تخدير أم تحديث الشخصية الليبية في عهد العقيد معمر القدافي؟

أسماء عبدالواحد الكامل
asmaalkamel94@gmail.com

2019 / 10 / 18

يتطلب التفكير في سياق تنموي ما الدراسة المعمقة لقيم ومعايير المجتمع المعني، والمتتبع لمراحل تطور المجتمع الأوربي سيلاحظ أنها عملية تحول شارك فيها جميع فئات المجتمع، فكانت كالتالي صراع، تصادم ثم أزمة أحدثت تغير في الفعل الاجتماعي وسلوك الأفراد أثرت على نمط عيش المجتمع وقيمه مما أدى إلى ظهور سلوكات لم تكن موجودة قبلا ، و أثرت كذلك على مجمل الأنماط الثقافية والاجتماعية كالقيم والعادات التي انخفض شدة تمسك ببعضها في مقابل ارتفاع قيم أخرى كالادخار والاستقلالية ميزة خاصة اتسمت بها هذه المجتمعات والتي تقل في المجتمعات العربية، وبهذا وفي حالة المجتمع الأوربي شكلت القيم دافعا وحافزا قويا لإحداث التنمية، بينما كان العكس مع حالة المجتمع الليبي مثلا بحيث شكلت القيم عاملا للتخلف، وشكلت كابحا للتنمية، فبرغم من عملية التحديث التي عرفها المجتمع الليبي، في فترة العقيد القذافي والمراحل المتقدمة للتجهيزات العامة والمؤسسات الصناعية، جودة الطرق والنقل، تجهيز المستشفيات والمصحات، تنفيد منظم للمخططات التنموية، الطاقة الكهربائية ذات الجودة العالية، وانتشار المدارس المجهزة، إلى أنها لم تحدث أي تغير في الشخصية الليبية، بل بالعكس كان لها الأثر السلبي وأدت إلى نشر ما يسمى بنمط الحداثة المشوهة، نمط زرعه النظام السياسي الليبي في النسق القيمي والثقافي للمجتمع، حتى أصبح الخوف مكونا من مكوناتها ،حتى اتسمت سلوكات الشخصية الليبية بالتكرار والالتفاف نحو العقيد ليصبح التقليد بديلا للابتكار والتعصب للرأي بديلا لتبادل الرأي، ليصبح الهروب للماضي هو الحل في مقابل استشراف المستقبل، فإلى أي حد استطاعت الشخصية الليبية التخلص من هذه الكوابح بعد ثورة 17 فبراير؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن