الحبر والزجاجة المقعّرة

شعوب محمود علي
m.shaoub@yahoo.com

2020 / 2 / 17

1
أغوص في الحبر وفي الزجاجة المقعّرة
أبحث عن هلال عيد أمّتي المكدّرة
وتلكم المواقع الشنيعة المصوّرة..
وهذه الجنّة كيف أصبحت
زريبة ومقفرة..
2
أبقى مدى الشهور والأعوام
وربّما نعبر جسراً لدهور نحصد
سنابل الأحلام
في وطن تنهشه الذئاب والكلاب
ونحن يا أحبّتي ندور حول الصفر
لتطفح الجرادل
من السراب ومن الضباب
لنفتح الكتاب
لكي نرى الخلاصة
في جدول الحساب
3
وفي قطار يجري فوق سكّة العمر الى المحطّة
وألف ألف خطة
تضيع
في رشف فنجان من القهوة
او كأس من الليمون
في هذه الأرض التي يكتسح الجنون
شيوخها
ساداتها
تقتات بالمخزون
وديكها يهتف في كلّ صباح
يشتري زبون
من سوقنا المشحون بالعبيد والجواري
4
عجبت كيف أحرنت
خيولنا في ساحة السباق
وكيف ماتت بذرة في طيننا المغمور بالأملاح
والمسرح الحيّ عليه مثّلت أشباح
وكلّما نعوم بالواحة قالوا جاءنا التمساح..
أغازل الملّاح
أستدرج ما في ذهنه..
يصرخ أو يكاد أن يمزّق الثياب
ويسقط الليلة في الغياب
5
أضحى غراب البين
يدور في خيالنا
ويأخذ النعيب
عالمنا المريب
أصيح يا محمّد الحبيب ص
نسقط عند أوّل الطريق
ويأخذ الحريق
حقولنا وسنبل الإيمان
6
كان أمير الجند
يلعن كلّ بلبل يغرّد
في الحقل او فوق ذرى المنارة
في السوق أو في قفص الإمارة
في قبّة الظلام او في غبش البشارة
7
بكيت بعد إن مضى الخنجر في الخفاء
فأمطرت سماؤنا الدماء
وارتدت البغضاء
جبّتها الشوكيّة
والقصص المحكيّة
كرحلات سندباد البحر
من يطرد الأغراب من يطهّر الوطن
من سحر هاروت ومن ماروت
لكي يقطع حبل الشر
في (بابل) الضحيّة
أكاد أن ألقي بنفسي من ذرى (الملويّة)
أموت محتجّتاً على من يدّعي التقيّة
في وطن الأضداد
بكيت يا بغداد
كيف تضيعين وكيف ضيّعوا
(الخيط والعصفور)
في عالم الديجور
وتحت وهج النور
كان عراق المجد
من غبش الدهور
كان سراج العالم المضيء
وكرة البلّور
والرائد الساحر والمسحور
بالقلم المنذور
يرسم في الرخام
أبجديّة تشعّ كالشموع
والآن يطوي الليل من جوع على الضلوع
في زمن الفرسان
وسلطة الكشوان
وكيف يحلمون ينضوون
تحت مظلّاتك يا طهران
لكي تغطّي شلو (أنكيدو) الذي استهد في المكان
وألف (جلجامش) في دائرة الأحزان
ومرجل البركان
يقذف بالحمم
في عالم يفتقد الوضوح والطوفان
يكاد أن يبتلع الأنسان



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن