استهداف ناقلة النفط الإيرانية ولغز الطرف الثالث!؟؟

سليم نصر الرقعي
elragihe2007@yahoo.co.uk

2019 / 10 / 12

حول استهداف هذه السفينة الابرانية في الوقت الذي تحاول فيه باكستان بناء جسر اتصال بين هذين البلدين المسلمين لإنهاء هذا الصراع المكلف والطويل والمرير لكل منهما لاحظ عدة محللين سياسيين أن السعودية وايران تعاملا - على غير عادتهما - مع هذه الحادثة بهدوء وتحفظ بل - ولأول مرة - لم يتبادلا الاتهامات المتشنجة بل وجدنا أن كلاهما ألمح أن هناك ((طرف ثالث!؟؟)) هو من كان وراء هذه العملية وأن هدف هذا الفاعل المجهول مفهوم؟، وهو تخريب الجهود الباكستانية لإطفاء نار هذا الصراع السعودي الايراني الطويل المرهق!، ولكن السؤال هنا: ((من هذا الطرف الثالث!؟؟))، ترددت عدة تكهنات واجابات:
(1) الجواب الأول: الموساد الاسرائيلية!
حيث ان اسرائيل أكثر من يستفيد من هذا الصراع المستمر بين هذين البلدين المسلمين الكبيرين على طريقة ((فرق تسد!))، فمن جهة يشكل هذا الصراع ضغطا على ايران خصوصا فيما يتعلق بطموحاتها النووية، ومن جهة اخرى فإن القلق والهاجس الأمني الذي تعاني منه السعودية ودول الخليج تجاه ايران والخوف من طموحاتها التوسعية سيشجع هذه الدول على اقامة علاقة تحالف مع اسرائيل وفق مبدأ ((عدو عدوك صديقك!)).
* * *
(2) الجواب الثاني: المخابرات الامريكية!
حيث تعتقد جهات أمنية في أمريكا ان المصالحة السعودية الايرانية ستخفف كثيرا من الضغوطات الاقليمية على ايران من جهة ومن جهة ستجعل السعودية تشعر بالأمان مما يدفعها الى التحرر من استراتيجية الاحتماء بأمريكا كحليف استراتيجي وربما تبحث عن حليف آخر مثل روسيا او الصين، حيث اثبتت روسيا من خلال دعمها للنظام السوري بكل قوتها أنها حليف يمكن الاعتماد عليه بالفعل، بعكس أمريكا التي ثبت أن المتغطي بها عريان!!، انظر كيف تخلت عن أكراد العراق ثم أكراد سوريا بعد أن استفادت منهم في حربها ضد صدام ثم في حربها ضد الدواعش!!.
* * *
(3) الجواب الثالث: الموساد القطرية!؟؟؟
بهذا الوصف على حد تعبير ووصف أحد المعلقين!!، والذي ذكر أن تصالح السعودية وايران سيكون على حساب أمن حكام قطر!!، اذ سيخفف كثيرا من أعباء السعودية الأمنية والمادية والاعلامية والسياسية التي تخصصها ضد ايران وبالتالي ستذهب كل هذه الجهود الى مزيد من محاصرة قطر وعزلها!، فليس من مصلحة قطر ، إذن، أن تتفرغ لها السعودية والامارات، حيث ربما سينصب جهد السعوديين فيما بعد المصالحة مع ايران وانهاء مشكلة اليمن على زعزعة استقرار قطر أو حتى السعي لتغيير حكامها خصوصا وأن أمير قطر الأب (الشيخ حمد) في الشريط الصوتي المسرب برفقة (العقيد القذافي) تحدث بأن حكام السعودية سينتهون خلال العشرين سنة القادمة!، دون أن يخبر الشيخ حمد العقيد القذافي كيف سيكون ذلك!؟؟.. فحكام قطر يعلمون أن حكام السعودية لن يغفروا لهم هذه الأمنية القاتلة!!، لهذا فمن مصلحة قطر أن يستمر هذا الصراع السعودي الايراني إلى الأبد وأن يستمر غرق السعودية والامارات في المستنقع اليمني لعل النظام السعودي وحكامه سيتضعضع بالفعل ويسقط وتتحقق أمنية حكام قطر ومن خلفهم!!، ولا ننسى هنا أن قطر هي أكبر قاعدة إمريكية في الشرق الاوسط بالرغم من انها من خلال بوقها الاعلامي قناة الجزيرة تحاول ان تظهر بأنها من (معسكر المقاومة!!)، من يمكن أن يصدق هذا!!!؟؟، وهذه المخاوف والاماني القطرية هي سر دعم قطر للحوثيين بطرق ملتوية وتخصيص قناة الجزيرة لتكون المنبر الذي يتحدث من خلاله الحوثيون وابراز انتصاراتهم على السعودية والامارات واظهارهم بمظهر المتفوق والمنتصر واظهار السعوديين بمظهر العاجز الخاسر!، فلا شك ان قطر تتمنى بل وتسعى سرا لإستمرار الصراع الايراني السعودي من جهة ومن جهة استمرار غرق السعودية في المستنقع اليمني بما يضمن لها انشغال السعودية عنها واستنزاف طاقات الدولة السعودية - ماليا وأمنيا وسياسيا واعلاميا - في صراعها مع ايران مما يجعل حكام السعودية عاجزين عن التركيز على معركتهم مع حكام قطر وتصفية الحساب معهم!، خصوصا وأن قطر تعلم أن حكام السعودية لن يغفروا لها ما ذكروه للقذافي!!.
* * *
وهكذا فهذه هي التفسيرات والتحليلات التي وجدتها في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات العربية عن طبيعة هذا ((الطرف الثالث؟))(*) الذي تعتقد ايران والسعودية معا أنه هو من كان وراء استهداف ناقلة النفط الايرانية بالقرب من المياه الاقليمية السعودية بغرض افشال الجهود الباكستانية لعقد مصالحة بين البلدين!!!، فما رأيكم أنتم!؟.
*************
سليم نصر الرقعي
(*) ذكر أحد المعلقين أن قصة استهداف ناقلة النفط الايرانية ربما هي عملية "مفبركة" من صناعة المخابرات الايرانية والحرس الثوري من أجل اظهار ايران كما لو أنها ضحية للارهاب مثلها مثل السعودية وغيرها!!.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن