مصر مش هبة النيل

أحمد بدر الدين
Ahmed.yehiabadr@yahoo.com

2019 / 11 / 5

كُنت أعتز حينما في كل مرةً، اقرأ أو أعلم بأنهُ، ذُكر أن المؤرخ اليونانىّ «هيرودوت» كتب قائلاً: «مِصر هبة النيل»، ليقوم بصدد ذلك المؤرخ المِصرىّ «محمد شفيق غربال» بالقول «مِصر هبة المِصريِّين»، لسنوات وأنا أُردد دون أكتراث لتأصيل هذه المقولة، حتي يأتي اليوم الذي تتلاشي فيه أثرها سرًا وجهرًا.

«هداسي جاديب/ سد النهضة » هو سد إثيوبي يقع على النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومترا؛ يعتبر أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء، وهو واحد من ثلاثة سدود تُشيد لغرض توليد الطاقة الكهرمائية في إثيوبيا.

ونحنُ علي أقتراب موعد تشغيل السد المرتقب عام 2020م، حتي بدأت المشاكل تتصاعد منذ بداية تخزين المياة لتنخفض حصة مصر البالغة حاليا 55 مليار متر مكعب سنويا من المياه، مضيفا أن مقدار النقص سيتراوح ما بين 5 إلى 15 مليار متر مكعب، حسب كمية التبخر والتسرب والفيضان والتدفق السنوي من مياه الأمطار التي تتدفق على النيل الأزرق..

فهل تنتهي مصر عند مقولة « مصر هبة النيل » أجمالًا وتفصيلًا؟!!

علي صعيد أخر نجد هجوم من قبل كيندريك بريتشيت علي مدرسة تحمل اسم "مدرسة الكذاب" ، تدعي أن هيرودوت إما قام بإنشاء حسابات ملفقة بالكامل، بسبب حقيقة أنه لم يذهب إلى مصر أبدًا، أو بالمثل قام بنسخ وتكييف مقاطع من هيكاتايوس.

ونجد أقدم باحث يُدعي سايس الذي يقول إن "غالبية التصريحات التي أدلى بها هيرودوت حول الأمور المصرية معروفة الآن بأنها خاطئة، ... وهناك الكثير يمكننا تتبعه نية متعمدة لخداع ". من الواضح أن بعض العلماء بدأوا بالفعل في الشك في دوافع هيرودوت في القرن التاسع عشر.

وأصبح الحيره بين "مدرسة الكذاب"و "مدرسة التفسير الخاطئ" منذ سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين وما بعدها لتؤكد علي كذبه، ليظهر لنا مدرسة ثالثه تتبع ما يُقال بأن هيكاتيوس هو مصدر الكثير من حساب هيرودوت "كان موجودًا في عمل ماير وتم اقتباسه" بموافقة "من قبل جاكوبي، الذي كتب في عام 1912. طور هايدل الحجج التي تشير إلى أن بعض المقاطع كانت ملائمة رواية خيالية بطريقة بارعة من قِبل هيكاتيوس ، الذي تم تكييفه من قبل هيرودوت ، "الذي لم يكن فقط ساذجًا ولكنه خبيث".

من بين كذب هيرودوت، وسد النهضة ياقلبي لا تحزن..

المراجع والمصادر

أرمايور ، حسنا (1980) "تشريح سيسوستريس وهيرودوت" لتشريس ، كولشيس ، بلاد آسيا الصغرى ، بلاد الشام ". دراسات هارفارد في فقه اللغة الكلاسيكية 84: 51-74.

(1985) تشريح هيرودوت للفيوم: بحيرة موريس ومتاهة مصر. أمستردام.

بودين ، H. (1995) "Mentiri Nescio". الاستعراض الكلاسيكي رقم 45: 15-17.

براون ، TS (1965) "هيرودوت يتكهن بمصر". المجلة الأمريكية لعلم اللغة 86: 60-76.

بوركيت ، دبليو. (1992) ثورة الاستشراق: تأثير الشرق الأدنى على الثقافة اليونانية في العصر القديم القديم. (tr. ME Pindar and W. Burkett). كامبريدج.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن