كورونا يلهب الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية

فاضل عباس البدراوي
almuaser2000@yahoo.com

2020 / 3 / 19

الهجمة المفاجئة لوباء كورونا، التي هزت العالم، بالاخص في عقر دار الانظمة الرأسمالية، أوربا وامريكا، اثبتت عجز هذه الانظمة عن مواجهة،هذا العدو غير المرئي، وهشاشة انظمتها الصحية، كما بانت حقيقة هذه الانظمة التي صدّعت رؤوس الشعوب، بأنها راعية حقوق الانسان.
فرئيس الوزراء البريطاني، منذ اليوم الأول لظهور أعراض الوباء، فاجأ شعبه، بأن يستعدوا لوداع أحبّة لهم، بدلا من أن يدخل الطمأنينة، في قلوب شعبه ويرفع من معنوياته، الانكى من ذلك طالب بعد أيام، بعمل محرقة لكبار السن والمرضى، فظهر على حقيقته وحقيقة نظامه الرأسمالي الذي لا يعير أهمية لحياة الانسان، المثال الثاني، هو ما صدرت من تعليمات عن السلطات الإيطالية بعدم تقديم الدواء والرعاية الصحية لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، بمعنى دعوهم يموتون لنتخلص من أعباء صرف الأموال لرعايتهم، أما المهرج الأحمق، ترامب، قأئد ركب النظام الرأسمالي،يظهر على شاشات الفضائيات للعالم هو وطاقمه، يوميا ليتكلم عن مليارات الخسائر التي تتكبدها الشركات الاحتكارية الامريكية، أكثر من كلامه عن الخسائر البشرية في بلاده والعالم، ثم فضيحة محاولة شراء ذمة عالم الماني توصل إلى اكتشاف لقاح لهذا المرض، كي تحتكره الشركات الامريكية وتكسب منه مليارات الدولارات، وقد كشفتها المستشارة الأمريكية، ميركل عندما ردت عليه، بأن المانيا ليست للبيع، وتم طرد هذا العالم من وظيفته.
هذه الأزمة عرّت الأنظمة الرأسمالية على حقيقتها، التي لا تبالي بحياة الإنسان أكثر من اهتمامها بالارباح والخسائر.
في الوقت الذي تصدت الصين الشعبية بقيادة حزبها الشيوعي لهذا الوباء بصمت، وبدون تهريج ومتاجرة بأرواح الناس، وحسابات الخسائر المالية، تمكنت بشكل تدريجي من محاصرة الوباء ثم القضاء عليه، وضربت مثلا لشعوب الأرض كيف تمكن هذا النظام من احتواء هذا المرض، وكيف تمكنت السلطات من بناء مستشفا، خلال عشرة أيام لإيواء المصابين، وبينت متانة المؤسسات الصحية لبلد المليار ونصف المليار من البشر، وهي الان تقدم العون لكافة الدول بلا مقابل، اولهما، عراقنا العزيز، حتى شملت مساعداتها ووضع خبرتها، في هذا المجال، تحت تصرف شعوب الدول الرأسمالية كأيطاليا وغيرها من الدول.
بعد زوال هذا الوباء وتعافي الشعوب منها، أعتقد أن الشعوب الأوربية سوف تنحو كثيرا نحو اليسار، ولا استبعد، من أن رايات الإشتراكية بحلّتها الديمقراطية ستخفق في سماء البلدان الأوربية، لان النظام الاشتراكي طبق، مقولة ماركس، الإنسان أثمن رأس مال، بالعكس من النظام الرأسمالي الذي يعدّ الإنسان مجرد علاقة إنتاج، ووسيلة لجني الأرباح.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن