المؤتمر القيادي للحركة الشعبية

سعد محمد عبدالله
simsimp666@gmail.com

2019 / 11 / 9

*رسالتي للرفاق حول تجديد الرؤية والتنظيم وقضايا جمهورية النفق*

✪الـرفـاق الأحــرار:

الـقـائـد/ مالك عقار - رئيس الحركة الشعبية.
الـقـائـد/ ياسر عرمان - نائب رئيس الحركة الشعبية.
الـقـائـد/ خميس جلاب - الأمين العام للحركة الشعبية.
الرفاق القادة أعضاء المجلس القيادي للحركة الشعبية والمؤتمر القيادي - تقبلوا مني تحية الثورة والتهنئة الخالصة مقرونة بأرفع كلمات المحبة الرفاقية الخاصة، وعبركم أرسل أجمل تحية لنساء وشباب وطلاب الحركة الشعبية القادميين من كل فجاج الأرض لمدينة جوبا "عاصمة السلام" ومهد الثورة التي حررت شهادة ميلاد الحركة الشعبية بقيادة الرفيق القائد جون قرنق من أجل تحرير السودان وبناء سودان جديد يسع الجميع، فبلغوا عني السلام للقائد جون قرنق الذي لظروف خارج الإرادة لم أتمكن من زيارته وملاقاته في مرقده بدولة جنوب السودان، والسلام أيضا للرفاق الشهداء وليام نون و وليام قوبيك وأسماء آخرى لامعة في أعين السماء وباقية في صميم الفؤاد، فلولاهم لما إكتمل بدر الحرية في سماء سودان الثورة وجنوب سودان السلام ليشع النور كحلم عثمان دقنة والماظ وعلي عبداللطيف وصولا لشهداء جيلنا محمد عبد السلام والسوميت وعلي أبكر وشهداء ثورة ديسمبر المجيدة، فهؤلاء الفرسان وغيرهم ساهموا في تحرير البلاد من الإستبداد والتهميش ونيران العنصرة واهبين أرواحهم فداء الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية في أروع وأسمى معارك الوجود، فالسلام لأرواحهم النقية والمجد لذكارهم.

✪رفـاقـي الأعـزاء:

- إن ثورة ديسمبر قد فتحت الفضاء السياسي السوداني للقوى التقدمية الديمقراطية الحرة الصاعدة من عمق أحلام جمهورية النفق، والمد الثوري التحرري يحتاج لمشروع سياسي متجدد يستوعب كل أبعاد وأهداف الثورة ويكون البديل الذي يحقق تطلع السودانيات والسودانيين في السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز، وكانت الجماهير في عمق الإعتصام تردد "الشعب يريد بناء السودان الجديد" وهذا يؤكد إنتصار رؤية السودان الجديد بيد انه يحتم توقف الرفاق جميعا للتفكير بدقة في مسألة إنقسامات الحركة الشعبية لتحرير السودان وضرورة تجديد الرؤية والتنظيم لإستيعاب حلم المدن والقرى بقيام سودان جديد يسع الجميع، فالثورة قد وضعت الحركة الشعبية مجددا في مقدمة طريق التغيير، وهذا يؤكد ريادة مشروع السودان الجديد وإن شابه التشويه بسبب التفاسير المغلوطة التي حاول النظام الإسلاموعسكري إنتاجها وتصديرها بألته الإعلامية وزادهم الإنفصاليين قوة لشن حملات شعواء ضد السودان الجديد الموحد بتنوع شعبه وعدالة الدولة كما يجب أن يكون، وفي النقد والتوضيح كتب الرفيق أحمد يعقوب مقالة تستحق القراءة بعناية بعنوان "مشروع السودان الجديد - هل هو رؤية لسودان موحد أم آلية لتقسيم البلاد" ضمن أوراق ومقالات كثيرة حوت أطروحات نيرة من مساهمات الرفاق والرفيقات حول تجديد الرؤية والتنظيم والخروج من تلك الأنفاق المظلمة لأفاق جديدة، ويمثل المؤتمر القيادي للحركة الشعبية نواة جيدة لفتح حوار صريح حول تجديد الرؤية والتنظيم من أجل وضع أسس بناء السودان الجديد الذي كان شعارا وحلما للجمهور في ساحة إعتصام القيادة العامة.

✪رفـاق الـكـفـاح:

- إن قضايا السلام والديمقراطية والعيش المشترك والحقوق السياسية والمدنية بما فيها حريات الإنسان والمواطنة المتساوية والتنمية العادلة لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال السودان الجديد الذي يعني أن يكون الوطن مرأة يرى فيها الجميع ثقافاتهم وتساوي حقوقهم ويتمتعون بحرية كاملة تمكنهم من التعبيير عن الرأي والفكر والضمير دون قيود او حدود تعيق الإنسان في تقديم واجباته ونيل حقه، وذلك يرتبط بالإصلاح السياسي والإقتصادي والدستوري والإقرار بحقوق السودانيين ونقل المدينة إلي الريف وليس العكس والإهتمام بمواقع الإنتاج الزراعي والصناعي وخلق تلاقح جديد بين مكونات المجتمع الريفي والمتمدن تأسيسا لوحدة المجتمع السوداني بتطويع التنوع التاريخي والمعاصر لسودنة الحياة والهوية والحقوق والحريات العامة والخاصة، فمن هنا يتبادر سؤال موضوعي حول ترجيحات الخيارات الإستراتيجية والسياسات الجديدة للحركة الشعبية بغية بناء السودان الجديد بين السلام الشامل والديمقراطية الكاملة ووحدة السودان تمهيدا للإتحاد مستقبلا بين دولتيين مستقلتيين في السودان وجنوب السودان وافريقيا قاطبة وبين تقرير المصير الإثني ورهن البلاد لفرضيات المجهول والعودة للنزاعات القبلية والدينية ما قد ينتج دويلات ضعيفة خاصة والدولة الأم نفسها في طور التأسيس ومحاطة بمشكلات سياسية وإقتصادية وأمنية تحتاج لخطاب سياسي جديد وبرنامج إقتصادي متكامل مع الإنتباه لخطورة الثورة المضادة التي تعمل في كل الجهات لإجهاض ما أنجزه الشعب السوداني بعد تضحيات الشيب والشباب والنساء في ساحات الأقاليم والعاصمة، فثورة التغيير قد أوجدت معطيات سياسية مغايرة تماما لما كان سائدا في كل الجمهوريات الدكتاتورية القائمة علي منهج الإستبداد والعنصرة والتهميش السياسي والإقتصادي والثقافي، فكانت ثورة ديسمبر فصل جديد من تاريخ السودان في العهد الحديث، وتحتاج هذه المتغيرات الكبيرة لنهوض الحركة الشعبية من موقع السكون لتموقع حركي "سياسي وفكري" يبدأ بتجديد الرؤية والتنظيم مرورا بتوحيد القوى الديمقراطية الحية للوصول إلي السودان الجديد الذي كان يمثل المحور الأساسي في كل شعارات وهتافات الجماهير التي تطوق وتتشوق للمستقبل، ومفتاح المستقبل داخل صندوق الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد، وهذا المؤتمر الهام حقل إستثنائي خصب لإنتاج حلول الحركة الشعبية لمشكلاتها الداخلية ورؤيتها للراهن والمستقبل وكيفية الربط بين قضايا السلام والحقوق والحكم المدني الديمقراطي، لذلك نحن نعلق الآمال علي العقول النيرة والحوارات الجادة في جوبا خاصة مع إقتراب الموعد الذي ضرب لإستئناف مفاوضات السلام الشامل.

✪رفـاق الـثـورة:

- الثورة التي قادها المناضل الجسور الرفيق جون قرنق دي مبيور مؤسس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ورائد التنظير لمشروع السودان الجديد المناهض لتوجهات المركز "الجلابوي العنصري والإقصائي" هي ثورة تاريخية كبرى ومستمرة في المدن والقرى، وتمثل ثورة الرفيق جون قرنق إرث سرمدي باق ما بقى السودان، وقد كانت ثورة عظيمة لم يشهد السودان مثلها في التاريخ الحديث، وكان النظام الإنقاذي المستبد ألد أعداء الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد، وأثبت التاريخ نجاح الحركة والمشروع وسقط النظام، فلا بد من ترسيخ ذلك في التاريخ والأدب السياسي والثوري كما في التاريخ النضالي التحرري للحركة الشعبية، فقد كان الرفيق جون قرنق قائدا حكيما إستطاع أن يجمع السودانيين "جنوبا وشمالا" برسالة الحرية والسلام والعدالة، وقد عاد الرفيق جون قرنق لساحات السودان في مشهد تاريخي أشبه بملحمة "الساحة الخضراء" في العام 2005م وبذات الرسالة العابرة لحدود لون الإثنيات والمناطقية أزال الفوارق من جديد في عمق "ساحة الإعتصام" التي رفعت فيها شعارات "حرية سلام وعدالة" وكانت المدنية قرار الشعب، فالوقوف عند سيرة القائد جون قرنق وتضحياته العظيمة يعني العودة مجددا لمنصة التأسيس للسير علي الطريق الصحيح الذي سيحمل مرة آخرى الحركة الشعبية والسودان إلي المستقبل المنشود، وأنتم تأتمرون في جوبا وهي قريبة من مرقد الرفيق الملهم جون قرنق، وما أود قوله في هذا المقام هو تذكير بكفاح قادتنا والكفاح المضني الذي جعل الثورة تتمدد وتنفجر في أوجه الطغاة وتنتصر، فهذا الإنتصار يذكرنا بالقادة العظماء الذين وضعوا "حجر الأساس" للنضال وللمقاومة الوطنية من أجل سودان جديد، وهذا دافع للعمل بتفاني لتحقيق أحلام السودان الديمقراطي الموحد التي ناضلوا من أجلها سنيين، فالمسؤليات الملقاة علي أكتافكم اليوم أثقل من أجحار جبال "الأماتونج" التي ما زالت تحفظ ذكرى رفيقنا وقائدنا جون قرنق، وثقتنا فيكم كبيرة ولا تحدها حدود، فالذين ساروا علي دروب الحرية والسلام وحملوا قضايا المهمشين في هوامش المدينة وقاع الريف والمحرومين طوال حقب الحكم الدكتاتوري حتما سيفعلون ما بوسعهم لمد جسور الكفاح الثوري التحرري لبلوغ قمم السودان الجديد الذي يلبي تطلعات الجماهير، والحركة الشعبية لتحرير السودان تعتبر من أقدم حركات التحرر في التاريخ السوداني والافريقي كما أن السودان الجديد مشروع سياسي وفكري متجدد ولا يتبدل بقوانيين زمكانية محددة لأنه صالح لكل الأمكنة والأزمنة ويمثل الرسالة التي تخاطب قضايا الجماهير اليومية، فلا بد من إستلهام الدروس في مطالعة تاريخنا الطويل لإستنتاج خطاب عقلاني متوازن يواكب روح العصر والمتغيرات ويعبر عن العمق التراثي الثوري للحركة الشعبية في مسيرة النضالات الممتدة من جوبا إلي الخرطوم.

المجد للسودان الجديد، وعاش كفاح الحركة الشعبية، والسلام لشعب السودان العظيم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن