الاحتجاجات المجتمعية في المنطقة العربية والحاجة إلى إعمال العقل والتدبر

حسين سالم مرجين
mrginhussein@yahoo.com

2019 / 10 / 26

أن الاحتجاجات المجتمعية التي تشهدها المنطقة العربية حاليًا في لبنان والعراق تدعو الأنظمة السياسية في تلك البلدان إلى ضرورة الاعتراف بأن هناك حراكًا مجتمعيًا حاصل، له أسبابه الحقيقية سواء على المستوى الاقتصادي، أم الاجتماعي، أم السياسي، كما يُبين ذلك الحراك أيضًا وجود مطالب حقيقية يتوجب الاعتراف بها، وحتى نقرب المعنى أكثر يمكن ان نشير إلى أن الاستعانة بالجيش وليس الشرطة يعد اعترافًا ضمنيًا بحجم وقوة ذلك الحراك، وخطورته على الأنظمة السياسية.
كما إن استمرار تجاهل الحراك ومطالبه سيؤدي لا محالة إلى مزيد من المشكلات والأزمات لتلك الأنظمة، وربما سيؤدي إلى سقوطها، بل أن استمرار ذلك التجاهل يعد في ذاته وصفة مضمونة لمشاكلات وأزمات مستمرة.
فالمشكلات والأزمات قد تبدو معقدة في ظاهرها لكنها تحمل في ثناياه مفاتيح الحلول والمعالجات، وذلك من خلال إعمال العقل والتدبر، بغية كشف الأسباب وفهم الحقائق من خلال النفاذ من السطح إلى الأعماق، فكل أزمة أو مشكلة باقية طالما بقيت الأسباب التي أدت إليها، واستعين هنا بمقولة لسقراط يقول فيها "ما استحقت الحياة أن نعيشها إذا لم نتأملها جيداً".
ومن ثم فلا غرابة إن تأتي تصرفات وممارسات الأنظمة السياسية –غالبًا- دون تفكير أو تدبر، ويعد ذلك أهم أسباب استمرار تلك المشكلات والأزمات، فمن دون عقل جديد لا يمكن أن يقوم اجتهاد جديد، وهذا يعني حاجة تلك الأنظمة السياسية إلى التفكير بعقل متجدد، كي ترى الأشياء كما يجب أن تكون، لأننا كما يقول البرت اينشتاين "سجناء حواسنا المحدودة ولهذا نعجز عن رؤية الحقيقة وتصورها"
وعمومًا نختم بالإشارة إلى إنه من يحسن التأمل ويدقق النظر يستطيع أن يدرك بسهولة أن تكرار الاحتجاجات المجتمعية في أكثر من دولة عربية وبنفس الأسباب والنتائج من مرة إلى مرتين – فمعنى ذلك أننا أمام مسألة قد تتعدى فعل المصادفات وتتخطاها، ولهذا وجب التنبيه بالحاجة إلى وقفة للتدبر، كون مسألة جد مهمة وبحاجة إلى البحث بشكل دقيق.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن