ايات شيطانية .. ثلاثون عاماً على تكفير سلمان رشدي

بشير عثمان
Basheer.othman777@hotmail.com

2019 / 10 / 4

في مثل هذا اليوم قبل 30 عاماً اصدر رجل الدين الشيعي علي الخميني فتوى اهدار دم سلمان رشدي وقطع رأسه، وداعياً كل مسلم إلى قتل رشدي..
حركت الفتوى ملايين الارهابيين في العالم واخرجت ملايين المسلمين الى الشوارع مطالبين بقطع عنقه.
بعد رواية آيات شيطانية اصدر سلمان رشدي روايته الاكثر ابداعًا وهي اولاد منتصف الليل وفي الرواية ايضا تطرق الى مسالة التدين الاسلامي وناقشها.

بطلي الرواية " شمشا وفاريشتا" هنديان من النقيض الطبقي، أحدهما يقيم في انجلترا، والآخر في مومباي، التقيا على مقعدي طائرة بالمصادفة، واثناء سقوطها يعودان بنا الى ايام مكة ( يطلق عليها سلمان رشدي جاهلية).

منح سلمان رشدي بطل روايته اسم فرشتا|ه والتي تعني الملاك بالهندية، وبطل الرواية لم يكن مصادفة، وكان استحضاراً للمؤرخ الهندي الاسلامي الكبير فرشتا( اسمه الكامل هو محمد قاسم هندو شاه، ولد في عام 1560 و توفي في 1620) مؤلف تاريخ فرشته (Tarikh-i Firishta).
وفرشتا المؤرخ هو اول من اعطى فكرة عن حمام دم القرون الوسطى و الذي حدث في الهند على ايادي الغزاة المسلمين، واثناء عهد الحكم الاسلامي هناك. حينما اعلن ان 400 مليون هندوسي تمت اذابتهم خلال الغزو الاسلامي للهند. والناجون تم استعبادهم و اخصائهم.
يقال ان تعداد الناس في الهند كان بحدود 600 مليون نسمة، وبحلول منتصف القرن السادس عشر كان تعداد السكان الهندوس بحدود ال 200 مليون فقط.

رواية سلمان رشدي كانت تفاصيل من وسط التراث الاسلامي والتاريخ الاسلامي ذاته، واطلق على احد فصولها اسم ماهوند، وهو الاسم الذي اخذ حيزاً اكبر من غيره في فتاوي التكفير. "ماهوند " والتي تعني الشيطان، كان المؤرخ يوحنا الدمشقي قد اطلقه على النبي محمد، وتم تداوله بقوة في اثناء فترة الحروب الوسطى بين المسلمين والمسيحيين.
ويوحنا الدمشقي هو اقدم مؤرخ للاسلام وسبق ابن اسحاق وابن هشام، وكتابه "الهرطقة 100 " والذي وصف فيه محمد بالشيطان هو احد اقدم الكتب التاريخية الباقية التي تؤرخ للنبي محمد، واستنتج فيها ايضا ان النبي محمد كان مصاب بالصرع، وهي النوبات التي كانت تنتابه بين فترة واخرى، ويصفها المؤرخون المسلمون بانها نوبات الوحي.
كتب يوحنا كتابه باللغة الإغريقية وهذا الأمر جنب وثيقته التاريخية الحرق والطمس، وتعد مرجعاً تاريخيا في الغرب لفهم شخصية النبي محمد. ماهوند خصص له سلمان رشدي احد فصول روايته.

بطل الرواية جبريل فريشتا والذي يعمل في طفولته برفقة والده، كناقل اطعمة للعمال في مومباي، بعد عودته كل مساء تحضنه والدته "نعمة " بحنان بعد ان يخبرها عن كل مشكلة يثيرها بين الهندوس والمسلمين، فهو لا يتورع عن دس قطع اللحم في اطباق الهندوس، والخضار في اطباق المسلمين.
وشمشا هو الابن الوحيد وغير المدلل لأحد اثرياء مومباي.
يختلط التراجيدي بالتاريخي بالكوميدي وسيتوج لاحقاً بمأساة الارهاب الإسلامي، وفتاوي التكفير التي اطلقت.

وصف سلمان رشدي فتوى الخميني بالمضحكة، قائلاً : هناك حتماً شيء خطأ، لم آتي بشيء من عندي، كل شيء موجود في التراث الاسلامي ذاته.
منحت ملكة بريطانيا سلمان رشدي لقب فارس.. ورغم التعطش لدمه إلا ان روايته ظلت واحدة من الاعمال الادبية الاكثر شهرة ونبذا ولعناً.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن