نثر فلسفي _ اغترابي

السعيد عبدالغني
el.elsaied@gmail.com

2019 / 9 / 3

أشعر أنى مغترب عن نفسي ، لا أدرى عنها شيئا وأدركها وأكتشفها كأنها آخر ، وبسبب هذا الاعتراب أسير فى كل التجارب بحثا عن أى تماس مع أى أحد ، ربما لأنى لا أملك أى شء فى الكون حتى وإن كانت الملكية الواقعية يقال انها لى ، ليس لدى أى شعور تجاه بيتى مثلا أو أهلى ، أشعر أيضا أنى منفى ، غربة ، لا تحن إلى أى شىء فى أوقات كثيرة ، لا أعرف ما الذى اغتربت عنه لأنه لم يكن لى أى وطن سابق ، لست خائفا من غربتى تلك ولا من كونى منفى للجميع ، أشعر أن اغترابى هذا يسبب نفورا للاخرين لانى لا اعرف ماذا أريد منهم ربما لانى لست بوطنى المجهول أو لم أجده بعد ، والناس تلقى الاسئلة وتقول عد إلى وطنك ولكنى لا أعرف إلى أى وطن أعود ، واشعر بنفور شديد من نفسي فاقذفها فى اي جمالية خارجية ، لوحة قصيدة ، لى او لغيرى ، هل لانى واجهت الحقيقة مباشرة بعريها وعريي التجريدي وأدركتها وأحاكم نفسي بدلا عن كل عبث ..
أشعر أنى دوما غريب بين الناس ووحدى ..
لا أنتمى إلى أى كيان إنساني ولا حتى ذاتى ككيان ، التخيل بعثر هوية وأكملت الغة الامر لانها فتحت دروبا الى ما بعدية معاني التى اكتبها كونها تُثبّت أفكاري طوال الوقت ، لا أنكر رغبتى الضئيلة فى الاندماج والانتماء والانغماس مع آخرين مجهولين ليسوا معلومين ولكنى وجدت أننى أحيانا أكتب بنشوة وذلك لم أكن الاحظه سابقا وأحس بانفتاح كلي امام بعض الاشياء البسيطة جدا التى لم أكن ألتفت لها سابقا فأتشكك لحظتها فى غربتي وفى سيطرة الكآبة عليّ ، إن الشعور بالوجد والجمال هو فقط الذى ينفى هذه الغربة ولو قليلا ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن