أن تزل قدمك عن الدين والوطن

حسين النور
halnoor365@gmail.com

2020 / 2 / 14

نصيحة للشيخ محمد الملا

رأينا منشوراً ينسب كلاماً للشيخ محمد عبدالوهاب الملا مدير الوقف السني في المنطقة الجنوبية يقول فيه بالنص: "الحاج قاسم سليماني ليس شهيد المذهب ولكن شهيد الإسلام" فبادرنا إلى تكذيبه لما سمعناه عن الشيخ من علمه ودينه وزهده ونحن لا نعرفه عن قرب، وإنما قيل لنا بأنه ممن درس على يد الدكتور عبدالملك السعدي وكان من مريديه ومن الملازمين له في العراق والأردن لسنوات طويلة، على مسحة سلفية أخبرنا عنها الثقات.
وتأكد الكلام الذي أنكرناه عملاً منا بواجب حسن الظن كما أدبنا الشارع الكريم، بتسجيل فديو في محفل الحشد الشعبي بمناسبة الأربعينية لهلاك صنمي إيران سليماني والمهندس، تتجلى فيه الصورة الكاملة لحقيقة (الملا) فذكرني بالمثل العربي القديم "وافق شنٌ طبقة"! بل زاد عليها بأضعاف!!
من عادتي الاستماع إلى أهل البدع للتعرف على مقالاتهم، ومن ذلك الشيخ الشيعي المعروف أحمد الوائلي، ومن لطيف ما قاله في بعض محاضراته التي كان يلقيها على مريديه: "قد يُطلب منك أن تنافق في موقف حرج، نافق على قدر الضرورة ولا تتفنن بالنفاق"!!
من المؤسف جداً أن تكون حصيلة ٤٠ سنة من العلم والتعليم في أروقة المساجد خطبة سياسية من الشيخ في تلميع القتلة والمجرمين.
ومما يدعو إلى التأمل في أحوال العباد هو التظاهر بالسذاجة إلى الحد الذي تتحقق به الغفلة عن دماء شهدائنا وآلام عوائلهم من اهل السنة في العراق وسوريا وكان المتسبب المباشر هو من بالغ الشيخ في تقديسهما والثناء عليهما سليماني والمهندس.
فيبدو الشيخ متظاهراً بالسذاجة "ما الذي يدعو الحاج سليماني لأن يذهب إلى الموصل التي اكتوى أهلها بنيران داعش"! مسكين هو الشيخ! لا يدري ما الذي حمل قائد فيلق القدس إلى القتال هناك في سذاجة دينية وسياسية مفرطة لا تستوجب كشف ظاهرها، فهي لا تخفى عليه لأنه بصير بالدوافع التي يعرفها صغار أطفال أهل السنة.
يؤلمنا حقاً أن يكون هذا النموذج تلميذاً للشيخ عبدالملك اللهم الا أن يقال: هذا ما تفرزه المدرسة الصوفية الطرقية الخارجة عن السنة وهدي السلف!!
ماذا بقي من دينكم يا شيخ!
وهل الدين إلا كلمة...
هل ما زلتم بداخلكم تفخرون بانتمائكم للمدرسة الوهابية أو المذهب الشافعي؟ أو تشعرون بالخجل العميق من الله والتاريخ وأبناء جلدتكم.
لماذا هذا الرقص على جثث شهداء الثورة وكأنهم قطيع من الأغنام؟ ألا يعلم فضيلتكم أن من قتلهم هو الحشد والمهندس وسليماني؟
أم أن دماء الأيرانيين وعملائهم دماء ودماء شباب الثورة من الماء؟
إذا قررتم الانتحار الجماهيري والعقيد والاخلاقي فانتحروا بعيداً...
هذا التلون يزكم الأنوف ولا طاقة لنا به.
ألم تقرأ يا جناب الملا قوله تعالى: {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} [النحل:٩٤] يقول القرطبي في تفسيرها: "فتزل قدم بعد ثبوتها مبالغة في النهي عنه لعظم موقعه في الدين وتردده في معاشرات الناس، أي لا تعقدوا الأيمان بالانطواء على الخديعة والفساد فتزل قدم بعد ثبوتها، *أي عن الأيمان بعد المعرفة بالله*. وهذه استعارة للمستقيم الحال يقع في شر عظيم ويسقط فيه، لأن القدم إذا زلت نقلت الإنسان من حال خير إلى حال شر ومن هذا المعنى قول كثير:
فلما توافينا ثبت وزلت
والعرب تقول لكل مبتلى بعد عافية أو ساقط في ورطة : زلت قدمه كقول الشاعر:
سيمنع منك السبق إن كنت سابقا وتقتل إن زلت بك القدمان!!" انتهى كلامه رحمه الله.
لسان حالكم يا شيخ الصلاة خلف عبدالملك اخشع واللقمة خلف قيس الخزعلي وهادي العامري أدسم!!

واهٍ على مدعٍ للعلم والسنة يشتري الدنيا بالآخرة والعلم عند الله بما تصير إليه الأمور...

ابصر يا (ملا) موضع قدميك قبل أن يفوت الفوات، ولات حين مندم!
مالك وما عليه شقيقك خالد الملا!! فهو قد دخل موسوعة غنيتس للأرقام القياسية في اللقافة وبيع الدين والتملق لمن يدفع له في حكومة الشيعة الفاسدة، وصار رافضياً أكثر من الرافضة وعامرياً أكثر من العامري وحكيمياً أكثر من الحكيم وايرانياً إلى النخاع...
وإذا كان عبدالكريم خلف (بوق السلطة) في المشهد التمثيلي فأخوك المايسترو!
فلا تكن (كومبارس) من أجل حفنة من الدولارات أو رجاء أن يمسحوا سجلك الأمني!!
وعيش الكفاف مع نقاء الثوب خير من زي قارون..
إن أخاك رافضي في صورة سني...
فهل يعجبك هذا التلون الذي يحترفه خالد من الصدامية إلى الخامنائية؟!
عجباً لبريق (فرانكلين) ماذا يصنع بالبشر!

ديسل دورف - المانيا
في ١٣ شباط ٢٠٢٠م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن