ثورة تشرين - أين طريق النصر

باسم السعيدي
basim_alsaeedi@yahoo.com

2020 / 2 / 5

الثورة كائن حي، بقدرات عظيمة، وموارد محدودة، عمادها حب الشباب للوطن، وقدرتهم على التضحية من أجل إسماع صوته، هدف الثورة الأسمى هو الوطن، السيادة الحقيقية والنزاهة والعدالة والتقدم.
يدرك القاصي والداني أن لا تحقيق لتلك الأهداف الا من خلال ثورة إصلاح.. صلدة، لا جوفاء لا شعاراتية لا استعراضية، لكنها كأي نضج توعوي يرفع الشعار، ويستعرض سياقاته للوصول الى الهدف الأسمى وهو تقويم ما اعوجّ من البناء، وتقويم الأخلاق العامة.. التي حرفتها الإنتهازية والمحسوبية والتسويغ والتبرير و "اللوفات الشرعية"... وتسييد القانون.
وكلّنا نعي (وإن أغمض بعضنا عينيه) أن هذه الأهداف الكبيرة والجليلة التي تتطلب كل هذه التضحيات ليست بالأمر اليسير، ولا يمكن الوصول إليها دفعة واحدة، ولا بمدة زمنية محدودة، إنه إصلاح إجتماعي في الأساس، وعليه تبتني بقية الإصلاحات.
يندفع الشباب "بروح الثورة" الى غاية (كل شيء أو لا شيء) ولكن الواقع "ولا أريد تثبيط العزم" يفرض نفسه، وقاعدة البقاء للأصلح هي سنة الله التي لن تجد لها تبديلاً، مذ وجدت الخليقة.
على الثورة أن تتلمس طريقها بحذر، فالألغام التي تُزْرَعُ فيه كثيرة، ولن تتوقف، الحكمة بلا شجاعة تردد، والشجاعة بلا حكمة حمق، ولا حكمة بلا مجلس حكماء للثورة، الدكتور علاء الركابي "مشكوراً" يبادر، يشكك فيه آخرون بنية حسنة، وبعضهم بنوايا سيئة، وطرف ثالث يشكك بنية قتل الثورة، من خلال إثارة الزوابع العمائية وخلط الأوراق، وتعكير المياه من أجل تسويد الفوضى واللاجدوائية، وغياب الخطط الواضحة التي توصل الثورة الى أهدافها.
بعضنا يريد أن يستمر الى ما لا نهاية مشروع النقض، الذي يصاخبه بالضرورة مسلسل الدماء والخطف والتغييب، لقد كانت حقبة الأحزاب الإسلامية أكبر حقبة هدر للموارد في التاريخ، تليها حقبة صدام حسين وهتلر في حروبهم العبثية، ونرجو ان لا تصبح الثورة (وهي مصنع الوطنية العراقية) صاحبة أكبر هدر للموارد البشرية الوطنية في تاريخ العراق.. ولا صاحبة أكبر إضاعة فرصة لاستعادة الوطن من براثن الفاسدين..
علينا جميعاً أن نؤشر بحرص ومسؤولية الى مكامن الخطر على الوطن من خلال الخطر على الثورة.. الضياع وغياب البوصلة العملية هما الخطر الداهم، وهما البيئة المثالية لتآكل الثورة من خلال انحسار التأييد لها، للآن كل التهديدات صبَّت في مصلحة الثورة، لأن الحجر الذي لا يكسر ظهرك يقويه، إلا أن التاريخ والضرورة يرغماننا على التنبؤ بوجود حجر قادر على قصم ظهر الثورة (لا سمح الله).. وأزعم (آسِفاً) إن إبداء صفحة الثورة لذلك الحجر ليس أكثر من قضية وقت ان لم نُعجل ببلورة وتكثيف وتصويب خطة الثورة نحو النصر، فالوقت الذي كان عاملاً مسانداً لها أمسى يصب في مصلحة المتربصين بها.. فعمليات القبعات الزرق الأخيرة تشي بما لا يدع مجالاً للشك بوجود أكثر من مطبخ لمثل تلك العمليات، ومهما كانت الثورة جبارة وقوية الا أنها كأي كيان لديه قدرات محدودة وإن عظمت، لكن المحدود يبقى محدوداً وخصومها يبحثون عن موارد جديدة للإستقواء عليها، أحدها كان القبعات الزرق، وما يلي سيكون أعظم خطراً.
إعملوا على صنع كيان سياسي اجتماعي وطني قوي عمقه بعمق عظمة الشعب العراقي... يستهدي بدماء الشهداء.. وبصيرة الثائرين يعمل على إكمال عملية استعاذة الوطن.
#عاش_العراق #سلمية #نريد_وطن #ثورة_تشرين



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن