الأفق المستقبلي للانتفاضة

صوت الانتفاضة
sawtalintifdha@yahoo.com

2019 / 12 / 10

منذ الأول من أكتوبر والسؤال الاساسي الذي يدور في ذهن المنتفضين هو: ما الذي ستفضي عنه هذه الانتفاضة؟
الإجابة عن هذا التساؤل ليست سهلة بالطبع، وهي ليست قضية نظرية انما هي قضية عملية حقيقية وتحتاج الى معرفة اسباب الانتفاضة وظروفها وطبيعة السلطة الحاكمة وبنيتها ناهيك عن الأطراف الإقليمية والدولية المهيمنة على القرار في العراق، بالإضافة إلى عوامل أخرى تعد الأمر الحاسم في تطور الانتفاضة والسير بها إلى تحقيق أهدافها وهي عوامل تخص المنتفضين أنفسهم وشكل التنظيم فيما بينهم وطبيعة الحركات والاحزاب السياسية داخلهم
كل القوى العالمية والإقليمية تنظر بعين الريبة والحذر إلى الانتفاضة في العراق وبعض هذه القوى كإيران تتدخل بشكل مباشر وعبر ميليشياتها من أجل القضاء على الانتفاضة، كما أن الولايات المتحدة لاعب أساسي يقف بالضد من الانتفاضة ويحاول المناورة من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب والضمانات.
كل الدلائل إلى حد الآن تشير ان الجماهير المنتفضة هي من تملك المبادرة وان السلطة متهالكة ولا تحتاج سوى ضربة قاضية حتى تنهار بالكامل.
وما عمليات القمع والإرهاب والمجازر المرتكبة بحق المنتفضين الا تعبير عن خوف سلطة المليشيات على وجودها الذي بات مهددا بالزوال
يبقى على المنتفضين أمر حاسم يجب القيام به في حال أرادوا عدم الانزلاق مع سيناريوهات السلطة ورعاتها الاقليميين والدوليين من محاولات خلق نزاع مسلح داخل البلاد يحاكي النموذج السوري، أو القبول بإصلاحات شكلية تحاول ان تسوقها السلطة ومعها ما يسمى بالمجتمع الدولي
لا يمكن للجماهير المنتفضة الإجهاز على النظام المتهالك وهدم أركانه الطائفية والقومية وبناء نظام جديد أساسه حكم الجماهير لنفسها قائم على العدالة والحرية والمساواة وحق العمل والتمتع بخيرات البلاد دون أفق سياسي واضح يعمل على ادامة زخم الانتفاضة وتوسيع دائرتها عن طريق الإضرابات والعصيان المدني والانتقال بالانتفاضة إلى الأحياء والمحلات السكنية والعمل على ابتكار أساليب تشل قدرة السلطة على المناورة

من يحدد مستقبل الانتفاضة بشكل فعلي هم الجماهير، لكن دون قيام مجالس جماهيرية ثورية تأخذ على عاتقها وضع خارطة الطريق المستقبلية للبلاد يبقى الحل من خارج الجماهير ومثل هكذا حلول قد تعيدنا الى المربع الأول.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن