فى ذكرى ت س اليوت ,عن زمن انكسار الروح!

سليم نزال
salim_nazzal@yahoo.com

2019 / 10 / 24

يا مدينة الوهم
تحت الضباب الداكن فجر شتاء
تدفق حشد فوق جسر لندن ، حشد غفير
لم أتصور أن الموت قد طوى كل هؤلاء
زفير التنهدات كان قصيرا ، متقطعا
حين ثبت كل واحد عينيه على موطىء قدميه

مضى حوالى قرن على ظهور قصيدة الارض اليباب او ارض الخراب التى كتبها اليوت عاكسا اجواء الانكسارات و التشظى الذى حصل فى اوروبا بعد الحرب العالمية التى تركت المدن الاوروبية فارغة و مدمرة .ملايين القتلى و ملايين المهجرين و ملايين الجرحى القابعين فى المستشفيات.
هذا عادة ما يحصل عندما تتوقف الحرب .يخيم الصمت على كل شىء.على البشر , على العصافير , حتى على المقابر الرطبة لسكانها الجدد الذين سرقت احلامهم من قبل رجال سياسة عديمى الضمير . و بعدها تبدا الاسئلة لماذا حصل كل هذا !
اهمية قصيدة الارض اليباب انها رغم عدم ترابط موضوعاتها لكن المرء يلمس فيها اجواء الكارثة.كارثة التشظى الروحى و الدمار النفسى و الاخلاقى الذى حل بالبشر بعد الحرب .
الادب فى نهاية المطاف هو موقف ضد ثقافة الموت يعكس هم الانسان فى البحث عن الامل وسط الدمار .
فى مسرحية (السفينة تغرق) التى هى جزء من مسرحيات الطريق الى بغداد التى نشرتها قبل عامين فى ظل حروب القتل العبثية التى عاشتها بلادنا .تقول الصبية.
ارى الامواج العاتية و هى تضرب بقوة
ايتها الاحزان القادمة
و الاحزان التى تنتظر دورها لكى تات
ايتها الورود التى اجلت براعمها
ايها الرب القابع هناك ينظر لاحزاننا
اه كم نحتاج لنقطة ضوء
و لو فى حجم شمعة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن