نداء الى الدكتور برهم صالح

احمد موكرياني
amukiriani@yahoo.com

2019 / 12 / 2

عندما يقف القائد امام منعطف تاريخي يتعلق بمصير شعبه فلا خيار له سوى ان يختار مصلحة شعبه او اللحاق بالفاشلين، وهنا ستبيض الوجوه او تسود، فلا بقعة رمادية امام قرار تاريخي يثأر للدماء المئات الشهداء والآلاف الجرحى من الشعب العراقي ينادون لاستعادة الوطن من السيطرة الإيرانية ومن سطوة المليشيات المسلحة العملية لإيران ومن تحكم تجار الدين في الدولة وفساد اللذين تولوا السلطة وشاركوا في الحكم منذ 2003.

يا دكتور برهم يمكنك ان تكسب ثقة الشعب العراقي ليقف وراءك للاصلاح الأمور وتحرر العراق من الاستعمار الإيراني قبل الدخول في حرب أهلية اسوء من حرب سوريا تحت قيادة السفاح الاحمق بشار الأسد، فأن العراق غني بثرواته والذئاب تتربص به من السفيه ترامب الذي دعا صراحة للاستيلاء على النفط في الشرق الأوسط، ومن الطاغية اردوغان الذي يحاول السيطرة على ولاية الموصل للسيطرة على ثرواتها النفطية لمعالجة أزمته الاقتصادية.

ان الطريق لإنقاذ العراق وشعبه واضح، فاذا غفلت عنه بسبب ضخامة المهمة والتحديات التي تواجهها في هذا الوقت العصيب، فأود ان الفت نظرك اليه قبل فوات الأوان وتخرج الأمور عن سيطرتك وتلحق بالرئيس الوزراء عادل عبد المهدي غير مأسوف على إقالته من قبل المراجع الدينية:
1. اعلان صريح منك، بأن اختيار رئيس الوزراء القادم سيكون قرارا عراقيا بالتشاور مع الشعب الثائر وليس مع قيادات الأحزاب وقيادات المليشيات وقاسم سليماني، وإجراء انتخابات حرة تحت تنظيم وإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي خلل 3 أشهر دون الالتزام بالقوانين الحالية او التعديلات عليها.
2. الذهاب للاجتماع مع المتظاهرين في ساحة التحرير كذهابك الى شارع المتنبي لتنضم الى المتظاهرين في تصليح مسيرة العراق والسير به في مساره الصحيح لخدمة ورفاهية أبنائه لا من اجل قيادات الاحزاب الدينية والطائفية والقومية الممولة من إيران وتركيا وقطر.
3. تبني مشاريع استراتيجية:
I. تبني برنامج رعاية الاجتماعية مماثل للبرامج للرعاية الاجتماعية في الدول الأوربية وتموليها من رواتب ومخصصات الرئاسة الثلاث ومجلس النواب ومجالس المحافظات وهي كافية لتبني برنامج لتوفير رعاية كاملة للشعب العرقي.
II. تطهير القضاء العراقي من كل القضاة اللذين تعاونوا او تساهلوا في إقرار القانون على المتنفذين في العهد الحالي ومحاكمة مدحت المحمود ومجلس القضاء الأعلى على فسادهم ومساهمتهم في خراب النظام القضائي العراقي والتستر على الفاسدين، ان هذا الإجراء هو الأهم في إعادة الثقة في القضاء العراقي وحماية الشعب العراقي والمستثمرين من الداخل والخارج اللذين سيشاركون في إعادة بناء العراق بعد سقوط النظام الحالي.
III. إعادة بناء الجيش العراقي بجيش محترف وتطهير القوات الأمنية من قوات فيلق بدر وضباط الدمج ومن الأميين.
IV. دعوة لمؤتمر عالمي يعقد في بغداد للمساهمة في انقاذ وتطوير العراق وفقا لأسس جديدة وقواعد شفافة لا تخترقها عمليات الفساد من خلال مراقبة شركات ومؤسسات عالمية معروفة في هذا المجال، تنشر نتائج مراقبتها لعملية التطوير دوريا على الشعب العراقي لحمايته من نفوذ القوى السياسية التي ستحكم العراق بعد سقوط النظام الحالي.
V. تبني مشاريع إسكان 3 ملايين منزل لتنفذيها خلال 5 سنوات، لتوفير سكن لائق للشعب العراقي وتوفير الملايين من فرص العمل للشباب العراقي.
VI. استقدام شركات استثمارية اجنبية معروفة ومؤهلة دون مشاركة أي طرف عراقي من الشركات التي شاركت في عملية الفساد في العهد الحالي، لإنتاج وتجهيز الكهرباء بأسعار تنافسية متناسبة مع الدخل الشعب العراقي والزامها في توفير الكهرباء لكامل القطر 24/24 ساعة خلال فترة لا تتجاوز السنتين.
VII. بناء 20 الف مدرسة واغلاق الكليات والمعاهد التي لا تخضع لضوابط وزارة التربية والتعليم التي كانت مطبقة من قبل وزرة التربية والتعليم قبل السقوط (2003).
VIII. بناء مستشفيات وعيادات طبية في كل المدن والقرى والارياف وفقا لخطة محددة زمنيا وتحت اشراف شركات استشارية عالمية (غربية) معروفة بنزاهتها وكفاءتها في المجال الصحي.
IX. محاكمة المجرمين اللذين شاركوا في تصفيات العرقية والمذهبية والتغيير الديمغرافي في العراق وساهموا في تهيئة الأوضاع في العراق لنموا حركات إرهابية وتسببهم في قتل المئات الآلاف من العراقيين.
X. محاكمة الفاسدين واجبارهم على رد المبالغ التي استولوا عليها دون وجه حق وتنفيذ قانون من اين لك هذ على الجميع وفي مقدمتهم قيادات الاحزاب قبل الآخرين.

انها فرصة تاريخية توفرت لك يا دكتور برهم فعليك الاستفادة منها او اللحاق بعادل عبد المهدي.

كلمة أخيرة:
• دونت رؤيتي لبناء العراق بعد السقوط في بداية 2003 وبعد قيامي بجولة مسح للعراق من زاخو الى سفوان ومن السليمانية الى طربيل قاطعا اكثر من 3 آلاف كيلو متر في شهر حزيران 2003 وعرضتها على المؤتمر المانحين في مدريد – اسبانيا في أكتوبر 2003 وعلى الحكومات العراقية والأمريكية والأوربية، ولكن عدم تجاوب الحكومات العراقية بسبب وضعي لآلية تنفيذها تمنع الفساد، فلم تتشجع الدول الغربية من تبنيها لعدم اهتمام الحكومات العراقية المتعاقبة في تنفيذها، لقراءة تقريري نشرته في عام 2014 " كيف نعيد بناء العراق ونكسب المواطن" بالضغط على الرابط لتالي:
http://www.mukiriani.org/kyf_nyd_bna_alraq_files/How%20to%20Rebuid%20Iraq11%20May.pdf



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن