الجهل والتجهيل ، برسالة الإنجيل!!

ناني واصف
Hebrewnany@hotmail.com

2020 / 1 / 3

كي تفهَم أي نص ، يجب أن تفحصه جيداً ، قبلما تشرَع في تفسيره أو تأويله.

خاصةً لو كان النص قد جاء في لُغة أخرى غير لُغتك التي تتحدث بها بالعموم.

فهناك بعض الآيات الكتابية (أي آيات من الكتاب المقدس) التي تُفهم خطأ سواء على سبيل العمد او السهو او الجهل.

وفي هذا المقال نتوجه بالفحص والتدقيق حيال ثلاثة نصوص تُفهَم بطريقة خاطئة ، ربما جهل من البعض ، او عمداً من أصحاب الهوى.

1- فأول نص نبدأ بهِ ، هو النص الذي جاء في متى 26 : 13 "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا».".

يستشهد البعض بهذا النص ليثبتوا أنّ للمسيح إنجيل (كتاب) مُدوّن ومكتوب ، كتبه بنفسه وتركه لنا ، لكنّه (حسب الادعاء) إما ضاع او تبدّل او تم تحريفه ، وهذا يعود لجهل البعض بمعنى الكلمة اليونانية "εὐαγγέλιον".

والتي تُنطَق" إيوانجيليون" او"إيفانجيليون" والتي يمكن ترجمتها بـ" البُشرى/البشارة السارة" وبمعنى أخر" الخبر المُفرِح" وهي البشارة بمجئ يسوع لعالمنا او بالمفهوم اللاهوتي بأن كلمة الله تجسّد.

فالمسيح في الآية التي أوردناها سابقاً (مت 26 : 13) ، كان يقصد ان السيدة التي سكبت قارورة الطيب (تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيب كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ) ستكون سيرتها طيبة وسيتحدث الجميع عنها خيراً ، حين يتم التبشير او الحديث عن حياة الرب يسوع والتي تُعني البشارة السارة لمجيئه وتجسُده.

ويمكننا تأكيد ذلك المعنى بشكل أوضح بما جاء في إنجيل (بشارة) مرقس 1:1 "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ" ، فبكل تأكيد ان مرقس لم يقصد بـ"إنجيل يسوع المسيح" أن المسيح ترك لنا كتاباً مكتوباً ، لكنه يقصِد البشارة بيسوع او التخبير بقصة حياته.

فانجيل متى يعني رواية متى.
وانجيل مرقس يعني رواية مرقس.
وانجيل لوقا يعني رواية لوقا.
وانجيل يوحنا يعني رواية يوحنا.

ولا تعني أبداً بأي حال أن يسوع ترك كتاباً مكتوباً قد نقله لنا متى او لوقا او مرقس او يوحنا.

يُتبَع لاحقاً بمفهوم آية "من لطمك على خدِّك الأيمن"..
تابعونا...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن