حرية التعبير عقيدة لا يؤمن بها أحد..

عبدو اللهبي
abdo.allahabi@gmail.com

2020 / 1 / 13

اذا نظرنا إلى مخرجات عالمنا العربي السياسية والثقافية فسوف نلاحظ أن حرية التعبير تحظى على هامش بسيط ومخجل، في الوسائل الإجتماعية الإعلامية والثقافية..
الجذور التاريخية للفكر العربي أنبنت على أساس لا يدعم حرية التعبير والمعتقد..
وأن الإختلاف جرم كبير بحسب ما وصلنا من التراث..
هذا الفكر أسس بناء إجتماعي متماسك يصعب تغييره او محاولة ترميمه وإعادة بنائه وفق متطلبات العصر..
لهذا السبب نرى تلك الفجوة الحضارية والفارق الكبير بين عالمنا العربي وباقي بلاد العالم..
الصراع الدائر بين الأحزاب السياسية والدينية والإجتماعية في عالمنا العربي هو دليل على الحرب النفسية الإجتماعية التي تغذت على أفكار ماضوية متخلفة لا تقبل الإختلاف وبين عالم معاصر مختلف جدا، يمضي بعيدا عن موروثنا وثقافتنا العربية..
…...
مجتمعاتنا العربية ذات المرجعية الفكرية الواحدة والمتناقضة في داخلها، خلقت الإنقسامات والكراهية والعنصرية والتعصب الأحمق بين أبناء الشعب الواحد..
وجعلت من الإنسان العربي فرد من أفراد القطيع الإجتماعي،يتناول مايتناولون،ويعتقد بما يعتقدون، ويتغذى على الإنفعالات العاطفية ويعطيها الحق في الحكم على حياته ومصيره..
….
التفكير المنطقي، ونقد الفكر والموروث، وبناء مجتمع حداثي ديمقراطي، وخلق إعلام حر ونزيه لا منتمي، أمر مستبعد في الوقت الراهن..
لكن العمل على تنمية الفرد العربي والمجتمع أمر يحتاج إلى جهد كبير، وفتح قنوات لا سياسية ولا دينية لا تنتمي إلى أي مرجعية ثقافية ، تعمل على إجهاض المعتقدات والموروثات الشعبية والعادات التي تضر بالأفراد ، وتعمل على تنمية العقل وقدرات التفكير والنقد والمراجعة وتصحيح الأخطاء، وتشجيع الإختلاف والتفرد بإتخاذ القرارات ، ودعم حرية التعبير..
تحييد المؤسسات الدينية هو الأساس الأكبر لخلق مجتمعات ناهضة ومتمدنة..
إحتكار الحقيقة المطلقة، والإعتقاد بأنك أفضل البشر، حماقات من الماضي، ومخلفات بشرية ودينية عقيمة، يجب التخلص منها والإلتفاف حول ثقافة بشرية إنسانية معاصرة، تخدم الجميع، وتؤمن بالحق للجميع، ودور الإختلاف وحرية التعبير في نمو ونهضة المجتمعات وتقدمها..
الناس بدون معتقدات يصبحون أخوة، لأن المعتقدات والأديان هي التي تفرق بينهم، لكن الإنسان العاقل اليوم والمفكر هو ذلك الذي يجعل إيمانه في قلبه يتحول إلى قنوات حب وتواصل مع الأخر المختلف، دون تجريده من حقه في الإختلاف وما يؤمن به..وتعزيز ثقته بنفسه وثقته بالمجتمع والمحيطين به..
التواصل بين ثقافات البشر المختلفة، هو ما يجعل العالم أكثر آمناً، وأكثر جاذبية وسعادة..
لهذا يجب أن يكون جُّل تركيزنا هو على خلق مجتمعات أكثر إنفتاحاً وتسامحاً وقبولا للآخر المختلف، تقبل بحرية التعبير..
لأن القبول بحرية التعبير هو أساس لبناء نهضة حقيقية وخلق مجتمعات واعية وأكثر تقدماً..
محبتي..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن