عاش فقيرا ومات بخمسة ملايين دينار

احمد الحاج
ahmedalhaj63@yahoo.com

2020 / 1 / 17

ناشط عاش فقيرا ومات بخمسة ملايين دينار
أطلقوا عليه النار من مسدس كاتم للصوت غدرا بعيد مغادرته ساحة الحبوبي لأنه ناشط مدني ومثقف عراقي ، مرهف الحس ، ومعارض واع لم ينجح في تلويثه وتغييب عقله ووعيه الإستحمار الايدولوجي ، نقل الى المستشفى و كان بحاجة الى 9 قناني دم لإنقاذ حياته العبثية في بلاد الحضارات ، فلم يحصل ذووه إلا على اربع منها صنف B- فمات بعد اقل من نصف ساعة ، انا لله وانا اليه راجعون ، وبما انها جثة عراقي مهدور الكرامة حيا وميتا بظل حكومات – الدستوبيا - فكان لابد للجثة من ان تمر بمنظومة العبث والاستنزاف التي تبدأ بتسليمها الى ذوييها بـ 40 الف دينار بعد فرض رسوم على تسليم الجثث ضمن ثورة الإصلاح والتغيير المحلية لإجراء اللازم ولضمان اخراج الجثة كما هي من دون نقصان لكلية أو قلب أو قرنية وبقية قطع الغيار المستخدمة في تجارة الاعضاء البشرية على يد عصابات دولية تنشط جدا في ميزوبوتاميا !!
الخطاط 25 ألف دينار لكتابة كليشة سبق له ان نعى بها خمس العراقيين ان لم يكن أكثر !!
التاكسي 50 ألف دينار لإيصاله الى البيت ومن ثم الى المسجد للصلاة عليه وبعدها الى المقبرة !!

250 ألف دينار ثمن الغسل والتكفين بعد ان كان والى وقت ليس ببعيد ثوابا لوجه الله تعالى !!

التابوت الخشبي 50 ألف دينار بدل أيجار بعد ان كان بالمجان ، وكل أمرئ وان طالت سلامته يوما على آلة الحدباء محمول ..الدفان 250 ألف دينار لمواراة جثمانه الطاهر الثرى وإلا فلا !

المتسولون الذين ظهروا كالأشباح من اللامكان تجمهروا حول جثمان الفقيد كالذباب ‘لله يا محسنين ، ثواب على أرواح موتاكم = 250 ألف دينار !!

عامل البناء ، نصف مليون دينار لبناء القبر وتجصيصه وان كان مخالفا لتعاليم الدين الحنيف – شيقنع النسوان – !!

نصف مليون لحجز القاعة ، 250 ألف دينار ثمن القهوة والمناديل الورقية و قناني مياه معدنية ووو الـ – سجائر 7 اصناف – التدخين حرام ، التدخين مضر بالصحة ، التدخين لا يليق وتلاوة القرآن ، ماكو فايدة ، الحجي قافل من الأبي، تؤيده الحجية على طريقة سي السيد!!’

150 ألف دينار الى قارئ القرآن المختص بالفواتح بصوته الأجش – سيكاه وبنجكاه وحويزاوي وصبا وبيات وووو مقام عراقي للصبح ،ولا علاقة له بأصول وأحكام التجويد والتلاوة لا من بعيد ولا من قريب ورحم الله عبد الباسط عبد الصمد والحافظ خليل والمنشاوي !

150 ألف دينار الى القهوجي ..مليون دينار قوزي على تمن + انتقادات لنوع الطعام ولا حمدا ولا شكورا + ملاية لتهييج النساء وتقليب المواجع وحثهن على لطم الخدود وشق الجيوب بـ 250 ألف دينار مع البقشيش !!!

الورثة لم يجدوا شيئا غير مكتبة الفقيد العامرة بالكتب والمصنفات وفي شتى العلوم المعرفية والأنسانية ، باعوها على عجل وقبضوا ثمنها بربع قيمتها الحقيقية وربما أقل ، من دون ان يذكروا صاحبها بخير ولو بعبارة ” الله يرحمك ، كل ذلك مصداقا لما قاله علي شريعتي في ذلك” بالأمس مات جاري من الجوع ..وفي عزائه ذبحوا كل الخراف ..!! ". اودعناكم اغاتي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن