الجماهير تحب المملكة 4

أفنان القاسم
ramus105@yahoo.fr

2019 / 11 / 30

الصراع على السلطة هو في حقيقته صراع مع الجماهير، فإلى أي جمهور أتبع، وإلى أية أجهزة أحتاج، وإلى أية وسائل ألجأ. في الكيانات الثلاثة للمملكة السلطة بيد ثلاث عصابات لا جماهير لها، فهي هنا بالقوة لا بقوة الأشياء، تتسلط على الأشياء لتبقى، فتصنع كل واحدة منها جمهورها، في القطاع صنعت عصابة الإخوان المسلمين جمهورها الراديكالي، وفي الضفة صنعت عصابة العباسيين جمهورها الانهزامي، وفي الأردن صنعت عصابة الهاشميين جمهورها الاستسلامي، احتاجها إلى تحقيق ذلك أجهزة في الحكم الأعتى قمعًا في التاريخ، فالمخابرات الأردنية من أقذر المخابرات في العالم، على كل أردني مواطني أردني مخابراتي، والأمن الفلسطيني من أقذر الأمن في العالم، على كل فلسطيني مقاومي فلسطيني أمني، والأمن الفلسطيني الثاني من أقذر وأعتى الأمن في العالم، على كل فلسطيني ديني وغير ديني فلسطيني ديني هستيري. الوسائل كثيرة لا تعد ولا تحصى في عالم القمع المثالي، ليست المداهمات أولها، ولا التهديدات، ولا المطاردات، وليست المعتقلات آخرها. في مملكتي كل هذا سينتهي، لأن لا صراع هناك على السلطة، السلطة للشعب للجماهير، للجماهير منظمات المجتمع المدني التي تحكم المجتمع دون أن تتحكم فيه، في مملكتي الدستور مملكة والحقوق مملكة والمؤسسات مملكة. لهذا سأهدم المعتقلات في الضفة والقطاع، وفي الأردن سأبقي على بعضها لمرتكبي جرائم الحق العام، فالأمن تصنعه الجماهير الآمنة، تصنعه الثقة بالحكم، تصنعه علاقات العمل. بن بلا غداة الاستقلال كان يذهب ورفاقه إلى مقهى كنت أرتاده في الستينات من القرن الماضي ليتناقشوا بين الجماهير التي من الطبيعي أن يكونوا بينها دون أن يُقلق الجماهير وجودهم دون أن تقلق الجماهير بوجودهم، الأمر طبيعي كان في زمن طبيعي لسلطة طبيعية إلى أن بدأ الصراع عليها مع بومدين، وتحول الصراع مع الجماهير. اليوم في الجزائر المخابرات أقذر وأعتى من كل مخابرات العالم جمعاء، والجيش القامع للبشر وللشجر هو رب الجزائر على الأرض وربها في السماء. أنا لن أنسى الصراع العالمي على السلطة بعد الصراع المحلي، الاستراتيجية العالمية للنفوذ استخدمت عدم الأمن في عالمنا وفي العالم حتى في بيتها لتحقيق مآربها، لم تتردد عن قتلنا وذبحنا وتشريدنا كجماهير مسالمة، ووسيلتها الأقذر غير الحروب والابتزازات والتفريغ الفكري للعقول كانت الإرهاب حتى أنها لم تتردد عن قتل مواطنيها باسمه لتبعد مواطنيها عن الأساسي عندها مشاكلها التي إن عاجلاً أو عاجلاً ستودي بها إلى الجحيم إن لم تتبدل هذه الاستراتيجية المحنة على المدى القصير وقد استهلكها الزمن ولم يعد شرطها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن