الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amérique / Israël

سعيد الوجاني
zehna_53@hotmail.fr

2019 / 11 / 24

هل حصل صدفة ، انْ يتعرض في نفس الوقت ، حليفان الى إجراءات المحاكمة ، والعزل من منصبيهما ، الأول هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية المثير للجدل ، والمعروف باندفاعاته المتهورة ، ونجاحه في ممارسة التخويف ، والابتزاز حتى جلب من آل سعود ما يفوق عن اكثر من 450 مليار دولار ، ولا يزال ينتظر الباقي ، وجلب من الامارات العربية المتحدة ، ومن اليابان ، وكوريا الجنوبية ، اكثر من نفس العدد من الدولار ... ، وهو الرئيس دونالد ترامب Donald Trump .
والثاني هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو Ben Jaman Netanyahou ، الذي شطب الأرض بقيادة منظمة ( التحرير الفلسطينية )، وأذلهم ، وأذل معهم كل الحكام العرب ، الذين رضخوا لمخططاته ، التي نجحت في اقبار شيء ، كان يسمى فيما مضى بالقضية الفلسطينية .. واضحوا يتسابقون للتطبيع الرسمي معه، حفاظا على عروشهم المهددة بالزوال .
الرئيس دونالد ترامب ، قدم خدمات غير منتظرة ، وبالمجان لصديقه بنجمان نتنياهو ، لم يكن هذا يحلم بها من قبل .
1 ) اعترف باورشليم / القدس عاصمة ابدية لدولة إسرائيل ، ووطّء الطريق لدول أخرى اعترفت بإسرائيلية اورشليم / القدس ، وهناك دول أخرى تتحضر للسير على نفس الخطى ، خاصة بأمريكا اللاتينية .
اما الدول الاوربية ، فرغم تظاهرها بنصرة المطالب العربية ، فهي تمارس السياسة ، لكنها ومن حيث الأصل ، فهي مع الدولة الواحدة التي هي إسرائيل ، وتتلاعب بحل الدولتين اللّتين لن يكون لاحداها ابدا وجود .
2 ) الاعتراف الصريح بالضم النهائي للجولان ، ولبحيرة طبرية ، وكل هذا يحصل امام انظار النظام السياسي العربي المهترئ ، والصدئ الذي اكتفى بالإدانة ، كما عودنا على ذلك منذ بداية النزاع العربي / الإسرائيلي ، والفلسطيني / الإسرائيلي .. وهذا لا يعني غير العجز ، ومنه الهزيمة الناطقة بما فيها .
3 ) اقبار شيء كان فيما مضى يسمى بفلسطين ، بتزكية الاستيطان ، والاعتراف بإسرائيلية الضفة الغربية ، باعتبار الوجود الإسرائيلي مشروعا ، وليس احتلالا .
4 ) قطع الامدادات ، والمساعدات الامريكية عن منظمة ( التحرير الفلسطينية ) ، وقطع المساعدات عن الْأنروا ، وهو ما يشكل سياسة مقصودة في تصفية شيء ، كان يسمى بالقضية الفلسطينية .
5 ) انهاء مشروع حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، والتأكيد على توطينهم بأماكن تواجدهم ، بسورية ، ولبنان ، والأردن ، ومصر ، واليمن ، والسودان ، والعراق ... وهذا سيخلق مشاكل عويصة وخطيرة ، للدول التي تأوي الفلسطينيين منذ اربعينات القرن الماضي .
6 ) الاقبار النهائي لحل الدولتين ، والاكتفاء فقط بالدولة الواحدة التي هي إسرائيل .
7 ) إهانة محمود عباس ومن معه ، بخدلانهم بإغلاق الباب الأمريكي في وجههم ، بحيث اصبحوا كالأيتام في مأدبة اللئام ..
كل هذه الإجراءات الامريكية لم تكن جديدة ، بل انها كانت احدى الفصول الأساسية ، التي عبر عنها الرئيس دونالد ترامب اثناء خوضه غمار الانتخابات الرئاسية ..
كما ان هذه الإجراءات الامريكية ، شجعت بنجمان نتنياهو على حرية التصرف ، بما يزيد في توسيع الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل ، بضم غور الأردن الذي سيباركه كذلك الرئيس الأمريكي بدون تردد ..
اما بنجمان نتنياهو ، فبدوره قدم خدمات غير مسبوقة لدولة إسرائيل ، حين نجح في التطبيع والتسويق لدولة آل صهيون لذا أنظمة الخليج ، من السعودية ، وقطر ، والامارات ، والبحرين ، ثم تمتين العلاقات الثنائية مع حاكم مصر ، المندمج كليا في خدمة المخططات ، والمشاريع الإسرائيلية ، بما يحفظ ، ويذود عن أمن إسرائيل كأقوى دولة بالمنطقة ، ناهيك عن التطبيع الدبلوماسي مع الأردن ، والتطبيع الاقتصادي والسياسي مع المغرب منذ 1960 .
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب Donald Trump ، والرئيس الإسرائيلي Ben Jaman Netanyahou معرضان للمحاكمة ، و معرضان للعزل ، بل ان الرئيس الإسرائيلي معرض للسجن لمدة قد تفوق الثماني سنوات ، والتهم الموجهة للرجلين تكاد تكون متشابهة : خيانة الأمانة ،استغلال النفوذ ، الإساءة والاضرار بالمصالح الاستراتيجية لأمريكا ، بالنسبة للرئيس دونالد ترامب ، ولإسرائيل بالنسبة لنتنياهو ..
لكن وكلا الرئيسين يدافع ببراءته ، ويعتبر ان ما حصل له ، هو مكيدة ومؤامرة ، وانقلاب مدبر في الخفاء ، وانه ضحية صراع النفوذ الذي قد يشعل حربا أهلية بالدولة ، كما عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي ..
فهل ما حصل للرجلين الصديقين ، Donald Trump ، و Ben Jaman Netanyahou ، حصل صدفة ، ام ان الرجلين بحق تورطا في قضيا تضر بسمعة الدولتين الامريكية ، والاسرائيلية ، ام ان الامر يتعلق بمؤامرة ، وبانقلاب على الرجلين ؟
وإذا كان الامر يخص الشأن الداخلي لأمريكا ، ولإسرائيل التي سجنت ، وزراء ، ورؤساء للحكومة ، وسجنت رئيسا للدولة بدعوى التحرش الجنسي، فان ما حصل هو إدانة للنظام السياسي العربي ، كنظام دكتاتوري ، طاغي ، واستبدادي ....
فمنذ متى خضع حاكم عربي لرقابة المؤسسات الوطنية ، ومنذ متى تُوبع حاكم عربي ، بقضاء دولته ، وليس دولة الشعب التي يحكمها بقبضة يد من حديد ، اللهم إذا سقط بانتفاضة وتعاون الجيش ، كمصر حسني مبارك ، وسودان الدكتاتور البشير ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن