الكتاب كاملا : ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر

أحمد صبحى منصور
handh241@gmail.com

2020 / 2 / 14

الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد)
هذا الكتاب
1 ـ حين نقول ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر ) نقصد الإصلاح السلمى بتوضيح حقائق القرآن عن ماهية الإسلام وماهية الكفر . نريد في كل ما نكتب أن يتحول ( المحمديون / أُمّة محمد كما يقولون ) الى مسلمين لا يقدسون بشرا ولا حجرا . هذا هو معنى ومقصد التكفير عندنا ، أما التكفير عندهم فيعنى القتل بتهمة الردة والزندقة .
2 ـ بدأ هذا كالعادة سؤالا تمت الإجابة عليه في مقال ثم توالت المقالات لتكون هذا الكتاب .

كتاب ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد)
المقدمة :
جاء سؤال ، وأجبت عليه في الفتاوى في باب ( فإسألوا أهل الذكر ) ، ثم جاءت تعقيبات أسفرت عن صدور المقال الأول ثم ما بعده.
ننشر السؤال ، ثم إجابتنا عليه ، ثم التعليقات . ونعتبر هذا مقدمة لهذا الكتاب .
نص السؤال:
ما هو الفرق بين الذين امنوا بما أنزل على محمد و الذين امنوا بمحمد.؟؟
آحمد صبحي منصور :
الإيمان بشخص هو كفر.
الأيمان هو بالخالق وحده إلاها وملائكته وكتبه ورسله أى بما أنزل على رسله ، ودون تفريق بين الرسل . الإيمان بما أُنزل على محمد يعنى الإيمان بكل ما أنزل الله من كتاب وبكل الرسل أى برسالاتهم. ومن هنا تأتى طاعة الرسول أى طاعة الله جل وعلا فيما أنزل على رسوله ، أى بالقرآن الكريم

.
896
التعليقات (9)
1 تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد في الجمعة 17 يناير 2020
[91740]
الإيمان بالرسول كشخص فرض واجب
يقول الله تعالى (يا أيها الذبن آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله)قد تعترض بأن المقصود بالرسول هنا هو القرآن وأنا معك ولكن ماذا عن(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله)هل كلمة الرسول هنا تعنى القرآن أيضا وماذا عن المؤمنين فى هذه الآية؟ألم يؤمَروا بالإيمان بكل الرسل بمن فيهم محمد؟) وما تقول فى( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون) ألا تعنى أن هناك إيمان بالكتاب وإيمان بمحمد؟،أهناك أدنى شك فى أن الضميرفى(به)يعود إلى محمد؟
2 تعليق بواسطة عثمان محمد علي في الجمعة 17 يناير 2020
[91741]
سألت عن هذا من قبل .
تحياتى دكتور مصطفى . سألت نفس السؤال من قبل . وكانت الإجابة هى (( الإيمان بنبوته عليه السلام ) .. أى الإيمان بنبوة الأنبياء وكونهم أنبياء وليس بشخوصهم كأشخاص.
3 تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد في الجمعة 17 يناير 2020
[91743]
________________________________________
الآية واضحة وضوح الشمس
________________________________________
يا دعثمان الآية واضحة كالشمس!!!، الآية تقول (فالذين آمنوا به) بمحمد ،هل هناك أدنى شبهة للشرك إذا قلت إنى أومن بمحمد كرسول من الله ؟

4 تعليق بواسطة عثمان محمد علي في الجمعة 17 يناير 2020
[91744]
________________________________________
اعتقد جضرتك اجبت عليها د مصطفى .
________________________________________
الإجابة تكمن فى إجابتك يا دكتور مصطفى فى قولك ( إنى أؤمن بمحمد كرسول الله ) إذن لابد من التكملة (( كرسول الله أو كنبى الله ) .

5 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الجمعة 17 يناير 2020
[91745]
________________________________________
ليس فى القرآن إيمان بفلان ، ولكن بصفة رسول أو نبى
________________________________________
ـ فرعون هو الذى إتهم السحرة بأنهم آمنوا ب (موسى) أو آمنوا ل ( موسى ) قبل أن يستأذنوا الفرعون.
ـ الإيمان يأتى بالرسول فى الأغلب وبالنبى.
ـ وقد تكررت كلمة محمد أربع مرات وفى إحداها الايمان بما نُزّل على محمد . وليس بمحمد. وتكررت عشرات المرات أسماء الرسل والأنبياء من عيسى الى نوح ولم يأت أى شىء عن الإيمان بهم ، بل بالرسالة وما نزل عليه وبما يدعو اليه أنه ( لا إله إلا الله ).


6 تعليق بواسطة عمر على محمد في السبت 18 يناير 2020
[91746]
________________________________________
ربنا يتقبلك حجك يا دكتور احمد
________________________________________
السلام عليكم
كنت اواجة صعوبة في تسجيل الدخول للموقع لاني كنت قد نسيت معلومات الدخول ..

الحمدلله على سلامة الدكتور احمد منصور وعلى تمكنه من اداء فريضه الحج
في سورة الاعراف "قال تعالى: قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ"
وفي سورة طه " قال تعالى: قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ"
نلاحظ ان في الاولى امنوا به وفي الثانية أمنوا له ...
بالرجوع لمختلف الايات التي تحدثت عن الايمان بصيغة التعدي بالباء نجد

الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
نلاحظ الايمان هنا بامور غيبية فنحن لم نرى الله ولم نرى كتبة كلها ولا رسله ولا ملائكته ولكننا نؤمن بها ..
اما في حالة الايمان له فالامر مختلف فهو موجود وشاهد بيننا
مثال : فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . فايمان لوط بابراهيم وابراهيم ليس غيب بل يراه لوط ويسمع منه .
في حالة فرعون .. السحرة امنت بالغيب لما جاء به موسى ومن ثم انقادت له واطاعته فامنت له .
في قوله تعالى :فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ .
نلاحظ فاء الاستئناف في قولة " فالذين " .. فهي تشير الى الايمان بالله المبني على الاستئناف ومحصورة بفئة معينه من الصحابة وليس بكل المؤمنون .
بشكل مختصر " الايمان به تشير لله والايمان له تشير للنبي او الرسول والله اعلم


7 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في السبت 18 يناير 2020
[91747]
________________________________________
أكرمك الله جل وعلا استاذ عمر على محمد .
________________________________________
ـ الموقع يتعرض لضربات تجعله يتعثر أحيانا ، وأحيانا لا أستطيع الدخول على صفحتى أو على صفحة المدير ، وتأتينى رسائل من الأحبة بمثل هذا . هذا دليل على أننا مؤثرون وأننا نوجع الذين فى قلوبهم مرض.
ـ فى بحث الاسلام دين السلام شرحنا الفرق بين ( آمن ب ) و ( آمن ل ) ، واكرمك الله جل وعلا إذ ذكرتنا بهذا.
ـ على إن الموضوع يستوجب تفصيلا ، وسأكتب بعون الرحمن جل وعلا مقالا عن ( الإيمان بمحمد كفر لأن الإيمان هو بما أُنزل على محمد) .

8 تعليق بواسطة محمد عبدالكريم في السبت 18 يناير 2020
[91749]
________________________________________
الانذار الاخير
________________________________________

القرآن الكريم ( كلام الله) لا ريب فيه، فلماذا دائما نهتم بالرسل وبالاخص محمد ( خاتم الانبياء ) ونترك كلام الله؟
ولماذا تفضل الناس خاتم الانبياء؟ هل لانه خاتم الانبياء؟ بالعكس ....... لماذا نتباهى بأنه خاتم الانبياء ؟ هل صفة كونه خاتم الانبياء مبشرة للناس ام منذرة؟
لماذا لم نتدبر آية انه خاتم الانبياء؟ الم يكن هذا الانذار الاخير للناس؟
فإن الله قد ذكر بالتفصيل المفصل على سيبل المثل وليس الحصر ، حياة كل منهم، بل وذكر لنا صفاتهم واخطائهم ( كما ورد فى مقال د. منصور اخطاء الانبياء)
القران مليء بالايات والمعلومات التى لا نقدر حصرها، فنحن نؤمن بالله وملائكنه وجميع رسله دون ان نفرق بين احد منهم، الم يحين الوقت ان نترك كل هذة المسلمات والفرعيات ونركز فى الانذار الاخير (كلام الله) الذي لم يأتنا مرة اخرى؟


9 تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد في الأحد 19 يناير 2020
[91751]
________________________________________
أدركنا به
________________________________________

برجاء الإسراع فى كتابة المقال المشار إليه فهذا أفضل كثيرا من الإقتداء بالخوارج فى تكفير بعضنا بعضا ،وأسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا سواء السبيل.














المقال الأول :
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 1 )
آحمد صبحي منصور في الأحد 19 يناير 2020
________________________________________


من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 1 )
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
أولا :
معنى ( آمن ب )
تعنى الإعتقاد والتسليم القلبى .
قال جل وعلا في الإيمان ب ( الرسل ) وعدم التفريق بينهم :
1 ـ ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٢٨٥﴾ البقرة ). ( آمن ب ) هنا لا تعنى الإيمان ببشر وأشخاص ، وإنما بالكتاب الالهى الذى أصبح به فلان من الناس رسولا . ولهذا فلا تفريق بين الرسل لأن الرسالة الإلهية واحدة مع إختلاف الزمان والمكان واللسان . لو كان الإيمان بشخص الرسول فسيكون هنا تفريق مطلوب بين فلان وفلان من الرسل ، تبعا لإختلاف ظروف كل منهم . وليس هذا في دين الرحمن جل وعلا
2 ـ ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾ البقرة ) مذكور هنا أسماء بعض الرسل ليس إيمانا بأشخاصهم ولكن بما أنزل الله جل وعلا عليهم ، مع التأكيد على عدم التفريق بينهم . وأن يكون الإسلام القلبى العقيدى للرحمن جل وعلا . الآية التالية تحكم بكفر من يخالف هذا ، وأن يكونوا في شقاق وخلاف ، تبعا لإيمانهم بأشخاص الرسل ، وتشعب هذا الى الإيمان بأشخاص آخرين يجعلونهم أولياء وشفعاء وقديسين وأئمة . قال جل وعلا : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّـهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٣٧﴾ البقرة)، هذا كان موجها لأهل الكتاب . قال جل وعلا لهم ( قولوا )
3 ـ ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ آل عمران ) . هذه الآية موجهة لنا . للرسول خاتم النبيين ومن يتبعه من أهل القرآن. هو نفس الكلام تقريبا عن الإيمان بالرسل ( أي الرسالات الإلاهية ) وعدم التفريق بينهم ، ثم تأتى الآية التالية تحكم بكفر من لا يقبل الإسلام دينا وأنه في الآخرة من الخاسرين . قال جل وعلا : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾آل عمران ). هنا الإسلام بمعنى الدين الذى نزل في كل الرسالات الإلهية وقال به كل الرسل مهما إختلف الزمان والمكان واللسان . والذى يعنى الإيمان ب ( كل الرسل وكل الكتب ) الإلاهية .
4 ـ ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ١٢﴾. هذا هو الإسلام الذى أخذ الله جل وعلا الميثاق على بنى إسرائيل . وهم لو تمسكوا به وآمنوا بما نزل على النبى محمد ما إنحازوا الى أعداء النبى محمد ، قال جل وعلا : ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨١﴾ المائدة ) . هنا تجد ( آمن ب )
5 ـ ( إن كنتم مؤمنين ب ) تعنى إختبارا .
5 / 1 : قالها موسى لقومه : ( وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّـهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ﴿يونس: ٨٤)
5 / 2 : وقالها رب العزة جل وعلا للصحابة بعد موقعة بدر : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّـهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿الأنفال: ٤١﴾
5 / 3 : ولأن ( آمن ب ) تعنى إما الإيمان الحق أو الإيمان بالباطل ، فقد إختار قوم ثمود الإيمان بالباطل والكفر بالحق :( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿الأعراف: ٧٦)
ثانيا :
( آمن ل ) معنى الإسلام السلوكى والايمان السلوكى
1 ـ هناك الإسلام القلبى والايمان القلبى بالله جل وعلا وحده لا شريك له ، والايمان بما أنزل على رسله .
2 ـ وهناك الإسلام السلوكى الظاهرى بمعنى السلام . هو الإسلام الذى دخل فيه العرب أفواجا ، وكان نصرا وفتحا قال فيه جل وعلا لخاتم النبيين ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ النصر ). النبى محمد لم ير غيب القلوب وما في السرائر ، وإنما رأى الدخول في السلام الظاهرى بعد أن إعتاد العرب الحروب والغارات . ليس هنا الإسلام القلبى الذى يعنى الإيمان ب ( الله جل وعلا وحده لا شريك له ) والرسل والكتب الإلهية والملائكة . فالأكثرية من أولئك العرب إعتادوا تقديس الأولياء وكان منهم منافقون . ولكنهم دخلوا الإسلام سلوكيا بمعنى السلام . هذا ( الإسلام ) السلوكى بمعنى السلام يعنى ( الإيمان) السلوكى بمعنى الأمن والأمان ، فالسلام من مرادفاته الأمن والأمان ، وأن يكون المؤمن مأمون الجانب. وهنا يأتي مصطلح الإيمان ليس بمعنى ( آمن ب ) ولكن بمعنى ( آمن ل ) ، فآمن فلان ل ( فلان ) أي وثق به وإطمأن اليه وأمن عدوانه .
3 ـ هذا المعنى ( آمن ل ) تردد في قصص القرآن الكريم :
3 / 1 : الملأ المترفون من قوم نوح عليه السلام قالوا له ( َنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴿١١١﴾ الشعراء )، أي كيف نثق فيك ونطمئن لك وقد اتبعك الرعاع.
3 / 2 : بعدهم قوم عاد قالوا لنبيهم هود عليه السلام : ( وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿هود: ٥٣﴾ ، وقال عنه : ( وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ﴿المؤمنون: ٣٨﴾. أي لا يثقون فيه ولا يأمنون له.
3 / 3 : في قصة ابراهيم ، قال جل وعلا : (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) ﴿٢٦﴾العنكبوت ). أي وثق فيه .
3 / 4 : اخوة يوسف قالوا لأبيهم : ( وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴿يوسف: ١٧)، أي لا تثق فينا ولا تأمن لنا حتى لو كنا صادقين .
3 / 5 : وتكرر هذا في قصة موسى عليه السلام .
3 / 5 / 1 قال قوم فرعون :
3 / 5 / 1 / 1 : ( أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴿٤٧﴾المؤمنون 47)
3 / 5 / 1 / 2 :( وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) ﴿الأعراف: ١٣٢﴾
3 / 5 / 1 / 3 : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴿يونس: ٧٨﴾
3 / 5 / 2 : وقال موسى لفرعون وقومه : ( وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ﴿٢١﴾ الدخان )
3 / 5 / 3 : فرعون إستعمل ( آمن ب ) بمعنى الإعتقاد ، فقال للسحرة عن موسى : ( قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ﴿الأعراف: ١٢٣﴾ . وإستعمل ( آمن ل ) بمعنى وثق وإطمأنّ فقال لهم : ( َقالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ﴿طه: ٧١﴾( الشعراء 49 ). فرعون قال هذا لأنه زعم الإلوهية ويريد أن يستوثق من ولاء الناس له حاكما وإلاها.
3 / 5 / 4 : وقال قوم موسى له :( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّـهَ جَهْرَةً )﴿٥٥﴾ البقرة )
3 / 6 : وتردد في قصص خاتم النبيين .
3 / 6 / 1 :الضالون من أهل الكتاب قالوا : (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ )( ٧٣﴾آل عمران 73 )
3 / 6 / 2 : وقال جل وعلا عنهم ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾البقرة )
ثالثا :
من هم أصحاب الجنة ؟
هم من جمعوا الإسلام القلبى والإيمان القلبى مع الإسلام السلوكى والايمان السلوكى ، أي جمعوا الإيمان بالله جل وعلا مع السلام والأمن مع الناس :
1 ـ الإسلام هو تسليم القلب للرحمن جل وعلا وحده تقوى وطاعة. قال جل وعلا: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٦٣﴾ ) الانعام ).
2 ـ والذى يعايش الإسلام الاعتقادى القلبى بهذه الطريقة لا بد أن يكون مسلما سلوكيا أي مسالما للناس لا يعتدى على أحد ولا يظلم أحدا . أي يجتمع فيه الإسلام السلوكى والايمان السلوكى ( السلام والأمن ) مع الإسلام القلبى والايمان القلبى . المؤمن الحقيقي هو الذى ( يؤمن بالله ) إيمانا قلبيا عقيديا و ( يؤمن ل ) للمؤمنين ثقة بهم وإحسانا للظن بهم ومسالمة معهم . وهكذا كان خاتم النبيين عليه وعليهم السلام . قال جل وعلا في وصفه: ( يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ )﴿٦١﴾ التوبة)، هذا الذى يجمع بين ( الايمان ب ) و( الإيمان ل) يدخل الجنة .
رابعا
أصحاب الجنة تترى فيهم مصطلحات السلام والأمن :
فالجنة هو دار السلام :
1 : ( لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ) ﴿الأنعام: ١٢٧﴾
2 : ( وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ ) ﴿يونس: ٢٥﴾
وتحيتهم في الجنة : سلام
1 : ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّـهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿يونس: ١٠﴾
2 : ( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿الرعد: ٢٤ )
3 : ( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴿ابراهيم: ٢٣﴾
4 : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿النحل: ٣٢﴾
5 : ( لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ) ﴿مريم: ٦٢﴾
6 :( أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿الفرقان: ٧٥﴾
7 : ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴿الأحزاب: ٤٤﴾
8 :( سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ﴿يس: ٥٨﴾
9 :( سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿الزمر: ٧٣﴾
10 : ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ ق )
الأمن والأمان في الجنة .
1 : ( يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴿٥٥﴾ الدخان )
2 ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ﴿النمل: ٨٩﴾
3 : ( وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴿سبإ: ٣٧﴾
الجمع بين الأمن والسلام في الجنة :( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ﴿الحجر: ٤٦﴾ .
خامسا
في تطبيق هذا عمليا نجد :
1 : المجرمون المعتدون الظالمون أقلية في العالم . الأكثرية مسالمة بل ومقهورة . لأنهم مسالمون فهم حسب الظاهر مسلمون سلوكيا . هذا هو الحكم عليهم في الدنيا حسب السلوك الظاهرى . هم ( مؤمنون ل )
2 : هذه الأغلبية مُضافا اليها المجرمون المعتدون هم ( يؤمنون ب ) بشر ومخلوقات يقدسونها ويتخذونها شفعاء وأولياء وقديسين وكهنوتا . وهذا سيكون الحكم عليهم يوم الحساب .
3 : مع كثرتهم وكونهم الأغلبية فهم مختلفون ومتفرقون في أديانهم الأرضية ، على مستوى الأديان وفى داخل كل دين .
4 : كل دين ينتمى الى شخص ( المسيحيون ، اليسوعيون ( الجزويت ) أمة المسيح ) ( المحمديون / أمّة محمد ) ( البوذيون ..) . وفى داخل كل دين فرق وطوائف وملل ونحل ، من سنة وشيعة وتصوف وارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت ، ثم أقسام ومذاهب داخل الفرق والطوائف .. حيث يُضاف تقديس الأئمة والرهبان والأحبار والقديسين ويصبح لكل منهم فرقة وطائفة . الأساس هو أنهم ( آمنوا ب ) أشخاص وبشر .
لا يزال للحديث بقية .
التعليقات تعليقات (8)
1 تعليق بواسطة عمر على محمد في الأحد 19 يناير 2020
[91760]
________________________________________
الاقرار بالايمان
________________________________________
السلام عليكم
اؤمن بمحمد وما اعنية بقولي اؤمن بمحمد هو الاقرار بنبوة ورسالة محمد وبشريته فهل هذا كفرا . فهناك دعوة لنا من الله للايمان بمحمد نبي ورسول "فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ" وهذا الاقرار لم يكن خاص بمحمد ولكنه تكرر مع عيسى ابن مريم في قولة تعالى في سورة النساء "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً" . وهنا اقتبس رأيك الشخصي في هذة الاية حيث قلت "فالمعنى أن بعض أولئك الذين عاشوا فى حياة المسيح عليه السلام قد آمنوا به رسولا وبشرا.
اذا الايمان بعيسى او بمحمد او اي رسول كرسول وبشر لا يعد كفر ولا نستطيع فصل محمد الرسول عن محمد الشخص لان الرسالة ليست مهنة او وظيفة ينتهي منها النبي في وقت محدد ويعود لبيته . فعندما طلب المشركون منه ان يكون له بيت من زخرف او يرقى في السما كان الجواب واضح "قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولً" مع ملاحظة التأكيد على انه بشر مثلهم اختلف عنهم انه رسول مرسل لهم . فتقدمت بشريته على كونه رسول .
الذي يؤمن بمحمد حي في قبرة يرد السلام ويؤمن ان اعمالنا تعرض عليه الاثنين والخميس وان الكون خلق له وعرج للسماء ليقرر مصيرنا بكأس لبن قدم له ليشربة فهذا كافر بمحمد وبكل رسول اخر ...
2 تعليق بواسطة عبدالرحمن المقدم في الإثنين 20 يناير 2020
[91761]
________________________________________
ومن قال غير ذالك
________________________________________
بالعقل والمنطق ـ كعادتك دائما ، تعجبني جدا كتابتك لانها تتميز ، ادلة ، براهين ، والميزان ، غير انها سلسة وسهلة الفهم ؟
ـ وأهم من كل هذا انها يريئة خالصة لوجة الله تعالي ’’

3 تعليق بواسطة Ben Levante في الإثنين 20 يناير 2020
[91762]
________________________________________
الايمان بالرسل
السلام عليكم
لقد أوصل الله رسالاته أو بالاحرى (رسالته) إلى البشر بواسطة شخص جرى انتقاؤه له صفات معينة لكي يكون أميناً على توصيل هذه الرسالة، وهذا الشخص هو نبي لصفاته ورسول لأنه يحمل الرسالة. لكي يؤمن البشر بالرسالة يجب أن يؤمنوا قبل ذلك بأنها من عند الله، وهذا يتطلب بدوره ايمانهم بأن هذا الشخص الذي يحمل الرسالة هو رسول من عند الله. من الواضح أن الرسالة هي بيت القصيد في هذا السيناريو. لقد كانت الرسل – ولا زالت – تُحترم عند مجيئها، لكن المهم في الامر كان الرسالة وما تحتويها. هناك آيات تطلب من الذين آمنوا الايمان بالرسل، بـ وليس لـ:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿النساء: ١٣٦﴾
وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿المائدة: ١١١﴾
المشكلة ليست في الايمان بالرسل، وإنما في تصور (السلف الصالح) بأن الرسالة ليست هي القرآن وحده، وإنما ما جاء به شخص الرسول أيضاً وهي مايسمونها السنة، وكلنا يعرف الموضوع ولا داعي لذكره هنا. إذاً الايمان بالرسول على أنه يحمل الرسالة (الكتاب) شيء منطقي ولا غبار عليه، ما دون ذلك هو تعد على الرسالة وعلى من أوحاها.
الاسلام والمسالمة، الاسلام الظاهري والقلبي: لقد خضنا كثيرا في هذا الموضوع، ونحن نختلف رأيا فيه، ولا بأس في ذلك، وكل منا يأتي بحججه وبراهينه ويحترم الرأي الآخر. من المؤكد أن كلمات مثل اسلام، سلام، سلم، سلامة، استسلام الخ. هي كلمات مشتقة من بعضها أو من أصل واحد، لكنها ليست كلمات مترادفة، فكل كلمة تعني شيئا آخر. الاسلام هو دين، هو طريق يتبعه الانسان إما لايمانه أو بالتسليم به. من تراه على هذا الطريق إما أن يكون مُسْلما مُسَلِّما به وهو اسلام، أو أن يكون مؤمناً به قلبياً وهو الايمان. ما قصدته بالسير على الطريق (أو في اتباع الدين) هو ابداء أشياء يتطلبها هذا الدين مثل الصلاة والزكاة، وبالطبع المسالمة أيضاً فهي من شروط هذا الدين. هناك أناس مسالمون ليسوا مسلمين ولا يعتقدون بهذا الدين أو هذا الطريق – لا ظاهرياً ولا قلبياً. الآية (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿الحجرات: ١٤﴾) توضح ما أريد قوله: الاعراب قالوأ آمنا وهم عندهم تصور لمعنى الايمان والاسلام، فالقرآن جاء بلسان عربي مبين. نفهم من سياق الآية أن الفرق بين الاسلام والايمان قد اختلط على الاعراب والآية تبين لهم هذا الفرق وبأنهم أسلموا فقط. لا استطيع هنا الادعاء بأن الاعراب قصدوا في ايمانهم (حسب تصورهم) وفي اسلامهم (حسب ما قررته الآية) أنهم مسالمون فقط وأنهم غير معنيين بأي شيء آخر.
لكي أوضح فكرتي المثال التالي: الطالب الجامعي الذي يستمع للاستاذ الذي يريد اثبات نظرية ما، ربما لا يقتنع باثباتات الاستاذ ولكنه يُسَلِّم بصحة النظرية وذلك لاعتبارات ما.
كلمة أخيرة: يُفترض بالمسلم أن يكون مسالماً، لكنه لا يُفترض بالمسالم أن يكون مسلماً.
4 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الإثنين 20 يناير 2020
[91763]
________________________________________
شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول :
________________________________________
سيطول الموضوع ، هذا ما يبدو . وتعليقاتكم مهمة .

تعليق بواسطة نهاد حداد في الإثنين 20 يناير 2020
[91766]
________________________________________
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل
________________________________________
محمد بشر مثل اي بشر اصطفاه الله كي يبلغ رسالته كما كان من الممكن ان يصطفي اي بشر آخر ، محمد رجل يذهب الى الخلاء، ويعاشر النساء ويبيع ويشتري ويخطئ" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك " ويصيب ولا يعلم المنافقين بل الله يعلمهم ولا يعرف الغيب ويعبس ويحب ويكره، و" يخفي ما الله مبديه " ويبتغي مرضاة نسائه ، و لا يقرر الا اذا قيل له قل : يا محمد : " قل هو الله احد " يامحمد : " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون " محمد انسان جاء برسالة من ربه وكفى ولا يمكن ان نجعل منه نِدّا لخالق الاكوان والمجرات اللائي مازلنا كل يوم نكتشفها ! محمد بعث رحمة للعالمين، فلنجعله رحمة فعلا ونقتدي برسالته ولا نجعل منه نقمة باشراكه في ملكوت الله تعالى ، فلا يشركن احدكم محمدا في الخلق فهو مخلوق يموت ويحيا وليس أزليا ، ولو كان الله يريدنا ان نؤمن بمحمد لا برسالته لجعله يعيش ابد الدهر فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ! تحياتي لكم دكتور على شجاعتكم وكلمتكم التي لن تنطفئ شعلتها بإذن الله.

6 تعليق بواسطة Amin Refaat في الإثنين 20 يناير 2020
[91767]
________________________________________
نواة كتاب جديد
________________________________________

مقال في غاية الجمال أرجو ان يكون مقدمة لكتاب جديد
بارك الله فيك إستاذي الحبيب وحفظك من كل سوء

7 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الإثنين 20 يناير 2020
[91768]
________________________________________
شكرا استاذة نهاد ، وشكرا استاذ أمين رفعت ، وشكرا أحبتى
________________________________________
1 ـ شكرا استاذة نهاد على لمحاتك العاجلة الكاشفة .
ـ كلنا جاء من بيئة تجذرت فيها عبادة إله إسمه ( محمد ) ، ولا زلنا نناضل بالقرآن الكريم كى نتخلص من بقايا هذه التركة النجسة .
ـ إخترت العنوان مزعجا صادما ( من آمن بمحمد فقد كفر ) لتنبيه الناس ، وجعلت العنوان التالى شارحا ( الايمان ليس بشخص محمد ولكن بما أنزل على محمد ) .
ـ كما تنبأ أخى أمين رفعت قد يكون كتابا صغيرا ، أرجو من الله جل وعلا التوفيق .

8 تعليق بواسطة سعيد علي في الثلاثاء 21 يناير 2020
[91769]
________________________________________
الله جل و علا .. سبحانه و تعالى .
________________________________________
عندما يدرك العقل عظمة الخالق جل و علا من خلال التفكر و التدبر في الكون العظيم و من خلال الوقوف طويلا عند الآيات الكريمات التي تتحدث عن صنع الله جل و علا و خلقه جل و علا و عندما تقف طويلا عند الآيات التي يتحدث فيها جل و علا عن ( نفسه ) و هو جل و علا ليس كمثله شئ هنا تدرك عظمة الإيمان و بنسبة 100% بلا إله إلا الله وحده لا شريك .
لا إله إلا الله و الأنبياء عليهم السلام جميعا خلق من خلقه بشر نهايتهم كنهاية كل البشر الموت ثم البعث ثم الوقوف بين يديه جل و علا للسؤال .. خاتم النبيين عليه السلام بشر و ليس له من الأمر شيئا أدى قام عليه السلام بتبليغ الرسالة و حرص حرصا شديدا على هداية قومه و تحمل الكثير من الصعاب و محاولات القتل و نجاه الله جل و علا ليكمل هذه الرسالة و ما إن أكملها توفاه الله و بقيت الرسالة المحفوظة .
فسبحان الله الذي اصطفى من الناس رسلا و سبحانه جل و علا من حفظ كتابه العزيز إلى يوم الدين .









المقال الثانى
تدبر في آيات سورة الأعراف ( 156 : 158 ) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر ( 2 ) الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد)
آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 21 يناير 2020
________________________________________


من آمن ب ( محمد ) فقد كفر ( 2 )
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
تدبر في آيات سورة الأعراف ( 156 : 158 )
مجرد ملاحظة
1 ـ حين نقول ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر ) نقصد الإصلاح السلمى بتوضيح حقائق القرآن عن ماهية الإسلام وماهية الكفر . نريد في كل ما نكتب أن يتحول ( المحمديون / أُمّة محمد كما يقولون ) الى مسلمين لا يقدسون بشرا ولا حجرا . هذا هو معنى ومقصد التكفير عندنا ، أما التكفير عندهم فيعنى القتل بتهمة الردة والزندقة .
2 ـ نتابع موضوعنا :
أولا : السياق للآيات الكريمة
1 ـ كان هذا حوارا بين رب العزة جل وعلا ورسوله موسى عليه السلام في جبل الطور بسيناء ، بعد أن عبد قومه العجل ، وَاخْتَارَ مُوسَىٰ من قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِ مع رب العزة جل وعلا فأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ. عندها قال موسى : ( رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴿١٥٥﴾ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ) وجاءه الردُّ من رب العزة : ( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٦﴾ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾. ثم بعده جاء الخطاب المباشر من رب العزة الى خاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾ الأعراف ) هنا تبشير مقدما بالقرآن الكريم وبالانجيل في عهد موسى ، تبشير بالرسول النبى الآمى خاتم النبيين
2 ـ. ونتوقف بالتدبر في الآيات الكريمة الثلاث مع ثلاث قضايا في موضوعنا ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر/ الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد) .
أولا : الإيمان بالقرآن وليس يشخص محمد
1 ـ قال جل وعلا عن رحمته : ( ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٦﴾ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ) : فالذين يتقون ويؤتون الزكاة هم الذين يؤمنون بالآيات الإلهية وهم الذين يتبعون الرسول النبى الأمى . ليس إيمانا بشخص محمد ولكن بكونه رسولا نبيا ، أي برسالته ونبوته ، والإتباع هنا ليس إتباعا لمحمد البشرى ولكنه إتباع للنور القرآنى الذى أُنزل معه .
2 ـ وقال جل وعلا عن المؤمنين :( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾ ). آمنوا به ليس بشخصه وكينونته البشرية ، ولكن بالرسالة وكونه نبيا رسولا نزل عليه الكتاب ، والإتباع هنا ليس إتباعا لمحمد البشرى ولكنه إتباع للنور القرآنى الذى أُنزل معه .
3 ـ ( فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾ . هنا أمر إلاهى بالإيمان ليس بشخص محمد ولكن بكونه رسولا نبيا أميا . تكرر ثلاث مرات تحديد الإيمان ليس بشخص محمد البشرى ولكن بنبوته ورسالته . هذا في السياق المحلى للآيات الثلاث .
4 ـ السياق الموضوعى في القرآن الكريم كله يحتاج مجلدات من التدبر ، وسنعرض لبعضه في مقالات قادمة بعون الله جل وعلا ، ولكن نشير في عُجالة الى قضية الإتباع ، وأنه ليس إتّباعا لشخص محمد الذى كان يخطىء ويأتيه اللوم والعتاب ، ولكن الإتّباع للكتاب ، للرسالة الإلهية . ونعطى ملامح سريعة :
4 / 1 : محمد البشر كان مأمورا بإتباع الرسالة . أمره ربه جل وعلا أن يعلن :
4 / 1 / 1 :( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿الأنعام: ٥٠﴾ أمره ربه جل وعلا أن يعلن أنه لا يعلم الغيب ، وأن يؤكد بإسلوب القصر أنه يتبع القرآن الكريم
4 / 1 / 2 : ( قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ٢٠٣﴾. هنا تأكيد بأسلوب القصر أنه يتبع القرآن الكريم وفقط ، ووصف للقرآن الكريم بأنه : بصائر وهدى ورحمة للمؤمنين .
4 / 1 / 3 : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿يونس: ١٥﴾. رفضوا القرآن الكريم وطلبوا تبديله بقرآن على هواهم ، وهو ما فعله المحمديون فيما بعد بأحاديثهم الشيطانية التي نسبوها لإله صنعوه وأسموه محمدا . الله جل وعلا أمر رسوله أن يعلن لهم : ( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ، أي هو متبع للقرآن الكريم الذى يرفضونه .وجاء هذا بأسلوب القصر أيضا .
4 / 1 / 4 : ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿الأحقاف: ٩﴾. هذا في التأكيد على أنه ليس متميزا على الرسل وأنه لا يعلم الغيب. وجاء بأسلوب القصر أنه يتبع القرآن الكريم وفقط .!
4 / 2 : الأمر بإتّباع الكتاب نزل للجميع . قال جل وعلا :
4 / 2 / 1 : ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿الأنعام: ١٥٣﴾. هذه هي الوصية الأخيرة من الوصايا العشر . وهى أمر بإتّباع الكتاب ونهى عن إتباع غيره . . أمر ونهى معا . أي قضية لا توسط فيها .
4 / 2 / 2 : ( وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿الأنعام: ١٥٥﴾. في إتّباع الكتاب رحمة .
4 / 2 / 3 : ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ الأعراف ). هنا أمر بإتّبع الكتاب ونهى عن إتباع غيره . أمر ونهى معا . أي قضية لا توسط فيها .
4 / 3 : إتباع الكتاب هو إتّباع للرسول أو للبصائر أو البصيرة . أمر الله جل وعلا رسوله أن يعلن : ( قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿يوسف: ١٠٨﴾. هنا المساواة في إتّباع الكتاب بين النبى والمؤمنين من أتباعه ( أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ).
ثانيا : ( الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ )
هنا معرفة أهل الكتاب بالقرآن الكريم قبل أن ينزل على خاتم النبيين . فالتوراة ذكرت القرآن الكريم ، ثم ذكره الإنجيل . الكلام هنا عن الكتاب ، وليس عن شخص محمد . وهنا نتوقف مع ثلاثة ملامح :
الملمح الأول : معرفتهم بأن القرآن هو الحق من رب العزة جل وعلا . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿١٤٤﴾ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٥﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤٦﴾ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١٤٧﴾ البقرة ) يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم .!
2 ـ ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ الانعام ) يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم .!
3 ـ ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٩٧﴾ الشعراء ). بعد أوصاف متعددة للقرآن الكريم جاء الحديث عن العرب الأميين الذين لم ينزل عليهم كتاب : ( أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ).!
الملمح الثانى : إيمان بعض أهل الكتاب بالقرآن وليس بشخص محمد .
قال جل وعلا :
1 ـ ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿١٠٥﴾ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ﴿١٠٦﴾ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩﴾ الاسراء ). هنا حديث عن القرآن الكريم ، ثم بعده حديث عن العلماء المؤمنين من أهل الكتاب ، حين تُلى عليهم القرآن الكريم خرّوا للأذقان سجّدا ، بمثل ما فعل السبعون رجلا الذين حضروا ميقات ربهم مع موسى ، ورفع الله جل وعلا فوقهم جبل الطور ، وشاهده فوق رءوسهم فكانوا يسجدون على أذقانهم وهم ينظرون هلعا للجبل المرفوع فوقهم ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ) ﴿١٧١﴾ الآعراف ) أولئك العلماء المؤمنون إستعادوا نفس اللحظة وتذكروها فخروا للأذقان سجدا يبكون ، إذ عاشوا وقت تحقق الوعد الذى وعد به رب العزة من قبل . هؤلاء لم يأت في ذكرهم رؤية النبى محمد بشخصه ، وإنما المفهوم أن القرآن قد تُلى عليهم . أي هو الكتاب . وحتى لو كان النبى هو الذى تلاه عليهم فإن إيمانهم هو بالكتاب الذى تلاه النبى محمد عليهم .
2 ـ ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣﴾ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾ فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥﴾ المائدة ). هنا مؤمنون ( سمعوا ما أنزل الى الرسول محمد ) . سواء كان النبى هو الذى أسمعهم أو كان غيره ، فإن المسموع هو القرآن الكريم ، فأعلنوا إيمانهم ليس ب ( محمد ) ولكن ( ب ) ( الله) و( ب) ما جاءهم من الحق، أي إيمانهم ب ( القرآن الكريم ) .
الملمح الثالث : دعوة أهل الكتاب لأن بؤمنوا ليس بمحمد ، ولكن ب ( القرآن الكريم ) الذى نزل مصدقا ومؤيدا لما معهم .
قال جل وعلا لهم :
1 ـ ( وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴿البقرة: ٤١﴾
2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم ) ﴿النساء: ٤٧﴾
وقال جل وعلا عن الكافرين منهم ب ( القرآن ) :
1 ـ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ) ﴿البقرة: ٩١﴾
2 ـ ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّـهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١﴾ البقرة )
ثالثا : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ )
1 ـ هذا عن عمومية الرسالة الإلهية الخاتمة ، وأنها للجميع ، حتى للإنس والجن ، من عهد خاتم النبيين الى آخر جيل من البشر ، إذ نزل القرآن مصدقا لكل ما جاء من رسالات إلاهية ، ومهيمنا عليها ويقصُّ على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فيه يختلفون ( إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ النمل )
2 ـ محمد البشر هو محدود ومحدد بالزمان والمكان . بالزمان هو مولود عام كذا ومات في سنة كذا ، وحين كان حيا يسعى قال له ربه جل وعلا في خطاب مباشر له وعن خصومه يساوى بينهم في إستحقاق الموت والتخاصم يوم الحساب : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ الزمر ). أي هو مجرد رسول مصيره الموت ، قال جل وعلا : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ) ﴿١٤٥﴾ آل عمران ). ليس خالدا كما يزعم المحمديون حياته في قبره . قال له جل وعلا : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿٣٤﴾ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٣٥﴾ الأنبياء )
ثم هو محدود محدد في المكان ، لا علم له بالشعوب الأخرى في وقته من الصين واليابان الى سكان الأمريكيتين.
3 ـ بالتالى فإن القرآن ( وليس محمد ) هو الذى يكون :
3 / 1 : ( رحمة ) للعالمين الذين يتبعونه ، من عهد النبى الى الجميع في كل زمان ومكان . قال جل وعلا ( إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴿١٠٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾ الأنبياء )
3 / 2 : نذيرا للعالمين أيضا . قال جل وعلا : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴿١﴾ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴿٢﴾ الفرقان )
4 ـ وقوله جل وعلا في سورة الأعراف : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ) يعززه قوله جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ سبأ ). فهو مُرسل بالقرآن الكريم .
5 ـ أكثر من هذا . فالقرآن الكريم هو الرسالة للجن . الله جل وعلا أرسل نفرا من الجن الى النبى محمد يسمعون القرآن . لم يرسلهم اليه ليسمعوا أخباره الشخصية بل القرآن ، وهو لم يرهم ، لأنه لا يستطيع ذلك . وقد آمنوا ثم عادوا الى قومهم منذرين . قال جل وعلا :
5 / 1 : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ الجن) ( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾ الجن )
5 / 2 : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٠﴾ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١﴾ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّـهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٣٢﴾ الاحقاف ).

________________________________________
ا
التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة Ben Levante في الخميس 23 يناير 2020
[91771]
________________________________________
الايمان بمحد
________________________________________
السلام عليكم
أولاً : ما أفهمه تحت مصطلح الايمان بـ: هو الاقتناع بـ أو الوثوق بـ أو اليقين بـ أو الاعتقاد بـ، وكل هذه العبارات توحي بأن هناك معلومية (information) ما يحصل الاقتناع أو الاعتقاد بها أو الوثوق بحصحتها. عندما أقول أنني آمن (أعتقد، أثق،..) بشخص فأنا آمن بما يقوله هذا الشخص أو بصحة ما يفعله أو بصفة له أو بعلومية عنه، وليس بذات الشخص، حتى الايمان بالله هو ايمان بصفات الله أو بحديثه أو بمعلومية عنه. باختصار، مصطلح الايمان هو الايمان بماذا وليس الايمان بمن. فخلف الايمان بـشخص تكمن معلومات عن هذا الشخص وليس الشخص ذاته، والايمان بذات الشخص فقط لاتعني لغوياً شيء.
ثانياً: الايمان بمحمد كرسول هو الايمان بالرسالة التي جاء بها أو، مع افتراض أنه رسول الله، الايمان بما أوحي إليه. هذا شيء سليم لا غبار عليه. الخلاف مع (السلف الصالح) هو: ماذا اوحي إليه؟ أنت وأنا نقول أنه القرآن وأصحابنا يقولون أن القرآن هو جزء من هذا الوحي.
ثالثاً: العنوان "من آمن بمحمد فقد كفر" يفترض إذاً لاجتناب الكفر عدم الايمان بمحد، أي (حسب ماذكرت بالاعلى) بكل المعلومات التي وردت عنه ومن ضمنها بعثه كرسول. أنا أعلم أنكم لا تقصدون هذا، لكن العنوان يوحي به، خاصة لمن يريد الاصطياد بالماء العكر

2 تعليق بواسطة عثمان محمد علي في الخميس 23 يناير 2020
[91772]
________________________________________
ولا يعصينك فى معروف.
________________________________________
أعتقد أن هذه الآية الكريمة تُساعد فى تقريب فهم الموضوع أيضا .((يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا ياتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم )).فجملة (ولا يعصينك فى معروف ) تؤكد على أن الإيمان بالنبى عليه السلام حين يأمر بالمعروف أىحين يكون ناطقا بالرسالة وليس فى كل حال .فلربما يكون فى غير حال النبوة يأمر بشىء غير صجيج أو الخبرة الدنيوية تُخبر أنه فير فعال أو غير صحيح فلا طاعة له هُنا فيه لأنه نطق به وأمر وهو محمد بن عبدالله وليس محمد نبى الله ورسوله ... وبالتالى فالإيمان يكون بنبوته ورسالته حين ينطق بها ويأمر بها .







المقال الثالث
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر.. مشكلة البشرية في النبى الرسول ( 3 (
آحمد صبحي منصور في الخميس 23 يناير 2020
________________________________________


من آمن ب ( محمد ) فقد كفر.
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
مشكلة البشرية في النبى الرسول ( 3 )
مقدمة
1 ـ المحمديون الذين يؤلهون ( محمدا ) يرفضون تخيله بشرا مثلهم . المسيحيون الذين يؤلهون المسيح يرفضون تخيله بشرا مثلهم . المؤمنون بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له يتصورون محمدا بشرا مثلهم ويتصورون المسيح بشرا مثلهم .
2 ـ الكافرون في الأمم السابقة كفروا بما أنزل الله جل وعلا على الأنبياء والرسل لأنهم رفضوا أن يكون الأنبياء والرسل بشرا مثلهم . هم يتصورون أن الرسول / النبى لا بد أن يكون اسمى من البشر .
3 ـ هذه هي مشكلة ( البشرية ) في الأنبياء والرسل . ونعطى بعض تفصيل .
أولا : الأنبياء / الرسل و ( الرهز ).
1 ـ الرهز يعنى حركة الرجل في عملية الجماع الجنسى . وفى العصر العباسى عبّرت جارية ( محترفة ) عن معنى الحب ، وهى لا تراه إلا في ممارسة عنيفة للجنس . قالت :
ما الحب إلا تقبيل وضم وجر بالبطون على البطون
و رهز تهمل العينان منه وأخذ بالمناكب والقرون
سنفلتُ من إغراء الشرح لهذا الشعر المؤلم المثير حرصا على قلوب العذارى .!
وندخل في علاقته بموضوعنا ، ونتكلم بصراحة قاسية .
لكى يُنجب الرجل لا بد أن يمارس الجنس مع انثى ، ولا بد أن ينتصب عضوه الذكرى ، حتى يقذف المنى بآلاف من الحيوانات المنوية الى أبعد مكان يقترب من البويضة ، ويصل واحد منها الى البويضة فيلقحها . إنتصاب العضو الذكرى له مقدمات وله علامات ، والرهز هو حركة الإيلاج دخولا وخروجا ، وما يتبع ذلك من تحول الذكر والأنثى الى حيوانات بشرية يفقد فيها البشر إحترامهم لأنفسهم فيما ينطقون وفيما يفعلون . ثم ينتهى كل هذا بالإنزال ، ويعود كل منهم الى حالته الطبيعية .
ما نقوله هنا لا غبار عليه . لكن أن تتصور محمدا رسول الله يفعله هنا يكون ( الغبار )، ليس مجرد غبار ، بل عاصفة من الغبار . لا يمكن للمحمديين أن يتصوروا إلاههم محمدا يمارس الجنس ، وقضيبه منتصب ، ويقوم ب ( الرهز ) ويتكلم ( الرفث ) أي الفاحش من القول مع زوجته وقتها . يمكن للمحمديين تخيل آبائهم يفعلون هذا لأنهم لا يعبدون آباءهم ، لكن يستحيل هذا مع إلاههم الذى اسموه محمدا .
هم بهذا يكفرون بالقرآن الكريم وما قاله عن بشرية الأنبياء في موضوع الجماع الجنسى. قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) ﴿٣٨﴾ الرعد ). كانت لهم أزواج للنكاح الجنسى وليس لعرضهن تماثيل في الصالون . ومنهن جاءت الذرية ، ليس بأن يلقى الرسول قصيدة شعرية في أُذُن الزوجة فتحمل وتلد ، ولكن بأن يولج قضيبه الذكرى المنتصب في عضوها الأنثوى داخلا خارجا ( أي الرهز ) حتى يُنزل . وبهذا يكون له ذرية . أليس كذلك ؟ هو كذلك .
وبهذا كان للنبى نوح ( ولد ) مذكور في القرآن الكريم ، وكان لابراهيم ولدين إسماعيل وإسحاق ، وتزوج موسى وحملت منه زوجته ، وتمنى زكريا أن يكون له ولد . كل هذا كان بنكاح جنسى مجنون ، وليس عبر الاتصالات والانترنت .! . أليس كذلك ؟ هو كذلك .!
2 ـ وما ينطبق على الأنبياء السابقين ينطبق على خاتمهم عليهم جميعا السلام . كانت ليس زوجة واحدة بل زوجات ، وكانت له بنات وليس بنتا واحدة . وقاسى من زوجاته الكثير مما إستدعى نزول وحى في إنذارهن ، جاء في سورتى الأحزاب والتحريم ، وكان مع وجود زوجاته يعجبه حُسن النساء الجميلات . في هذا كله نقرأ قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٥٩﴾ الأحزاب )
2 / 2 : ( تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ ۖ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ﴿٥١﴾ الأحزاب )
2 / 3 : ( لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ﴿٥٢﴾ الأحزاب ).
المؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك معه يعرف أن محمدا كان يمارس الجنس مع زوجاته مثل أي ذكر من البشر ، من مقدمات ( قبلات وضم وكلام فاحش في الأذن وتلامس ولمس طبقا لقوله جل وعلا : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٢٣﴾ البقرة ) ، وبهذا يحدث إنتصاب ورهز وإنزال ، أو كما قالت تلك الجارية المحترفة
ما الحب إلا تقبيل وضم وجر بالبطون على البطون
و رهز تهمل العينان منه وأخذ بالمناكب والقرون
ولكن المحمديين المؤلهين لإله أسموه محمدا يستحيل أن يتصوروا إلاههم في هذه الحالة .
3 ـ هم بهذا التأليه لمحمد يساوونه بالله جل وعلا . فهو جل وعلا :
3 / 1 :( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾
3 / 2 : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ الانعام )
3 / 3 :( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ الجن ).
إذن دعنا من حديث الخزعبلات والتبريرات والمحترزات ولندخل في الموضوع : هل تتحرّج من تخيل النبى محمد وهو يمارس الجنس كما يفعل أي ذكر من البشر ؟ إذا كنت تتحرج بنسبة واحد في المائة فلا يزال في قلبك مرض . أليس كذلك ؟ هو كذلك .!
ثانيا :
الأنبياء / الرسل و ( الطعام والخراء والفُساء والضراط )
1 ـ الطعام أبرز ما يعبّر عن إحتياج المخلوق للخالق جل وعلا . لذا فهو أحد الفوارق الأساس بين الخالق جل وعلا والمخلوقات . قال جل وعلا :
1 / 1 : فيمن يعبد البشر والحجر من الأولياء الأحياء والموتى : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٤﴾ الانعام ) . فالله جل وعلا هو الذى يُطعم غيره ولا يطعمه غيره .
1 / 2 : ( وما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾الذاريات ).
قصة الطعام مع المخلوقات لها ثلاث مراحل : السعي للحصول عليه ، أكله وهضمه ، ثم إخراجه . وفى كل مرحلة هو محتاج الى الخالق جل وعلا .
المرحلة الأولى : الحصول على الطعام :
1 : الطعام هو أساس الرزق الذى يبقى به الكائن الحى على ( قيد الحياة ) ولا بد أن يسعى في سبيل الحصول عليه . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴿١٥﴾ المُلك ).
1 / 2 : وقد ضمن الله جل وعلا الرزق لكل دابة تتحرك ، قال جل وعلا : ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٦﴾ هود ) 1 / 3 : حتى لو كانت أميبا في جوف الصخر ، قال جل وعلا : ( وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّـهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦٠﴾ العنكبوت ) . وليست هناك مشكلة في موضوع البحث عن الرزق لأن كل البشر يسعون للحصول على الرزق .
المرحلة الثانية :
1 ـ المشكلة أنهم يتصورون أنهم في غنى عن رب العزة جل وعلا في المرحلة الثانية ، وهى أكل الطعام . يتصورون أنهم بقدرتهم الذاتية يأكلون الطعام ويهضمونه . ينسون أن الله جل وعلا هو الذى يمسك بهذه المرحلة ، هو الذى ( يطعمهم ويسقيهم ) . قالها إبراهيم عليه السلام : ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴿٧٨﴾ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩﴾ الشعراء ) ، وقالها جل وعلا عن ذاته جل وعلا : ( وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ) .
2 ـ البشر بكل سهولة يأكلون ويشربون ويتجشّأون ولا يعقلون أن هذه السهولة هي بإرادة الرحمن . من الممكن ــ وبكل سهولة أيضا ــ أن يتسرب الطعام أو الشراب الى القصبة الهوائية فيهلك الانسان . الذى يمسك بفتحة الطعام والشراب وفتحة التنفس هو الرحمن جل وعلا . تخيل نفسك وقد وقفت في حلقك شوكة سمك أو حبة فول ؟ الذى يمسك ويتحكم في المرىء وفى المعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة والغليظة والكليتين والكبد هو الله جل وعلا وحده ، أي إن الجهاز الهضمى وما يتبعه لا يعمل بمشيئة البشر ولكن بمشيئة الخالق جل وعلا. وكم يعانى البشر من أمراض هذا الجهاز وملحقاته .
المرحلة الثالثة :
1 ـ المشكلة أيضا أنهم يتصورون أنهم في غنى عن رب العالمين جل وعلا في عملية إخراج نفايات الطعام والماء بعد الهضم . التبول والتبرّز لا تحتاج فقط الى الأجهزة الخاصة في الجسد ، ولكن تحتاج أيضا الى الجاذبية الأرضية . تخيل لو عجزت عن التبول ؟ تخيل لو عجزت عن التبرز وإحتجت الى عملية لإخراجه قبل أن يلوث الأمعاء والمعدة والمرىء ؟ وهذا أمر وارد . نجّانا الله جل وعلا منه . تحدث إرهاصات مرضية من عُسر التبول ، ومن الاسهال والإمساك ، هي إشارات إلاهية للتنبيه للغافلين . وسبحانه جل وعلا المتحكم في أجهزتنا الحيوية : ( مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) ﴿٥٦﴾ هود )
2 ـ ينظر البشر بتقزز الى عملية التبرز ( وملحقاته من خراء وضراط وفُساء ) والتبول ، مع أنها الراحة وبدونها يكون الموت آجلا أو عاجلا . ليس هذا عجيبا .
3 ـ العجيب في المحمديين الذين يستحيل عليهم تصوّر أن محمدا كان يخرى ويضرّط ويُفسى ويتجشأ . العجيب في المسيحيين الذين يستحيل عليهم أن يتصوروا أن المسيح كان يخرى ويضرّط ويُفسى ويتجشأ .
نحن ــ وعن عمد ــ نأتى بالألفاظ كما هي ليعرف القارىء وقعها في نفسه ، وهل في قلبه مرض تأليه المسيح ومحمد أم لا . وبالمناسبة فهذه الألفاظ ( خراء ، ضراط ، فُساء ) هي عربية فصيحة ، مثلها مثل ( الرهز ).!
4 ـ الذى لا يعرفه المحمديون أن الكفرة السابقين رفضوا أن يكون الأنبياء بشرا يأكلون الطعام ، وما يعنيه أكل الطعام من خراء وضراط وفُساء .
4 / 1 : قالها قوم عاد عن نبيهم هود عليه السلام ، رأوه بشرا مثلهم يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون فكفروا لأن الرسول يجب أن يكون إلاها فوق مستوى البشر لا يخرى ولا يفسى ولا يضرّط . يقول جل وعلا عن قوم عاد : ( وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴿ ٣٣﴾ ﴿المؤمنون ).
5 / 2 : وقالتها قريش تتندّر على خاتم النبيين لأنه كان يسعى في طلب الرزق يأكل الطعام ويمشى في الأسواق ، وما يعنيه أكل الطعام من خراء وضراط وفُساء . قال رب العزة جل وعلا عنهم : ( وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴿الفرقان: ٧﴾ . وجاء الردّ الإلهى عليهم ، وفى نهايته :( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ) ﴿الفرقان: ٢٠﴾. أي كل المرسلين كانوا يأكلون الطعام ويخرج منهم الخراء والضراط والفُساء . أفلا تعقلون ؟
6 ـ نفس الحال مع المسيحيين ؛ يرفضون بكل قوة ( وبكل قسوة ) تصور أن المسيح وأمه مريم كانا يأكلان الطعام ، أي كانا يخريان ويضرطان ويفسوان . قرّر رب العزة جل وعلا هذه الجقيقة وجلّاها لهم ولنا ، فقال جل وعلا : ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥﴾ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّـهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٧٦﴾ المائدة ) .. أفلا تعقلون ؟
إذن دعنا من حديث الخزعبلات والتبريرات والمحترزات ولندخل في الموضوع : هل تتحرّج من تخيل النبى محمد وهو يخرى ويضرط ويفسى كما يفعل البشر ؟ إذا كنت تتحرج بنسبة واحد في المائة فلا يزال في قلبك مرض . . أليس كذلك ؟ هو كذلك .!

التعليقات (5)
1 تعليق بواسطة عمر على محمد في الخميس 23 يناير 2020
[91773]
________________________________________
اتفق واختلف معك
________________________________________
السلام عليكم
اتفق تماما معك يا دكتور احمد ان النبي محمد خارج الرسالة هو بشر كباقي البشر يحدث له ما يحدث لغير البشر ولكن اختلف معك في هذة النقاط:
1- كيف افترضت ان " المحمديون " لا يعتقدون ان النبي يبول ويدخل الخلاء؟ وانته كما تعلم قد افرد البخاري باب للبول قائما وجالسا وباب لدخول الخلاء وباب للضراط والفساء . بل ان هناك حديث رواه حذيفة وذكرة البخاري يزعم فيه و يصف وقوف النبي وتبولة واقفا على سباطه اما صحابي اخر .وهذا الحديث صحيح كما يسمونه . وكيف افترضت انهم لا يقولون بانه كان يعاشر النساء وانته تعلم انهم يقولون انه كان يطوف على اهله في الليلة .. عدم ذكر التفاصيل من خلع للملابس وانتصاب للعضوي الذكري وايلاجه هو من باب التأدب ، انا لا استطيع التفكير بوالدي بعضو منتصب يغازل امي بكلام جنسي قبل الايلاج فما الحاجة لي بالتفكير بالنبي هكذا
2-التأدب مع النبي واجب " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" . هذا فقط لمجرد رفع الصوت.. لماذا اتهم الاخر بانه كافر لمجرد انه لا يريد ان يفكر بمحمد منتصب القضيب !
*لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا *
3- الله سبحانه وتعالى علمنا كيف ننظر ونفكر بمحمد البشر فقال تعالى " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمً . فقال لنا ان محمد رسول الله شديد على الكفار رحيم بين المؤمنين راكعا ساجدا يبتغي فضل من الله ورضوان .

2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الجمعة 24 يناير 2020
[91774]
________________________________________
شكرا استاذ عمر على محمد ـ وأقول
________________________________________
ـ نحن أول من فضح إفتراءات البخارى وأئمة السنيين حول حياة النبى محمد الجنسية ، وما فيها من تناقض ، أحاديث تجعلة فى قوة 30 رجلا فى الجماع وأنه كان يمص لسان عائشة واحاديث أخرى تزعم أنه شكى لجبريل ضعفه فى الوقاع فوصف له أكل الهريسة . بالتالى حين كتبنا هذا المقال فلدينا علم بما قلناه .
ـ نحن نكتب فى الإصلاح ليس للناس فى عصر الخلفاء ( من الراشدين الى العثمانيين ) ولكن للاحياء فى عصرنا ، ممن نسميهم المحمديين الذين تتمحور حياتهم الدينية حول إله أسموه محمدا ، جعلوه شريكا لله جل وعلا فى شهادة الاسلام وفى الصلاة وفى الذكر وفى الدعاء وفى الحج . حتى تلونت بهذا أغانيهم من اغنية عبد الوهاب ( أغثنا أدركنا يا رسول الله ) الى ليلى مراد ( يا رايحين للنبى الغالى ) ( شفاعة يا جد الحسنين )والكحلاوى ( لأجل النبى تقبل صلاتى على النبى ) . هم الذين يحجون شوقا لتقديس القبر الرجسى فى المدينة . هم يتصورونه الإله الأعظم مالك يوم الدين ، وبالتالى لا يتصورون النبى بشرا يمارس الجنس و ( ينعظ ) أى ينتصب عضوه الذكرى . إستعملت عامدا كلمات ( التصور ، والتخيل ) فلا يمكن لمن يؤمن بإله أن يتخيله يمارس الجنس ويتبرز ويتبول . وحرصت على الإتيان بالألفاظ صريحة لتصدمهم ، ولتثبت أنهم فيما بينهم وبين أنفسهم يرفضون هذا التصور . ليس لهذا دخل بإحترامك لأبيك وتحرجك من تصور هذا بين والديك ، لسبب بسيط أنك لا تؤله والديك ، ولا ترى سببا فى أن تفكر فيهما على هذا النحو .
ـ أما عن الموضوعات الأخرى فهى فى خطة المقالات القادمة.

3 تعليق بواسطة عمر على محمد في الجمعة 24 يناير 2020
[91775]
________________________________________
شكرا جزيلا للدكتور احمد
________________________________________
شكرا جزيلا دكتور احمد على التوضيح وانا تلميذ صغير عندك واتفق معك تماما واقول انهم لا يستطيعون تخيل البخاري رجل عادي مثلهم كان يبول ويغوط ويتجشا ويتفسا فكيف تريدهم تخيل محمد بن عبدالله يفعلها ..اتمنى ان تكتب لنا مقالة عن المسكوت عنه في تاريخ البخاري مثلما كتبت عن المسكوت عنه في عصر الخلفاء
4 تعليق بواسطة سعيد علي في السبت 25 يناير 2020
[91776]
________________________________________
الرُسل عليهم السلام أنفسهم يعترفون
________________________________________
عقلية عدم التصديق ببشر يتلقى وحيا من الله جل و علا قديمة و العقل القديم كان لا يؤمن بالمجرد و يؤمن بالمجسم لذا ترى طلبهم أشياء مجسمة ليؤمنوا بهذا الرسول حتى نبي الله موسى عليه السلام طلب أن ينظر إليه – سبحانه - : ( قال ربي أرني أنظر إليك ) ! فقال له جل و علا : ( لن تراني ) لذا فالعقل القديم لم يدرك أن يكون أحد من البشر رسولا لذا يتكرر سؤالهم : ( أبعث الله بشرا رسولا ) ! و خاتم النبيين عليه السلام في معرض جوابه عن أسئلة كفار قريش و أنه عليه السلام لا يمكن له تنفيذ ما طلبوه من : ( تفجير الأرض ) ، ( جنة من نخيل و عنب ) ، ( تسقط السماء عليهم كسفا ! ) و أكثر من ذلك فقد طلبوا أن : ( يأتي بالله عز و جل و الملائكة قبيلا !!! ) أو يكون له : ( بيت من زخرف ) أو ( يرقى في السماء ) و حتى لو رقى في السماء فلن يؤمنوا إلا إذا جلب لهم كتابا يقرؤونه !! – هنا نفتح قوسا خارج الرد : ( النبي عليه السلام لم يعرج للسماء و أنهم كانوا يقرؤون أي يعرفون القراءة ) أي أنهم طلبوا أشياء مجسمة و عقلهم لم يدرك المجرد لذا كان جوابه عليه السلام : ( سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ) هذا الجواب المختصر يخاطب العقل أولا بأنه بشر مثلهم و بالتالي تسري عليه ما يسري على كل البشر مما ذكره الدكتور أحمد في مقاله و أن الإيمان بما نُزل عليه و هو كتاب الله جل و علا .
و موسى عليه السلام عندما خاطب قومه و قال لهم : ( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح و عاد و ثمود و الذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم و قالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به و إنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) و نفتح كذلك قوس خارج موضوع الرد : ( لا يمكن لكتبه التاريخ أن يتحدثوا عن رسل الله جل و علا الذين أتوا من بعد نوح و عاد و ثمود لأن ذلك غيب لا يعلمه إلا الله جل و علا ) و الشاهد هنا أن العقل القديم كان لا يؤمن إلا بالمجسم الذي عبر عن القران الكريم بكلمة البينات و رغم ذلك كفروا و عملية الشك المريب هي ديدنهم و أن كون هؤلاء الرسل ( بشر مثلهم ) يجعل من حجتهم بعدم الإيمان دائما الترديد لذا قالوا : ( إن أنتم إلا بشر مثلنا ) و السبب الدائم التكرار هو : ( تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين ) و يأتي جواب الرسل و هو ما يريد أن يوصله الدكتور أحمد : ( قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ) و الحق جل و علا يجعل رسالته فيمن يصطفي و يختار لذا قالت الرسل : ( و لكن الله يمن على من يشاء من عبادة ) .
5 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في السبت 25 يناير 2020
[91777]
________________________________________
شكرا استاذ سعيد على وشكرا استاذ عمر على ، وأقول :
________________________________________
إتفقتما فى ذكر ما سأذكره بالتفصيل فى مقالات قادمة. هذا دليل على أنه طالما أن منهج التدبر القرآنى واحد فالنتائج واحدة .
سيأتى تفصيل فيما ذكرتماه.
وفقنا الله جل وعلا الى ما يحبه جل وعلا ويرضاه.






المقال الرابع
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 4 ) النبى الرسول بشر يصيبه الضّرر ويمرض ويموت
آحمد صبحي منصور في السبت 25 يناير 2020

أولا : الضُّر :
في حياته لا بد أن يتعرض الانسان للضُّر ، ونضع بعض الحقائق القرآنية في موضوع ( الضُّر ) :
1 ـ الآلهة المصنوعة المزعومه الوهمية ( مثل محمد والمسيح والحسين ) لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرّا . قال جل وعلا :
1 / 1 :( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿الرعد: ١٦﴾
1 / 2 :( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴿الفرقان: ٣﴾
هذا خطاب إلاهى لكل من يقدس بشرا حيا أو ميتا . ومن بينهم المحمديون الذين يعبدون محمدا ، والمسيحيون الذين يعبدون المسيح . فما بالك بالذين يعبدون الحسين ؟
2 ـ الآلهة المصنوعة المزعومه الوهمية ( مثل محمد والمسيح والحسين ) لا تملك لغيرها نفعا ولا ضرّا . قال جل وعلا :
2 / 1 :( قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّـهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿المائدة: ٧٦﴾
2 / 2 : عن العجل الذى صنعه السامرى قال جل وعلا : ( أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴿طه: ٨٩﴾ .
هذا خطاب إلاهى لكل من يقدس بشرا حيا أو ميتا . ومن بينهم المحمديون الذين يعبدون محمدا ، والمسيحيون الذين يعبدون المسيح . فما بالك بالذين يعبدون الحسين ؟
3 ـ لو أراد الله جل وعلا إبتلاء أحد بالضرر فلا تستطيع تلك الآلهة المزعومة الوهمية ( مثل محمد والمسيح والحسين ) دفع الضرر، وإذا أراد الله جل وعلا إختبار أحد بالنعمة والرحمة فلا تستطيع تلك الآلهة المصنوعة الوهمية ( مثل محمد والمسيح والحسين ) منع تلك الرحمة . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾ الزمر )
3 / 2 : وقال الرجل المؤمن لقومه الكافرين : ( أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿يس: ٢٣﴾
3 / 3 : وعن الأعراب الذين تخلفوا قال جل وعلا : ( سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿الفتح: ١١﴾.
هذا خطاب إلاهى لكل من يقدس بشرا حيا أو ميتا . ومن بينهم المحمديون الذين يعبدون محمدا ، والمسيحيون الذين يعبدون المسيح . فما بالك بالذين يعبدون الحسين ؟
4 ـ ومهما بلغ كفر الانسان فإنه عندما يمسُّه المرض أو الضر يستغيث بالرحمن جل وعلا ، فإذا كشف الضر عنه عاد الى كفره ، وهذا ما جاء في قوله جل وعلا : ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ) الزمر 8 )( فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ) ﴿٤٩) الزمر) . يسرى هذا على المحمديين والمسيحيين وغيرهم .
5 ـ وفى حياته قال جل وعلا لخاتم النبيين :
5 / 1 : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿الأنعام: ١٧﴾
5 / 2 : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿يونس: ١٠٧﴾
أي إنه عليه السلام في حياته كان لا يملك دفع الضرر عن نفسه، لأن الله جل وعلا الذى أنزل الضرر عليه هو وحده جل وعلا الذى يملك كشفه ، وهو وحده جل وعلا الذى يملك إنزال النفع على النبى ولا يستطيع مخلوق منع نفع أراده الله جل وعلا .
هذا خطاب إلاهى قرآنى موجّه الآن الى ملايين المحمديين الذين يحجون الى القبر الرجسى المنسوب لإلاههم محمد ، وقبور رجسية أخرى للحسين وغيره .
6 ـ وفى حياته أمر الله جل وعلا خاتم النبيين أن يعلن أنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا بمشيئة الرحمن ، شأن أي واحد من البشر . قال له جل وعلا :
6 / 1 :( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ١٨٨﴾
6 / 2 : ( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ) ﴿يونس: ٤٩﴾
هذا خطاب إلاهى قرآنى موجّه الآن الى ملايين المحمديين الذين يحجون الى القبر الرجسى المنسوب لإلاههم محمد ، وقبور رجسية أخرى للحسين وغيره .
ثانيا : المرض :
المرض أبرز ما يعبّر عن ضعف البشر . وبراهيم عليه السلام قال عن ربه جل وعلا : ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴿٧٨﴾ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩﴾ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿٨٠﴾ الشعراء ). هذا ما ينبغي أن يقوله أي مؤمن بالله جل وعلا لا يبغى غيره ربّا .
ولم يرد في القرآن الكريم ما يدل على تعرّض النبى محمد للمرض . ومفترض أنه تعرّض للمرض شأن أي بشر ، وقد مات متأثرا بمرض .
ولكن المرض جاء في سياقات تشريعية تشمل النبى والمؤمنين في عصره أو بعده . منها :
1 ـ تشريع الطهارة : قال جل وعلا :
1 / 1 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٦﴾ المائدة )
1 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٤٣﴾ النساء )
2 ـ صلاة الخوف . قال جل وعلا : ( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ) ﴿النساء: ١٠٢﴾
3 ـ قيام الليل . قال جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّـهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ) ﴿٢٠﴾ المزمل )
4 ـ صوم رمضان . قال جل وعلا : ( . أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (البقرة ١٨٤﴾ ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) ﴿البقرة: ١٨٥﴾
5 ـ في الحج . قال جل وعلا :( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) ﴿البقرة: ١٩٦﴾
6 ـ الأعذار . قال جل وعلا :( لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) ﴿الفتح: ١٧﴾ ﴿النور: ٦١﴾ .
ثالثا : الهلاك :
الهلاك يعنى الموت والفناء . نعطى عنه حقائق قرآنية .
1 ـ لا يسرى الهلاك على الحى القيوم ، بينما يسرى على غيره . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴿٢٧﴾ الرحمن )
1 / 2 : ( وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿القصص: ٨٨﴾.
2 ـ جاء الهلاك وصفا للبشر ، في السياق التشريعى في الميراث ، قال جل وعلا : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿النساء: ١٧٦﴾ النساء )
3 ـ تكرر في موضوع ( الإهلاك ) للأمم السابقة ، ومنه قوله جل وعلا :
3 / 1 : ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿الأنعام: ٦﴾
3 / 2 :( ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ﴿الأنعام: ١٣١﴾
3 / 3 : ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ﴿الأنعام: ٤٧﴾
4 ـ جاء الهلاك عن الأنبياء والرسل شأن بقية البشر . قال جل وعلا :
4 / 1 : عن المسيحيين عابدى المسيح ومريم : ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿المائدة: ١٧﴾. ونفس المعنى ينطبق على المحمديين .
4 / 2 : عن ( محمد ) أمره الله جل وعلا أن يعلن : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّـهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٨﴾ الملك )
4 / 3 : وفى قصة يوسف قال أبناء يعقوب له : ( تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴿يوسف: ٨٥﴾.
4 / 4 : وفى قصة موسى :
4 / 4 / 1 : قال جل وعلا : ( وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ) ﴿١٥٥﴾ الأعراف )
4 / 4 / 2 : وقال الرجل المؤمن من آل فرعون عن يوسف يعظ قومه : ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ ﴿٣٤﴾ غافر )
رابعا : الموت
1 ـ الله جل وعلا وحده هو الحى الذى لا يموت . قال جل وعلا : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴿٥٨﴾ الفرقان ) وقال جل وعلا في خطاب لخاتم النبيين : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿الأنبياء: ٣٤﴾.
2 ـ وفى التسعينيات نشرنا مقالا فر جريدة الأحرار المصرية في تدبر قوله جل وعلا لخاتم النبيين : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ الزمر) . جاء فيه :
( كان النبي محمد حيا يسعى في نشر الدعوة بمكة حين نزل عليه قوله تعالي: ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ الزمر) ، أي كان حيا يرزق حين أخبره ربه تعالي بحتمية موته وموت خصومه الذين كانوا أحياء يناصبونه العداء . والمستفاد من الآية الكريمة تأكيد الموت بالنسبة للنبي وبالنسبة لخصومه المشركين وأن موعدهم يوم القيامة عند الله حين يختصمون لديه : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ الزمر ) . أي إن النبي سيموت ونفس الموت سيلحق بخصومه ، والموت يعني طلوع النفس إلي البرزخ وفناء الجسد وعودة عناصره إلي الأرض ، يقول تعالي ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ﴿٥٥﴾ طه ) .
ولكن التعبير القرآني يجعل تأكيد الموت بالنسبة للنبي أكثر منه بالنسبة لأعدائه المشركين ، ويبدو ذلك من التدبر في الآية الكريمة ، فالله تعالي يقول للنبي يخاطبه مباشرة : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ ) بينما يقول عن خصوم النبي بضمير الغيبة : ( وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) ، وضمير المخاطب في التأكيد أشد هنا من ضمير الغائب . وكأن الله تعالي حين يؤكد مسبقا علي موت النبي إنما يلمح إلي أنه سيأتي في عصور الخرافة من يدّعي أن النبي حي في قبره يمارس سلطات إلهية حيث تعرض عليه أعمال البشر ، ويرد السلام علي كل من صلي عليه وسلم ، لذلك كان تأكيد القرآن علي موت النبي . بل يأتي التأكيد علي موته أكثر من التأكيد علي موت خصومه ، وحتى لو افترضنا تساوي النبي وخصومه في استحقاق الموت فإن ذلك يضع أصحاب الخرافات في مأزق مع القرآن ، فإذا كانوا يزعمون أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء فإن القرآن يؤكد أن الموت هو فناء الجسد الإنساني للجميع من أنبياء وصالحين وغيرهم ، لأنها إعادة الجسد للتراب الذي جاء منه : ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ) والموت هو تحول عكسي لعملية الخلق وتلك سنة الله تعالي في الخلق والموت الذي يسري علي الجميع .
والذين يزعمون أن النبي حي في قبره يسيئون إليه دون أن يدروا ؛ إذ أنهم يحكمون عليه بأن يظل سجينا تحت الأرض في تلك الحفرة الضيقة التي يتخيلون أن النبي قد وضعوه فيها ويحكمون عليه أن يظل مسجونا فيها إلي يوم القيامة ، وتلك إساءة هائلة للنبي لا نرضاها له. والذين يزعمون أن النبي حي في قبره يسيئون إليه أيضا حين يتخيلونه تحت الأرض وهم فوقها ، أي يكون ــ بزعمهم ــ مسجي برأسه تحت الأرض ، وهم بأقدامهم فوقه.. إذن يضعون من شأنه الكريم بتلك الخرافة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .. وأولئك يسيئون إليه أيضا حين يزعمون أن الأرض لم تأكل جسده ، لأن من تكريم الله تعالي للإنسان أن علم الإنسان كيف يواري جثة الميت ، وسمي تلك الجثة " سوأة" أي يسوء النظر إليها والاقتراب منها والأفضل دفنها ، وبذلك تعلم قابيل أن يواري سوأة أخيه بعد أن قتله . وحين أراد الله معاقبة فرعون لأنه تطرف في الكفر والفساد حكم بأن تظل جثته أو بدنه عبرة فقال : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿٩٢﴾ يونس ) ، فالأرض لم تأكل جسد فرعون وليس ذلك تكريما لفرعون بل هو تحقير له . والذين يزعمون أن الأرض لم تأكل جسد النبي إنما يجعلونه في موضع لا يليق إلا بفرعون .. أعوذ بالله من الضلال ...!!
إننا حين نخرج بالنبي عن طبيعته البشرية فإننا نسيء إليه دون أن ندري .. نسيء إليه كإنسان وبشر ، ونسيء إليه كنبي صاحب رسالة تنهي عن تأليه البشر فتكون النتيجة أن يخدع الشيطان بعضنا فيبالغ في حب النبي إلي درجة الإساءة إليه في شخصه وفي دعوته . والعادة أن النبي له نوعان من الخصوم ، خصوم كرهوه في حياته واتهموه وكذّبوه وخصوم آخرون جاءوا بعد موته يبالغون في حبه إلي درجة التأليه والوقوع في الشرك . ويتفق الجميع في أنهم لم يتلفتوا إلي القرآن بل اتخذوه مهجورا ، لذا سيأتي النبي يوم القيامة يتبرأ منهم جميعا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان ) . إنتهى المقال .
3 ـ ونضيف في تدبر قوله جل وعلا : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ الزمر ) ، أن الله جل وعلا يحكم بالموت على خاتم النبيين وخصومه ، فالنبى ميت وخصومه ( أبو لهب وأبو جهل وعقبة بن معيط والوليد بن المغيرة ..الخ ) ميتون . هو نفس الموت له ولهم . بالتالى فإذا كانت أجسادهم قد تحولت الى جيف ( جمع جيفة ) وعظام نخرة ،فقد تحول جسد النبى الى جيفة . وإذا كانت جيفهم ( جمع جيفة ) قد تحولت الى تراب فكذلك تجولت ( جيفة النبى ) الى تراب وعظام نخرة . جئنا بكلمة ( جيفة ) عن عمد ، وهى حقيقة ، ولكنها تصفع عقول من في قلبه مرض .!
4 ـ الذى مات قد فنى وإنتهى وليس له وجود في عالمنا . تحولت نفسه الى موت في البرزخ ، وفنى جسده وتحول ترابا . يسرى هذا على كل من مات من آدم الى عصرنا ، كما يسرى على كل من سيموت الى آخر جيل من البشر . وفى القرآن الكريم آيات بالغة الروعة في أن الذى مات لا يرجع ، ولا نحسُّ به . نرجو تدبر قوله جل وعلا :
4 / 1 :( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴿٩٨﴾ مريم
4 / 2 : ( وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ الأنبياء )
4 / 3 : ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ يس)
4 / 4 : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ﴿٤﴾ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴿٥﴾ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾ الحاقة )
4 / 5 : وحتى الذين يُقتلون في سبيل ويصيرون أحياء في البرزخ فنحن لا نشعر بهم . قال جل وعلا : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ﴿١٥٤﴾ البقرة ).
5 ـ ومع هذا البيان القرآنى الواضح فلا يزال المحمديون عاكفين على قبور الموتى يطلبون المدد والشفاعات . كأنهم لم يقرأوا قوله جل وعلا عن الكافرين المشركين :
5 / 1 : ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴿٢٢﴾ النحل )
5 / 2 : وكأنهم لم يقرأوا قوله جل وعلا لخاتم النبيين : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴿١٩٥﴾ الأعراف )
أخيرا
هي تذكرة قرآنية للأحياء في عصرنا . قال جل وعلا عن كتابه العزيز : ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ﴿٦٩﴾ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧٠﴾ يس ).



المقال الخامس
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 5 ) : مشكلة البشرية في ( النبى الرسول ) لدى الكفار المشركين
آحمد صبحي منصور في الإثنين 27 يناير 2020
________________________________________

من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 5 )
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
مشكلة البشرية في ( النبى الرسول ) لدى الكفار المشركين
أولا : أساس المشكلة
1 ـ بموت محمد بن عبد الله رسول الله لم يعد موجودا بشخصه في عالمنا وحياتنا ، شأن كل من مات ويستحيل ان يعود الى هذه الحياة الدنيا ، من آدم الى آخر فرد رؤى حيا ثم مات . هذه الحقيقة يرفضها من يعبد الموتى من المحمديين والمسيحيين والبوذيين والأيزيديين والبهائيين ..الخ . هم لا يعتبرون أولئك بشرا إذا مات أحدهم إستحال عليه الرجوع ، بل يؤمنون بحياتهم الأزلية ، ليس مجرد حياة ولكن أحياء يتحكمون في هذه الحياة الدنيا .
هم يؤمنون بالله جل وعلا ولكن يؤمنون بآلهة معه ، يجعلونها شريكة لرب العزة الذى لا يُشرك في حكمه أحدا :( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ الكهف ).
2 ـ هم في تعاملهم مع النبى يرونه بشرا مثلهم ( يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ، يأكل الطعام ويمشى في الأ سواق ) فكيف يتميز عنهم بالنبوة والوحى الالهى ؟ هم يرون النبى في مخيلتهم إلاها أو به مسحة إلاهية يتميّز بها عليهم ، كأن يأتي اليهم في موكب من الملائكة . يرفضون الرسالة الإلهية و ( النبوة ) لأنها نزلت على بشر مثلهم .
3 ـ والملأ من كبار المجرمين يرفضون أن يكون من هو ( أقل منهم مكانة ) هو الرسول المُختار من رب العالمين ، ويستخدمون نفوذهم وسُلطتهم في التآمر والمكر ، وينقلب ضدهم مكرهم ، قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الأنعام ) . بهذا أهلك الله جل وعلا الأمم السابقة ، وأنجى النبى والمؤمنين ، وتدور الأيام والسنون ويزحف الشرك الى القلوب يتطرف في حُبّ النبى ـ الذى كان ـ الى درجة تأليهه وتأليه أصحابه ، ويستلزم الأمر مبعث نبى جديد يكرّر ما قاله النبى الذى كان ، وهكذا ، الى أن نزلت الرسالة الخاتمة على خاتم النبيين فرفضه قومه لأنه ( بشر ) مثلهم ، وكرروا مقالات الكفار السابقين ، هو يؤكّد أنه ( بشر) وهم يرفضونه لأنه ( بشر ) ويمكرون به . وحاق بهم مكرهم . ثم ما لبث أن تسلل الكفر الى الأجيال اللاحقة فتحول النبى محمد في قلوبهم الى إله يتحكم في العالم بعد موته ، متخذا عاصمة حكمه في قبر يقومون بالحج اليه والتوسل به ، ثم يوم القيامة جعلوه الشفيع في الناس الذى لا مبدل لحكمه .
ثانيا : إعتراض الكافرين السابقين على الأنبياء لأنهم بشر :
1 ـ عموما قال جل وعلا :
1 / 1 :( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّـهُ بَشَرًا رَّسُولًا ﴿الإسراء: ٩٤﴾. هنا أسلوب قصر ، يعنى أن المانع الوحيد في إتباعهم الهدى أو ان الله جل وعلا بعث بشرا رسولا .
1 / 2 : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا ۚ وَّاسْتَغْنَى اللَّـهُ ۚ وَاللَّـهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿٦﴾ التغابن ). أي كل الكافرون في الأمم السابقة قالوا نفس الإعتراض إستكبارا : ( أبشر يهدوننا ) وكفروا .
2 ـ ورغم إختلاف الزمان والمكان فقد دار نفس الحوار بين كل نبى وقومه الكافرين ، وأتى به رب العزة في صورة موحدة ، قال الرسل كذا وقال الأقوام كذا . نقرأ قوله جل وعلا : ( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿ 10 ) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿ابراهيم: ١١﴾ . كل الأقوام قالوا للرسل : ( إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿ 10 )) وكل الرسل ردوا فقالوا : ( إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿ابراهيم: ١١﴾.
3 ـ وأورد رب العزة جل وعلا أمثلة من السابقين :
3 / 1 : الملأ السادة من قوم نوح قالوا عن نوح :( مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿المؤمنون: ٢٤﴾. في نظرهم هو بشر مثلهم ويريد ان يتفضّل عليهم بزعم النبوة ، وهم يؤمنون بالله جل وعلا ولكن يرون أن الله جل وعلا لو شاء أن يرسل رسولا لأرسل ملائكة وليس بشرا مثلهم ، وأنهم ما سمعوا هذا في تاريخهم من قبل .
3 / 2 : الملأ السادة المترفون من قوم عاد ، قالوا لقومهم عن النبى ( هود ) : ( مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴿ ٣٣﴾ المؤمنون ) وحذّروهم بالخسران إذا إتبعوا بشرا مثلهم : ( وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ ﴿المؤمنون: ٣٤﴾
3 / 3 : قوم ثمود قالوا للنبى صالح: ( مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿الشعراء: ١٥٤﴾
3 / 4 : قوم مدين قالوا للنبى شعيب: ( وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿الشعراء: ١٨٦﴾
3 / 5 : قال جل وعلا : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ يس ). هنا قرية تؤمن بالرحمن جل وعلا ولكن كذّبت بثلاثة من الرسل وقالوا لهم: ( مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ )
3 / 6 : كان لقوم فرعون سبب إضافى مع بشرية موسى وهارون، هو أن بنى إسرائيل كانوا خاضعين وعابدين للفرعون وقومه : ( فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴿المؤمنون: ٤٧﴾
ثانيا : إعتراض كفار العرب على خاتم النبيين لأنه بشر :
1 ـ دعا إبراهيم عليه السلام ــ وهو يرفع قواعد البيت ــ أن يرسل في ذرية إبنه إسماعيل رسولا ( منهم ) : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾ البقرة ). وإستجاب الرحمن جل وعلا فبعث محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رسولا ( منهم ): ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢﴾ الجمعة ) . ( منهم ) أي عربيا مثلهم ، ولكن إختاره الرحمن جل وعلا ليكون رسولا ( منهم )
2 ـ وأمره ربه جل وعلا أن يعلن أنه بشر ( مثلهم ) ولكن قد أوحى الله جل وعلا اليه :
2 / 1 : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَامَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴿١١٠﴾ الكهف )
2 / 2 : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ﴿٦﴾ فصلت ) . ( مثلهم ) أي هو مثلهم في طبيعته البشرية وعجزه البشرى ، ليس فوق مستوى البشر ، غاية ما هنالك أن الله جل وعلا إختاره من بينهم رسولا .
3 ـ مثل الكفار السابقين:
3 / 1 : ( إعترض ) العرب ورفضوا أن يكون الرسول بشرا ( مثلهم )، قالوا : ( هَلْ هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿الأنبياء: ٣﴾
3 / 2 : ( تعجّب ) العرب أن يكون النبى بشرا ( منهم ) :
3 / 2 / 1 : ( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴿١﴾ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٢﴾ ق )
3 / 2 / 2 :( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ﴿٢﴾ يونس )
3 / 2 / 3 :( وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤﴾ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ ص )
4 : الحسد والتكبر هو الدافع لهذا .
4 / 1 : فالملأ من السادة يرفضون أن يختار الله جل وعلا رسولا من غيرهم يتميّز عليهم . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الأنعام )
4 / 2 : وقالها قوم ثمود من قبل : لماذا إختار الله جل وعلا صالحا بالذات من بينهم ؟ وهل يصحُّ أن يتبعوا فردا من البشر من بينهم : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٢٤﴾ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴿٢٥﴾ القمر )
4 / 3 ـ وتكرر نفس الأمر في عصر النبى محمد عليه السلام .
4 / 3 / 1 : قالوا مقالة الملأ من قوم نوح ( وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾ ص )
4 / 3 / 2 ـ وقالوا نفس مقالة ثمود : ( أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾ ص )
4 / 3 / 3 : وأتوا بجديد ن إذ نظروا الى النبى محمد فلم يروه عظيما بمعيار العظمة عندهم ، فقالوا : ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ الزخرف ) وجاء الردُّ من رب العزة ، فالعظمة المبنية على المال فقط ليست عظمة ، لأن الله جل وعلا هو الذى يقسّم الأرزاق إختبارا للناس ، وهو جل وعلا الذى يختار الأنبياء من صفوة الخلق . قال جل وعلا : ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٣٢﴾ الزخرف ).
4 / 3 / 4 : هذا الحقد وذاك الحسد وصل الى كثير من أهل الكتاب الذين كانوا يعرفون القرآن الكريم كما يعرفون أبناءهم ، ولكن كفروا حسدا . قال جل وعلا :
4 / 3 / 4 / 1 :( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿البقرة: ١٠٩﴾
4 / 3 / 4 / 2 : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٥٤﴾.


________________________________________

التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة سعيد علي في الثلاثاء 28 يناير 2020
[91780]
________________________________________
محمد خاتم النبيين عليه السلام .
________________________________________
عليه و على أنبياء الله جل و علا السلام هم المصطفين من البشر لإبلاغ رسالة الله جل و علا .. الله جل و علا هو الحي الذي لا يموت و هو المعبود لا شريك له سبحانه هو مالك يوم الدين و هو الشفيع جل و علا .
الإيمان بالله وحدة لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير أرسل الرسل بعضهم في بيئة طاهرة و بعضهم في بيئة غلب عليها الشرك فإبراهيم عليه السلام فتى باحث عن الحقيقة و هارون عليه السلام لم يكن نبيا إلا بعد دعوة أخيه موسى عليهما السلام ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) و عيسى عليه السلام معجزة بشرية في ولادته و علمه و قبله يوسف الصديق عليه السلام منذ أن ألقوه إخوته في الجب و منذ الرؤياء التي قصها على والده يعقوب عليه السلام و بقية الرسل و الأنبياء عليهم السلام بشرا لم يتميزوا عن البشر إلا بالوحي.
محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء عليهم السلام أكمل رسالة الله عز و جل في بيئة غلب عليها الشرك و الكفر و النفاق و الجهل و لم تخلو من علماء بني إسرائيل و النصارى فكان بالقران الكريم المجادل بالتي هي أحسن و المفكر الصابر و الحريص على هداية قومه و ما إن أنتهى البلاغ توفاه الله جل و علا و قد أدى الأمانة و نصح الأمة فسلام عليه و سلام على من اتبع رسالته بالحق .

2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الأربعاء 29 يناير 2020
[91781]
________________________________________
شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول :
________________________________________
نحن الذين ندافع عنه عليه السلام حين نؤكد بشريته وموته ومساءلته يوم القيامة. نحن الذين نتبع القرآن الحكيم الذى كان يتبعه ويؤذى بسببه. نرجو ان يجعلنا ربنا جل وعلا فى معية الأنبياء والصديقين والشهداء والصلحين وحسُن أولئك رفيقا.

المقال السادس

الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 6) : تعاملهم مع النبى البشر في حياته
آحمد صبحي منصور في الأربعاء 29 يناير 2020
________________________________________


من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 6) : تعاملهم مع النبى البشر في حياته
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
تعاملهم مع النبى البشر في حياته
أولا : إتفاق المؤمنين والكافرين في مناداة النبى بإسمه
1 ـ الويل لك لو خاطبت المرشد العام للجمهورية ( الإسلامية ) في ايران بإسمه وقلت له : يا ( على بن جواد ) ، فأين ( آية الله وروح الله ) ؟ ، الويل لك لو قلت لشيخ الأزهر : يا أحمد الطيب ، كيف تخاطب ( الإمام الأكبر ) بإسمه الشخصى ؟ ، حتى الشيخ الأزهرى العادى الذى يرتدى الزى الأزهرى الكهنوتى ، لا يمكن أن تناديه بإسمه ( يا فلان ) . لا بد أن تقول له : ( يا فضيلة الشيخ ) . هل يمكن ان تقول للقرضاوى ( يا يوسف ) أو للسيستانى ( يا على ) . نفس الحال في خطاب أرباب الكهنوت المسيحى بكل درجاته من القسيس الى البابا ، لا يمكن أن تخاطب أحدهم بإسمه المكتوب في شهادة ميلاده . هل تتصور قبطيا ينادى البابا شنودة الثالث قائلا : ( يا نظير جيد روفائيل ) أو يخاطب البابا الحالي تواضروس الثانى، بإسمه الأصلى : ( وجيه صبحى باقى سليمان ) ؟ يستحيل أن تخاطب القسيس العادى بإسمه بدلا من ( ابونا ) لا بد للكهنوت من ألقاب مقدسة تسمو بهم فوق عموم الناس الذين يؤلهونهم ويقدسونهم .
2 ـ الكافرون في الأُمم السابقة كان لهم كهنوت أيضا ، ولكن كانوا أكثر صراحة فجعلوهم آلهة . ولأنهم إعتبروا الأنبياء بشرا مثلهم فقد كانوا ينادوا النبى الرسول بالتحقير وبالاتهامات بالسحر والجنون ، وأحيانا كانوا ينادونه بإسمه المجرد . ونعطى أمثلة :
2 / 1 : قوم نوح :
2 / 1 / 1 : ( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا ﴿٣٢﴾ هود )
2 / 1 / 2 : ( قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴿١١٦﴾ الشعراء )
2 / 2 : قوم عاد : ( قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٥٣﴾ هود )
2 / 2 : قوم ثمود:
2 / 2 / 1 :( فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧٧﴾ الأعراف )
2 / 2 / 2 : ( قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٦٢﴾ هود )
2 / 3 : قوم إبراهيم : ( قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ الأنبياء )
2 / 4 : قوم لوط : ( قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴿١٦٧﴾ الشعراء )
2 / 5 : قوم مدين :
2 / 5 / 1 : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴿هود: ٨٧﴾
2 / 5 / 2 :( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴿هود: ٩١﴾
2 / 5 / 3 : ( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿الأعراف: ٨٨﴾
3 ـ ليس لدى المؤمنين كهنوت . والنبى الرسول هو الذى يبلغ الرسالة مع كونه بشرا منهم ومثلهم . لذا كانوا يخاطبون النبى في حياته بإسمه المجرد . مثلا :
3 / 1 : النبى موسى كان قومه ينادونه بإسمه موسى ، لم يقولوا : يا سيدنا موسى.!!:
3 / 1 / 1 : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ) 61 ) البقرة )
3 / 1 / 2 : ( قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿المائدة: ٢٢﴾
3 / 1 / 3 : ( قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿المائدة: ٢٤﴾
3 / 1 / 4 : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّـهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿٥٥﴾ البقرة )
3 / 1 / 5 : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿١٣٨﴾ الأعراف )
3 / 2 : نفس الحال مع عيسى . كان يناديه أتباع الحواريون بإسمه المجرد : ( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١١٢﴾ المائدة )
ثانيا : تعامل المؤمنين مع النبى محمد في حياته
في أوائل إستقرار المؤمنين في المدينة وتكوين أول مجتمع مسلم نزلت سورة ( النور ) تشرّع زى المرأة وحُرمة الأعراض وتجريم قذف المحصنات وعقوبة الزنا .
1 ـ ونزلت فيها تشريعات إجتماعية مثل الإستئذان .قال جل وعلا :
1 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٢٨﴾ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴿٢٩﴾النور)
1 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٨﴾ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٩﴾ النور )
2 ـ وتشريعات في الضيافة . قال جل وعلا : ( لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦١﴾ ) كلها كانت تشريعات حضارية لا معرفة للعرب بها من قبل .
3 : خالف هذه التشريعات الحضارية بعض المؤمنين فكان يدخل بيوت النبى بلا إستئذان ، فنزل قوله جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّـهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّـهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمًا ﴿٥٣﴾ الأحزاب )
4 ـ كان حال الأعراب أسوأ . يبدو أنه لم تصل هذه التشريعات ، فجاء وفد منهم ينادونه عليه السلام بهمجية ويرفعون أصواتهم فوق صوته يجهرون له بالقول ، فنزل قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٢﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ الحجرات ).
5 / 1 ـ في مكة نزل توصيف للمجتمع الاسلامى ، ومنه الصلاة والزكاة المالية والشورى . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٨﴾ الشورى )، الشورى أو :( الديمقراطية المباشرة ) هى فريضة إسلامية دينية لأنها تحول دون وجود ملأ يتحكم في السلطة أو حاكم مستبد ، وقد فصلنا هذا في كتاب منشور هنا عن الشورى.
5 / 2 : فى بداية تكون المجتمع المسلم في المدينة كان يُنادى باسم الرسول على عقد مجلس الشورى للناس جميعا . وكان هناك تهاون في حضور مجالس الشورى بعد النداء . التجمع هنا يعنى في عصرنا ( جمعية عمومية ) طبقا للديمقراطية المباشرة التي تُساوى بين المواطنين جميعا مؤمنين ومنافقين . نظرا لخطورة هذا التهاون في حضور مجالس الشورى نزل التنبيه والتحذير في قوله جل وعلا : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٦٢﴾ لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّـهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٦٣﴾ النور )
5 / 3 في مجالس الشورى هذه كانت تتجلى الشخصية البشرية للنبى محمد الذى كان ينزل عليه الوحى ومع ذلك كان مأمورا بالشورى ، وأنه يستمد سلطته ليس من الوحى الالهى كما يزعم المستبدون الفراعنة ، ولكن من الأمّة ( مصدر السلطات )، ولو إنفضّوا عنه لضاعت سلطته . قال له ربه جل وعلا (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴿١٥٩﴾ آل عمران )
5 / 4 : ـ المنافقون كانوا الملأ المتحكم في يثرب قبل الهجرة . بالهجرة حدث تحوّل جذرى على حساب مكانتهم ، كان منه الشورى أو الديمقراطية المباشرة التي توزع النفوذ السياسى بين أهل المدينة جميعا ، والتي كان فيها النبى محمد عليه السلام يستمع الى الجميع ، أو يعطى ( أُذُنه ) للجميع . في غضب المنافقين على الوضع الجديد :
5 / 4 / 1 : إتهموا النبى بأنه ( أُذُن ) وتحمل عليه السلام الإتّهام ، ودافع عه رب العزة فقال : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٦١﴾التوبة )
5 / 4 / 2 : قاموا بالتشويش على مجالس الشورى بإبتداع مجالس للنميمة يتناجون فيها فيما بينهم . ونزلت في ذلك آيات كريمة منها قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾ المجادلة ).
6 ـ مع التأكيد على بشريته فقد كانت له ولأزواجه تشريعات خاصة بزمانها ومكانها لأنها تخصُّ بشرا سيلحقه الموت وبالتالي فلا تسرى هذه التشريعات بعد موته وموت أزواجه . جاءت هذه التشريعات في سورة الأحزاب : ( 6 ، 28 : 34 ، 50 : 53 ) . ________________________________________

التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة عمر على محمد في الخميس 30 يناير 2020
[91784]
________________________________________
غص الصوت
________________________________________
نفعنا الله بعلمك يا دكتور احمد ، وما اسهل دخول كلماتك للقلب .
موضوعك ذكرني بصديق اخبرني يوما ان خطيب المسجد في قريته غضب من احد المصلين لانه خاطبة " يا حج " . وحدثت بينهم مشكلة وكان رد الخطيب بانه دكتور جامعي وعقيد متقاعد من الجيش فكيف يخاطبة " يا حج
استوقفتني الايات التالية
قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٢﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ.
1- الملاحظ في الاية الاولى جاء الامر بعدم رفع الصوت عند النبي وفي الاية الثانية جاء الامر بغض الصوت عند رسول الله ،فالاولى الامر بعدم رفع الصوت عند النبي محمد البشر وفي الثانية غض الصوت عند رسول الله وهو القرأن فالاية الاولى خطاب للمؤمنين في حياة محمد النبي والثانية خطاب لكل مؤمن بعد النبي ويسمع القران الكريم رسول الله مصداقا لقوله تعالى "واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون" . وجعله الله امتحان لنا جزاءة المغفرة ..من المؤلم سماع حفلات التجويد والمستمعون يصرخون " الله الله " " يا حبيب النبي " .."وغيرها من العبارات بالرغم من انك قد تسمع القاريء يتلو قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ
-"أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" دليل على بطلان حديث " انما الاعمال بالنيات " .
3-"إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" .. اكثرهم لا يعقلون يعني ليس كلهم جميعا..

2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الخميس 30 يناير 2020
[91785]
________________________________________
إجتهاد رائع استاذ عمر .. أكرمك الله جل وعلا
وهذا يؤكد على أهمية أن تنشر مقالات كثيرة لنستفيد بإجتهادك .









المقال السابع
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 7) : إستهزاؤهم بالنبى البشر في حياته
آحمد صبحي منصور في الجمعة 31 يناير 2020
________________________________________

من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 7) :
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
إستهزاؤهم بالنبى البشر في حياته
مقدمة
1 ـ المؤمنون بالرسول يعرفون أنه بشر مثل بقية البشر في الإحتياج للخالق جل وعلا ، وأن الله جل وعلا إختاره وإصطفاه لتبليغ الرسالة ، وهو جل وعلا أعلم حيث يجعل رسالاته ، لذا فالمؤمنون بالرسول يحترمونه ويطيعونه ـ في حياته ـ فيما يبلغه عن ربه . وبعد موته يظل الكتاب الإلهى هو الرسول ، وطالما ظل الكتاب موجودا تُتلى آياته فالرسول قائم موجود بيننا ، وهذا هو الإعتصام بالله جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾ آل عمران )
2 ـ الكافرون ــ خصوصا الملأ منهم ـ يرفضون النبى لأنه بشر، ويكرهون أن يتميز هذا البشر عنهم بأن يكون مختارا من الله جل وعلا ، ويرون أنفسهم الأحق منه بهذا . قال جل وعلا : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ ۘ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾ الانعام ) . هذا الحقد على النبى البشر يتحول عندهم الى إستهزاء بهذا الذى إصطفاه الله جل وعلا نبيا رسولا .
3 ـ ونعطى بعض تفصيل .
أولا : الإستهزاء بالرسل ــ عليهم السلام ــ في الأمم السابقة :
1 ـ عن عموم الإستهزاء بالأنبياء في الأمم السابقة قال جل وعلا :
1 / 1 :( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿يس: ٣٠﴾
1 / 2 : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٠﴾ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿الحجر: ١١﴾
1 / 3 : ( وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ ﴿٦﴾ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٧﴾ ﴿الزخرف ).
2 ـ وعن عاقبة إستهزائهم قال جل وعلا :
2 / 1 : (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿الزمر: ٤٨﴾
2 / 2 ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿غافر: ٨٣﴾.
3 ـ وجاءت أمثلة تفصيلية في قصص بعض الأنبياء .
3 / 1 : قوم نوح كانوا يسخرون منه وهو يصنع السفينة . قال جل وعلا : ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿٣٨﴾ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٣٩﴾ هود ).
3 / 2 : قوم مدين قالوا لنبيهم شعيب ساخرين : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴿٨٧﴾ هود )
3 / 3 : قوم فرعون بالطبيعة المصرية الساخرة :
3 / 3 / 1 : ضحكوا سخرية من آيات موسى . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴿الزخرف: ٤٧﴾
3 / 3 / 2 : عقد فرعون مؤتمرا للسخرية من موسى . قال جل وعلا : ( وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴿٥٣﴾ الزخرف).
4 ـ وبينما إصطفى الله جل وعلا رسله من خيرة البشر وأفضلهم عقلا وعلما وخُلقا فإن الكافرين إتهموهم بالجنون
4 / 1 : قوم نوح قالوا عنه : ( مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴿القمر: ٩﴾
4 / 2 : فرعون تندر على موسى وإتهمه بالجنون :
4 / 2 / 1 :( قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿الشعراء: ٢٧﴾
4 / 2 / 2 : ( فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿الذاريات: ٣٩﴾
4 ـ وعموما قال جل وعلا لخاتم النبيين : ( كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿الذاريات: ٥٢﴾.
ثانيا : إستهزاؤهم بالنبى محمد عليه السلام
1 ـ تناولوه عليه السلام بالسخرية والإستهزاء . لذا نزلت آيات تؤكد لهم عقاب السابقين حين إستهزأوا برسلهم . قال جل وعلا للنبى محمد :
1 / 1 :( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾ الأنبياء )
1 / 2 : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿الرعد: ٣٢﴾
2 ـ وأمرهم جل وعلا بالسير في الأرض ليروا مصير المستهزئين السابقين. قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١٠﴾ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿١١﴾ الانعام )
2 / 2 : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٩﴾ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١٠﴾ الروم )
2 / 3 : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٨٣﴾ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿٨٤﴾ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿٨٥﴾ غافر )
2 / 4 : وقال لهم جل وعلا عن قوم عاد : ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٢٦﴾ الاحقاف )
3 ـ وحاق العقاب بالمستهزئين العرب . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴿الحجر: ٩٥﴾.
ثالثا : أنواع من الإستهزاء الشخصى الذى تعرض له خاتم النبيين عليهم السلام :
1 : بالتندر عليه في الطريق . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦﴾ الأنبياء )
1 / 2 ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّـهُ رَسُولًا ﴿٤١ ﴾ الفرقان )
2 : بوصفه بالجنون بسبب تبليغه القرآن الكريم وهو ( نعمة الرحمن ). ذكر الله جل وعلا هذا في الآيات التالية :
2 / 1 :( فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴿الطور: ٢٩﴾
2 / 2 : ( مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿القلم: ٢﴾
2 / 3 : ( وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿القلم: ٥١﴾
2 / 4 : ( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴿الصافات: ٣٦﴾
2 / 5 : ( ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿الدخان: ١٤﴾
3 ـ طلب إنزال ملائكة بديلا عن القرآن الكريم :
3 / 1 : نادوه ساخرين : ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴿ الحجر : ٦﴾ . وطلبوا إنزال ملائكة : ( لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧﴾ الحجر ) وجاءهم الرد أن الملائكة حين تنزل عند الموت ويوم القيامة فلا مجال للإنتظار :( مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُّنظَرِينَ ﴿٨﴾ ثم قال جل وعلا عن القرآن الكريم ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾ الحجر ) ثم إشارة الى إستهزاء السابقين :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٠﴾ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١١﴾ الحجر )
3 / 2 : وردا على طلبهم إنزال ملائكة تكرر معنى نزول الملائكة بالعذاب يوم القيامة، قال جل وعلا :
3 / 2 / 1 : ( وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ﴿٨﴾ الحجر ) أي إن الملائكة حين تنزل عند الموت ويوم القيامة فلا مجال للإنتظار :
3 / 2 / 2 :(وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿الفرقان: ٢١﴾ بعدها : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ﴿ ٢٢﴾ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴿٢٤﴾ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ الفرقان ).
3 / 2 / 3 : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿الأنعام: ١٥٨﴾
3 / 3 : ولو أنزل الله جل وعلا عليهم ملكا لجعله متجسدا في هيئة رجل مثلهم يرتدى نفس ملابسهم ، لا فارق بينه وبين محمد البشرى. قال جل وعلا : ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ ﴿٩﴾ الانعام ).
3 / 4 : وهى عادة سيئة في الأمم السابقة ، وحاق بهم إستهزاؤهم . قال جل وعلا : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّـهُ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٣٣﴾ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٤﴾ النحل)
4 ـ طلب إنزال ملك وآيات أخرى
4 / 1 : ملك وكنز وحدائق : فى معرض الاستهزاء كبشر يأكل الطعام ويمشى في الأسواق طلبوا إنزال ملك من الملائكة ، وان تكون له ثروة تغنيه عن الأسواق : ( وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴿٧﴾ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ) ﴿٨﴾ الفرقان )
4 / 2 : طلبهم مجموعات متنوعة من الآيات . قال جل وعلا : ( وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا ﴿٩٠﴾ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴿٩١﴾ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ﴿٩٢﴾ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ)
وجاء الرد : ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ﴿٩٣﴾ الاسراء )
ثم تقرير هذه الحقيقة : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّـهُ بَشَرًا رَّسُولًا ﴿٩٤﴾ الاسراء ) .
والرد عليهم أنه لو كان في الأرض ملائكة يعيشون بنفس سرعة الاهتزاز لدى البشر لأنزل الله جل وعلا عليهم ملكا مثلهم : ( قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا ﴿٩٥﴾ الاسراء )
5 ـ وأوضح رب العزة أنه لا فائدة من إنزال آية حسية لأن مبعث طلبهم هو السخرية ، لذا مستحيل أن يهتدوا .
5 / 1 :ردا على طلبهم إنزال كتاب من السماء قال جل وعلا : ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾ الانعام ) أي لو نزل لهم كتاب من السماء ولمسوه بأيديهم لقالوا إنه سحر .
5 / 2 : ولو أصعدهم الرحمن الى السماء فلن يؤمنوا : ( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴿١٤﴾ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ﴿١٥﴾ الحجر )
5 / 3 : ولو جاءتهم كل الآيات فلن يؤمنوا بمشيئتهم ، لن يؤمنوا إلا إذا ارغمتهم مشيئة الرحمن . قال جل وعلا : ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿الأنعام: ١١١﴾
5 / 4 : وهذا ما حدث في الأمم السابقة .
5 / 4 / 1 : قال جل وعلا عن العرب وإستهزائهم بالقرآن الكريم وبالنبى محمد عليه السلام : ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ الأنبياء ) بعدها قال جل وعلا عن الأمم السابقة : ( مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ الأنبياء )
5 / 4 / 2 : وعن السبب في منع نزول الآيات الحسية قال جل وعلا يذكّر بقوم ثمود وعقرهم الناقة التي كانت آية لهم : ( وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾ ) الاسراء )
رابعا : الاستهزاء بالكتاب الإلهى
1 ـ كانوا يعقدون مجالس للإستهزاء بالقرآن الكريم ونزل تحريم حضورها . قال جل وعلا للنبى محمد : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٦٨﴾ الانعام ) وإستمر بعض المؤمنين في حضور هذه المجالس فنزل قوله جل وعلا يذكرهم بالنهى السابق : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴿النساء: ١٤٠﴾
2 ـ وكانوا إذا وُعظوا بالقرآن يسخرون . قال جل وعلا : ( بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ﴿١٤﴾ الصافات )
3 ـ وسار المنافقون في نفس الطريق . قال جل وعلا :
3 / ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّـهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٦٦﴾ التوبة ) .
خامسا : المنافقون والاستهزاء بالمؤمنين
1 ـ كانوا من قبل الملأ والسادة ، وبعد الهجرة ظلوا الأكثر أموالا وأولادا . لكونهم الطبقة الأكثر ثراءا فقد كانوا يسخرون بالفقراء المؤمنين الذين يتطوعون بالمال للمجهود الحربى الدفاعى . قال جل وعلا : ) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّـهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٩﴾ التوبة )
2 ـ وكانوا في مجالسهم الخاصة يعبرون عن مشاعرهم الحقيقية . قال جل وعلا : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿ ١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿البقرة: ١٥﴾.
3 ـ ونزل تحريم سخرية المؤمن بالمؤمن . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿١١﴾ الحجرات ) .
أخيرا : جزاء المستهزئين في جهنم
1 ـ في مقارنة بينهم وبين المؤمنين المتقين يوم القيامة قال جل وعلا : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ) ﴿٢١٢﴾ البقرة )
2 ـ وتوعدهم رب العزة جل وعلا بالعذاب . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿الأنعام: ٥﴾
2 / 2 :( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿هود: ٨﴾
2 / 3 : ( وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴿٣٢﴾وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٣﴾ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٣٤﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴿٣٥﴾ الجاثية ).
3 : وعن عذابهم قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤٨﴾ الزمر )
3 / 2 : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿١٠٥﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿١٠٦﴾ الكهف )
4 ـ وعن الذين كانوا يضحكون مستهزئين . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴿٢٩﴾ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴿٣٠﴾ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴿٣١﴾ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴿٣٢﴾ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ﴿٣٣﴾ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤﴾عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥﴾ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾المطففين )
4 / 2 : ( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١٠٩﴾ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿المؤمنون: ١١٠﴾
4 / 3 : ( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿التوبة: ٨٢﴾.
ا

التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة هشام سعيدي في الجمعة 31 يناير 2020
[91791]
________________________________________
________________________________________

3 / 3 : ولو أنزل الله جل وعلا عليهم ملكا لجعله متجسدا في هيئة رجل مثلهم يرتدى نفس ملابسهم ، لا فارق بينه وبين محمد البشرى. قال جل وعلا : ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ ﴿٩﴾ الانعام ).

اي التبس عليهم أمرُه، فلم يدروا أملك هو أمْ إنسيّ
لَبَست عليهم الأمر أَلْبِسُه لَبْسًا "، إذا خلطته عليهم

2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في السبت 01 فبراير 2020
[91792]
________________________________________
شكرا أخى د هشام ، وكل عام وأنتم بخير ، واقول :
________________________________________

بعون الرحمن جل وعلا سيأتى تفصيل فى باب ( القاموس القرآنى ) عن لباس وثياب .
والله جل وعلا هو المستعان.


المقال الثامن

الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 8) : عبادة الأسماء لدى الكفار المشركين
آحمد صبحي منصور في الأحد 02 فبراير 2020
________________________________________

من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 8) : عبادة الأسماء لدى الكفار المشركين
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
أولا :
1 ـ لو وقف شخص في ميدان عام ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا عبد الله بن عثمان ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا أبا بكر الصديق ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لأبى بكر الصديق هو ( عبد الله بن عثمان ). أكثر من بليون من المحمديين يقدسون إسم أبى بكر الصديق . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
2 ـلو وقف شخص في ميدان عام ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا على بن عبد مناف ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا على بن أبى طالب ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لعلى بن أبى طالب هو ( على بن عبد مناف ). أكثر من بليون من المحمديين يقدسون إسم على بن أبى طالب . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
3 ـ لو وقف شخص في مسجد سُنّى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا أحمد بن محمد ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا أحمد بن حنبل ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لابن حنبل هو ( أحمد بن محمد ). مئات الملايين من المحمديين يقدسون إسم أحمد بن حنبل . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
4 ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا أبا حامد الغزالى ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لأبى حامد الغزالى هو (محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ). مئات الملايين من المحمديين يقدسون إسم أبى حامد الغزالى . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
5ـ لو وقف شخص في مسجد سلفى سُنّى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا إبن تيمية ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لإبن تيمية هو ( أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ). مئات الملايين من المحمديين يقدسون إسم إبن تيمية . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
6 ـ لو وقف شخص في مسجد سلفى سُنّى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا محمد إبن أبي بكر بن أيوب ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا إبن القيم الجوزية ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لإبن القيم الجوزية هو ( محمد بن أبي بكر بن أيوب ). مئات الملايين من المحمديين يقدسون إسم إبن القيّم . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
7 ـ ـ لو وقف شخص في مسجد سلفى سُنّى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا إسماعيل بن عمر ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا إبن كثير ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لإبن كثير هو ( إسماعيل بن عمر ). مئات الملايين من المحمديين يقدسون إسم إبن كثير . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
8 ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى شاذلى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا علي إبن عبد الله بن عبد الجبار ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا أبا الحسن الشاذلى ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى للشاذلى هو ( علي بن عبد الله بن عبد الجبار ). عشرات الملايين من المحمديين يقدسون إسم أبى الحسن الشاذلى . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
9 ـ لو وقف شخص في مدينة الإسكندرية أو في أي مسجد صوفى شاذلى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا أحمد بن حسن بن علي ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا أبا العباس المُرسى ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لأبى العباس المُرسى هو ( أحمد بن حسن بن علي ). عشرات الملايين من المحمديين يقدسون إسم أبى العباس المُرسى أو ( المرسى أبو العباس ) كما يقول أهل الإسكندرية . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
10 ـ لو وقف شخص في مدينة طنطا المصرية أو في أي مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا أحمد بن علي بن يحيى ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا سيد يا بدوى) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى للسيد البدوى هو ( أحمد ابن علي بن يحيى ). عشرات الملايين من المحمديين يقدسون إسم ( السيد البدوى ) . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
11 ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا أحمد إبن علي ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا أحمد الرفاعى ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لأحمد الرفاعى هو ( أحمد بن علي ). عشرات الملايين من المحمديين يقدسون إسم ( أحمد الرفاعى ) . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
12 ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا عبد القادر إبن موسى ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا عبد القادر الجيلانى) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لعبد القادر الجيلانى هو ( عبد القادر بن موسى ). عشرات الملايين من المحمديين يقدسون إسم ( عبد القادر الجيلانى ) . يقدسون مجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
13ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا إبراهيم الدسوقى ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لإبراهيم الدسوقى هو ( إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد ). عشرات الملايين من المحمديين يقدسون إسم ( إبراهيم الدسوقى ) . يقدسونمجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
14 : لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائلا : ( لعنك الله يا أحمد بن محمد بن عبد الكريم ) ما إلتفت اليه أحد . ولكن لو قال : ( لعنك الله يا إبن عطاء السكندرى ) فربما تعرض للقتل . هذا مع إن الإسم الحقيقى لإبن عطاء هو ( أحمد بن محمد بن عبد الكريم ). عشرات الملايين من المحمديين يقدسون إسم ( إبن عطاء السكندرى ) . يقدسونمجرد الإسم المصنوع ولا يعرفون شيئا عن الإسم الحقيقى ، ولا يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية .
ثانيا ـ
ليس فقط الأسماء المصنوعة المعبودة المقدسة ولكن أيضا مقدسات أخرى من الصفات والمصطلحات التي تمت صياغتها وتمت نسبتها لأشخاص ماتوا دون أن يعرفوا شيئا عنها ، وليس لها أصل في الإسلام ولا في القرآن . مثلا :
1 : ( الخلفاء الراشدون ): هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ، واصبح مقدسا . لو وقف شخص ولعن الخلفاء الراشدين فربما تعرض للقتل. مع أن أصحاب هذا اللقب ماتوا دون أن يعرفوا عن هذا الوصف المصنوع شيئا .
2 : ( العشرة المبشرون بالجنة) : هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ، واصبح مقدسا . مع أن النبى محمدا لم يكن يعلم الغيب وما كان يدرى ما سيحدث له أو لغيره ( الأحقاف 9 ) . لو وقف شخص ولعن العشرة المبشرين بالجنة فربما تعرض للقتل. مع أن أصحاب هذا اللقب ماتوا دون أن يعرفوا عن هذا الوصف المصنوع شيئا .
3 : ( سيد الشهداء) : ( عن الحسين ) هو مصطلح صاغته الشيعة في العصر العباسى ، واصبح مقدسا . مات الحسين مقتولا دون أن يعرف شيئا عن هذا اللقب . لو وقف شخص بين الشيعة ولعن لقب ( سيد الشهداء ) فربما تعرض للقتل.
4 : ( آل البيت ): هو مصطلح صاغته الشيعة في العصر العباسى ، واصبح مقدسا . آهل البيت أو ( الأهل ) مصطلح في القرآن يعنى الزوجة . لو وقف شخص بين الشيعة و هاجم مصطلح ( آل البيت ) فربما تعرض للقتل.
5 : ( الصحابة ) : هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ليدل على عشرات الألوف من البشر ، واصبح مقدسا . مع إن مصطلح ( صاحب ) جاء في القرآن الكريم وصفا للنبى محمد الذى كان صاحبا للكافرين من قريش ، أي صحبهم في الزمان والمكان . ثم إن الذين عايشوا النبى محمدا في المدينة كان منهم منافقون في الدرك الأسفل من النار . لو وقف شخص وتكلم عن الصحابة المنافقين فربما تعرض للقتل.
6 : ( السلف الصالح ) : هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ، واصبح مقدسا . مع إن السلف الصالح هم الفاعلون في الفتنة الكبرى الثانية من مذبحة كربلاء الى حصار مكة وضرب الكعبة وإحراقها وموقعة الحرة وهتك حرمة المدينة ، هذا في الصراع بين الأمويين والهاشميين وبينهم وبين عبد الله بن الزبير ، وبينهم وبين الخوارج . ولنا كتابان منشوران عن مذبحة كربلاء والفتنة الكبرى الثانية . لو وقف شخص ولعن هذا السّلف ( الصالح ) فربما تعرض للقتل.
7 : ( الأشراف) : هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ، واصبح مقدسا . مع أن مصطلح ( شريف / أشراف ) لم يأت مطلقا في القرآن ، ووجود طائفة متميزة عن الناس بالنسب ( الشريف ) أو بالأصح ( زعم النسب الشريف ) يخالف القرآن الكريم لأن أكرم الناس عند الله جل وعلا هو أتقاهم ( الحجرات 13 ) . لو وقف شخص بين الشيعة وإنتقد مصطلح ( الأشراف ) فربما تعرض للقتل.
8 : ( حجة الإسلام ) : ( لقب أبى حامد الغزالى ) هو مصطلح تمت صياغته في العصر المملوكى ، واصبح مقدسا . مع إن حجة الإسلام هو كلام رب العالمين جل وعلا ( الأنعام 83 ، 149 ) . وليس معقولا أن يظل الإسلام بلا حُجّة الى أن يأتي الغزالى . لو وقف شخص بين الصوفية وإنتقد مصطلح ( حجة الإسلام ) فربما تعرض للقتل.
9 : ( شيخ الإسلام ) :هو مصطلح تمت صياغته في العصر المملوكى ، واصبح مقدسا . واصبح الآن من صفات الكهنوتية لشيخ الأزهر . معلوم أن مصطلح ( شيخ ) لا علاقة له قرآنيا بالدين ولا بالعلم ، هو عن مرحلة عُمرية ، ولكنهم جعلوه لقبا كهنوتيا ، مع أنه ليس في الإسلام ( شيخ ) ، فيه الرسول عليه السلام وفقط !.
10 : ( الإمام الأكبر): هو مصطلح تمت صياغته حديثا ، واصبح مقدسا . من أبرز الصفات الكهنوتية لشيخ الأزهر ، وبه جعلوه أعلى مقاما من خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام . هل يجرؤ شخص مصري على الهجوم على هذا اللقب الكافر الكهنوتى ؟
11 : ( آية الله ) : هو مصطلح تمت صياغته حديثا ، واصبح مقدسا . هل يجرؤ شخص إيرانى على الهجوم على هذا اللقب الكافر الكهنوتى ؟
12 : ( آية الله روح الله ) هو مصطلح تمت صياغته حديثا ليدلّ على الخومينى ، واصبح مقدسا . هل يجرؤ شخص إيرانى على الهجوم على هذا اللقب الكافر الكهنوتى ؟
13 : ( المهدى المنتظر) و ( الإمام الغائب ) : هو مصطلح تمت صياغته على يد الشيعة في العصر العباسى ، واصبح مقدسا . هل يجرؤ شخص على الهجوم على هذا اللقب الكافر الكهنوتى في وجود الشيعة ؟
14 : مات أبوحنيفة عام 150 هجرية دون أن يعلم أنه بعد موته بعدة قرون سيطلقون عليه لقبا كهنوتيا يرفعه فوق مقام النبى ( محمد ) عليه السلام . إنه لقب ( الإمام الأعظم ) . هو لقب كهنوتى كافر إخترعه الفقهاء في المذهب الحنفى ، وساد ملتصقا بأبى حنيفة ، وبه يتم عقد الزواج . حدث أن حضرت عقد زواج وإعترضت على قول المأذون ( وعلى مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان ) . وكانت مشكلة .!
ثالثا :
المحمديون يسيرون على دين الكافرين السابقين في عبادة الأسماء
1 ـ لو وقف شخص الآن وهتف يلعن ( وَدًّ وَسُوَاعً وَيَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرً ) ما إلتفت اليه أحد . لو عاش مع قوم نوح وتعرض لهذه الأسماء بأى نقد لقتلوه . لأنها أسماء عبدها قوم نوح مع عبادتهم للخالق جل وعلا ، وتمسكوا بعبادتها 950 عاما ، وتواصوا على عبادتها حتى أخذهم الطوفان وهم ظالمون. شكى نوح عليه السلام لربه جل وعلا قولهم : ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿٢٣﴾ نوح ).
2 ـ أنجى الله جل وعلا نوحا والذين آمنوا معه ، وأغرق من كان يعبد هذه الأسماء . وما لبث أن عادت عبادة أسماء أُخرى في القوم اللاحقين ، وهم قوم عاد . قالوا للنبى هود عليه السلام : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّـهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ الأعراف ) ردّ عليهم النبى هود ساخطا غاضبا : ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٧١﴾ الاعراف ). يعبدون أسماء قام بتسميتها هم وآباؤهم من قبل .
3 ـ كان المصريون القدماء يعبدون الله جل وعلا ويعرفونه ، وظهر هذا في قصص يوسف وموسى ، ولكن المشكلة في تمسكهم بعبادة الآلهة العامة والآلهة المحلية ، ولكل منها إسم مقدس . في حوار يوسف عليه السلام مع صاحبيه في السجن قارن لهم بين عبادتهم الخالق جل وعلا وعبادتهم الأسماء التي ما أنزل بها من سلطان الله جل وعلا ( الذى يعرفون) . قال لهما : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٣٩﴾ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٠﴾ يوسف )
4 ـ إنحدر الينا من عبادة الأسماء الفرعونية إسم واحد من أشهر آلهتهم وهو ( آمون ) ومع بعض تحريف صار به ( آمين ) ، وانتشر في المسيحية واوربا وبين المحمديين ، يقال في الدعاء وبعد قراءة الفاتحة وفى الصلاة. ودائما يلحقونه باسم الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
5 ـ وتأثّر العرب بالديانة المصرية القديمة أو ( الجبت ) كما قال رب العزة ( النساء 51 ) وهو الإسم الذى أطلقه الأوربيون على مصر ( إيجبت ) وعلى المسيحيين المصرين ( قبط / جبط ) ، وإذا تأثرت أوربا بالديانة الفرعونية فالمنتظر أن يكون تأثر العرب أكبر ، وهم على الجانب الآخر من البحر الأحمر. لذا إنتقلت عبادة الثالوث الفرعونى ( إيزيس واوزيريس وحورس ) الى العرب . ( إيزيس هي الترجمة اليونانية للإسم المصرى : عزى ) و ( أوزيريس هو الترجمة اليونانية للإسم المصرى: عُزير، والذى أصبح ملك الموت عزرائيل ) . العرب في الجاهلية عبدوا ( العّزى ) وهى ( إيزيس / عزى ) وأضافوا من عندهم اللات ومناة . وقال جل وعلا لهم : ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ ﴿١٩﴾ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ ﴿٢٠﴾ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ ﴿٢١﴾ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ ﴿٢٢﴾ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴿٢٣﴾ النجم ). نفس الحال ، هي عبادة أسماء سمُّوها هم وآباؤهم ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان .
6 ـ بعد إهلاك قوم نوح إنقشعت مؤقتا عبادة الأسماء ثم عادت في الأجيال التالية. حدث نفس الحال حدث بعد إنتهاء القرآن نزولا ، مرت بضعة أجيال وعادت عبادة الأسماء ، كما عرضنا من قبل . لكن الأهم هو عبادة ( إسم محمد ) وإلصاق صفات إلاهية به، وهذا يستحق وقفة .











المقال التاسع
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 9): إسم خاتم النبيين فى القرآن الكريم
آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 04 فبراير 2020
________________________________________

من آمن ب ( محمد ) فقد كفر. ( 9): إسم خاتم النبيين فى القرآن الكريم
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
أولا :
1 ـ خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ـ له إسمان في القرآن الكريم ، هما :
1 / 1 ـ أحمد : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) ﴿٦﴾ الصف )
1 / 2 : ـ محمد . وقد جاء أربع مرات ، سنعرض لسياقها فيما بعد .
2 ـ وله صفات خاطبه بها ربه جل وعلا بها ، وهى :
2 / 1 :(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿١﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٢﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿٤﴾ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴿٥﴾)
2 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿١﴾ قُمْ فَأَنذِرْ ﴿٢﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿٣﴾ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿٤﴾ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴿٥﴾ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ﴿٦﴾ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴿٧﴾)
2 / 3 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿٤٦﴾ الأحزاب
2 / 4 : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٨﴾ الفتح ).
ثانيا :
إسم ( محمد ) في القرآن الكريم
جاء اسم ( محمد) فى القرآن أربع مرات في السور المدنية فقط ، وفى كل موضوع منها تأكيد على بشريته عليه السلام . ونعرض لها :
1ـ عن موته عليه السلام ، قال جل وعلا عنه وكان وقتها حيّا يسعى في الأرض : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٥﴾ آل عمران )
وقد جاءت الآية فى التعليق على موقعة أحد ، وقد حدث فيها أن أستقتل بعض المسلمين ظنا منهم أن النبى قد قتل فى المعركة , فأخبر رب العزة أن محمدا "عليه السلام " مجرد رسول قد خلت من قبله الرسل ، وسيموت ، ولكن الدعوة ستبقى بعده ، لأنها ليست مرتبطة بوجوده فى الحياة بشرا، ولكنها مرتبطة بالقرآن الذي سيبقى محفوظا بقدرة الله تعالى إلى يوم القيامة.
2 ـ وعن كونه بشرا يتزوج ويمارس الجنس وينجب ، يقول جل وعلا : ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾ الاحزاب )
2 / 1 : وهذه الآية أخبرت مسبقا بأن محمدا (عليه السلام ) لن يعيش له ابن حتى يبلغ مبلغ الرجال وينجب ذرية. وأنه خاتم الأنبياء و لانبى بعده ، أى أنه أيضا خاتم رسل الله جل وعلا، فلا وحى بعده لأى مخلوق الى قيام الساعة.
2 / 2 : هنا مفارقة عجيبة . تخيل لو عاش للنبى إبن من صُلبه وصار رجلا وله ذرية ، سيجعلونه إلاها . هم يقدسون الحسين الى درجة رفعه فوق مستوى رب العزة جل وعلا ، وهو ابن بنت النبى ، فكيف لو عاش للنبى محمد إبن ؟
3ـ وعن الإيمان بالقرآن وليس بمحمد البشر، يقول جل وعلا في أول سورة محمد : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿١﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ﴿٣﴾ محمد).
3 / 1 :هنا مقارنة بين الكافرين الصّادين عن القرآن الكريم وبين المؤمنين حقا بالقرآن الكريم . الكافرون أضلّ الله جل وعلا أعمالهم ، أي أحبط ثمرتها . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾ الزمر )( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾ الفرقان) ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾ المائدة). أما المؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا متبعين الحق من ربهم فإن الله جل وعلا سيكفّر عنهم سيئاتهم ويصلح بالهم .
3 / 2 : لقد قال الله جل وعلا : ( وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ) أي آمنوا بالقرآن الكريم الذى نزل على محمد ، ولم يقل " وآمنوا بمحمد " فالإيمان ليس بالشخص ، لأنك إذا آمنت بشخص فقد جعلته إلها مع الله ، ولا إله إلا الله . وإنما الإيمان بالوحى الذى ينزل على النبى أو الرسول ، هنا يكون الايمان بالنبى أى بالوحى الذى صار به شخص ما نبيا ينطق بنبأ السماء أو وحى الله تعالى ، يقول تعالى: ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ .)( المائدة 81 ).لاحظ قوله تعالى بعد كلمة النبى (وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) أى أن الوحى هو مدار الايمان و التصديق ـ وبه يختلف النبى عن أى انسان آخر، ويكون المطلوب الايمان بهذا الوحى الذى تميز به ذلك الشخص عن الآخرين فأصبح نبيا.
3 / 3 : ونفس الحال فى الايمان بالرسول، إنه الإيمان بالرسالة التى نزلت عليه وحيا من العلى العظيم ، يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) ( النساء 136) وبالتدبر فى الاية الكريمة يتضح أن الايمان بالكتاب الإلاهى يتضمن الايمان بالله تعالى و اليوم الاخر و جميع الأنبياء ، و أنه مهما اختلفت الكتب الإلهية من حيث الزمان و المكان و الألسنة والأشخاص فانها ( كتاب ) واحد فى أساساته ، والايمان بواحد منها على حقيقته هو ايمان بها جميعا ، وإيمان بالله الواحد الذى لا شريك له ، وايمان بما نزل منه جل وعلا على كل الأنبياء و المرسلين . وفيما يخص موضوعنا عن (محمد ) فالايمان بالرسول ايمان بالقرآن الكريم الذى جاء مصدقا لما نزل من قبل ، وليس ايمانا بشخص ( محمد ) الانسان وذاته.
4ـ ويقول جل وعلا عن بشريته هو والذين كانوا معه من البشر : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾الفتح )
4 / 1 : الآية الكريمة هنا تتحدث عن محمد عليه السلام وأصحابه بشرا يتعايشون مع بعضهم شأن البشر . وتصف الآية الكريمة الملامح الأساس الظاهرة لهم من الشدة على الكفار والتراحم فيما بينهم والمداومة على العبادة . وحتى لا يعطيهم الله جل وعلا ـ وهم أحياء عاشوا بعد موت النبي ـ وعدا بالجنة يمكن أن يتكلوا عليه ولا يعملون ، فقد قال سبحانه وتعالى فى نهاية الآية : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) في البداية تحدث عنهم جميعا ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) وفى النهاية قال : ( مِنْهُم ) ولم يقل ( وعدهم الله جميعا).
4 / 2 : وحين نقرأ تاريخهم بعد وفاة النبى محمد عليه السلام وكيف اعتدوا على من لم يعتدوا عليهم فيما يعرف بالفتوحات ( الاسلامية ) وحين تقاتلوا صراعا على الغنائم المنهوبة من الأمم المفتوحة فيما يُسمّى بالفتنة الكبرى ـ نفهم لماذا قال تعالى مسبقا ( منهم ) أى ليسوا كلهم من أصحاب الجنة . فالجنة لا يدخلها الظالمون حتى لو كانوا ممن وصفهم الله تعالى فى القرآن الكريم بأنهم كانوا فى فى حياة محمد مظهرا جميلا للتقوى. لأن المهم أن تظل بالتقوى الى أن تموت مسلما ، مصداقا لقوله جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ آل عمران ).والإسلام هو السلام في التعامل مع الناس وهو التسليم طاعة وإنقيادا لرب العزة جل وعلا . وهذا ما تناقض معه الخلفاء ( الراشدون ) ومعظم الصحابة في إحتلالهم البلاد وظلمهم الأبرياء .
4 / 3 : والعادة أن أصعب اختبار هو اختبار المنحة وليس المحنة، وهو اختبار النعمة ، وليس النقمة. ولذلك فان نبى الله يوسف عليه السلام حين وصل الى أوج عزه وسلطانه وإجتماعه بأهله بعد طول فراق أخذ يتضرع لله سبحانه وتعالى شاكرا فيقول : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) ( يوسف 101). دعا ربه جل وعلا أن يتوفاه مسلما على الاسلام الحق وأن يلحقه ربه جل وعلا بالصالحين لأن العبرة بالخواتيم.
4 / 4 : إن عظمة القرآن الكريم تتجلى أكثر فى هذه الآية الكريمة لأنها ترد مسبقا على أولئك الذين جاءوا بعد نزول القرآن بعدة قرون يقدسون الصحابة (أى الذين وصفتهم الاية الكريمة بأنهم (الذين) كانوا( معه ) ـ إنهم أولئك الذين يقدسون الصحابة جملة وتفصيلا ـ ويقولون بعدالتهم المطلقة يعتقدون أنهم جميعا من أهل الجنة ، وأنهم جميعا قد وعدهم مغفرة وأجرا عظيما. ولكن يأتى قوله تعالى يرد مقدما بأنه ليس كل أولئك الذين كانوا حول محمد رسول الله هم من أصحاب الجنة برغم أنهم جميعا ـ من حيث الظاهر( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) أما من حيث الباطن فقد كان منهم منافقون مردوا على النفاق لا يعلم النبى محمد نفسه حقدهم وكراهيتهم له وللاسلام . قال جل وعلا : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) ( التوبة 101) . أى إن من الصحابة من مرد على النفاق وسيظل منافقا الى ان يموت ، وسيعذبه الله تعالى مرتين فى الدنيا ثم ينتظره الخلود فى النار. هذا غير المنافقين المشهورين بالنفاق الذين كشفوا انفسهم باقوالهم وأفعالهم ، ثم كانوا يسارعون بالحلف كذبا أنهم ما قالوا وما فعلوا.أولئك الصحابة المنافقون مصيرهم الدرك الأسفل من النار ، خصوصا وقد كانوا يتأرجحون بين الايمان و الكفر ، ثم فى النهاية رضوا بالكفر وإزدادوا كفرا ، يقول تعالى فيهم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ويقول عنهم :( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) ( النساء 137 ـ ، 145).أولئك الصحابة المنافقون كانوا ضمن من قال الله سبحانه وتعالى فيهم (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُود) لذلك إستثناهم من المغفرة ودخول الجنة فقال جل وعلا فى نهاية الآية ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾الفتح ) .
أخيرا
1 ـ نشرت الفتوحات الكفر بالإسلام ، واسفرت عن نشأة أديان أرضية شيطانية، بقى منها حتى الآن أديان السُّنّة والتشيع والتّصوّف . كلها متنافرة وفى شقاق ، ولكنهم يتفقون في إتخاذ القرآن مهجورا ، أي إتخاذ الإسلام الحق مهجورا ، وانهم يرفعون إلاها أسموه محمدا فوق رب العزة جل وعلا ، وأنهم إتخذوا معه أربابا آخرين من الأئمة والأولياء .
2 ـ وفى تأليههم لما جعلوه ( النبى ) و ( محمد ) إخترعوا له أسماء ( حُسنى ). نتوقف معها ببعض تفصيل .


التعليقات (5)
1 تعليق بواسطة سعيد علي في الأربعاء 05 فبراير 2020
[91802]
________________________________________
المهم أن تظل بالتقوى الى أن تموت مسلما
________________________________________
حفظكم الله جل و علا و لا شك أن التقوى هي جوهر الإسلام و كما عرفتها في مقال سابق : أن تخاف الله عز و جل و لا تخاف غيره . من المؤسف أن يتم إختزال هذا الدين العظيم في شخص أو أشخاص و لكم مقال جميل : النبي نفسه لا يمثل الإسلام و كل ذلك من باب ( قدروا الله عز و جل قدره ) و ليس ( وما قدروا الله حق قدره ) .

2 تعليق بواسطة عمر على محمد في الأربعاء 05 فبراير 2020
[91803]
________________________________________
غواية الشيطان
________________________________________
ادام الله عليك الصحة يا دكتور احمد ، وان أسف اني مقصر في كتابة مقالات لظروف العمل والبيت .
محمد شفيع المسلمين ومحمد امام المرسلين ومحمد يرد السلام في قبرة وتعرض الاعمال علية ويتشفع في يوم لا يشفع سواة ويذكر ربه بأن له دعوة قد تركها ليوم القيامه .والله تعالى يرد عليهم " يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورً " .. اليس هذا زخرف القول الذي قال عنه تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ..
ذلك الشيطان صور لهم محمد اله يعبد ويشرك مع الله وهوالذي اخذ العهد على نفسه "لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" .. ثم يأتي اليوم الذي يتبرأ منهم ومن ما اشركوا فيه ."وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
رغم تحذير رب العزة لنا من غواية الشيطان وتزينه الشرك لنا الان ان اصحاب اللحي مازالوا يحسبون انفسهم يحسنون صنعا ! ..

3 تعليق بواسطة Ben Levante في الخميس 06 فبراير 2020
[91807]
________________________________________
محمد البشر ومحمد الرسول
________________________________________
السلام عليكم
كيف يمكننا ربط ماجاء في المقال "وحتى لا يعطيهم الله جل وعلا ـ وهم أحياء عاشوا بعد موت النبي ـ وعدا بالجنة يمكن أن يتكلوا عليه ولا يعملون ، فقد قال سبحانه وتعالى فى نهاية الآية : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) في البداية تحدث عنهم جميعا ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) وفى النهاية قال : ( مِنْهُم ) ولم يقل ( وعدهم الله جميعا)." وبين الآية 2 من سورة الفتح " لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿الفتح ٢﴾" والتي وعد الله الرسول غفرانه لما تأخر من ذنبة أيضاً، فالكلام في الآية 29 من سورة الفتح تعني الجميع بما فيهم محمد رسول الله؟ وهل هنا اشتثناء لمحمد؟

4 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في السبت 08 فبراير 2020
[91811]
________________________________________
شكرا استاذ بن ليفينت ، واقول
ـ آخر الآية تشير الى الذين معه وليس الى خاتم النبيين عليه السلام .

ـ وفى كل الأحوال فالنبى والمؤمنون الذين جاهدوا وصدقوا جاءت لهم البشرى فى سورة التوبة ، وفى نفس السورة تقسيمات لمن كانوا معه ، منهم السابقون ومنهم من خلط عملا صالحا وآخر سيئا ومنهم منافقون متنوعون . والذين ماتوا مؤمنين صالحين هم مستحقون للمغفرة والأجر العظيم .

5 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في السبت 08 فبراير 2020
[91812]
________________________________________
شكرا استاذ سعيد واستاذ عمر ، واقول :
________________________________________
ـ المؤمن بالله جل وعلا لا يعدل به أحدا .
ـ 1% تقديس لأى بشر هو وقوع فى الشرك والكفر ، الانسان إذا مات بنسبة 1% من تقديس البشر فسيكون خالدا فى النار مهما عمل من الصالحات ، وسيتبرأ منه أولئك الذين كان يقدسهم فى الدنيا.

المقال العاشر
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب ( محمد ) فقد كفر:(10): أسماء إخترعوها لإلههم :( النبى )،( محمد )
آحمد صبحي منصور في الخميس 06 فبراير 2020
________________________________________


من آمن ب ( محمد ) فقد كفر:(10): أسماء إخترعوها لإلههم :( النبى )،( محمد )
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
أسماء إخترعوها لإلههم :(النبى ) ،( محمد )
أولا : تقديس النبى
1 / 1 ـ لو وقف شخص وشتم ( إبن برزدويه ) فلن يلتفت اليه أحد ، لكن لو لعن ( البخارى ) فقد يقتلونه ، مع أن الإسم الحقيقى للبخارى هو إبن برزدويه . تحدثنا عن هذا من قبل ، ونكرره لأن الشهرة المقدسة لإسم ( البخارى ) مرتبطة بكتابه ( صحيح البخارى ) الذى ضم ما يُعرف ب ( السنّة النبوية ) أو ( الأحاديث ) التي يزعمون أن ( النبى ) قالها .
1 / 2 : وذكرنا بعض المصطلحات ، ونضيف اليها مصطلح ( السُّنّة ) ، ومصطلح ( الحديث النبوى ) و ( الحديث القُدسى ) لو هاجم شخص هذه المصطلحات فسيتهمونه بالردة وقد ينتهى مصيره الى القتل . هذا مع أن هذه المصطلحات عند المؤمنين بها ليس لها نهاية ، فتدوين أحاديثها بدأ واستمر في إزدياد وفى إختلاف ، ومحاولات ضبطها تخضع أيضا الى الإختلاف والشقاق ، ثم إنها كلها تناقض الإسلام ( القرآن ). ولكنها ــ مع ذلك ــ إكتسبت قُدسية خطيرة لأنها منسوبة لإله أسموه ( النبى ) .
2 / 1 ـ إذا كان النبى في حقيقته القرآنية بشرا فهو عندهم إله . النبى محمد الحقيقى كان لا يعرف الغيب بحيث أن بعض أصحابه المقربين مردوا على النفاق لم يعلمهم، ولكنهم جعلوا النبى الذى إخترعوه في أحاديثهم يعلم الغيب ويشفع ويتحكم في ملكوت الرحمن في الدنيا والآخرة .
2 / 2 : هذا ( النبى ) الإله الذى صنعوه يكفى عندهم أن يقال فيه ( النبى ) فقط دون إضافة. إذا قيل ( النبى ) ينصرف الذهن الى شخصية واحدة مؤلّهة . لا ينصرف الذهن الى الأنبياء السابقين ، من النبى نوح أو إبراهيم أو لوط أو شعيب أو موسى أو هارون أو عيسى ، بل هو ( النبى محمد ) .
2 / 3 : ولتحذر أن تساويه بالأنبياء الآخرين السابقين لأنه عندهم ( سيد الأنبياء ) و ( أشرف المرسلين ) ليس مهما النهى القرآنى عن التفريق بين الرسل ، وليس مهما أن كلمة ( اشرف / شريف / أشراف ) ليس من مصطلحات القرآن ، بل إنك تضع نفسك في مأزق لو ناقشت هذا لأنك تعديت على مقام ( النبى ) .
2 / 4 : فعندهم ( النبى ) هو إله حىّ في قبره ، يحجون الى هذا القبر ، في ( المسجد النبوى ) ، حيث يتوسلون ب ( النبى ) يعتقدون أنه في مخبئه يسمع لهم ويرد عليهم السلام ، وأن أعمالهم يتم تسجيلها ويتم عرضها عليه لينظر فيها ليتصرف بشأنها ، إياك أن تسأل كيف يفعل هذا ( النبى ) ، لو سألت فأنت في مأزق التطاول على الإله المسمى بالنبى .
2 / 5 : ولهذا الإله المسمى بالنبى صلاة يتعبدون بها اليه هي ( الصلاة على النبى ) ليس الصلاة على النبى نوح أو هارون بل هي عبادة لإلاههم المعروف لديهم بالإسم ( محمد ) .
3 / 1 ـ إن الفاتحة هي صيغة عبادة لله جل وعلا وحده ، لهذا فنحن نخاطب بها ربنا سبحانه وتعالى في بداية كل ركعة في الصلاة . إنها حوار يقوله العبد المؤمن لربه المهيمن جل وعلا ، يبدأ المناجاة بإعلان أن تلك الفاتحة هي باسم الله تعالى الرحمن الرحيم ، ثم يقدم الحمد والشكر لله تعالى رب العالمين ويثني عليه بأنه هو الرحمن الرحيم وبأنه وحده الذي يملك يوم الدين ، ثم يخاطب ربه قائلا " إياك نعبد " أي نعبدك ربنا وحدك " وإياك نستعين " أي نستعين ونستغيث بك وحدك، ثم يطلب من الله تعالى أعظم مطلب وهو الهداية الى الصراط المستقيم .
3 / 2 ـ والرسول النبى محمد عليه السلام في حياته كان ينطق هذه الفاتحة خاشعا لله تعالى في كل ركعة ، وكذلك يفعل كل مؤمن ، وما كان أحد في عصر النبي محمد يتوجه بهذه الفاتحة لبشر ، أي بشر ، وكيف يفعلون ذلك والنبي محمد أمامهم في الصلاة يناجي ربه بهذه الفاتحة ؟ وكيف يفعلون ذلك وقد تعلموا من الرسول محمد عليه السلام أن الاستعانة وطلب المدد من غير الله تعالى شرك والعياذ بالله.!!
3 / 3 : ولكن المحمديين جعلوها ضمن عنصر عبادتهم لإلاههم الذى أسموه ( النبى ).
3 / 3 / 1 : عندما تبدأ السيارة في التحرك يهتف السائق ومعه الركاب قائلين في ابتهال " الفاتحة للنبي ". وفى عقد القران أو الاتفاق على صفقة أو افتتاح مجلس صلح يهتف الحاضرون في خشوع " الفاتحة للنبي ".!
3 / 3 / 2 : وإذا دعوتهم لإخلاص الدين والعبادة لرب العزة جل وعلا وحده ثاروا عليك لأنهم لا يتخيلون الإيمان بالله جل وعلا وحده ، لا بد من إضافة آلهة بشرية مصنوعة، وهم لا يتصورون أن يكون الرسول بشرا له خصائص البشر إلا إن الله تعالى اختاره للوحي وتبليغ الرسالة . وهم يرفضون أن تنحصر مهمة الرسول في التبليغ ويصممون على أن الرسول يتحكم في الدنيا والآخرة مع الله ، ولذلك فعندما يركب أحدهم السيارة أو يعقد عقدا أو يبتديء عملا فلابد أن يبدأ ذلك بتقديس ( النبى ) وعبادته والتضرع إليه حتى لا تنقلب السيارة وحتى لا يفشل العقد ، ولهذا نسمع دائما عبارة " الفاتحة للنبي ." !! ومع ذلك تنقلب السيارات وتقع الكوارث . ولهذا نعيش في فشل مستمر!!
ثانيا : أسماء مصنوعة لإلاههم النبى :
1 ـ هل يصح أن تسمى أباك بعد موته إسما وهو قد مات وهو لا يدرى عنه شيئا ؟. هذا لا يجوز علمانيا ، ولكنه أساس في الأديان الأرضية الشيطانية حيث يخترعون أسماء ويطلقونها على آلهتهم الموتى ، وتصبح هذه الأسماء مقدسة . وهكذا فعل المحمديون بإله أسموه ( النبى محمد ). أسموه بعد موته أسماء لم يكن في حياته يدرى عنها شيئا ، ومات وهو لا يدرى عنها شيئا ، وهو عليه السلام قد مات وإنقطعت صلته بما جرى ويجرى بعد موته شأن كل الموتى .
2 ـ بعض هذه الأسماء المصنوعة صاغوا فيها أحاديث ، منها ما جاء في البخارى ومسلم :
2 / 1 : حديث : ( إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ ).
نقول تعليقا :
2 / 1 / 1 : هل إنمحى الكفر به ؟ هذا كلام يشمل العالم كله من الصين الى الأرجنتين . هل إنمحى فيها الكفر ؟ بل أصلا هل إنمحى الكفر بين العرب والمحمديين ؟
2 / 1 / 2 : ثم هذا كلام جديد : ( الحاشر الذى يُحشر الناس على قدمه ). نحن نؤمن أن الذى يحشر الناس هو رب العزة جل وعلا ، ولكنهم ينسبون هذا لإلاههم النبى محمد. المضحك هنا أنه يحشر الناس على ( قدم واحدة ) فهل سيُحشر الناس على قدمه اليمنى أو قدمه اليسرى ؟ وإذا كانت هي قدم واحدة فماذا سيفعل بالقدم الأخرى ؟ هل سيلعب بها كرة ( القدم ) ويتفوق بها على ( محمد صلاح ) . ثم كيف سيتم حشر الناس جميعا من آدم الى أخر جيل على قدم واحدة ؟ أليس هناك إحتمال أن يقع بضعة بلايين منهم على الأرض وتتوسخ ملابسهم وتتعفر بالتراب وجوههم ؟ ، أم إنها ( قدم ) ضخمة في عرض السماوات والأرض ؟ وأين موضع حشر الأنبياء بالذات فوق هذه القدم ؟ هل سيكونون كباقى البشر أم ستُنشأ لهم فنادق خاصة ؟ وأين بالضبط ؟ هل عند الأصابع ؟ أم عند الكعب .؟
2 / 1 / 3 : وقوله ( وأنا العاقب الذى ليس بعده أحد ) لم يقل ( الذى لا نبى بعدى ) ، وإنما قال ( الذى ليس بعده أحد ) أي لا يوجد بعده أحد من البشر ، أى لا حياة للبشر بعد موته .. ها ها ها ها . ( قهقهة مؤلمة عالية من فضلكم ).!
2 / 2 : تكرر هذا الحديث برواية أخرى : ( لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ )2 / 3 : حديث : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَالْمُقَفِّي ، وَالْحَاشِرُ ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ ).. هنا ستة أسماء ، وفى الحديث السابق خمسة فقط . إى إختلاف في العدد وفى الأسماء في كتاب واحد ، هما عندهم قُدس الأقداس : ( صحيح البخارى) ، أو ( صحيح مسلم ).
3 ـ وبعد عصر البخارى ومسلم تنافست مصانع الحديث في صناعة أسماء لإلاههم محمد ، إعتقادا منهم أن بضعة أسماء لا تكفى في تقديسه ، وهذه الأسماء الكثيرة تعبّر عن إزدياد تقديسهم لإلههم محمد بمرور القرون .
3 / 1 : بعضهم أوصلها الى تسعة وتسعين إسما ينافسون بها أسماء الله الحسنى التي جعلوها نفس الرقم . لم يكتف بعضهم بهذا فقد قرّر الجزولى أن تكون أسماؤه مائتى إسم ، وسجل هذا في كتابه : ( دلائل الخيرات ) . وزايد عليه مهووس آخر هو ( إبن دحية ) في كتابه ( المستوفى في أسماء المصطفى ) وجعلها ثلاثمائة إسم . وبلغ بها بعضهم 1000 إسم فقال : ( لله ألف إسم ولرسوله ألف إسم ).! ولم يذكرها .! ولكن : هل جاءه الوحى ؟ هل إستأذن الله جل وعلا ؟ هل قابل النبى محمدا وأخذ عنه هذه المعلومة ؟ من فضلكم : لا تنسوا أنه دين أرضى يصنعه أصحابه .!
3 / 2 : وفى العصور التي سيطر عليها التصوف السُّنّى وضع إئمة مؤلفات خاصة في تسمية إلاههم ، تزيد على 14 كتابا ، ومنهم بالإضافة لمن سبق : القرطبى والسخاوى والسيوطى وإبن فارس ويوسف النبهانى .
3 / 3 : فى القرن الثانى الهجرى كتب إبن إسحاق ــ من دماغه وذاكرته السمعية ــ أول سيرة للنبى محمد ملأها بالأساطير ، لكنه لم يكتب فيها فصولا عن أسمائه ( الحسنى ).! في القرون التالية في العصرين العباسى والمملوكى تزايدت الكتابة في السيرة ، وتزايدت فيها الأساطير ، وهى مع كذبها وإفترءاتها فهى صادقة في التعبير عن ملامح تأليههم لإلاههم ( النبى محمد ). وصار تقليدا أن تُضاف للسيرة فصول عن الأسماء الحسنى لإلاههم ، أشهرهم الخطيب في كتابه ( تاريخ دمشق ) وأبرز من إرتكب هذا الإثم القاضي عياض في كتابه ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى ).
3/ 4 : ووضعوا الشروح على هذه الكتب ، ومنها كتاب السيوطى ( الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة )
4 ـ ليس التنافس في ( عدد الأسماء ) فقط ، بل أفظع منه المغالاة في الوصف وفى التأليه: 4 / 1 . فمن جعل له 99 إسما فقط جعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى
4 / 2 : وأشهرها ما صيغت فيه أحاديث مثل : ( سيد ولد آدم ) ( سيد المرسلين.)
4 / 3 : وفى عصور التصوف صيغت أسماء عجيبة مثل ( أحيد . وحيد . منح . مدعو . غوث . غياث . مقيل العثرات . صفوح عن الزلات . خازن علم الله . بحر أنوارك . معدن أسرارك . مؤتي الرحمة . نور الأنوار . السبب في كل موجود . حاء الرحمة . ميم الملك . دال الدوام . قطب الجلالة . السر الجامع . الحجاب الأعظم . آية الله)
5 ـ وطبعوا ( 99 ) اسماً لإلاههم محمد في غلافى للمصحف ، وذلك في الطبعة الهندية ، وهي أيضاً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي .



التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة سعيد علي في الجمعة 07 فبراير 2020
[91808]
________________________________________
ما قدروا الله جل و علا حق قدره .
________________________________________

كنت في مكة و أنا نازل من الفندق دخلت المصعد و قلت : لا إله إلا الله و كان في المصعد أحد الأخوة من مصر فرد مباشرة : محمد رسول الله فقلت له : لا إله إلا الله فرد محمد رسول الله فقلت : و بقية الأنبياء عليهم السلام ؟ فقال : محمد حبيبه و تحت عرشه. هذه البرمجة العقلية ( هي إحتناك شيطاني مصقول !! ) ما محمد عليه السلام إلا بشر و ما جميع الأنبياء عليهم السلام إلا بشر و كل بشر نهايته الموت إلا من يقتل في سبيل الله جل و علا فهم أحياء عند ربهم جل و علا يرزقون .
أن تقدر الله جل و علا حق قدره يتصاغر تقدير أي بشر فالله جل و علا أعز و أجل و لا إله إلا الله .

2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في السبت 08 فبراير 2020
[91814]
________________________________________
شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول :
________________________________________

ـ بعضهم راهن على هذا . فى لقاءات مختلفة قال يختبر السامعين ( لا إله إلا الله ) وسكت، فأكملوا الشهادة الثانية .

ـ المحمديون لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده ، لا بد أن يضعوا الى جانبه محمدا ثم آخرين . هم إذا دُعى الله جل وعلا وحده كفروا ، وإذا جىء بمحمد آمنوا . لذا فهم ( محمديون ) ، هم شرّ مكانا من المسيحيين ، لأن معهم القرآن ويكفرون به .



المقال الحادى عشر :
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب (محمد) فقد كفر:(11): مشكلتهم مع الرسول محمد وليس مع محمد نفسه
آحمد صبحي منصور في السبت 08 فبراير 2020
________________________________________


من آمن ب (محمد) فقد كفر:(11): مشكلتهم مع الرسول محمد وليس مع محمد نفسه
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
أولا : مواقفهم من تلاوة القرآن الكريم :
لم يكن يعرض عليهم نفسه ليؤمنوا به ، ولكن كان يتلو عليهم آيات الله ليؤمنوا بها .
1 ـ الله جل وعلا هو أعلم حيث يضع رسالاته ، وهو إصطفى محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ليكون خاتم النبيين لأنه أعظم الناس في عصره خُلُقا وأصلحهم لتحمل مسئولية تبليغ القرآن الكريم خاتم الرسالات الإلاهية للبشرية.
وشخص يمتاز بهذا السمو الخُلُقى لا بد أن يحظى بحب الناس ، لا بد أن يعجبهم صدقه وأمانته وطهارته . لذا لا ننتظر منهم أي خصومة منهم له ، فلم يكن ظالما ولا معتديا ولا خائنا ولا كاذبا . إختلف الوضع حين أصبح محمد بن عبدالله رسولا وظيفته أن يدعو الناس الى نبذ عبادتهم لآلهتهم وأوليائهم ، هو لا يكتفى بأن يخرج عن دين قومه بل يدعو قومه للخروج عن ثوابت دينهم المتوارثة .
بدأ الصدام وتغير الموقف حين أخذ الرسول محمد عليه السلام ( يتلو عليهم ) آيات القرآن . إذ إن وظيفته أن يتلو على الناس آيات الله القرآنية ، قال جشل وعلا : ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿البقرة: ١٥١﴾.
2 ـ وتنوعت مواقفهم في رفض القرآن الكريم .
2 / 1 ـ كانوا يطلبون تبديله . قال جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿يونس: ١٥﴾ قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ يونس ):
2 / 1 / 1 : هم هنا يطلبون منه الإتيان بقرآن غيره أو تبديل هذا القرآن ليتفق مع ثقافتهم وثوابتهم الدينية . أي إنهم يؤمنون أنه يوحى اليه ولكنهم لا يرتضن محتوى هذا الوحى ويريدون تبديله . والله جل وعلا أكّد عقابا سينزل به لو تقوّل ( بعض الأقاويل أو الأحاديث ) ونسبها لربه جل وعلا . قال جل وعلا يرد عليهم : ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ ﴿٣٨﴾ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ﴿٣٩﴾ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿٤٠﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٣﴾ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴿٤٧﴾ الحاقة ) .
2 / 1 / 2 : والله جل وعلا أمره أن يعلن لهم أنه ليس له أن يبدله من تلقاء نفسه لأنه مُتّبع للوحى الإلاهى ولأنه يخاف من ربه جل وعلا عذاب يوم عظيم ، وأنه عاش فيهم عمّرا قبل الوحى فما عهدوه كذابا ولا مفتريا ولا مزورا .
2 / 1 / 3 : أئمة المحمديين فيما بعد حققوا مطلب كفار قريش ، بإفتراء الحديث الذى إتخذوه بديلا عن القرآن ويعلو فوق القرآن ، وبإلغاء تشريعات القرآن بمقولة ( النسخ ) .
2 / 2 : وكانوا يهاجمون القرآن الكريم .
2 / 2 / 1 : يتهمون القرآن بالأساطير . قال جل وعلا :
2 / 2 / 1 / 1 : قال جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿الأنفال: ٣١﴾
2 / 2 / 1 / 2 : ( إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿القلم: ١٥﴾﴿المطففين: ١٣﴾
2 / 2 / 2 : ويتهمونه بالسحر. قال جل وعلا :( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿الأحقاف: ٧﴾
2 / 2 / 3 : وبالسحر والإفتراء . قال جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿سبإ: ٤٣﴾
2 / 2 / 4 : وكانوا يردون على تلاوة القرآن بشتى الحجج الباطلة والجدال الفارغ ، قال جل وعلا :
2 / 2 / 4 / 1 : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ﴿مريم: ٧٣﴾
2 / 2 / 4 / 2 : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿الجاثية: ٢٥﴾
2 / 2 / 4 / 3 : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴿٥٧﴾ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴿٥٨﴾ الزخرف )
2 / 2 / 5 : النهى عن سماع القرآن والتشويش عليه حين يُتلى عليهم . : قال جل وعلا :
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿٢٦﴾ فصلت ). هو نفس ما يفعله المحمديون الآن حين يتصايحون عند الاستماع الى التغنى بالقرآن الكريم.
2 / 2 / 6 : بإتخاذ ( لهو الحديث ) للصّدّ عن :( أصدق الحديث / أحسن الحديث : القرآن الكريم) . وفيهم قال جل وعلا :
2 / 2 / 6 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾ لقمان ). أئمة المحمديين إخترعوا ( لهو الحديث ) ليصدوا عن القرآن الكريم .
2 / 2 / 6 / 2 : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ الجاثية ) أئمة المحمديين إخترعوا ( لهو الحديث ) ليصدوا عن القرآن الكريم .
2 / 2 / 7 : ثم كانوا يهاجمون النبى نفسه إذا تلى عليهم القرآن . قال جل وعلا : ( وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿٥١﴾ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٥٢﴾ القلم ). أي قبل أن يتلوه عليهم كانوا لا ينظرون اليه في كراهية ، نظروا اليه في حقد وكراهية حين أخذ يتلو عليهم القرآن . مشكلتهم ليست مع ( صاحبهم محمد ) . مشكلتهم هي كراهيتهم و كفرهم بالقرآن .
2 / 2 / 8 : وإمتدت هذه الكراهية الى المؤمنين حين كانوا يتلون عليهم القرآن . عندها كانوا على وشك البطش بهم وقد سيطرت الكراهية على وجوههم. قال جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿الحج: ٧٢﴾. لم تكن هناك مشكلة في جلوس المؤمنين معهم . تشتعل المشكلة حين يتلو عليهم المؤمنون القرآن . ليست بينهم وبين المؤمنين مشكلة . المشكلة هي كراهيتهم وكفرهم بالقرآن .
ثانيا :
لم تكن لهم مشكلة مع صاحبهم محمد ، كانت مشكلتهم مع القرآن الكريم
1 ـ نعيد الإستشهاد مرة ثانية بقوله جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿يونس: ١٥﴾ قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ يونس ). ومفهوم من فحوى الآيتين أنه كان لهم أمل في ( محمد ) أن يفعل هذا ، وأنه كانت بينهم وبينه (صُحبة ) تسوّغ لهم هذا .
2 ـ وقد إتّخذ رب العزة من هذه الصُّحبة دليلا ضدهم . إذ صحبوه وتعاملوا معه فعرفوا سمو أخلاقه وأنه صادق أمين ، فكيف بهم فجأة يتهمونه بالضلال والغواية حين تلا وقرأ عليهم القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ النجم ).
3 ـ ولأنهم يؤمنون بالله جل وعلا ويؤمنون بأوليائهم وآلهتهم ولأنهم في نفس الوقت يعرفون سُمُوّ الخُلُق عنده بصحبتهم لهم وصحبتهم له فإن الله جل وعلا يعظهم بأن يقفوا وقفة صدق مع النفس وبدون هوى وإبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، كل منهم مع نفسه أو كل إثنين معا ويتفكرون في موضوعية هل ( محمد ) الذى صحبوه وعرفوه هل هو مجنون كما زعموه ؟ أم هو نذير لهم من عذاب شديد . قال جل وعلا في خطاب مباشر لهم : ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾ سبأ ) .
ثالثا :
صلته بأكابر قومه ميدان الصراع بينه وبينهم
1 ـ ( محمد ) ينتمى الى بنى عبد مناف وهم الملأ في قريش . لم يكن ثريا ولكن كان ثراؤه في أخلاقه ، وبهذا نتصور أن يكون زينة مجالسهم قبل أن يوحى اليه ويكون رسولا . ونتصور أنه إتخذ من مجالسته لهم وسيلة لتلاوة القرآن والدعوة الى الايمان بالله جل وعلا وحده لا شريك له . وقد تحولت مجالسهم بعد نزول القرآن الى مناسبات للسمر إستهزاءا وخوضا وتلاعبا بالقرآن الكريم . قال جل وعلا : ( قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴿٦٦﴾ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴿٦٧﴾ المؤمنون ). هو نفس ما يفعله المحمديون الآن في مجالس العزاء حيث يتسامرون بالاستماع الى التغنى بالقرآن الكريم.
2 ـ من ناحيته عليه السلام كان يحضر هذه المجالس للتحبّب اليهم وحرصا على إستمالتهم . ونزل قوله جل وعلا في النهى عن حضور خوضهم في آيات الله ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿الأنعام: ٦٨﴾ . النهى هنا ليس عن حضور مجالسهم مطلقا ، بل هو نهى عن حضورها حين تتحول الى شغب وخوض في آيات الله . أي حين يقعون في الخوض في آيات فعليه أن يغادر المكان ، فإذا كفُّوا عاد اليهم .
3 ـ منزلته في قومه ونسبه الى هاشم بن عبد مناف يعنى وجود صلات إجتماعية تُبرر لهم أن يطلبوا منه أشياء ، ومن الطبيعى أن تمسّ طلباتهم صميم دعوته القرآنية .
3 / 1 : وبدأ هذا مبكرا في أوائل الدعوة ، حين أعرض عن الصلاة والتوسل بالآلهة ، واصبح يصلّى لرب العزة وحده . فجاء بعضهم ينهاه ، فقال جل وعلا : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ ﴿٩﴾ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ ﴿١٠﴾ أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ ﴿١١﴾ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ ﴿١٢﴾ أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٣﴾ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ ﴿١٤﴾ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴿١٥﴾ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴿١٦﴾ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴿١٧﴾ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴿١٨﴾ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ ﴿١٩﴾ العلق )
3 / 2 : كان رسولا منهم أي مثلهم ، وقد قال عنه جل وعلا : ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾ الضحى ) أى هداه الله وجعله نبيا مرسلا . وتركزت دعوتهم له على أن يعود لما كان عليه قبل الوحى من عبادة الأصنام والأوثان قبل الهداية،. وأمره ربه أن يرد عليهم :
3 / 2 / 1 : ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿الأنعام: ٥٦﴾
3 / 2 / 2 ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿غافر: ٦٦﴾
3 / 3 : ووصلت الى حدّ محاولتهم التأثير عليه بأن يفترى أحاديث غير القرآن ، وكاد تأثيرهم ينجح لولا أن ثبّته ربه جل وعلا .
3 / 3 / 1 : قال جل وعلا : ( وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾ الاسراء ).
3 / 3 / 2 : وهذا يذكرنا بآيتى سورة يونس . نعيد الإستشهاد بهما مرة ثالثة :( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿يونس: ١٥﴾ قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ يونس ).
4 ـ لذا تكرّر النهى له عليه السلام عن طاعتهم .
4 / 1 : في السور المكية قال جل وعلا :
4 / 1 / 1 : ( فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٨﴾ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴿٩﴾ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ﴿١٠﴾ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴿١١﴾ القلم ). هذا في بدايات الوحى ، نهى عن طاعة المكذبين للقرآن الكريم
4 / 1 / 2 : ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا ﴿٢٣﴾ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴿٢٤﴾ الانسان ). هم آثمون كافرون .
4 / 1 / 3 :( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾ الفرقان ), أي جهادهم بالقرآن .
4 / 1 / 4 : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾ الكهف ) . ان يصبّر نفسه على ملازمة المؤمنين ، وأن يُعرض عن طاعة المستكبرين .
4 / 2 : وظهر كُفّار جدد بعد الهجرة بالإضافة للمنافقين ، ونزل النهى عن طاعتهم . قال جل وعلا :
4 / 2 / 1 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّـهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿الأحزاب: ١﴾
4 / 2 / 2 : ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿الأحزاب: ٤٨﴾.
أخيرا
ما سبق من آيات قرآنية يؤكّد أمرين :
1 ـ أن القضية الأساس هي ( الرسالة ، القرآن ، الآيات ) وليست على الإطلاق شخص محمد .
2 ـ إن محمدا كبشر لم يكن معصوما من الخطأ . كانت عصمته كرسول هي بالرسالة ، فالقضية الأساس هي أيضا ( الرسالة ، القرآن ، الآيات ) وليست على الإطلاق شخص محمد .


التعليقات (3)
1 تعليق بواسطة عمر على محمد في الأحد 09 فبراير 2020
[91820]
________________________________________
شكرا دكتوري الكريم
________________________________________

دكتوري الكريم
يقول تعالى في سورة يوسف (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106))
وهذا واقع مر نعيشة الان . كل طائفة دينية تدعي الايمان بالله وحده ولكنها تشرك معه عبد من عبيدة في الايمان .
في احد المرات سألني زميل لماذا لا تشهد لمحمد بانه رسول الله في صلاتك . قلت له ولماذا انته لا تشهد لعيسى او موسى او ابراهيم في صلاتك ! لم يستطع الاجابة ...وعليه شاهدت مقطع لقناة فضائية تدعى الرحمه وهم وللاسف " يتندرون " عليكم واعلم انكم لا تهتمون لهم ولكن في القلب غصه ، ويلفقون لكم كلام لا تقولونه وايحائهم للمشاهد برفضكم للاعتراف للرسول بالشهادة ثم يستجدون المشاهد عدم السماع لكم ويحلفون بالله انهم على حق !! سبحان من قال "يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء الا انهم هم الكاذبون


2 تعليق بواسطة سعيد علي في الإثنين 10 فبراير 2020
[91821]
________________________________________
علاقة المؤمنين برسلهم و أنبيائهم.
________________________________________
حفظكم الله جل و علا دكتور أحمد و لمن لم يقرأ سلسلة هذه المقالات من 1 إلى 11 و قرأ هذا المقال لكفاه .
من القرآن الكريم نتتبع أقوال ( المؤمنين و ليس الكافرين برسلهم و أنبيائهم ) و نحلل هذه الأقوال و هو موضوع طويل بلا شك و لكن لن نجد فيه تقديسا لأحد منهم بل بالعكس ! و هذا يرجع إلى بيئة المجتمع نفسه و طريقة التعامل و أغلب الأنبياء عليهم السلام لم يكونوا ذا شأن اجتماعي كبير – و الله أعلم حيث يجعل رسالته - و قضية تقديس النبي محمد عليه السلام لم تكن ظاهرة بهذا الشكل إلا بعد ظهور الشافعي و فهمه الخاطئ لآية : ( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) حيث لم يفرق بين معنى ( النطق ) و معنى ( القول ) فالقائل هو الله جل و علا و الناطق بقول الله جل و علا هو محمد عليه السلام لذا ليس كل ما نطق به محمد عليه السلام قولا لله عز و جل .
أحسنت دكتور أحمد مقال أكثر من رائع حفظكم الله جل و علا و الله جل و على هو فقط و بنسبة 100 % من يعزر و يوقر و يسبّح بكرة و أصيلا .

3 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الثلاثاء 11 فبراير 2020
[91824]
________________________________________
شكرا استاذ سعيد على ، وشكرا استاذ عمر ، واقول :
________________________________________

أهل القرآن المؤمنون به وحده حديثا هم أولى الناس بالنبى محمد عليه السلام ، وهم أكثر الناس حُبّا له وإحتراما له .
ندعو الله جل وعلا أن يجعلنا فى رفقة مع الأنبياء والصديقين والصالحين والشهداء. .


المقال الثانى عشر
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
من آمن ب (محمد) فقد كفر:(12): الكفر والتكذيب بالآيات والكتاب وليس بشخص النبى
آحمد صبحي منصور في الإثنين 10 فبراير 2020
________________________________________

من آمن ب (محمد) فقد كفر:(12): الكفر والتكذيب بالآيات والكتاب وليس بشخص النبى
الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
الكفر والتكذيب بالآيات والكتاب وليس بشخص النبى
مقدمة
1 ـ لو قال نبىُّ لقومه :( لقد أكلت تفاحا ) فكذّبوه ، فليس هذا تكذيبا في الدين ولا كفرا بالرسالة التي يبلغها النبى الرسول . هو تكذيب في أمر شخصى.
ليس شخص النبى الرسول محل إيمان أو كفر .
2 ـ مع إختلاف الزمان والمكان واللسان فإنّ كل الرسالات الإلهية تعبر عن ( لا إله إلا الله ) قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ الأنبياء ) وكلها تدعو لنبذ الكفر والشرك : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٦﴾ الزمر) ، لا فارق هنا بين رسالة نوح والرسالات التي جاءت بعده ، ولهذا فإن قوم نوح حين كذبوا برسالة نوح فقد كذبوا بكل الرسل والرسالات التي نزلت بعد إهلاكهم . قال جل وعلا : ( وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ )﴿٣٧﴾ الفرقان ) ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٠٥﴾الشعراء). أشخاص الرسل والأنبياء لا دخل لها في الإيمان أو الكفر .
3 ـ والقرآن الكريم الذى نزل مصدقا لما سبقه من كُتُب إلاهية يجعل ( الآيات ) هي محور الإيمان والتصديق أو الكفر والتكذيب . ليس تصديقا بفلان أو تكذيبا لفلان بل إيمان بالآيات أو كفر بها . ونعطى بعض تفصيلات .
أولا :
رسل الله الذين جاءوا بالصدق يقابلهم رُسُل الوحى الشيطانى الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا ويكذبون بآياته .
1 ـ قال جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّـهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿ ٣٢﴾ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ الزمر ) هو بمجرد أن يفترى على الله جل وعلا كذبا يكون قد كذّب بآيات الله . فالإفتراء الكاذب على رب العزة في داخله تكذيب بآيات الله . لذا يأتي الإفتراء والتكذيب مقترنين في كثير من الآيات . يكفى أنهم في عصرنا يتهمون الكتاب الكريم بأنه ناقص يحتاج الى سنّتهم ومُبهم يحتاج الى تفسيرهم ، ولا يكفى إذ لا بد عندهم من حديث أو رأى لعلمائهم يعضّد الآية .
2 ـ تعبير ( أظلم ) يعنى التطرف في الظلم ، لأنه ظلم لرب العزة جل وعلا ، فهؤلاء الظلمة يفترون وحيا ينسبونه لرب العزة جل وعلا ظلما وجورا ، لذا يأتي التعبير بالإستفهام الإنكارى ، يقول جل وعلا في حكم عام فوق الزمان والمكان واللسان :
2 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿الأنعام: ٢١﴾ ، فالبخارى وأمثاله ظالمون ولا يفلحون .
2 / 2 : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿يونس: ١٧﴾ فالبخارى وأمثاله مجرمون ولا يفلحون .
2 / 3 : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿الأنعام: ١٤٤﴾. هذا الظالم لا يهديه الله جل وعلا .
2 / 4 : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿الكهف: ١٥﴾
2 / 5 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿العنكبوت: ٦٨﴾
2 / 6 : ( فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿الأنعام: ١٥٧﴾
2 / 7 : عن موقفهم عند الإحتضار قال جل وعلا :
2 / 7 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿الأنعام: ٩٣﴾
2 / 7 / 2 : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿الأعراف: ٣٧﴾
2 / 8 : وعند العرض على الرحمن جل وعلا وشهادة الأشهاد عليهم ، قال جل وعلا ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿هود: ١٨﴾
2 / 9 : التابعون لأئمة الإفتراء المؤمنون بهم وبأحاديثهم الضالة قال جل وعلا عنهم :
2 / 9 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿الكهف: ٥٧﴾ . لو دعوت أحد المحمديين الى الايمان بحديث القرآن وحده سيُعرض عنك .
2 / 9 / 2 : وعن مصيره قال جل وعلا ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ﴿السجدة: ٢٢﴾
2 / 9 / 3 : وعن أنه لا أمل في هدايته قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿الصف: ٧﴾.
3 ـ وقد ضرب رب العزة جل وعلا مثلأ لمن يختار بحريته تكذيب آيات الله منحازا الى نقيضها فقال جل وعلا : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿ ١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿ ١٧٦﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿ ١٧٧﴾ الأعراف ).
4 ـ وأوضح رب العزة أنه سيُملى لهم وسيستدرجهم طالما يصممون على الإيمان بحديث آخر غير القرآن الكريم . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٢﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿١٨٣﴾ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ الأعراف )
4 / 2 : ( فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٤﴾ فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٤﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿٤٥﴾( القلم )
ثانيا : عقوبة الكافرين بآيات الله ليست بديلا عن عذاب الآخرة
1 ـ يوجد الكتاب الإلهى بآياته ويوجد في المقابل أحاديث شيطانية تملأ أطنانا من المؤلفات ، وفى كل زمان ومكان . لكل فرد حريته في الإيمان بالكتاب الالهى وحده حديثا أو بالإيمان بالمفتريات الشيطانية ، وهو يتحمل المسئولية . والذى يختار التكذيب بآيات الله يتعرض للعقاب . قال جل وعلا : ( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿ ٣٥﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٦﴾ الأعراف )
2 ـ قال جل وعلا عن إستهزاء الأمم السابقة بآيات الله ورسله :
2 / 1 : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿الأنعام: ١٠﴾
2 / 2 : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿الرعد: ٣٢﴾
2 / 3 : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿الأنبياء: ٤١﴾
3 ـ وقال جل وعلا عن إهلاكهم بسبب تكذيبهم بآيات الله جل وعلا :
3 / 1 : قوم نوح :
3 / 1 / 1 : ( فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴿الأعراف: ٦٤﴾
3 / 1 / 2 :( فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿يونس: ٧٣﴾
3 / 1 / 3( وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿الأنبياء: ٧٧﴾. الوصف لهم هو بتكذيب الآيات وليس تكذيب شخص نوح .
3 / 2 : قوم عاد :
3 / 2 / 1 : ( فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿الأعراف: ٧٢﴾
3 / 2 / 2 ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿فصلت: ١٥﴾. الوصف لهم هو بتكذيب الآيات وليس تكذيب شخص هود.
3 / 3 : قوم ثمود : ( لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٨٠﴾ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٨١﴾ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ﴿٨٢﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ﴿٨٣﴾ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨٤﴾ الحجر ) . أيضا تكذيب الآيات وليس شخص النبى صالح .
3 / 4 : عن قريش والعرب : ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿آل عمران: ١١﴾أي إنهم ساروا على دأب فرعون ومن سبقه في تكذيب الآيات .
ثالثا :
الخلود في الجحيم هو عقوبة الكافرين المكذبين بالآيات في الآخرة، وليس المكذبين بأشخاص الأنبياء والرُّسُل :
لم يأت الذين كذبوا بمحمد أو بنوح ، وإنما كذبوا وكفروا بالآيات . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٣٩﴾
2 ـ ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿الأعراف: ٣٦﴾
3 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿الحج: ٥٧﴾
4 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿المائدة: ٨٦﴾
5 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿الأعراف: ٤٠﴾
6 ـ ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿الأعراف: ٥١﴾
7 ـ ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿الأعراف: ١٤٧﴾
8 ـ ( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَـٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿الروم: ١٦﴾
9ـ ( ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿الكهف: ١٠٦﴾
10 ـ ( ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّـهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿فصلت: ٢٨﴾
11 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿فصلت: ٤٠﴾
12 ـ ( وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ ﴿الشورى: ٣٥﴾
13 ـ ( وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿الجاثية: ٩﴾
14 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿التغابن: ١٠﴾
15 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴿١٩﴾ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ ﴿٢٠﴾ البلد )
16 ـ هذه الآيات الكريمة نهديها لمن يسعى في آيات الله معاجزا يسأل : اين كذا في القرآن ؟
16 / 1 : ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿الحج: ٥١﴾.
16 / 2 :( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿سبإ: ٥﴾
16 / 3 : ( وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿سبإ: ٣٨﴾
17 : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿الأنعام: ٤٩﴾
18 ـ ( وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ﴿٢٨﴾ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴿٢٩﴾ فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴿٣٠﴾ النبأ )
رابعا :
التذكير بالآيات ( وليس بشخص النبى ) في مواقف مختلفة في اليوم الآخر
عند الحشر : قال جل وعلا :
1 : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿ ١٢٦﴾ طه )
2 : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿ ٨٣﴾( حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿النمل: ٨٤﴾
عند الميزان : قال جل وعلا :( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴿الأعراف: ٩﴾
عند الإشهاد عليهم : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿الأنعام: ١٣٠﴾
عند أبواب جهنم
( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿الزمر: ٧١﴾
عند رؤية النار:
قال جل وعلا :( أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾الزمر﴾
خامسا : التذكير بالآيات ( وليس بشخص النبى ) في تفصيلات جهنم .
قال جل وعلا :
1 ـ عن حشرهم في جهنم : ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿٩٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴿٩٨﴾ الاسراء )
2 ـ عن عدم الخروج من النار :
2 / 1 : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴿٧٦﴾ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿٧٧﴾ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٨﴾ الزخرف )
2 / 2 : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿٣٦﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧﴾ فاطر)
2 / 3 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿النساء: ٥٦﴾
3 ـ صراخهم : ( حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ ﴿٦٤﴾ لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ ﴿٦٥﴾ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴿٦٦﴾ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴿٦٧﴾ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾ المؤمنون )
4 ـ الأغلال والسحب والسجر في النار : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ ﴿٦٩﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٧٠﴾ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿٧١﴾ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴿٧٢﴾ غافر ) . السجر هو تحول الماء ( الحميم ) ( ماء النار ) الى لهب .
أخيرا
1 ـ هل البخارى والأحاديث الشيطانية تستحق ذلك العذاب ؟
2 ـ وماذا عن المؤمنين بالآيات الإلهية ؟ قال جل وعلا :
2 / 1 : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿السجدة: ١٥﴾
2 / 2 : ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴿الزخرف: ٦٩﴾
2 / 3 : ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿الأعراف: ١٧٠﴾
3 ـ وعن المقارنة بين من يؤمن بالآيات ومن يكفر بها قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿الحديد: ١٩﴾.


الخاتمة
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
خاتمة كتاب ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر.
آحمد صبحي منصور في الأربعاء 12 فبراير 2020
________________________________________
خاتمة كتاب ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر.
( الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
أولا : لماذا هذا الكتاب ؟
1 ـ يحلم أئمة المحمديين بنشر دينهم في العالم كله ، ويتحسّرون على الذين لم تبلغهم رسالة الإسلام في مجاهل أفريقيا والأمازون ، وهم يتهمون المسيحيين بالكفر لأن المسيحيين يعبدون المسيح ويزعمون أن المسيح إبن لله ، تعالى الله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا . ومن الطبيعى أن يعتبر المحمديون أنهم على الحق .
2 ـ ـ يحلم أئمة المسحيين بنشر دينهم في العالم كله ، ويتحسّرون على الذين لم تبلغهم رسالة المسيحية في مجاهل أفريقيا والأمازون ، وهم يتهمون المسلمين بالكفر لأن المسلمين لا يؤمنون أن المسيح إبن لله ، تعالى الله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا . ومن الطبيعى أن يعتبر المسيحيون أنهم على الحق .
3 ـ الذى لا يعلمه المسيحيون أن المحمديين لا يعتبرون المسيح إبن الله لأن القرآن أعلن كفر من قال هذا . ولكن المحمديين يقولون في ( محمد ) ما قاله المسيحيون في المسيح . يزعم المحمديون أن محمدا مخلوق من نور الله ، وهو نفس المفهوم من الزعم بأنه إبن الله ، وهم يقولون أن محمدا كان نبيا وآدم بين الماء والطين وكان نبيا وآدم لا ماء ولا طين ، ويقولون بحديث ( أول من خلق الله نور نبيك يا جابر ). وهذا تأليه لمحمد عند المحمديين يشابه تأليه المسيحيين للمسيح .
4 ـ الذى لا يعلمه المحمديون:
4 / 1 : أنهم إتخذوا أئمتهم أربابا من دون الله بمثل ما فعل المسيحيون وغيرهم الذين إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، مع أن رب العزة جل وعلا يقول : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٣١﴾ التوبة )
4 / 2 ـ أن الله جل وعلا أمر رسوله أن يقول لأهل الكتاب : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾آل عمران )، فالمحمديون خالفوا هذا تماما ، فهم جعلوا محمدا وأولياءهم وأئمتهم شركاء لله جل وعلا في ملكه وفى حُكمه في الدنيا وفى يوم الدين ، وهم الذين إتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله ( مثلا : البخارى ، الحسين ، السيدة زينب ..الخ )، بالتالى فهم محمديون وليسوا مسلمين .
5 ـ الذى لا يعلمه المحمديون والمسيحيون أنهم يعبدون بشرا مثلهم ( المسيح والأحبار والرهبان ) و ( محمد والأئمة والأولياء وآل البيت والصحابة والخلفاء ) مع فارق هام أن آلهة المحمديين أضعاف آلهة المسيحيين لأن الصحابة وحدهم عشرات الألوف بينما كان الحواريون عشرات فقط .
7 ـ إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.
أخيرا
نرجو تدبر قوله جل وعلا :
1 ـ ( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿٥٧﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿٥٨﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿٥٩﴾ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿٦٠﴾ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ الواقعة )
أين محمد البشر فيما سبق ؟ هل هو الخالق أم هو مثلنا مخلوق ؟
إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.
2 ـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾ مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج )
أين محمد البشر فيما سبق ؟ هل هو الخالق أم هو مثلنا مخلوق ؟ هل يستطيع الإله الذى سموه ( محمدا ) ان يخلق ذبابة واحدة ؟ هل يستطيع الحسين وآل البيت والبخارى وإبن تيمية وإبن فلان خلق ذبابة واحدة ؟
إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.
3 ـ ( وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿٦ ٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾ ﴾ الزمر )
أين محمد البشر فيما سبق ؟ هل هو مالك يوم الدين أم سيؤتى به مع الشهداء يوم الدين ؟
إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.

تعليق: من بول البعير لروث البقر يا قلبى لا تحزن | تعليق: ... | تعليق: ... | تعليق: الحوينى واحد من أشد الناس عداوة للإسلام | تعليق: شكرا استاذ عمر ، وإقتراحك مقبول | تعليق: لي اقتراح | تعليق: البندقية وجدها لا تكفى . | تعليق: شكرا استاذ سعيد على ، وشكرا استاذ عمر ، واقول : | تعليق: تخلف فى أوقح صوره ومُتاجرة رخيصة بالقرءان العظيم . | تعليق: ساهون | خبر: العفو الدولية تطالب إيران بالإفراج الفوري عن الناشطة نرجس محمدي | خبر: سخرية لاذعة من نصر الله بعد حوار ملك الموت بشأن سليماني | خبر: صراع عمره أكثر من 20 عامًا.. دليلك الشامل لفهم حرب أفغانستان | خبر: روث البقر لعلاج فيروس كورونا.. هذا ما تروجه منظمة هندوسية | خبر: معتقلي الرأي: صدور حكم نهائي بسجن أصغر معتقل رأي في السعودية | خبر: أمريكا تفتح تحقيقاً مع جامعتي هارفارد وييل لتلقيهما تمويلاً سرياً من السعودية والصين | خبر: فترات النوم المناسبة لكل الأعمار.. من حديثي الولادة إلى المسنين | خبر: الديهي ينشر مقطعا لأبو إسحاق الحويني: أفسدنا كثيرا وجنينا على الناس | خبر: 6 منظمات حقوقية تدين تعذيب باحث في مصر | خبر: الحرب في ليبيا: مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار | خبر: متى تكون مقارنة نفسك بالآخرين أمرا منطقيا؟ | خبر: وثائقي فرنسي: ولي العهد السعودي دكتاتور متهور يقود بلاده نحو الخراب | خبر: إجبار عائلات معارضين سعوديين على تأييد بيان أمني | خبر: ثورة أكلت أبناءها.. كيف انقلب الخميني على تطلعات الإيرانيين قبل 41 عاما؟ | خبر: أوسكار 2020: حكاية ثوبين لسوريتين وصلتا الأوسكار |
الإيمان ليس بشخص محمد، ولكن بما ( أنزل على محمد) :
خاتمة كتاب ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر.
آحمد صبحي منصور في الأربعاء 12 فبراير 2020
________________________________________


خاتمة كتاب ( من آمن ب ( محمد ) فقد كفر.
( الإيمان ليس بشخص محمد،ولكن بما ( أنزل على محمد)
أولا : لماذا هذا الكتاب ؟
1 ـ يحلم أئمة المحمديين بنشر دينهم في العالم كله ، ويتحسّرون على الذين لم تبلغهم رسالة الإسلام في مجاهل أفريقيا والأمازون ، وهم يتهمون المسيحيين بالكفر لأن المسيحيين يعبدون المسيح ويزعمون أن المسيح إبن لله ، تعالى الله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا . ومن الطبيعى أن يعتبر المحمديون أنهم على الحق .
المزيد مثل هذا المقال :
• خاتمة كتاب ( المعارضة السعودية فى القرن العشرين )
• خاتمة كتاب ( قل )
• خاتمة كتاب :( مبادىء الشريعة الاسلامية وكيفية تطبيقها )
• خاتمة كتاب ( هجص مالك فى الموطأ ):
• خاتمة كتاب ( لكل نفس بشرية جسدان )
• خاتمة كتاب ( سفاح نيوزلنده ) :
• خاتمة كتاب ( المجتمع المصرى ..فى عصر قايتباى )
• خاتمة كتاب ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية )
2 ـ ـ يحلم أئمة المسحيين بنشر دينهم في العالم كله ، ويتحسّرون على الذين لم تبلغهم رسالة المسيحية في مجاهل أفريقيا والأمازون ، وهم يتهمون المسلمين بالكفر لأن المسلمين لا يؤمنون أن المسيح إبن لله ، تعالى الله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا . ومن الطبيعى أن يعتبر المسيحيون أنهم على الحق .
3 ـ الذى لا يعلمه المسيحيون أن المحمديين لا يعتبرون المسيح إبن الله لأن القرآن أعلن كفر من قال هذا . ولكن المحمديين يقولون في ( محمد ) ما قاله المسيحيون في المسيح . يزعم المحمديون أن محمدا مخلوق من نور الله ، وهو نفس المفهوم من الزعم بأنه إبن الله ، وهم يقولون أن محمدا كان نبيا وآدم بين الماء والطين وكان نبيا وآدم لا ماء ولا طين ، ويقولون بحديث ( أول من خلق الله نور نبيك يا جابر ). وهذا تأليه لمحمد عند المحمديين يشابه تأليه المسيحيين للمسيح .
4 ـ الذى لا يعلمه المحمديون:
4 / 1 : أنهم إتخذوا أئمتهم أربابا من دون الله بمثل ما فعل المسيحيون وغيرهم الذين إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، مع أن رب العزة جل وعلا يقول : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٣١﴾ التوبة )
4 / 2 ـ أن الله جل وعلا أمر رسوله أن يقول لأهل الكتاب : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾آل عمران )، فالمحمديون خالفوا هذا تماما ، فهم جعلوا محمدا وأولياءهم وأئمتهم شركاء لله جل وعلا في ملكه وفى حُكمه في الدنيا وفى يوم الدين ، وهم الذين إتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله ( مثلا : البخارى ، الحسين ، السيدة زينب ..الخ )، بالتالى فهم محمديون وليسوا مسلمين .
5 ـ الذى لا يعلمه المحمديون والمسيحيون أنهم يعبدون بشرا مثلهم ( المسيح والأحبار والرهبان ) و ( محمد والأئمة والأولياء وآل البيت والصحابة والخلفاء ) مع فارق هام أن آلهة المحمديين أضعاف آلهة المسيحيين لأن الصحابة وحدهم عشرات الألوف بينما كان الحواريون عشرات فقط .
7 ـ إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.
أخيرا
نرجو تدبر قوله جل وعلا :
1 ـ ( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿٥٧﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿٥٨﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿٥٩﴾ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿٦٠﴾ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ الواقعة )
أين محمد البشر فيما سبق ؟ هل هو الخالق أم هو مثلنا مخلوق ؟
إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.
2 ـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾ مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج )
أين محمد البشر فيما سبق ؟ هل هو الخالق أم هو مثلنا مخلوق ؟ هل يستطيع الإله الذى سموه ( محمدا ) ان يخلق ذبابة واحدة ؟ هل يستطيع الحسين وآل البيت والبخارى وإبن تيمية وإبن فلان خلق ذبابة واحدة ؟
إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.
3 ـ ( وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿٦ ٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾ ﴾ الزمر )
أين محمد البشر فيما سبق ؟ هل هو مالك يوم الدين أم سيؤتى به مع الشهداء يوم الدين ؟
إلى متى يكفر المحمديون برب العالمين ؟
موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون.


________________________________________

التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة عمر على محمد في الأربعاء 12 فبراير 2020
[91826]
________________________________________
لي اقتراح
________________________________________

الله يبارك فيك دكتورنا العزيز واسمح لي ان اقترح ان تضاف مقالة " النبى عندهم مختوم على قفاه" التي كتبتها قبل عدة سنوات في الكتاب لانها مرتبطه بنفس الموضوع ارتباط كبير .



2 تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور في الخميس 13 فبراير 2020
[91827]
________________________________________
شكرا استاذ عمر ، وإقتراحك مقبول
________________________________________

وبعون الله جل وعلا سننشر المقال المشار اليه ملحقا بالكتاب.

الملحق :
النبى عندهم مختوم على قفاه
آحمد صبحي منصور في الخميس 16 اكتوبر 2014
________________________________________


مقدمة
1 ــ أرباب الديانات الأرضية يخترعون لهم إلاها يوافق أهواءهم ، ويختلقون شخصية للنبى من خيالاتهم ، تجمع بين التأليه والتحقير ، يجعلونه إلاها وفى نفس الوقت مدعاة للسخرية والتندر . ويكون هذا بالتناقض مع الشخصية الحقيقية للنبى فى الرسالة السماوية. وألأنبياء هم صفوة الخلق ، والله جل وعلا هو الأعلم حيث يضع رسالاته .
2 ـ من صفات محمد رسول الله أنه خاتم النبيين ، او خاتم المرسلين من لدن الله جل وعلا ، يقول جل وعلا : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40) ) الأحزاب ). ووردت كلمة ( مختوم ) وصفا مجازيا لشراب أهل الجنة : ( يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين ) .
المزيد مثل هذا المقال :
• النبي شهيدا عليهم وليس شفيعا لهم ...!!!
• رسالة من على شفا قبر
• هل كان يصلي النبي على نفسه
• الصلاة على النبي.. المفهوم الغائب
• قمر سيدنا النبي قمر يارسول الله
• ( 11)التشابه بين السلفيين والمنافقين فى رفض الاحتكام الى القرآن الكريم
• دعوة لأهل القرآن لتفعيل مشروع جامعة ( أهل القرآن )
• الصلاة علی النبي
3 ـ تحول ( الخاتم ) أو ( ختم النبوة ) الى ( وسم ) أو ( وشم ) جعلوه على ( قفا ) ( النبى ) الذى إختلقوه ، والذى لا صلة له على الاطلاق بخاتم النبيين محمد رسول الله عليه السلام . هنا وصف للتحقير لأنك إذا أردت أن تسخر من شخص قلت عنه ( مختوم على قفاه ) . و ( الختم ) أو ( الوسم ) يكون للحيوان، وورد قوله جل وعلا تحقيرا لبعض المشركين وما ينتظره من عذاب يوم الدين : ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) القلم ).
4 ـ ونعطى أمثلة لما ذكره أرباب الدين السنى عن نبيهم ( المختوم على قفاه ) والذى لا شأن له على الاطلاق بخاتم النبيين محمد عليه سلام الله جل وعلا .
أولا : فى العصر العباسى
1 ـ يذكر البخارى فى ( صحيح البخارى : كتاب المناقب : باب خاتم النبوة ) ( 3348 : حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا حاتم عن الجعيد بن عبد الرحمن قال سمعت السائب بن يزيد قال ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وقع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه قال ابن عبيد الله الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه قال إبراهيم بن حمزة مثل زر الحجلة ) هنا الولد ( السائب بن زيد ذهب مع خالته الى نبيهم المزعوم ، والولد العفريت توضأ من من فضلات وضوء ذلك النبى المزعوم . وبعدها نظر الولد العفريت الى ظهر هذا النبى ( العارى بالطبع ) فرأى خاتم النبوة ..ووصفه فإذا هو مثل زر الحجلة ..يا للهول ..!
2 ـ صحيح مسلم باب الفضائل : ( باب إثبات خاتم النبوة وصفته ومحله من جسده صلى الله عليه وسلم) :(2344 : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة قال رأيت خاتما في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بيضة حمام وحدثنا ابن نمير حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا حسن بن صالح عن سماك بهذا الإسناد مثله ) هنا شخص آخر هو جابر بن سمرة يزعم انه رأى خاتما آخر ، مختلفا عن الخاتم الذى رآه الولد السابق . الخاتم الجديد بيضة حمامة ..وليس فاتن حمامة .!

3 ـ كتاب الشمائل المحمدية :مؤلفه لمحمد بن عيسى السلمي البوغي الترمذي ، من أهل ترمذ (على نهر جيحون) ولد سنة (209هـ) تتلمذ للبخاري، ومات بترمذ سنة (279هـ))تحت عنوان : ( باب ما جاء في خاتم النبوة) توسع هذا الترمذى فى أحاديث الخاتم ، يقول :( 15- حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن الجعد بن عبد الرحمن قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع. فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ، فشربت من وضوئه، وقمت خلف ظهره، فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه، فإذا هو مثل زر الحجلة.
16- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال: حدثنا أيوب بن جابر، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: «رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدة حمراء مثل بيضة الحمامة».
17- حدثنا أبو مصعب المدني قال: حدثنا يوسف بن الماجشون، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدته رميثة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربه لفعلت، يقول لسعد بن معاذ يوم مات: «اهتز له عرش الرحمن».
18- حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، وعلي بن حجر، وغير واحد، قالوا: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال: حدثني إبراهيم بن محمد، من ولد علي بن أبي طالب قال: كان علي، إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث بطوله- وقال: «بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين».
19- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عزرة بن ثابت قال: حدثني علباء بن أحمر اليشكري قال: حدثني أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا زيد، ادن مني فامسح ظهري»، فمسحت ظهره، فوقعت أصابعي على الخاتم قلت: وما الخاتم؟ قال: «شعرات مجتمعات».
20- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي قال: حدثنا علي بن حسين بن واقد، قال حدثني أبي قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة، يقول: جاء سلمان الفارسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا سلمان ما هذا؟» فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك، فقال: «ارفعها، فإنا لا نأكل الصدقة» قال: فرفعها، فجاء الغد بمثله، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما هذا يا سلمان؟» فقال: هدية لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ابسطوا ...
22- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا بشر بن الوضاح قال: حدثنا أبو عقيل الدورقي، عن أبي نضرة العوقي قال: سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني خاتم النبوة- فقال: «كان في ظهره بضعة ناشزة».
23- حدثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي البصري قال: أخبرنا حماد بن زيد، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ناس من أصحابه، فدرت هكذا من خلفه، فعرف الذي أريد، فألقى الرداء عن ظهره، فرأيت موضع الخاتم على كتفيه مثل الجمع حولها خيلان كأنها ثآليل، فرجعت حتى استقبلته، فقلت: غفر الله لك يا رسول الله، فقال: «ولك» فقال القوم: أستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، ولكم، ثم تلا هذه الآية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ).
ثانيا : فى العصر المملوكى :
كتاب ( عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير) لابن سيد الناس ، وهو ( محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن سيد الناس اليعمري الربعي، ولد بالقاهرة سنة (671هـ) وتوفي فيها سنة (734هـ ) . تحت عنوان : ( خاتم النبوة ) جمع ابن سيد الناس كل الهجص الذى قاله العصر العباسى عن ( ختم أو خاتم النبوة ) وأنواع هذا الختم ، لنعرف أنه أختام متعددة ومختلفة وفى مواضع مختلفة من الظهر والقفا ، يقول : ( عن جابر بن سمرة قال رأيت للنبي صلّى الله عليه وسلّم عند كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسده وفي لفظ سلعة مثل بيضة الحمامة‏.‏) ( وقد روى عن أبي رمثة أنه شعر مجتمع عند كتفيه‏.‏) ( وروى عنه أيضاً أنه مثل بيض الحمامة وأنه قال يا رسول الله ألا أداويك منها فقال يداويها الذي وضعها‏.‏ ) ( وروى عنه أيضاً قال مثل التفاحة وعن سلمان الفارسي أنه قال كان مثل بيضة الحمامة بين كتفيه . وقيل على نغض كتفه الأيسر . وقيل كانت بضعة لحم كلون بدنه وقيل كانت كرز الحجلة . وقيل كانت ثلاث شعرات مجتمعات . وقيل كانت شامة خضراء محتفرة في اللحم . وقال عبد الله بن سرجس رأيت خاتم النبوة جمعاً عليه خيلان كأنها الثآليل عند ناغض، وروى عنه غضروف كتفه اليسرى . وفي رواية سود رواه مسلم . وقيل مثل البندقة وقيل كأثر المحجم وقيل كركبة العنز. أسنده أبو عمر عن عباد بن عمرو ، وقيل نور عن ابن عائذ في مغازيه بسنده إلى شداد بن أوس فذكر حديث الرضاع وشق الصدر‏.‏وفيه وأقبل الثالث يعني الملك وفي يديه خاتم له شعاع فوضعه بين كتفيه وثدييه ووجد برده زماناً وقيل ولد وهو به‏.‏وذكر الواقدي عن شيوخه قالوا لما شكوا في موت النبي صلّى الله عليه وسلّم وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت إنه قد توفي وقد رفع الخاتم من بين كتفيه‏.‏) ويقول فى النهاية : ( فهذا الذي عرف بعد موته عليه السلام‏. )
ثالثا : فى عصرنا البائس : عصر الوهابية وعصر داعش :
فى موقع ( إسلام ويب )
1 ـ http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=36751
سؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أريد أن أعرف ما هي صفات خاتم النبوة؟ وما هي الكلمات التي كتبت عليه؟ وشكرا )
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد وردت الأحاديث الصحيحة بوصف خاتم النبوة ومحله من جسد النبي صلى الله عليه وسلم.. من ذلك ما رواه مسلم عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: ثُمّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَىَ خَاتِمِ النّبُوّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَىَ جُمْعاً. عَلَيْهِ خِيلاَنٌ كَأَمْثَالِ الثّآلِيلِ. ومن ذلك أيضًا ما رواه مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: وَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ. يُشْبِهُ جَسَدَه. قال النووي رحمه الله: أما بيضة الحمامة فهو بيضتها المعروفة، وأما قوله: جُمْعًا، فبضم الجيم وإسكان الميم، ومعناه: أنه كجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها. وأما الخيلان فبكسر الخاء المعجمة وإسكان الياء جمع خال وهو الشامة في الجسد. والله أعلم. قال القاضي: وهذه الروايات متقاربة متفقة على أنها شاخص في جسده قدر بيضة الحمامة. انتهى من شرح النووي لمسلم ، بتصرف. وأما الكتابة فلا نعلم حديثًا يدل على وجودها عليه. بل كل الأحاديث الواردة في هذا تدل على أنه بضعة ناشزة من جسده صلى الله عليه وسلم، تشبه جسده عليها الخيلان أي الشامات. والله أعلم. )
2 ـ وتوضيح آخر فى هذه القضية الخطيرة والمصيرية :
http://articles.islamweb.net/media/index.php?id=58980&lang=A&page=article
يقول : ( من جملة الخصائص التي خص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خاتم النبوة بين كتفيه، من الجهة اليسرى، وهو بروز على جسده الشريف صلى الله عليه وسلم بحجم البيضة الصغيرة، قال القرطبي : اتفقت الأحاديث الثابتة على أن الخاتم كان شيئاً بارزاً أحمر عند كتفه الأيسر، قدره إذا قلل كبيضة الحمامة، وإذا كثر كجمع اليد.وخاتم النبوة علامة ظاهرة رآها عدد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم.فهذا السائب بن يزيد رضي الله عنه يصف خاتم النبوة بأنه مثل البيضة الصغيرة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم، فيقول: ( ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زرِّ الحَجَلَة - بيض نوع من الطيور-) متفق عليه.) . وهذا جابر بن سمرة رضي الله عنه يصفه بأنه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده صلى الله عليه وسلم، فيقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته - أي اختلط سواد شعره ببياضه - ، وكان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية، فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال: لا، بل كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً، ورأيت الخاتم عند كتفه، مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده) رواه مسلم .) ، وهذا عاصم بن سليمان ، عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه يصفه بأنه مثل قبضة الكف عليه خيلان، أعلى كتفه اليسرى صلى الله عليه وسلم، فيقول: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأكلت معه خبزاً ولحماً، أو قال ثريداً، ثم درت خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض - أعلى - كتفه اليسرى، جمعا - مثل قبضة الكف - ، عليه خيلانٌ - جمع خال وهي الشامة في الجسد- ) رواه مسلم .)،
وهذا سلمان الفارسي رضي الله عنه يذكر قصة إسلامه، ورؤيته للخاتم، فيقول: ( ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد، وقد تبع جنازة من أصحابه، عليه شملتان له، وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدرته عرف أني استثبت في شيء وصف لي، قال: فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم، فعرفته، فانكببت عليه اقبله، وأبكى، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحول فتحولت، فقصصت عليه حديثي) رواه الإمام أحمد وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن.). وهناك من الصحابيات من رأى خاتم النبوة على كتفه صلى الله عليه وسلم أيضاً:فهذه أم خالد بنت خالد بن سعيد تقول: ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي، وعليّ قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سنه سنه، وهي بالحبشية حسنة، قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعها)رواه البخاري .) . وفى النهاية يقول فضيلة الامام السّنى : ( تلك هي علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، وخاصية من خصوصياته، أكرمه الله بها، وميزه بها على غيره، وهو المبعوث إلى الناس عامة، وهو النبي الخاتم، فهل يبقى مع كل هذه البراهين مكذب، ومع كل هذه الأدلة متذبذب.)
3 ـ ولأنها قضية مصيرية فإن الأسئلة تتوالى : http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=247432
ويأتى هذا السؤال عن تفصيلات إيمانية عن الختم الذى على القفا وزمانه : ( هل كان خاتم النبوة موجودا في ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عند ولادته؟ أم أنه وضع على ظهره من بعد ولادته حينما شق صدره؟ وهل صحيح أن يهوديا كان يعيش في مكة رأى خاتم النبوة في ظهر النبي صلى الله عليه وسلم حينما سمع بولادته صلى الله عليه وسلم؟.
وتأتى الاجابة الحاسمة : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فللعلماء خلاف في ذلك، فقد جاء في فتح الباري لابن حجر:... ومقتضى هذه الأحاديث أن الخاتم لم يكن موجودا حين ولادته ففيه تعقيب على من زعم أنه ولد به، وهو قول نقله أبو الفتح اليعمري بلفظ: قيل ولد به، وقيل حين وضع، نقله مغلطاي عن يحيى بن عائذ، والذي تقدم أثبت، ووقع مثله في حديث أبي ذر عند أحمد والبيهقي في الدلائل وفيه: وجعل خاتم النبوة بين كتفي كما هو الآن ـ وفي حديث شداد بن أوس في المغازي لابن عائد في قصة شق صدره وهو في بلاد بني سعد بن بكر: وأقبل وفي يده خاتم له شعاع فوضعه بين كتفيه وثدييه ـ الحديث، وهذا قد يؤخذ منه أن الختم وقع في موضعين من جسده، والعلم عند الله. واختار الزرقاني أن وضع الخاتم تكرر، فقال في شرح المواهب اللدنية: واختلف في جواب قول السائل: هل ولد وهو به أو وضع بعد ولادته على قولين؟ فقيل: ولد به، نقله ابن سيد الناس، ورده في الفتح بأن مقتضى الأحاديث السابقة أن الخاتم لم يكن موجودًا حين ولادته، قال: ففيها تعقب على من زعم أنه ولد به، واختلف القائلون بالثاني، فقيل: حين ولد، نقله مغلطاي عن يحيى بن عائذ، وورد به حديث ابن عباس عند أبي نعيم وغيره وفيه نكارة، قيل: عند شق صدره وهو في بني سعد، وورد في حديث عتبة بن عبد عند أحمد والطبراني، وقطع به عياض. قال الحافظ: وهو الأثبت، وفي حديث عائشة المار قريبًا أنه عند المبعث، وعند أبي يعلى وابن جرير الحاكم في حديث المعراج من حديث أبي هريرة: ثم ختم بين كتفيه بخاتم النبوة، وطريق الجمع أن الختم تكرر ثلاث مرات في بني سعد، ثم عند المبعث، ثم ليلة الإسراء، كما دلت عليه الأحاديث، ولا بأس بهذا الجمع، فإن فيه إعمال الأحاديث كلها، إذ لا داعي لرد بعضها وإعمال بعضها، لصحة كل منها، وإليه أشار الشامي ـ كما مر ـ وأما رواية بعد الولادة فضعيفة، وأما أنه ولد به فضعيف أيضًا يطلب زاعمه، بدليله. انتهى. وأما بخصوص قصة اليهودي، فقد قال السيوطي في الخصائص: أخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يَهُودِيّ قد سكن مَكَّة يتجر بهَا فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي ولد فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مجْلِس من قُرَيْش يَا معشر قُرَيْش هَل ولد فِيكُم اللَّيْلَة مَوْلُود؟ فَقَالَ الْقَوْم وَالله مَا نعلمهُ، قَالَ احْفَظُوا مَا أقول لكم: ولد هَذِه اللَّيْلَة نَبِي هَذِه الْأمة الْأَخِيرَة بَين كَتفيهِ عَلامَة فِيهَا شَعرَات متواترات كَأَنَّهُمْ عرف فرس لَا يرضع لَيْلَتَيْنِ وَذَلِكَ أن عفريتا من الْجِنّ أَدخل إصبعه فِي فَمه فَمَنعه الرَّضَاع فتصدع الْقَوْم من مجلسهم وهم يتعجبون من قَوْله، فَلَمَّا صَارُوا إِلَى مَنَازِلهمْ أخبر كل إنسان مِنْهُم أَهله، فَقَالُوا: قد ولد لعبد الله بن عبد الْمطلب غُلَام سموهُ مُحَمَّدًا، فَالتقى الْقَوْم حَتَّى جَاءُوا الْيَهُودِيّ فأخبروه الْخَبَر، قَالَ فاذهبوا معي حَتَّى أنْظُر إليه، فَخَرجُوا بِهِ حَتَّى أدخلوه على آمِنَة، فَقَالَ: اخْرُجِي إِلَيْنَا ابْنك، فأخرجته وكشفوا لَهُ عَن ظَهره فَرَأى تِلْكَ الشامة، فَوَقع الْيَهُودِيّ مغشيا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاق قَالُوا: وَيلك مَا لَك! قَالَ: وَالله ذهبت النُّبُوَّة من بني إسرائيل أفرحتم بِهِ يَا معشر قُرَيْش؟ أما وَالله ليسطون بكم سطوة يخرج خَبَرهَا من الْمشرق إِلَى الْمغرب. انتهى.وهذه القصة حسنها الحافظ ابن حجر في الفتح، وعزاها إلى يعقوب بن سفيان، وقال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف بعد إيرادها: وهذا الحديث يدل على أنه ولد بخاتم النبوة بين كتفيه. وخاتم النبوة: من علامات نبوته التي كان يعرفه بها أهل الكتاب ويسألون عنها ويطلبون الوقوف عليها، وقد روي: أن هرقل بعث إلى النبي بتبوك من ينظر له خاتم النبوة ثم يخبره عنه، وقد روي من حديث أبي ذر وعتبة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنالملكين اللذين شقا صدره وملآه حكمة هما اللذان ختماه بخاتم النبوة ـ وهذا يخالف حديثعائشة هذا، وقد روي أن هذا الخاتم رفع بعد موته من بين كتفيه، ولكن إسناد هذا الخبر ضعيف. والله أعلم.)
أخيرا
السفر للكواكب أصبح نزهة لدى الغربيين والهنود والصينيين، أما علماء الوهابية فهم مشغولون بهذا الهجص الذى إخترعه لهم العصر العباسى . لا توجد مشاكل على الاطلاق فى الشرق الأوسط . وأصبح لديهم وقت طويل للهجص .. لأن دينهم مؤسس على الهجص .



التعليقات (2)
1 تعليق بواسطة احمد احمد في الجمعة 17 اكتوبر 2014
[76260]
________________________________________
النبي شخص عادي وليس سوبر مان
________________________________________

النبي بالنسبة لنا ماهو إلا وسيط اختاره الله سبحانه وتعالى أدى رسالته ورحل لايهمنا شخصه بقدر مايهمنا ماجاء به من دعوة للتوحيد وعبادة الخالق وعدم الشرك به وما على الرسول الا البلاغ وما على البشر إلا الطاعة أما بالنسبة لهولاء فهو شخص غير عادي, خارق للعادة, super power´-or-super men يتم التعلق بشخصه أكثر مما جاء به وهذا الفرق بيننا وبينهم.

2 تعليق بواسطة مروة احمد مصطفى في الأحد 19 اكتوبر 2014
[76265]
________________________________________
آنك لعلي خلق عظيم
________________________________________

قال الله سبحانه وتعالي مخاطبآ رسوله الكريم (إنك لعلي خلق عظيم ) أي إن الله أعد رسوله الكريم ووهبه أحسن الأخلاق لكي يكون أمينآ وكفئآ لتوصيل الرساله ولم يشر الله سبحانه وتعالي إلي أي أي علامات جسدية تميز نبيه الكريم بل هي الأخلاق فقط .
ولكن أتباع السنه والسلفيين أبوا الا يجعلوا النبي شخصآ مقدسآ ويبتعدون كل البعد عن الرساله العظيمة التي بعثه الله من أجلها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن