدد اكبر من اجهزة التنفس ventilators فان معظم الدول ستعاني من زيادة في نسب الوفيات.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن