حياة و استشهاد البطل جمال عزام

جمال الدين أحمد عزام
gamalazz@gmail.com

2019 / 10 / 21

في 5 نوفمبر عام 1948 ولد الشهيد جمال الدين إبراهيم محمد عزام في مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية. وقد أسماه جده فضلية الشيخ محمد الحديدي ذلك الاسم تيمنا بالمجاهد جمال الدين الأفغاني برجاء أن يكون مقاتلا في سبيل الله.
أنهى الشهيد تعليمه الإبتدائي بمدرسة دكرنس الإبتدائية. ثم بعد انتقاله مع عائلته إلى محافظة الجيزة التحق بمدرسة أبو الهول الإعدادية حيث ظهرت لياقته الجسمانية العالية وموهبته في رياضة الجمباز التي شارك في بطولاتها على مستوى الناشئين وحاز فيها المراكز الأولى.
استكمل الشهيد تعليمه بالالتحاق بمدرسة السعيدية الثانوية، وبعد تخرجه تحقق حلم طفولته بأن يكون ضابطا بالجيش المصري عندما تم قبوله بالكلية الحربية في عام 1966 ليتخرج منها عام 1968. و نظرا لتفوقه البدني و الذهني عين فور حصوله على فرقة الصاعقة الراقية في نفس عام تخرجه معلما بمدرسة الصاعقة المصرية بأنشاص.
ذاع صيت الشهيد في أفرع القوات المسلحة كضابط متميز حيث اشتهر بصرامته وكفاءته وعلاقته الطيبة بزملائه ومتدربيه. كما اشتهر بلياقته البدنية العالية وقوة تحمله الكبيرة وتفوقه في رياضتي الجمباز والجودو اللتين مثل القوات المسلحة في بطولاتها و في مسابقات اللياقة المفتوحة وحاز فيها المراكز الأولى.
مع رفع القوات المسلحة المصرية درجة استعدادها لمواجهة حاسمة مع العدو الصهيوني تم الحاق الشهيد بالكتيبة 43 صاعقة المكلفة بحصن بورتوفيق أقوى حصون خط بارليف وأشدها صعوبة من الناحية الموقع والتحصينات.
ومع آخر ضوء في يوم 6 أكتوبر 1973 وفي تمام الساعة 6:40 بدأت سرية المجهود الرئيسي لاقتحام حصن بورتوفيق من المواجهة بقيادة الشهيد النقيب جمال عزام في اقتحام قناة السويس، وعند الشمندورات أصيب الشهيد بنيران العدو وسقط ومن معه في الماء إلا أنهم تمكنوا من السباحة إلى الضفة الشرقية للقناة حيث كان في أحد مزاغل العدو مدفعا رشاشا يطلق النيران بكثافة على قوارب السرية. وجد الشهيد أن زملاءه وجنوده في خطر وأن العملية باتت مهددة و لم يكن هناك حل سوى اسكات هذا المدفع والذي لا يمكن التعامل معه إلا من المواجهة؛ ما يعني هلاكا محققا. أراد أحد الجنود التصدى للمدفع إلا أن الشهيد أبى أن يسكته غيره. تحامل الشهيد على نفسه رغم اصابته وتسلق الساتر الترابي وسد المزغل بجسده ولم يتركه غير مبال بالرصاص الذي ملأ جسده حتى ألقى بحزام القنابل داخله ليدمر المدفع ويرتقي شهيدا ويمكن باقي السرية من العبور ومحاصرة الحصن.
استسلم حصن بورتوفيق بعد ثمانية أيام حصار للقوات المصرية. وقد حضر وقائع الاستسلام مندوبو الصليب الأحمر ومراسلو وكالات الأنباء العالمية وسط هتاف أهالي بورتوفيق والسويس بروح الشهيد جمال عزام الذي توج حياته بأفضل نهاية يرجوها مقاتل في سبيل الله وهي الشهادة في سبيله بعد أن قدم نموذجا للفداء والتضحية؛ وصدق الله العظيم.."ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد".



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن