المقاطعة والنقابات بالمغرب

عبد الهادي مصطفى
m.abdelhadi1230@gmail.com

2020 / 3 / 7

الكونفدرالية الديمقراطية للشغل...متال حي عن الخيانة والاسترزاق
بعد ان قامت القيادات البيروقراطية التاريخية من داخل مجمل المركزيات النقابية ببيع الوهم لعموم الطبقة العاملة لسنوات طويلة من خلال ممارسة ادوار رجعية سجلها التاريخ بدماء انتفاضة 23مارس 1965وما تلاها من صرخات الشعب الكادح ضد سياسة القمع والاستغلال والتفقير . وهو تناقض صارخ فيما بين الدور الطبيعي للنقابة وبين تجليات فعلها وعملها النقيض بالمغرب ،حيث يمكن تلخيص ما تقوم به من تجييش وتعبئة وخرجات فلكلورية موسمية هنا وهناك هو فقط فقط من اجل تحسين شروط تفاوضها مع النظام للحصول على مزيد من التنازلات المادية الخاصة ولتدعيم الزعامات التاريخية المتربعة على هرم هاته المركزيات البيروقراطية ...حيث انتقل احد اهرامها من لقب بوسبرديلة الى لقب التمساح بوكرش
كان حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من الاوائل الذين اسسوا للفعل النقابي بالمغرب وفق شروط وتجليات جديدة ولعل صراع الحكومة الرابعة فيما بعد اكس ليبان بقيادة عبد الله ابراهيم ضد القصر وحزب الاستقلال وبلافريج وممثلي مصالح فرنسا بالمغرب هو ما دفع عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بن بركة وعبد الله ابراهيم الى التركيز على جانب الطبقة العاملة لإقحامها لتقوم بمهامها في الصراع القائم انذاك بين التحالف الطبقي المسيطر وبين الطاقات اليسارية الشابة الصاعدة من رحم حزب الاستقلال والتي اسست فيما بعد حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ...غير انه ومع الاسف وبفعل الادوار الخيانية للقوى السياسية بالمغرب باختلاف تلاوينها ومرجعياتها ودفاعا عن مصالحها المتداخلة مع مصالح النظام القائم وكذا رجعيتها في بعض مراحل الصراع حيث تتراجع عن ممارسة ادوارها الى جانب الجماهيرفي التنظيم والتأجيج الى الانتقال الى تعزيز سلطة راس المال وتعزيز شرعية النظام بفعل الاختلال الدي اصاب ويصيب دوريا موازين القوى بين طرفي النقيض...لهذا فعدوى الخيانة والتراجع وعمالة مصالح التحالف الطبقي المسيطر والتصفيق لكل السياسات الطبقية والمساهمة في تمريرها وتنزيلها على كاهل عموم الكادحين بما هي سياسات طبقية تستهدف استنزاف الجماهير الكادحة واستغلالها وتعمل على تعزيز مواقع ومصالح الشركات الكبرى ومصالح البرجوازية الكمبرادورية والكبرى ودعم توجهات كبار البيروقراطيين الاداريين والعسكريين دون ان ننسى عملها على مساندة كبار الاقطاعيين بتوفير كل الدعم لهم ... قلت بان هاته العدوى لم تعد لصيقة بالقوى السياسية او ميزة خاصة بها لوحدها بقدر ما اصبحت تجلي واضح من تجليات الاسس المميزة لفعل وممارسة المركزيات النقابية بالمغرب حيث تحول اهتمامها من الدفاع عن الطبقة العاملة الى التأسيس لكل القوانين والاجراءات التي تساهم الى مزيد من الخنوع والتدجين وسلب كل ارادة حرة للفعل والنضال على ارضية الانخراط في طاحونة الصراع الطبقي لتعزيز مكانتها داخل علاقات الانتاج السائدة في ضل نمط انتاج مشوه يتميز ببقايا نمط الانتاج الفيودالي جنبا الى جنب مع مظاهر نمط الانتاج الرأسمالية .
عبر كل محطات الصراع التي دشنتها الجماهير الكادحة ضد التحالف الطبقي المسيطر ولسنوات طويلة انطلاقا من انتفاظة1965وسنة1981وغيرهما فقد قامت التنظيمات النقابية جنبا الى جنب مع القوى السياسية باعتبارها تنظيمات موازية للأحزاب ولا يمكن لسياساتها واختياراتها الا ان تتطابق مع اختيارات الاحزاب باستغلال الجماهير وذلك من خلال الركوب على معاركها والمساومة بها في حانات وحفر السوق السوداء للحصول على المزيد من المصالح المادية بالمتاجرة في دماء ومعاناة ابناء الشعب الكادح.
ان نداء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل المرفق للمقال والتي تعتبر من المركزيات النقابية التاريخية والمشهود لها بالمتاجرة بمصالح الطبقة العاملة ليس الا تكريسا لذات الادوار التاريخية التي قامت بها النقابة في العلاقة مع الشعب المغربي .وعوض ان تمارس دورها الطليعي بالوقوف الى جانب مصالح الفقراء بتدعيم حملة المقاطعة وتأطير اشكال فعل نضالي لترجمة فعل المقاطعة الى حركة وفعل مادي ملموس يستطيع استثمار التراكمات الكمية لانتزاع المزيد من المكتسبات لتعزيز مواقع الفقراء فقد اختارت القيادات النقابية والمعروفة بتاريخها الاسود ان تقف الى جانب اولياء نعمتها بالدعوة الى ايقاف حملة المقاطعة ضد الشركة الفرنسية للحليب سنطرال.
ان الموقع الحقيقي للنقابة ليس الا بجانب الطبقة العاملة وعموم الكادحين بالدفاع عنهم ومعايشة همومهم واستعمال وتسخير هياكلها التنظيمية الى مزيد من الحشد والتنظيم لتوجيه فعل وعمل الطبقة العاملة وعموم الكادحين لما هو خير لها وتدعيم لمصالحها... اما والدعوة للإيقاف حملة المقاطعة بدعوى التخوف من تشريد المزيد من العمال والفلاحين فإنها ليست لا شيء مقارنة مع مصالح الملايين من ابناء الشعب الكادح ولا تمتل اي شيء ايضا امام همجية الشركة المزدوجة في استغلال الطبقة العاملة لإنتاج المزيد من فائض القيمة الدي يتم تصديره لفرنسا لتقديم المزيد من رشوة الرفاهية للفرنسسين لضمان الاستقرار المشبوه على حساب عموم الفقراء والبؤساء المنتشرين عبر ربوع وطننا الجريح ثم في استمرار الشركة ولسنوات طويلة في سرقة جيوب المغاربة بفعل الأثمنة المرتفعة لمنتجاتها .
لن نتساءل عن ثمن الردة والعمالة والخيانة والتراجع عن دعم حملة المقاطعة لان ذلك تحصيل حاصل لكننا لا يمكن ان نفوت الفرصة لممارسة دورنا في الفضح والوقوف مرة اخرى على ما تقوم به هاته المركزيات النقابية الصفراء من ادوار خيانية في العلاقة مع الجماهير لتدعيم مصالحها اولا ثم للقيام بدورها الحقيقي في تأثيث المشهد النقابي والسياسي ثانيا تم تبادل المصالح و الخدمات و بأثمنة ملطخة بدماء الشهداء مع اولياء نعمتها والمتمثل في الشركات الكبرى و في معبرها المسمى اتحاد مقاولات المغرب.
في الاخير نؤكد ان الجماهير وحدها من تصنع التاريخ ...المجد...والانتصار اما الخونة والعملاء فقد مر العديد منهم عبر التاريخ ولا احد يذكرهم الا بوصمة العار التي تميزهم دون غيرهم ...
تجذر الاشارة الى ان ما قلناه عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وعن قياداتها البيروقراطية يهم كل التنظيمات النقابية المختلفة ولا نستثنى اي تنظيم
المجد للشعب والخزي والعار لكل العملاء والخونة
فلتسقط الخيانة مهما كانت تجلياتها واشكالها



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن