تعيش الانتفاضة اللبنانية بين السماميات والسلاحفة ..

مروان صباح
marwansabbah@outlook.com

2019 / 12 / 2

/ على وتيرة طائر السمّامة ، يتحرك اصحاب رؤوس الأموال الوطنيين في لبنان بشكل جنوني ، وقد اجتهدوا منذ بداية الانتفاضة بتهريب أموالهم إلى الخارج ، أما المدهش حتى التقيؤ ، فالغرباء المودعون في البنوك اللبنانية حريصين على ابقاء ودائعهم من أجل تجنيبه الانهيار الكامل ، في المقابل كثير من أصحاب المليارات الذين يدعون الوطنية يفكرون بسحب أموالهم وإرسالها إلى الخارج لكنهم يواجهون عقبات الوقائع التى استجدت على الأرض ، بينما العالمين العربي والغربي يفكرين في حلول مختلفة لكي يوفروا بضعة المليارات كعنصر مساند للاقتصاد اللبناني وانقاذه ، الآن المسألة ليست بهذا أو ذاك ، بل المشكلة كيف يمكن إقناع المواطن اللبناني بهذه الطبقة السياسية التى لم ينجو منها حتى اصحاب رؤوس الأموال وايضاً السارقين باتوا يتخلون عنهم ، لأن هذه المنظومة لم تعد لديها الإمكانية بتوفر لهم الحماية .

وبحكم التجربة التاريخية يشير المنطق إياه ، صنع الثقة يحتاج في المقام الأول إلى إزالة الاسباب التى منعت توفرها وبالتالي إذا كان تيار العوني وحلفائه مصرون على اعادة تدروير الزوايا واستنساخ الماضي المعتل بحكومة اكثر اعتلالاً، إذن المنطق البسيط يشير بأنها ستواجه موجات جديدة من التظاهرات بل الناس ستذهب إلى عصيان مدني واسع إذ ما تم تجاهل تشكيل حكومة من الاختصاصيين .

وبهذا المعنى كل ما يجري من محاولات ترقيعية بعيدة عن المزاج الشعبي ومطالبه ، ليست سوى مضيعة للوقت بل الأرجح بأنها محاولة تبتعد عن وضع الأصبع على الغور العميق للجرح الوطني الحقيقي . والسلام
كاتب عربي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن